تهويد الاقصى لطمس الهوية العربية مستمر. الاحتلال يدخل الاتربة ويشق نفقاً.وجنوده يستبيحون ساحة الاقصى. الهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات تحذر من اعمال العدو الهادفة للقضاء على معالم الديانتين.
العدو استغل انشغال العالم بالثورات العربية لاستكمال التهويد
تنا - بيروت
9 Jul 2012 ساعة 16:46
تهويد الاقصى لطمس الهوية العربية مستمر. الاحتلال يدخل الاتربة ويشق نفقاً.وجنوده يستبيحون ساحة الاقصى. الهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات تحذر من اعمال العدو الهادفة للقضاء على معالم الديانتين.
أفاد شهود عيان بأن شاحنات صهيونية كبيرة نقلت فجر اليوم الاثنين، كميات ضخمة من الأتربة تقدر بنحو ٢٠ شاحنة من المنطقة الجنوبية لحائط البراق الملاصق للمسجد الاقصى المبارك.
وأضاف شاهد، في حديث لراديو بيت لحم، بأنه رأى فتحة جديدة على شكل قوس بطول حوالي ٥ متر وعرض ٤ امتار تم حفرها اسفل الجدار الغربي لباب المغاربة، مؤكدا ان هذا النفق جديد ويبدو انه سيصل الى اسفل المسجد الاقصى مباشرة.
واشار الى ان العمال يعملون في المنطقة منذ الساعة الثانية عشرة ليلا وحتى السابعة صباحا، وبعدها يتركون الموقع مغطى بالأقمشة البيضاء الكبيرة التي لا تظهر ما خلفها.
من جهة ثانية، استباح ١٨٦ جنديا صهيونيا، اليوم، بلباسهم وزيهم العسكري المسجد الاقصى المبارك برفقة نحو ٢٠ ضابطا من جهاز الامن الداخلي الصهيوني وتجولوا في باحات ومرافق المسجد المبارك.
واوضحت مصادر صحافية،ان نحو ٦٠ يهوديا متطرفا وعشرات السياح الاجانب اقتحموا المسجد الاقصى عبر مجموعات صغيرة من جهة باب المغاربة، لافتةً الى ان هذه الاقتحامات ترافقت بحمايات وحراسات شرطية معززة ومشددة، بعمليات مستمرة ومتواصلة أسفل المسجد الأقصى من جهة القصور الاموية.
من جانبه، اوضح عضو المجلس الثوري بحركة فتح حاتم عبد القادر بأن عمليات الحفر مستمرة ومتواصلة أسفل جسر باب المغاربة والتلة التاريخية المُفضية الى المسجد الاقصى، لافتاً الى أن الاتربة المستخرجة من المكان يتم نقلها الى منطقة الطور حيث يشرف خبراء آثار يهود على غربلة هذه الأتربة.
كما اكد عبد القادر أن الهدف الحقيقي لهذه الحفريات تفريغ اسفل الجسر والتلة وبالتالي تهيئة المنطقة لانهيار سيبدو وكأنه انهيار طبيعي، مشدداً على أن هذه الحفريات تمثل اعتداء واضحا على المسجد الاقصى وستكون له تداعيات خطيرة كما أنه بمثابة محاولة أولية لاجتياحات كبيرة للمسجد الاقصى.
وانتقد عبد القادر منظمة اليونسكو التي لم تكترث لكل الطلبات الفلسطينية والاردنية للتدخل لوقف هذه التعديات والحفريات وطالب بممارسة ضغوط حقيقية على الاحتلال لوقف اعتداءاته على المسجد الاقصى.
من جهة اخرى، حذرت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات من استكمال ما يسمى بـ "مخطط استحداث ساحة البراق"، والذي يقضي بإقامة المزيد من المعالم اليهودية في محيط المسجد الأقصى المبارك، وزرع بؤر استيطانية وكنس وحدائق تلمودية في منطقة ساحة البراق لإحاطة ساحة البراق والحرم القدسي بمعالم يهودية غريبة عن طابعها العربي.
كما أشارت الهيئة في بيان لها، إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي وأذرعها التنفيذية المختلفة وعلى رأسها بلدية الاحتلال في القدس وضعت خطة وهدف رئيس بالإسراع بتهويد المسجد الأقصى المبارك، أولاً والمدينة المقدسة ثانياً، وتنفيذ كافة المخططات والمشاريع التهويدية المخزنة في أدراج حكومة الاحتلال للانتهاء وبأسرع وقت ممكن من تحقيق هدفهم المنشود، مذكراً بأهداف اسرائيل "بجعل القدس مدينة يهودية لليهود فقط، وسلخها عن واقعها العربي الإسلامي المسيحي".
وحذّرت الهيئة من نجاح الاحتلال في تنفيذ أجنداته التهويدية لما يعنيه من ضياع مدينة القدس وضياع الحقوق العربية للمسلمين والمسيحيين في مدينة مهد الديانات السماوية، مسرى محمد وقيامة عيسى عليهما السلام.
بدوره، أكد الأمين العام للهيئة الدكتور حنا عيسى على أن سلطات الاحتلال اختارت و"بذكاء" فترة انشغال العالم العربي بثوراته الداخلية، ومتابعة العالم أجمع لهذه الثورات وما يجري فيها، لافتاً الى انها بذلك تستطيع تنفيذ أكبر قدر ممكن من مخططاتها وأهدافها التهويدية بهدوء دون معارضة أو انتقاد من أحد.
واوضح عيسى أن إسرائيل تعمل وعلى كل الجبهات للسيطرة على مدينة القدس من خلال التغيير المنهجي المدروس لمعالمها أو بالتهويد وبالسيطرة الدائمة على الأرض والمقدسات تأسيساً لواقع جديد على الأرض يبيح التوصل إلى تسوية تستثني مدينة القدس، لافتاً الى ان هذا "بكل تأكيد لن يكتب له النجاح لأن الشعب الفلسطيني لا يمكنه أن يقايض هذه المدينة والثوابت الأخرى بمن فيها حق العودة في أية تسوية مطروحة، لأن القدس تمثل قلب الصراع الذي لا ينتهي إلا بحل واقعي وموضوعي لهذه القضية".
كما اكد الامين العام للهيئة أن ما تفعله "إسرائيل" في القدس من تهويد لها يمثل جريمة دولية في حق الإنسانية وعلى الأسرة الدولية إحالة كل المسؤولين في "إسرائيل" عن ذلك إلى المحاكمة أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بسبب تخطيطهم للقضاء على قدسية القدس بالنسبة للديانات السماوية الثلاث، مشيراً الى ان هذا "الامر يمثل تطاول ومساس مباشر في هذه الديانات ويشكل ذلك عدواناً واضحاً على حق وحرية الإنسان، كما يمثل جريمة تستوجب المحاكمة والعقاب، وعلى ضوء ذلك فإن جميع المخططات التي تقوم بها "إسرائيل" في مدينة القدس المحتلة باطلة وتستند لقانون القوة واعتداءً صارخاً على الشعب الفلسطيني وسيادته على أرضه، وتمثل انتهاكاً فاضحاً للشرعية الدولية والقانون الدولي".
تجدر الاشارة الى ان مخططات العدو الجديدة تقضي سيتم بإقامة سبعة أبنية تعرف بـ"مرافق الهيكل" تمهيداً لبناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى المبارك، حيث سيبنى في الجهة الجنوبية للأقصى فوق القصور الأموية مشروع تهويدي أطلق عليه اسم "مركز ديفدسون".
الى ذلك، ستشهد ساحة البراق وتل باب المغاربة أعمالا تطويرية على يد العدو متواصلة لمشاريع بنى تحتية وحفريات سرية لإقامة مبنى مؤلف من سبعة طوابق بمساحة ثلاثة آلاف متر مربع أطلق عليه اسم "مركز كيدم".
رقم: 101325