كأنه لا يكفي المعتقلات والمعتقلين السياسيين في البحرين ،أن يعتقلوا جوراً وظلماً من دون محاكمات ولا تهم منطقية، إلا أن السجانين يضيفون إلى معاناته معاناة أخرى داخل السجن،فمن تعذيبٍ إلى تهديدٍ بالقتل أو تمديد فترة السجن،يمضي هؤلاء أصعب الأوقات وأقصى أنواع التعذيب اللاإنساني داخل الزنازين التي لا ترحم حتى النساء الضعاف.
وفي هذا الإطار، سردت الناشطة المعتقلة زهرة الشيخ وقائع أليمة عن الظروف التي تلاقيها في السجن، والتعذيب، متهمة شرطياً بتهديدها "بالسجن لفترة أطول إن هي تحدثت عن التعذيب الذي تعرضت له".
وفي رسالة مسربة من السجن نشرتها "المنظمة الأوروبية - البحرينية لحقوق الإنسان" ذكرت الناشطة المعتقلة أن سبب سجنها كان لأنها رفضت تلفيق قضية وتوجيه تهم لرئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان) نبيل رجب و(مسئول دائرة الرصد في مركز البحرين لحقوق الإنسان) سيد يوسف المحافظة و(عضو مركز البحرين لحقوق الإنسان) ناجي فتيل.
كذلك قالت في رسالتها أن الشرطية في السجن كانت قد هددتها وطلبت منها القول أمام وكيل النيابة بأنها طالبة إعلامية تريد إسقاط النظام في البحرين، كشرط للخروج من السجن.
كما أوضحت المعتقلة، أنه بعد الإفراج هنها بكفالة نظراً لسوء حالتها الجسدية والنفسية، اعادتها الشرطية إلى السجن تعسفاً بعد ان إلتقطت لها أختها صورة وهي تعذبها داخل الزنزانة".
إلى ذلك، أضافت زهرة الشيخ في رسالتها أن في داخل السجون فتيات "دعارة" يتحرشن بها،قائلة " من شدة الضرب الذي أصابني كنت أهلوس و أتحدث بكلمات غريبة".
في السياق نفسه، إستنكر الشيخ محمد حبيب المقداد في رسالة وجهها إلى مجلس القضاء الاعلى الحكم الصادر في حقه بالسجن ٦ اشهر بتهمة إهانة هيئة نظامية وموظفين عموميين، مستغربا أن "يتم عقد جلسة لمتهم ويتم إصدار الحكم عليه وهو لا علم له بالأمر إطلاقاً"، مؤكدا ان القضية "تشتمل على كلام تم تلفيقه بدوافع سياسية وكيدية".
ومما جاء في رسالته "إنني كمواطن أحمل هموم ومعاناة أبناء هذا الوطن وآلام ضحايا هذا النظام، وها أنا أدفعُ ثمناً لهذه المواقف الوطنية تهماً كيدية وانتقامية، وكذباً وتزويراً وقدحاً وتشهيراً فيا للعجب!! أنا الذي تقدمتُ برفع دعوى ضد الداخلية، فانقلبت الدعوى عليَّ، فأصبحتُ أنا الجاني والمعتدي، والداخلية هي الضحية المعتدى عليها.. أهذا هو القانون الذي تنادون به وتتحدثون عنه؟
كذلك رأى الشيخ المقداد "أن تسخير القضاء وتوظيف أحكامه لخدمة السلطة وتمرير سياساتها العدوانية لهو انتكاسة حضارية وجريمة بحق الإنسانية"، متسائلاً أن "هل من النزاهة والعدالة أن يتحول القضاء الى وسيلة قمع للمعارضين للسطلة؟
هذه المعاناة التي يتلقاها المعتقلون السياسيون داخل الزنازين،هي غيضٌ من فيض الظلم والوحشية التي يحملها النظام في جعبته لكل من يفكر مجرد تفكير بالمطالبة بأبسط حقوق الإنسان من عيش كريم وكرامة وسلام.
إعداد: ياسمين مصطفى