جاءت انتفاضة صفر المظفرة العظيمة في عام ١٩٧٧ لتجدد روح عاشوراء وقيم كربلاء وتضحيات الامام الحسين (ع) واهل بيته وصحبه الميامين، ولذلك يمكن اعتبار الانتفاضة على انها ديمومة عاشوراء على قاعدة {كل يوم عاشوراء، وكل ارض كربلاء .
الشيخ حيدر الربيعاي
دراسة نتائج انتفاضة صفر الخالدة عام ١٩٧٧م
تنا
11 Jan 2012 ساعة 10:57
جاءت انتفاضة صفر المظفرة العظيمة في عام ١٩٧٧ لتجدد روح عاشوراء وقيم كربلاء وتضحيات الامام الحسين (ع) واهل بيته وصحبه الميامين، ولذلك يمكن اعتبار الانتفاضة على انها ديمومة عاشوراء على قاعدة {كل يوم عاشوراء، وكل ارض كربلاء .
لقد عرف النظام الشمولي (البعثي)البائد في العراق جيدا ان الظلم وعاشوراء نقيضان لا يجتمعان، ولانه كان يخطط لاحكام قبضته الحديدية على العراق بسياسات ظالمة بدات بالتمييز الطائفي والعنصري ولا تنتهي بمطاردة الشرفاء وتكميم الافواه وقمع المعارضة، لذلك فكر اولا في ان يقضي على الجذوة التي تشعل التمرد على الظلم في نفوس العراقيين، وهي ليست الا عاشوراء وذكرى الطف وتضحيات ابا الاحرار وسيد الشهداء الامام الحسين بن علي (ع) فقرر ان يقضي على كل ما يمت بالذكرى من صلة ليقضي على روح الثورة، ليصفو له الجو فيحكم كيف يشاء وباية طريقة ووسائل يريد.
فجاءت انتفاضة صفر المظفرة العظيمة في عام ١٩٧٧ لتجدد روح عاشوراء وقيم كربلاء وتضحيات الامام الحسين (ع) واهل بيته وصحبه الميامين، ولذلك يمكن اعتبار الانتفاضة على انها ديمومة عاشوراء على قاعدة {كل يوم عاشوراء، وكل ارض كربلاء} فلازال هناك ظلم في زمن ما وفي ارض ما، يجب ان تتجدد عاشوراء بقيمها وتضحياتها، لتاخذ على يد الظالم وتوقفه عند حده وتجدد روح الثورة والتمرد على الظلم في نفوس المظلومين.
واليك الحقائق التاريخية التي انبثقت عن انتفاضة صفر الخالدة وهي كالاتي :
اولا: ان الانتفاضة هي اول تحدي شعبي جماهيري عام للنظام الديكتاتوري البائد، فهي اذن حولت المواجهة مع النظام من العمل الحزبي النخبوي الى العمل الجماهيري، ولذلك فانها المفصل في عملية التحدي والتغيير.
ثانيا: انها اول دماء تراق على الارض في مواجهة شعبية في وضح النهار، وبذلك تكون الانتفاضة قد نقلت وقود الثورة وعملية التغيير من السجون المظلمة الى الشارع وأمام مرأى ومسمع الراي العام.
ثالثا: ولاول مرة يكتشف النظام الديكتاتوري مدى حجم الرفض الشعبي لسياساته الرعناء التي تعتمد على تكميم الافواه وعلى التضليل، فيما نبهت العراقيين كذلك الى حجم الظلم الواقع عليهم ليستعدوا لمواجهته.
رابعا: كما ان الانتفاضة كانت سببا لوقوع الخلاف والاختلاف في صفوف النظام البائد وقياداته وازلامه، فكلنا يتذكر الموقف الانساني الذي وقفته بعض قيادات النظام آنئذ عندما رفضت التصديق على احكام الاعدام التي اصدرتها المحكمة الصورية الخاصة التي شكلها الطاغية الذليل صدام حسين شخصيا لمحاكمة من شارك في الانتفاضة، هذا الموقف الذي دفعت ثمنه تلك القيادات آجلا بالقتل بعد ان تمت تصفيتهم من قيادة الحزب الحاكم والدولة عاجلا.
خامسا : ان انتفاضة صفر الظافرة قد كسرت حاجز الخوف للجماهير من خلال دخولهم في معركة حاسمة مع فلول النظام البعثي الكافر على طريق نجف - كربلاء والتي استمرت للايام المتتالية يوم ١٧و١٨ و١٩ و٢٠ من صفر وتدمير فلول النظام الجائر .
كما اكتشف النظام بالانتفاضة ان كل اساليبه التي تعتمد الدعاية والتضليل لم تمض بالعراقيين الذين اثبتوا بانهم على وعي كامل بما يحيكه النظام من سياسات ظالمة يراد بها اسكات الصوت الحر لهذا الشعب الابي.
ولولا تلك التضحيات الجسام التي قدمها العراقيون على طريق ذكرى واقعة الطف العظيمة، لما شاهدنا اليوم كل هذا الزحف المليوني الى مرقد سيد الشهداء الامام الحسين (ع) في كربلاء المقدسة.
انه الثمن الذي لابد ان يدفعه اي شعب ينشد العيش بحرية وكرامة، وصدق الشاعر عندما قال:
لا يسلم الشرف الرفيع من الاذى حتى يراق على جوانبه الدم .
الشيخ حيدر الربيعاي:مدير مركز البحوث والدراسات الانسانية في النجف الاشرف
رقم: 78362