شنت الصحف التركية حملة هجوم على رئيس حكومة تركيا رجب طيب أردوغان موجهة إنتقادات لاذعة للسياسة الخارجية التي ينتهجها حزب العدالة والتنمية فيما يتعلق بالأزمة السورية.
وفيما يستمر أردوغان في سياساته الملتوية تجاه دولة صديقة،تسود الرأي العام التركي نقمة على الحكومة فيما تؤكد أوساط تركية أن دماء آلاف السوريين في رقاب السلطة التركية.
في هذا الإطار،شجب رئيس حزب العمل التركي دوغو برينتشك سياسة حكومة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية، مؤكداً أن "حكومة أردوغان مسؤولة عن قتل مئات السوريين كما أنها تستغل موقفها المعادي لسورية من أجل تدريب الإرهابيين وإيوائهم في الأراضي التركية إضافة إلى تقديمها الأسلحة الثقيلة والخفيفة للإرهابيين وإرسالهم للقتال في الاراضي السورية".
وفي حديث لرئيس حزب العمل إلى صحيفة (يدنيليك) التركية، رأى برينتشك أن "حكومة حزب العدالة والتنمية تنفذ هذه الأعمال ضمن المهمة الموكلة اليها في إطار مشروع ما يسمى الشرق الأوسط الكبير لافتاً إلى أنها تقوم بارتكاب هذه الجرائم أمام أعين العالم بشكل علني ووقح".
إلى ذلك، أكد برينتشك أن "الجرائم التي ارتكبتها حكومة حزب العدالة والتنمية مثبتة بالدلائل والبراهين وتعتبر وفق القانون التركي جرائم يعاقب عليها القانون"، وأضاف "إن وضع جزء من الأراضي التركية أو كاملها تحت سيادة الدول الأجنبية والقيام بأفعال من شأنها أن تضعف استقلال الدولة يعتبر جريمة يعاقب عليها القانون".
من جانبه، أكد الكاتب التركي محمد علي جوللر ما قاله رئيس حزب العمل عن سياسة أردوغان الخارجية،لافتاً في مقال له في صحيفة (يدنيليك) إلى أن "سياسة تركيا تصب في مصلحة تحويل مدينة ديار بكر التركية إلى مركز لمشروع الشرق الاوسط الكبير الذي يضع تقسيم سورية كأحد أهم أهدافه".
وإذ رأى جوللر أن الدول الغربية قد فشلت في تحقيق أهدافها في سورية، لفت إلى أن "الدليل على تورط الولايات المتحدة في الأحداث الجارية في سورية بات واضحاً من خلال الزيارات المتكررة للمسؤولين الامريكيين الى الحدود السورية التركية ولقائهم المعارضين السوريين وقيام وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي ايه) بنقل الاسلحة الى سورية عبر الحدود التركية".
في هذا السياق، أشار الكاتب التركي إلى أن "هدف أردوغان من بناء علاقات طيبة مع سوريا ولبنان كان عزل الجمهورية الإسلامية الإيرانية والتحول بالتالي إلى شريك نموذجي للولايات المتحدة الامريكية في الشرق الاوسط".
بدوره، لم يوفر الكاتب التركي صباح الدين أونكيبار أردوغان من إنتقاداته، إذ رأى أن سياسة تركيا الخارجية تجاه الأزمة السورية أفقدت تركيا إحترامها وإعتبارها بين الدول.
وفي حين أكد الكاتب أنكيبار هزيمة الرئيس التركي أمام صمود الشعب السوري، لفت إلى أن أردوغان يحاول بشتى السبل التغطية على فشله.
أما فيما يتعلق بالتهديد المبطن الذي وجهه أردوغان لوسائل الإعلام التركية، فرأى الكاتب أنكيبار أن هذه التهديدات إنعكست على وسائل الإعلام حيث قامت بإلغاء جميع برامجها التي تناقش فيها الموضوع السوري ".
في الإطار نفسه،أكد أونكيبار أن "إعلان رئيسة وزراء الولايات المتحدة هيلاري كلينتون عن فشل بلادها في سوريا هو خير دليل على هزيمة سياسة كل من تركيا وأميركا في سوريا".
إعداد: ياسمين مصطفى