دمشق تأسف وايران تحمل المسؤولية للدول الداعمة للارهاب، وروسيا تقدم الدعم من اجل الحل، فيما الاتحاد الاوروبي يبحث عن بديل
رحيل انان..قد "يطلق العنان لاستعمال القوة"
تنا - بيروت
3 Aug 2012 ساعة 15:01
دمشق تأسف وايران تحمل المسؤولية للدول الداعمة للارهاب، وروسيا تقدم الدعم من اجل الحل، فيما الاتحاد الاوروبي يبحث عن بديل
خطوةٍ لافتةٍ أقدم عليها حامل جائزة نوبل للسلام، في مهمته الى سورية، إذ استقال كوفي انان من مهمته وتخلّى عن خطته قبل موعد تقديم تقريره حول سوريا بأيام قليلة. خطوة انان تحمل في طيّاتها الوجهين، السلبي والايجابي، السلبي في تخليه عن مبادرتها للسلام، وايجابية حيث ان الامر قد يفسّر بأن حامل السلام لايريد ان يكون شاهد زور على ما يراه ويلمسه من ارتكابات الغرب وتـآمره مع بعض الدول العربية في سورية، بعد ان قدمت دمشق الدعم الكامل لانجاز خطته.
من هنا، سارعت الدول الى التعبير عن آرائها تجاه الخطوة التي أقدم عليها المبعوث الاممي الى سوريا.
أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في بيان إستقالة كوفي انان من منصبه موفداً عربياً ودولياً لسوريا، واضاف البيان ان أنان أبلغ الامم المتحدة والجامعة العربية "نيته عدم تجديد مهمته حين تنتهي مدتها في ١٣ اب/اغسطس ٢١٠٢".
وأعرب الامين العام للأمم المتحدة عن "امتنانه العميق للجهود الشجاعة" التي بذلها انان و"لتصميمه"،مبدياً "أسفه العميق" لانهاء مهمته، موضحاً أنه "باشر مشاورات مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي لـ"الاسراع في تعيين خلف لـ"انان" يستطيع مواصلة جهود السلام الاساسية".
تجدر الاشارة الى أن انان عيّن في ٢٣ شباط/فبراير الماضي مبعوثاً للامم المتحدة وجامعة الدول العربية لتنفيذ خطة السلام المسماة باسمه والتي تحمل ست نقاط لارساء السلام في سوريا.
من جانبها، أعربت سوريا عن "أسفها" لاستقالة كوفي انان وسيط الجامعة العربية والامم المتحدة في سوريا، قائلةً: "سورية تعرب عن اسفها لنبأ استقالة المبعوث الاممي كوفي انان وطلبه عدم التمديد له في مهمته".
ونقلت "سانا" عن بيان الخارجية، ان سوريا "لطالما اعلنت وبرهنت عن التزامها التام بخطة انان لكن الدول الساعية لزعزعة استقرار سوريا هي التي عرقلت وما زالت تعرقل تنفيذ المهمة"، مؤكدةً ان "سوريا ملتزمة بمحاربة الارهاب بهدف استعادة الامن والاستقرار وحماية المواطنين وهي ما زالت تؤمن بان السبيل للخروج من الازمة هو الحوار الوطني والمصالحة من دون اي تدخل اجنبي".
من جهته، وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استقالة موفد الجامعة العربية والامم المتحدة لسوريا كوفي انان بأنها "خسارة كبرى" يجب ان لا تعيق جهود التوصل الى حل دبلوماسي للنزاع في هذا البلد، لافتاً الى ان "كوفي انان رجل يتمتع بصفات رائعة، ودبلوماسي بارع ورجل نزيه للغاية، لذلك فإن استقالته خسارة كبيرة".
الى ذلك، أعرب مندوب روسيا في الامم المتحدة فيتالي تشوركين عن اسف بلاده لقرار كوفي انان الاستقالة من منصبه موفداً عربياً ودولياً لسورياً، قائلاً: "نحن نتفهم قراره، ونأسف انه اختار الاستقالة"،مؤكداً ان موسكو قدمت "الدعم الدائم" لـ انان.
وأضاف تشوركين امام الصحفيين أمس، ان سعي الدول الغربية لانهاء عمل بعثة المراقبين الدوليين في سورية يعبر عن موقفها غير البنّاء من تسوية النزاع، مشيراً الى أن البعثة لن تواصل عملها في سورية بعد انقضاء سريان تفويضها يوم ١٩ اغسس/اب الجاري.
ورداً على مندوب فرنسا الدائم في الامم المتحدة، رأى تشوركين ان في ذلك "تعبيرا آخر عن موقف غير بناء اطلاقا"، مضيفا "انهم يتحدثون كالسابق عن تغيير النظام باستخدام القوة"، مشيراً الى ان "هذه السياسة لا يمكن ألا تكون لها عواقب كارثية، وهذه هو جوهر الصراع الدائر على مدى هذه الاشهر في مجلس الامن الدولي".
من جانبه، رأى نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، انه من المؤكد استقالة كوفي انان ستطلق العنان لمن يريد استخدام القوة، لافتاً على صفحته على موقع تويتر، الى ان "انان وسيط دولي نزيه، ولكن هناك من يريد اخراجه من اللعبة، ليطلق العنان لاستعمال القوة.. وهذا أمر اضحى واضحا".
بدورها، أعربت الصين عن احترامها لقرار استقالة المبعوث الاممي والعربي لتسوية الوضع في سورية كوفي أنان وتدرك الصعوبات التي واجهها في هذا المنصب.
وأوضح الناطق باسم الخارجية الصينية هونغ لي، أن "الجانب الصيني يعرب عن أسفه بخصوص ترك أنان لمنصبه.. واننا نتفهم الصعوبات التى واجهها عنان في عمله، ونحن نحترم قراره"، مضيفاً ان بلاده تقدر الدور النشط والبناء الذي لعبه انان في دفع العملية السياسية للقضية السورية قدماً.
كما اكد هونغ ان الصين ملتزمة بالحل السلمي والعادل والملائم للقضية السورية، وانه يتعين على المجتمع الدولي الالتزام بالتسوية السياسية لتلك القضية، لافتاً الى "ان الصين منفتحة لأي اقتراح يمكن ان يساعد في الحل السياسي للقضية السورية، وتدعم الامم المتحدة في مواصلة القيام بدور هام في التوصل الى هذا الحل".
من جهة ثانية، أعلنت الجمهورية الاسلامية الايرانية اليوم عن مسؤولية "بعض الدول المتدخلة" في فشل خطة السلام، التي أعدها المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا كوفي أنان عقب استقالته من منصبه.
واضاف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان باراست، بحسب وكالة "إرنا"، إنه "يبدو أن بعض الدول المتدخلة لم تكن راضية عن الجهود التي يبذلها أنان لمنع نقل الأسلحة إلى سوريا ووقف الأعمال الإرهابية"، مضيفاً أن "هذه الدول لم تقدم يد العون. في كل مرة كانت خطة أنان تنجح كنا نشهد تصاعداً في الأعمال الإرهابية في سوريا".
ولفت مهمان باراست الى أنه "على كل تلك الدول التي تؤيد الاستقرار والأمن في الشرق الأوسط أن تبذل جهوداً مشتركة لتحقيق الهدوء في سوريا وتمهيد الطريق لحل القضية من خلال محادثات سورية-سورية بين الحكومة والمعارضة."
بالمقابل، رأت فرنسا ان استقالة كوفي انان من منصبه كموفد دولي وعربي في سوريا "تظهر المأزق المأسوي للنزاع" في هذا البلد.
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في بيان ان "استقالة كوفي انان، تظهر المأزق المأسوي للنزاع السوري"، مضيفاً ان "الموفد الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية ينسحب، لكن وقفاً لاطلاق النار وتنحي بشار الاسد والبدء بانتقال سياسي يحترم كل المجموعات السورية هي موضوعات اكثر الحاحا من اي وقت".
أما، الولايات المتحدة الاميركية فقد ادعت ان استقالة انان "تعود الى رفض روسيا والصين دعم القرارات التي تستهدف الرئيس السوري بشار الاسد".
بدورها، دعت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون الامم المتحدة والجامعة العربية الى سرعة تعيين موفد جديد الى سوريا عقب استقالة كوفي انان، مشيرةً الى ان الاتحاد الاوروبي "يدعو الى سرعة تعيين خليفة لانان ليكمل العمل الذي كان يقوم به من اجل الانتقال السياسي السلمي في سوريا".
تجدر الاشارة الى ان انان تسلم مهمته ارساء السلام في سوريا منذ شباط - فبراير الماضي وحمل خطة حملت اسمه، مؤلفة من ستة. كما ان بعثة المراقبين الدوليين في سوريا تم التجديد لها من قبل المجلس لثلاثين يوماً تنتهي في التاسع عشر من آب الجاري.
وكان المندوب الروسي فيتالي تشوركين قد أشار الى ان بعثة المراقبين تلعب دوراً مفيداً حتى في الظروف الصعبة الحالية في سورية، لافتاً الى ان البعثة "اولا، تسمح بالحصول على معلومات أكثر موضوعية عما يجري، وثانيا، تساعد في بعض الاحيان تسوية هذا الوضع او ذاك، وثالثا، لديها اتصالات مرتبة مع الحكومة والطرف الآخر على حد سواء".
رقم: 104390