الجمعية العامة تؤجل التصويت على القرار العربي بشأن سوريا الى الغد، وروسيا وايران تؤكدان استمرار الدعم، فيما الولايات المتحدة الاميركية تعلن تسليح المعارضة.
أصدقاء سوريا لن يسمحوا للعدو بالتقدم نحو المنطقة
تنا - بيروت
2 Aug 2012 ساعة 19:12
الجمعية العامة تؤجل التصويت على القرار العربي بشأن سوريا الى الغد، وروسيا وايران تؤكدان استمرار الدعم، فيما الولايات المتحدة الاميركية تعلن تسليح المعارضة.
تسلمت فرنسا الرئاسة الدورية لمجلس الامن الدولي أمس، وبدأت بانجاز اعمالها على الصعيد السوري الذي يشكل الهدف الاول والاخير بالنسبة لها، من جهة ثانية تتوارد الاخبار حول الانشقاقات في صفوف المعارضة المسلحة في الداخل السوري وفي خارجه، فيما تتكشف يوماً بعد آخر عبر الصحف الغربية قبل العربية هوية المقاتلين والمسلحين الذين يخوضون معارك في سوريا ضد الشعب والنظام.
بالمقابل، كان لإطلالة الرئيس السوري بشار الاسد برسالة دعم وقوة وعزيمة وثبات بمناسبة العيد الوطني للجيش السوري أمس وقعها، فيما بعض العرب مستمرون في التصعيد ضد الرئيس السوري والنظام، والاخبار تتلاطم عن تسليح بعض الدول العربية للارهاب في سوريا، اما التسليح الاميركي فيعلنه الرئيس اوباما جهارةً ودون خجل. على صعيد آخر، الدعم الروسي الصيني مستمر تكاتفاً مع الجمهورية الاسلامية الايرانية، اضافةً الى بعض الدول العربية.
بدأت اليوم الجمعية العامة للأمم المتحدة، مناقشة مشروع القرار العربي حول الأزمة السورية، لكنها أجلت التصويت عليه الى يوم غدٍ الجمعة من اجل مزيد من المناقشات حوله مع جماعات إقليمية متنوعة بمقر المنظمة الدولية في نيويورك حسب ما ذكرت مصادر صحافية.
المشروع الذي اقترحه المندوب السعودي في مجلس الامن يدعو "سورية إلى إنهاء الصراع وعدم استخدام أو نقل الأسلحة الكيماوية أو البيولوجية، إضافة إلى بدء محادثات من شأنها أن تؤدي إلى تحول سياسي لإقامة نظام حكم ديمقراطي"، يشار الى ان نص القرار شهد تعديلات حيث "أنه يستبعد الدعوة لفرض عقوبات من جانب واحد على دمشق، ويعتبر أن تنحي الرئيس السوري بشار الأسد شرطٌ ضروري لنقل السلطة".
الى ذلك، أعلنت فرنسا إنها ستحدد قريبا خُططَها لإعطاء دُفعة لمجلس الأمن للتحرك بشأن الأزمة السورية، مؤجلةً اجتماعَ مجلسِ الأمن الطارئَ على مستوى وزراء الخارجية إلى الاسبوع المقبل، حسب ما افادت مصادر فرنسية.
وذكرت قناة "الميادين" رفضت كل من روسيا والبرازيل والهند والصين وجنوب افريقيا مشروع القرار السعودي المعروض على الجمعية العامة للمم المتحدة حول سوريا.
من جهة أخرى، كشفت مصادر امريكية مطلعة ان الرئيس باراك اوباما وقع أمراً سريّاً يجيز تقديم دعم امريكي لمسلحي المعارضة السورية، مضيفةً ان الامر الذي وقعه اوباما في وقت سابق من هذا العام يسمح بشكل عام لوكالة المخابرات المركزية ووكالات امريكية اخرى بـ"تقديم دعم قد يساعد مقاتلي المعارضة في الاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد".
من جهتها، ذكرت محطات تلفزيونية اميركية ان اوباما وقع وثيقة سرية تسمح بتقديم المساعدة للمجموعات المسلحة في سورية، وافادت محطتا "ان بي سي" و"سي ان ان" نقلا عن مصادر لم تحددها ان الامر جاء من ضمن ما يعرف بـ"التقرير الرئاسي" وهي مذكرة تجيز لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) القيام بتحركات سرية.
بدورهم، رفض مسؤولون في البيت الابيض التعليق على هذه المعلومات لكنهم لم يستبعدوا ان تكون واشنطن تقدم المزيد من الدعم للمسلحين في مجال الاستخبارات مما تم الاعتراف به سابقاً، ولم يتم تحديد تاريخ توقيع أوباما على الأمر، كما لم يتضح المدى الكامل للدعم السري الذي قد تقدمه وكالات مثل المخابرات المركزية.
في سياق متصل، رأى خبراء أميركيون انه يتوجب على واشنطن ان تزيد من دعمها للمسلحين في سورية من خلال تقديم اسلحة ودعم جوي لهم وان تظهر بوضوح للنظام السوري الخط الذي لا يجوز له تجاوزه تحت طائلة تدخل عسكري.
من جهته، قال سفير اميركا سابقاً في الكيان "الاسرائيلي" مارتن انديك خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ انه "من المهم ان نتدخل بطريقة فعالة ولكن يجب ان يكون التدخل بطريقة ذكية"، مضيفاً انه "يجب ان ننتبه الى من نعطي اسلحة".
بدورها، كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن "جهاديين غالبيتهم من المتعاطفين مع تنظيم "القاعدة" يخططون للإنضمام إلى المعركة التي وصفتها بالحاسمة، ضد قوات النظام السوري في مدينة حلب"، مشيرةً إلى أن "سكاناً سوريين ومهرباً تركيا أكدوا أن العديد من الجهاديين جاؤوا من منطقة القوقاز وآخرون من باكستان وبنغلادش ودول الخليج العربية، فيما اعتبر سكان محليون تعاملوا معهم وصول الوافدين الجدد بأنه يجسّد النظرة العالمية للجهاد التي تفرّقهم عن معظم قادة المعارضة السورية المسلحة، وتثير استياء عميقا بين قيادة المتمردين".
ولفتت الصحيفة إلى أن "قادة المتمردين داخل سوريا أكدوا بأن ما يتراوح بين ١٥ و ٢٠ مقاتاً أجنبيا يدخلون إلى سوريا كل يوم منذ منتصف تموز الحالي، في محاولة للانضمام إلى ما يصل إلى نحو ٢٠٠ أو ٣٠٠ مقاتل أجنبي في سوريا".
في المقابل، حذّر نائب مدير معهد التحليل السياسي والعسكري الروسي ألكسندر خرامتشيخين من إمكانية أن تهدد صواريخ ارض-جو التي حصلت عليها المعارضة المسلحة في سوريا حركة الطيران المدني في الشرق الأوسط، لافتاً الى ان "المسألة تتوقف على نوعية مجموعات الصواريخ المحمولة المضادة للطائرات التي تم تزويد المعارضة بها.. فهناك أعداد كبيرة من مختلف الصواريخ المحمولة المضادة للطائرات في العالم، ولذلك فإن مصدرها يمكن أن يكون أي دولة، لهذا يصعب التنبؤ في هذا الشأن".
وأضاف خرامتشيخين "على سبيل المثال، هناك عدد كبير من هذه الصواريخ سوفيتية الصنع لدى دول حلف الناتو التي كانت أعضاء في معاهدة وارسو.. هناك على الأقل خمسون دولة يمكنها أن تقوم بتصدير هذا السلاح، بما في ذلك قطر والسعودية"، لافتاً الى ان هذه الصواريخ لاتحتاج الى تدريبات كبيرة لان هذا السلاح ليس صعب الاستخدام.
كما اوضح نائب مدير معهد التحليل السياسي والعسكري "لذلك فإن سوريا التي تفوق بمستوى تعليم أبناء شعبها أفغانستان بمرات لن تجد صعوبة باستخدام هذا السلاح".
على صعيد آخر، اعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف ان ما حدث في مدينة حلب السورية من قيام المسلحين بقتل انصار النظام السوري يؤكد ان انتهاكات حقوق الانسان، داعياً الساسة الغربيين لاخذ ذلك بعين الاعتبار.
واوضح غاتيلوف في صفحته على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي ان "قيام المعارضة بالتنكيل القاسي بانصار الحكومة في حلب يؤكد ان انتهاك حقوق الانسان "، مشيراً الى انه "من المفيد إن نظر الساسة الغربيون والعرب الى الوضع في سورية من هذه الناحية ايضا. ويجب ان يتخلى عن العنف الجميع".
وفي حين تترد الاخبار والاعلانات من الجانب التركي عن التدخل في سوريا، حتى ان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان كان ولا يزال يحاول بشتّى الوسائل إيجاد ذريعة تمكّنه من التدخّل العسكري المباشر في الأزمة السورية. الى ذلك، تقوم تركيا باجراء مناورات عسكرية على الحدود مع سوريا.
بدوره، أعلن نائب رئيس أركان الجيش الإيراني الجنرال مسعود جزائري، أن إيران "لن تسمح للعدو بالتقدم في سوريا" لكنها لا ترى ضرورة للتدخل في الوقت الحالي".
ونقلت ، صحيفة "شرق" عن جزائري انه "في الوقت الحالي ليس من الضروري أن يتدخل أصدقاء سوريا وتقييمنا هو أنهم لن يحتاجوا لذلك"، مضيفاً أن "كل فصائل المقاومة (لـ"إسرائيل" أي حزب الله اللبناني والحركات الإسلامية الفلسطينية)، هم أصدقاء لسوريا بالإضافة إلى القوى التي لها وزنها على الساحة الدولية (روسيا والصين)".
وأوضح نائب رئيس أركان الجيش الإيراني انه "سنقرر وفقا للظروف كيف سنساعد أصدقاءنا والمقاومة في المنطقة، ولن نسمح للعدو بالتقدم".
اما على الصعيد الميداني، نتقل المصادر الاعلامية المتواجدة في حلب ان النظام السوري يعمل على تخليص المنطقة من الارهابيين، وقد استطاع القضاء على عدد كبير منهم.
تجدر الاشارة الى ان صحيفة "الثورة" السورية تحدثت عن مواقف وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس والسياسة الفرنسية تجاه سوريا، مشيرةً الى انه يسير على خطى أسلافه في تزعم حملة الإستهداف ضد سوريا.
رقم: 104348