QR codeQR code

في الذكرى السادسة لحرب تموز

تهويل صهيوني يخفي في طياته الرعب الاسرائيلي الاكبر

تنا - بيروت

13 Aug 2012 ساعة 13:57

في الحرب المقبلة،سيصبح جنوب لبنان مقبرة لفرق الجيش الإسرائيلي ودبابته وجنوده ويتحقق بذلك الوعد الذي قطعه قائد المقاومة أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله بتغيير وجه المنطقة


 كم تصاعدت موجات التهديد الصهيونية التي تصدر في الكيان الصهيوني من هنا وهناك ضد لبنان تحت عنوان "الجنون الإسرائيلي" الذي لا يعرف الحدود، ورغم أن التّهديدات الإسرائيلية لم تعد تنطلي على أحد، خصوصاً بعد الإخفاقات والهزائم الإسرائيلية المتتالية في الحرب الدائرة مع المقاومة، إلا أنّ قادة الإحتلال ظلّوا يعزفون على نفس المنوال وخاصةً في الفترة الأخيرة. 

هذه السّياسة التي تأتي في إطار ممنهج ومنظم، عندما تتقاسم فيه القيادة العسكرية والسياسية الأدوار مع وسائل الإعلام الإسرائيلية، ليست إلا جزءاً من حرب نفسيّة مدروسة تهدف الى الإيحاء للطرف الآخر بوجود جهوزية إسرائيلية للحرب وأنّ اسرائيل لن تقف عند أيّة حسابات إذا جُنّ جنونها.
 
وهي بالتّالي تخدم عدّة أهداف تبدأ بردع الطّرف الآخر عن التّفكير بخوض أي مواجهة مع إسرائيل، وتنتهي بإظهار إسرائيل كقوّة لا يمكن لأحد التجرؤ على تحدي جبروتها وخوض المواجهة معها، لأنّه سيدفع الثمن غالياً جداً. 

ورغم النّبرة الإسرائيلية العالية والتي تحاول الظهور بمظهر الواثق من إمكانية تحقيق النصر في أي حرب مقبلة مع المقاومة، إلا أنّ المتتبّع لمختلف المواقف والتّطورات منذ حرب تموز وحتى الآن، يمكن أن يصل الى نتيجة مفادها: أن اسرائيل باتت أقل جرأة وأكثر خوفًا من خوض حرب محدودة أو مفتوحة مع المقاومة.
 
وأنها باتت تعيش هواجس غير مسبوقة من ناحية التهديد الذي سيتعرض له أمنها، وحتى وجودها في هذه الحرب، خصوصاً إذا أخذت أبعادًا شاملة ودخلت فيها أطراف متعددة ذات صلة بالمقاومة في لبنان. 

وتعكس السيناريوهات المرعبة للإسرائيليين التي تتحدث عنها عدة أوساط إسرائيلية مدى حراجة الموقف الإسرائيلي، الذي بات محاصراً بقدرة ردعٍ ناريّة غير مسبوقة ستُحدث دماراً لم يكن يتصوره الإسرائيليون حتى في أحلامهم.

ويمكن تأكيد هذا الأمر بالاستناد للعديد من الوقائع التي لم يعد يخفيها الاسرائيليون أنفسهم:
أولاً: على مستوى جهوزية الجيش الإسرائيلي، هناك تشكيك عند عديد من الأوساط والخبراء الإسرائيليين بما يتفوّه به قادة الجيش بأنه بات جاهزاً على مستوى التّدريب والتّجهيز لخوض المواجهة مع المقاومة وبأن أمر إصدار الأمر لينجز هذه المهمة بات مناطاً بقرار القيادة السياسية الإسرائيلية، والدليل الأكبر على كذب هذا الإدعاء هو إحجام اسرائيل وعسكرها عن خوض هذه المواجهة إذا كانت محسومة النتائج وسهلة
 كما يدعي بعض القادة العسكريين.

 وقد شرح العديد من المعلّقين أن الجيش الإسرائيلي والقيادة السياسية الإسرائيلية لم يستخلصا العبر من حرب العام ٢٠٠٦، وأن نفس المعضلات لا تزال قائمة على مستوى إتخاذ القرار وعلى المستوى التنفيذي، فإسرائيل لا تزال تفتقد القيادة القادرة على تحمل الخسائر التي ستلحق بالجيش الإسرائيلي والتي ستكون غير قابلة للهضم إسرائيلياً نتيجة القوة المضادة التي راكمتها المقاومة خلال السنوات الست الماضية.

ثانياً: أظهرت معطيات كثيرة  أن إسرائيل ستواجه خطراً أكبر وأوسع في الحرب المقبلة على الجبهة الداخلية، والأمر لن يقتصر على إستهداف المنطقة الشمالية إنما سيطال كلّ العمق الإسرائيلي وما سيولده ذلك من إرباك اسرائيلي عام لا سيما إذا رأينا أن المناورات الإسرائيلية في الجبهة الداخلية مؤخراً حاكت إستهداف البنى التّحتية الإسرائيلية والمنشآت الحيوية والاستراتيجية.
 
وقد أكّد رئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود اولمرت هذا الأمر عندما قال أن ساحة الحرب المقبلة ستكون في داخل المدن الاسرائيلية، ففي هذه الحرب سيعاني سكان تل أبيب ومختلف المدن الكبرى والمستوطنات ما سيعانيه سكان الضاحية الجنوبية ومختلف المناطق اللبنانية من خطر الدمار والموت والحرمان من مقومات الحياة الأساسية من كهرباء وماء واتصالات وتنقل آمن من مكان الى آخر.
 
وقد بيّنت تلك المناورات أن إسرائيل ستضطر إلى إخلاء مدن كبرى كـ "تل ابيب" و"حيفا" من سكانها وهذا بحد ذاته كابوس مرعب لم تعتده اسرائيل، فإلى أين سيذهب ملايين المستوطنين إذا كانت إسرائيل كلها تحت الخطر؟ ولهذا نصح مسؤولون في الجبهة الداخلية الاسرائيلية بعدم اللجوء إلى خيار نقل سكان المدن أثناء الحرب لأنه لن يكون مجدياً.

ثالثاً: سيشهد الوضع الميداني للجيش الاسرائيلي حالاً من الإرباك غير المسبوق، لأن مختلف المرافق والقواعد والمطارات العسكرية ستكون عرضة للإستهداف بالصّواريخ المدمرة ودقيقة الأصابة التي ستطلقها المقاومة، وهذا الأمر سيربك حركة حشد قوات الاحتياط وعمليات الامداد الخلفية وتشويش عمل قيادات العمق التي ستكون عرضة للتهديد.
 كما ستتضرر قدرة سلاح الجو على الإقلاع الحُر من قواعده والانطلاق لتنفيذ هجمات جوية ضد أهداف المقاومة، كل ذلك سيترك أثراً سيئاً على عمل الجيش الذي سيكون مشتتاً بين حماية جبهته الخلفية وتلبية المهام الموكلة إليه في الجبهة الأمامية والتي يفترض أن تكون ذات طابع هجومي لحسم المعركة.

رابعاً: لن تتمكن كل الوسائل المضادة للصّواريخ أن تؤدي عملها لتوفير الحماية ولو بالحد الأدنى لكافة المستوطنات والمنشآت الاسرائيلية وذلك لأن منظومة القبّة الحديدية المضادة للصّواريخ قصيرة المدى _وهي المنظومة الوحيدة لدى الاحتلال حالياً لمواجهة صواريخ المقاومة_ لن تتمكن من مواجهة الصواريخ التي يزيد مداها عن سبعين كيلومتراً.
 
كما أن هذه المنظومة لن تستطيع حماية كافة المناطق المستهدفة لأنها تحتاج الى حوالي أربعة عشرة بطارية لتوفير حماية لهذه المناطق، ولا يوجد منها الآن سوى أربعة بطاريات منصوبة قبالة قطاع غزة.
 ناهيك عن أنّ هذه المنظومة غير قادرة على مواجهة الرّشقات الصّاروخية الكثيفة، ولن تكون قادرة سوى على اعتراض أعداد قليلة من الصواريخ في هذه الحالة، إضافة الى أن تكلفتها المرتفعة تفرض على الاحتلال التزود بأعداد قليلة منها ما يعجل نفاذ مخزونها من الصواريخ المضادة في الأيام الاولى للحرب وفق تقديرات الخبراء الصهاينة.

خامساً: على جانب الجبهة مع المقاومة لا تبدو الصورة ورديّة بالنسبة للاسرائيليين فرئيس شعبة الإستخبارات العسكرية الاسرائيلية الجنرال أفيف كوخافي أكّد أكثر من مرة أن مخزون المقاومة في لبنان تجاوز ثمانين ألف صاروخ من مختلف العيارات الموجهة ضد كل الأهداف الاسرائيلية، وهذا بحد ذاته يعكس حجم التّحدي الناري الذي ستواجهه اسرائيل في أي حرب مقبلة، حيث تتمكن آلتها العسكرية في أفضل الحالات من تقليص إنهمار الصّواريخ على المستوطنات والمنشآت الاسرائيلية بشكل مهم. 

التهديد الصاروخي لا يقتصر فقط على على الأرض بل إن اسرائيل تعيش قلقاً حقيقياً على عنصر التّفوق الجوي بعد تحذيرها من تزود المقاومة بمنظومات صاروخية متطورة مضادة للطائرات، وقد وجه القادة الصهاينة في أكثر من مناسبة تهديداً لسوريا من مغبة احتمال تزويدها حزب الله بصواريخ متطورة مضادة للطائرات وصفتها الأوساط الصهيونية بالكاسرة للتوزان لأن ذلك من شأنه أن يفقد اسرائيل عنصر قوتها الأساسية ويجعل الطّريق الى هزيمة جيشها مفتوحة على أوسع الابواب. 

ما ينطبق على الجو ينطبق على البحر أيضاً، حيث تخشى إسرائيل من شلل حركة ملاحتها البحرية العسكرية والمدنية نتيجة قدرة المقاومة على تغطية كل سواحل لبنان وفلسطين المتحلة بنيرانها الصاروخية المضادة للسفن. 

يبقى أن نشير إلى أن إسرائيل تواجه معضلة الخيار البري أيضاً فرغم حديث قادة الجيش عن ضرورة أن يتضمن أي خيار بالحرب حسماً برياً واسعاً فإنّ بانتظار الجيش منظومة واسعة ومتطورة مضادة للدروع ولقوات المشاة أكبر بكثير مما كانت عليه في حرب تموز، حيث سيصبح جنوب لبنان مقبرة لفرق الجيش الإسرائيلي ودبابته وجنوده ويتحقق بذلك الوعد الذي قطعه قائد المقاومة أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله بتغيير وجه المنطقة، وقد عبر رئيس الأركان الاسرائيلي في حرب تموز دان حالوتس عن عقم الخيار البري وعدم جدواه في مواجهة المقاومة. 

بتول زين الدين


رقم: 103995

رابط العنوان :
https://www.taghribnews.com/ar/report/103995/تهويل-صهيوني-يخفي-في-طياته-الرعب-الاسرائيلي-الاكبر

وكالة أنباء التقريب (TNA)
  https://www.taghribnews.com