مرّ علينا هذا الأسبوع "اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي"، وفيه أحيت الجماهير في المدن الإيرانية ذكرى فتح وكر التجسس (1979) الذي كان يعمل تحت عنوان السفارة.. وكان استنادًا إلى الوثائق التي عُثر عليها هناك يعمل ليل نهار للتآمر على إيران والثورة الإسلامية.
شارک :
الطلبة الذين فتحوا السفارة بذلوا جهودًا جبارة لتحويل الأوراق المفرومة إلى صفحات مقروءة فوجدوا فيها العجب العجاب من ألوان التآمر ومنها إثارة النعرات القومية والطائفية وشراء الذمم والتغلغل داخل أجهزة الدولة الوليدة والتخطيط لانقلاب عسكري.
كانت تلك العملية أكبر خطوة لقطع يد أمريكا عن الجمهورية الإسلامية الوليدة وعامل بثّ روح العزّة والكرامة في نفوس الشعوب التي أذلها الاستكبار الأمريكي.
اللافت للنظر أن الإمام الخميني(رض) ساند أولئك الذين فتحوا وكر التجسس، واطلقوا على أنفسهم اسم الطلبة السائرين على خط الإمام، وأيد عملهم وأسماه الثورة الثانية في إيران.
وتأييد الإمام للشباب ينطلق من خلفية طويلة في موقف الإمام الراحل من أمريكا، فهو الذي سماها (الشيطان الأكبر) وهو الذي نبّه الأمة مرارا منذ الستينيات على خطرها، باعتبارها مصدر كل مشاكل العالم الإسلامي بل العالم كله. والشعب الإيراني كان متفهمًا تمامًا لموقف الإمام لما عاناه في تاريخه الحديث من تآمر أمريكي كان أحده إسقاط الحكومة الوطنية التي قامت في زمن الدكتور مصدق، وإعادة الشاه الهارب إلى سدة الحكم.
لقد استمرّ الإمام (رض) في خطبه وبياناته يحذّر من الاستكبار الامريكي؛ وهذه نصوص من تلك التحذيرات :-
«أهم مسألة تعانيها الشعوب الاسلامية وغير الاسلامية الخاضعة للسيطرة وأمضّها ألـمًا، هي مسألة أمريكا. الحكومة الامريكية باعتبارها أقوى حكومة في العالم، لا تدّخر وسعًا في ابتلاع المزيد من ثروات البلدان الخاضعة ليسطرتها.. أمريكا تحتل المرتبة الأولى بين أعداء الشعوب المحرومة والمستضعفة في العالم، وهي لا تتورع عن ارتكاب أية جريمة على طريق فرض هيمنتها السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية على البلدان الخاضعة لسيطرتها، إنها تستغل الشعوب المظلومة في العالم. عن طريق دعايات واسعة تخطط لها أجهزة الصهيونية العالمية، إنها تعمل عن طريق عملائها المتسترين الخونة على امتصاص دم الشعوب الضعيفة وكأنّ حقّ الحياة حكر عليها وعلى حلفائها.. أيران إذ ارادت أن تقطع علاقاتها مع هذا الشيطان الأكبر في جميع المجالات، تعاني اليوم من هذه الحروب المفتعلة» / من نداء الإمام الى حجاج بيت الله الحرام - 2 / 11/ 1400 هجرية.
«اليوم، ونحن في رحاب تقارب جميع مسلمي العالم وتفاهم كل المذاهب الإسلامية لانقاذ بلدانهم من براثن القوى الكبرى.
اليوم ونحن في رحاب انقطاع أيدي طغاة الشرق والغرب عن إيران بوحدة الكلمة والاتكال على الله تعالى، والتجمّع تحت لواء الاسلام والتوحيد.
الشسيطان الاكبر (أمريكا) دعا فراخة لالقاء بذور التفرقة بين المسلمين بكل الحيل والوسائل وجرّ الأمة الاسلامية والاخوة في الايمان الى الاختلاف والعداء، ليفتح أمامه السبيل الى مزيد من النهب والهيمنة.
الشيطان الاكبر، المذعور من صدور الثورة الاسلامية في إيران الى سائر البلدان الاسلامية وغير الاسلامية، وانقطاع يده الخبيثة عن جميع البلدان الخاضعة لسيطرته، لم يكتف بحصاره الاقتصادي وغزوه العسكري، بل توسل بحيلة أخرى، لتشويه ثورتنا الاسلامية أمام مسلمي العالم، ولاثارة التناحر بين السملمين، كي يتسنّى له الاستمرار في ظلم العالم الإسلامي ونهبه». من نداء الإمام الى حجاج بيت الله الحرام - 2/11/1400 هجرية.
«سمعنا بنبأ قطع العلاقات الديبلوماسية بين أمريكا وإيران، وإذا كان كارتر قد أقدم على عمل واحد في حياته يمكن أن يعتبر لصالح المظلومين فهو قطع هذه العلاقة القائمة بين شعب نهض للتخلص من مخالب الناهبين الدوليين، وبين محتال مصاص لدماء الشعوب المظلومة.
إننا نتفاءل بقطع هذه العلاقات، لأن قطع العلاقات الذي أقدمت عليه أمريكا هو دلالة على يأس أمريكا من إيران»/ من حديث الإمام بمناسبة قطع العلاقات الامريكية – الايرانية - 22/1/1400 هجرية.
هذا الوعي المبكر للإمام الراحل على طبيعة الاستكبار الأمريكي هو الذي حمى الثورة من السقوط كما سقطت كثير من محاولات الشعوب لاستعادة حريتها واستقلالها بسبب التآمر الأمريكي.
وسيظل هذا الوعي يحمي الثورة وبلد الثورة ومشروع الثورة تحت قيادة الإمام السيد علي الخامنئي، والله سبحانه ولي التوفيق وهو الناصر والمعين.
المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية/
الشؤون الدولية