المقاومة الفلسطينية تشد الازر في شمال قطاع غزة وفي الضفة الغربية..خمسة قتلى من الجنود الاسرائيليين باعتراف اسرائيلي وجرح ضابط وجندي جراحا خطيرة؛ والحبل مستمر والمقاومون يشدون الازر وينفذون البأس ويتصدون للعدو الذي يرتكب الجرائم يوميا .

قلنا في مقال سابق ان المقاومة الفلسطينية تشد من ازرها وتتصدى للعدو في الاماكن التي يحاول العدو تهجير اهلها كليا من شمال قطاع غزة الى جنوبها .

وها هو اليوم الذي يعلن فيه ابطال المقاومة الفلسطينية عن هجوم اسماه العدو الصهيوني حادث صعب جدا.

وفيما بعد اعلن العدو الصهيوني مقتل اربع جنود من قوة ناحال وجرح ضابط وجندي جراحا خطيرة كما اعلن عن مقتل جندي آخر من مدينة اسدود ، هذا الهجوم اليوم يشكل قمة جديدة من قمم رصد العدو والكيل له بمكيال صعب فمقتل خمسة جنود وجرح ضابط جراح خطيرة امر ليس هينا وليس بسيطا على جيش الاحتلال الاسرائيلي الذي يقصف خيم النازحين ويقتل الاطفال بمجازر يومية ويقتل امهات الاطفال في خيمهم التي اجبروا على النزوح اليها.

وفي الوقت ذاته تشتد المظاهرات عنفا في تل ابيب من اهالي المحتجزين مطالبين باتمام صفقة ابدت حركة حماس مرونة شديدة من اجل عقدها استنادا الى الاسس التي لا بديل عنها وهي انسحاب القوات الاسرائيلية من قطاع غزة وتبادل الاسرى حسب السياق الذي تم الاتفاق عليها في تموز من العام الماضي وفي الوقت ذاته وتعصف بعلاقات نتنياهو بدونالد ترمب عواصف مشحونة برعد وقصف وتبادل آراء سلبية من واحد للآخر مما يبشر بان عشرين من هذا الشهر سوف يشكل انقلابا  في علاقات الولايات المتحدة مع بنيامين نتنياهو وهذا هو بيت القصيد.

وقع نتنياهو في حيرة من أمره واصبح غارقا في رجل في دلو بايدن وغارقا في الرجل الاخرى في دلو دونالد ترمب : -

لقد اعلن دونالد ترمب انه لا يريد معارك ابتداء من عشرين كانون الثاني أي موعد تنصيبه ودخوله البيت الابيض كرئيس للولايات المتحدة، وهذا يضع نتنياهو في خانة اليك اذ عليه ان يوقف اطلاق النار والا فانه سيكون على عضض ومضض من دونالد ترمب وسياسته التي بدأت تتوضح بتركيز ترمب وحكومته على معسكر التحالفات وليس على معسكر الاعداء وهنا علينا ان نقول، ان التكتيكات التي يجب ان تتبع في هذه الظروف بالذات يجب ان تعني وتنفذ وتبرهن ان محاور المقاومة ابتداء من حزب الله وانصار الله وحزب الله العراق ومقاومة العدو الصهيوني في سوريا عليها ان تنشط وتضرب بكل ما اوتيت من قوة التوسع والتوغل الاسرائيلي في سوريا وتدمير دباباته التي انتشرت في جنوب سوريا وفي الجولان والمناطق التي كانت محرمة السلاح وخطوط الهدنة التي وقعت في العام 74.

هذا امر مختلف تماما عن الامر الذي نطرحه الآن وهو انه لا بد من النهوض بتشكيل مقاومة تنزل بالعدو الصهيوني وآلياته المنتشرة والمتوغلة في سوريا ضربات تنهي هذه الدبابات وهذه الآليات تماما كما انهت "اسرائيل" آليات ودبابات الجيش العربي السوري وصواريخه ومخازن السلاح والذخائر والصواريخ المضادة للصواريخ ومحطات الرادار السورية التي دمرت تماما ودمرت طائراته وقتل الآلاف من جنوده.

الشعار الآن، هو ان مقاومة الاحتلال الاسرائيلي لسوريا لا بد ان تبدأ غدا ان لم نقل تبدأ الليلة، وهذا يعني نهوض جيش الشعب السوري تماما كما قاتل الشعب السوري غورو وغيره من المستعمرين يجب ان يقاتل الصهاينة وهنا نقول التنسيق في غرفة العمليات من قبل حزب الله في لبنان وانصار الله في اليمن والمقاومة الفلسطينية وحزب الله العراقي والمنظمات المقاومة في سوريا عليها ان تنسق وتتحد وتنزل ضرباتها بالقوات الاسرائيلية حيثما توسعت وحيثما توغلت ، وعلينا في النهاية ان نقول ان من يحكم لبنان الآن مشكوك في مدى استعداده لمواجهة اسرائيل وما فعلته في جنوب لبنان فقد استفادت من ستين يوما من وقف اطلاق النار بتحقيق ما فشلت في تحقيقه خلال القتال الضروس الذي خاضه ابطال حزب الله ومنع الجيش الصهيوني من التقدم خطوة واحدة او السيطرة على مراكز تجميع السلاح والذخائر في جنوب لبنان لا بد من التفكير في كيفية الرد على ما فعله العدو الصهيوني في جنوب لبنان واكثر من 1500 خرق لاتفاق وقف اطلاق النار وذلك بشكل يتفادا الصدام مع من اكره اللبنانيون على التصويت له كرئيس وهو قائد الجيش وما وعد به السفيرة الاميركية في بيروت وما وعد به الامريكيين الذين زاروه عدة مرات.

هنالك عمل كثير لحزب الله وعليه ان يقوم به تنفيذا لاوامر امير شهداء الامة سيد شهداء الامة سيد الشهداء على طريق القدس السيد البطل القائد حسن نصرالله ، ولا شك علينا ان نتبصر تماما وان نعي تماما معنى كلمات قائد لواء ناحال للقناة 14 التلفزيونية الاسرائيلية الليلة عندما قال بعد اكثر من عام من القتال نجد ان الامور تزداد تدهورا في منطقة بيت حانون بشكل غير متوقع وها هي خسائرنا تزداد هناك اربعة قتلى وجرح ضابط وجندي جراحا خطيرة وكذلك علينا ان نذكر ما قاله الرئيس الاسرائيلي حول نفس الحادث، فقد قال "قلوبنا مفطورة من الحادث الاليم الذي اودى بحياة جنودنا في شمال قطاع غزة واضاف الرئيس الاسرائيلي ان خسائرنا في قطاع غزة مؤلمة جدا وباهظة جدا وقد دفعنا ثمنا باهظا وما زلنا ندفع هذا الثمن".

نقول لا يوجد اي مبرر للشعب السوري على البقاء صامتا وهو يرى ان اسلحة جيشه الوطني دمرت كليا وهو يرى ايضا التوسع الاسرائيلي وتمددها حول ضواحي دمشق بغض النظر عن رأي السلطة الجديدة في دمشق والسلطة الجديدة في سوريا وكل من تداعى للسلام وتقبيل الشرع مباركا له بالسلطة الجديدة في قصر الشعب.

بطبيعة الحال لا رئيس "دولة اسرائيل" ولا قائد لواء ناحال افادا الجمهور الاسرائيلي حول الخسائر التي مني بها جيش اسرائيل نتيجة القصف اليمني الشجاع بصواريخ تسبق الصوت ومسيرات تستهدف اهدافا حساسة في وسط الكيان الصهيوني وشماله وجنوبه.

من هنا نقول ان ابطالنا في اليمن مطالبون بزيادة رصيدهم من قصف اسرائيل تعويضا عن الخسائر التي مني بها اطفالنا في قطاع غزة  ومني بها كل الذين اجبروا على الرحيل من بيوتهم ومخيماتهم وقراهم ومدنهم الى مخيمات لا تقي من رصاص او برد او مطر او سيول نقول كذلك اخوتنا في العراق لا بد ان يتخلصوا من هذه العقدة الامريكية التي تهدد بين الحين والآخر حتى لا تقوم هيآت الكفاح والتصدي حزب الله العراقي وغيره للعدو الصهيوني في اهدافه الحساسة عليه ان يستمر وان يصعد من هجماته بغض النظر عن رأي الحكومة التي تتلقى التهديدات لان ما يجري في سوريا سوف يناتل العراق آجلا او عاجلا اذا لم يتحرك العراق لضرب التوغل الاسرائيلي في سوريا والتمدد نحو آبار النفط والغاز شمال شرق الفرات وكذلك على اخوتنا في العراق ان ينسقوا مع اليمن وابطال اليمن وابطال لبنان وابطال فلسطين لتوجيه الضربات كلما ابدى عنادا نتنياهو علينا ان نكيل له الضربات وعلينا ان نجعل من حتفه قريبا باذن الله.

انتهى
________________________
 * كاتب وسياسي فلسطيني