تاريخ النشر2012 14 August ساعة 00:56
رقم : 105673

مؤامرة مفضوحة

تنا - بيروت
تدرس واشنطن مع أنقرة إقامة منطقة حظر جوي "لمساعدة قوات المعارضة السورية"، سوريا تشكر جهود الاجتماع التشاوري، والمنظمة الاسلامية تبحث غداً الملف السوري.
مؤامرة مفضوحة
انقشعت الرؤية، وباتت أوراق المؤامرة على سوريا مفضوحة، من قبل الأطراف التي تدّعي حملها للواء الديمقراطية في العالم، والتي تسعى من أجل احلال السلام كما تراه من منظورها، وحيث كانت تعمل من قبل بشكل مستور على تسليح الارهاب. 

أصبحت اليوم تعلن جهارةً ما كانت تقوم به من تحت الطاولة. ففي حين تشكر سوريا الجهود المبذولة لخروجها من أزمتها في الاجتماع التشاوري في طهران، تشرئبُ أعناق المعارضين للحل السلمي لتعلن التسليح واقامة المناطق العازلة ضمن الدولة وداخل حدودها. وهذا مايشكل خرقاً سافراً للسيادة في القوانين الدولية.
 

فقد أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون من أنقرة، أن الولايات المتحدة وتركيا تدرسان كل الخيارات اللازمة لمساعدة قوات المعارضة السورية،
بما في ذلك إقامة منطقة حظر جوي، مضيفةً أنّه ينبغي على أنقرة وواشنطن الدخول في تفاصيل خطط دعم المعارضة والتوصل إلى سبيل لوقف العنف. 

وقالت كلينتون بعد اجتماعها مع وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلون إن "أجهزة استخباراتنا وجيشانا أمامهما مسؤوليات مهمة وأدوار عليهما القيام بها، ومن ثمّ سنؤلف مجموعة عمل لتحقيق هذا الأمر"، داعيةً إلى "تسريع نهاية نظام" الرئيس بشار الأسد.
 
كما أعربت  وزيرة الخارجية الاميركية عن "القلق حيال الصلات القائمة بين حزب الله وإيران وسوريا"، مشيرةً إلى أنّ واشنطن "تشعر بقلق إزاء استغلال جماعات مثل حزب العمال الكردستاني الانفصالي أو القاعدة للفوضى في سوريا للحصول على موطئ قدم". 

بدورها، رأى وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو "أنّ الوقت قد حان كي تتخذ القوى الخارجية خطوات حاسمة لحل الأزمة الانسانية في مدن مثل حلب التي تتعرض لقصف يومي من جانب قوات الحكومة السورية"، مضيفاً "كنا نتمنى أن يكون المجتمع الدولي جسداً واحداً في
حلّ هذه الازمة، واستقالة كوفي أنان أوقفت الحلّ الدبلوماسي، والوضع الانساني يتأزم من يوم الى آخر، ووصل عدد اللاجئين إلى أكثر من ٥٥ ألف لاجئ، وكلّ يوم يلجأ العديد من السوريين الى تركيا التي هي بيت آخر للسوريين".
 
كما أوضح اوغلو أنّه بحث مع كلينتون "التطورات الأخيرة، خاصة بعد قمة جنيف والاتفاقية التي وصلنا اليها في مهمة أنان واستقالته، وهذه المباحثات انقطعت"، مشيراً الى أن "هناك اتفاقاً وتفاهماً بين تركيا والولايات المتحدة بشأن الخطوات، والهيئات المتخصصة يتفاهم بعضها مع بعض في ما خصّ الموضوع، وأعدنا النظر في الوضع الانساني والقنوات الدبلوماسية، وسنتابع هذا الموضوع في الايام المقبلة". 

من جهة ثانية، لفت اوغلو الى أن "البحث مع كلينتون تركز على مرحلة ما بعد الرئيس بشار الاسد، وسبل منع حدوث فراغ في سوريا، وعن لبنان والعراق والاردن والاعتداء على الجيش المصري في سيناء"، مشيراً الى أنّ "التطورات الأخيرة والتهديد بالاسلحة الكيميائية خطير جداً، وقمنا بالتخطيط لآلية الردّ على هذه التصرفات السيئة وحماية
السوريين داخل سوريا". ورأى أن "بعض ما يحدث في سوريا يندرج تحت وصف جرائم الحرب، وعلى المجتمع الدولي التدخل". 

بدوره، دعا الملك الأردني عبد الله الثاني، إلى إيجاد حلّ سياسي للأزمة في سوريا "يضع حداً للعنف ويحافظ على وحدة سوريا وتماسك شعبها"، مشيراص الى ان "ما يحدث من تطورات متسارعة على الساحة السورية مقلق للغاية". 

من جهته، حذر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من أنّ الدول التي تتدخل في شؤون دول أخرى في المنطقة "ستحترق"، مشيراً الى أن الفترة المقبلة ستشهد "تهاوي دول". 

وحذّر رئيس الوزراء العراقي من أنّه "لا يحترق بها الجهلة والمفسدون والطائفيون وأصحاب نظريات التوسع والامتداد فقط، بل سيحترق بها الجميع"، مضيفاً لا تظن "دولة من الدول التي تتدخل وتمدّ يدها إلى شؤون دولة أخرى أنّها ستكون في منأى".


في سياق آخر، أجّلت جامعة الدول العربية اجتماعاً لوزراء الخارجية العرب، كان من المقرر عقده يوم أمس لبحث الأزمة السورية واختيار بديل للمبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي
أنان. 

ولفت نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد بن حلي، إلى أنّه جرى تأجيل الاجتماع بسبب خضوع وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل لعملية جراحية صغيرة، مضيفاً أنّ الوزراء العرب الذين كان من المقرر أن يلتقوا في جدة، سيحددون موعداً جديداً لاجتماعهم. 

من جهة أخرى، أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، "تصميم فرنسا على البحث عن حلّ سياسي في سوريا، في ردّ ضمني على الذين يتهمونه "بالتسويف"".

الى ذلك، اوضح الامين العام لمنظمة التعاون الاسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو إنّ "الملف السوري سيكون على رأس أولويات القادة"، مضيفاً أن "سوريا لن تكون ممثلة في القمة الاسلامية".
 
واشار الى "توصية من اللجنة التنفيذية على مستوى المندوبين بتعليق عضويتها في المنظمة"، موضحاً أن هذه التوصية "ستعرض على وزراء الخارجية لإقرارها، ولذلك حتى الآن ليست حاضرة". 

تجدر الاشارة الى أنه من المقرر أن يعقد قادة ٥٧ بلداً عضواً في منظمة التعاون الاسلامي، يوم غد الثلاثاء، قمة استثنائية في مكة بدعوة من السعودية.
https://taghribnews.com/vdcbzsb8frhbg0p.kuur.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز