لا ننكر أنكم تملكون القوة والترسانة العسكرية,,ولكن في المقابل نملك ترسانة وشجاعة تفتقرونها بشدة,,أنتم أجبن من أن تضربوا ضربة واحدة,,لأنكم تعلمون علم اليقين أنها قد تكون الأولى والأخيرة,,في نعش كيانكم المحتلّ
أيّها الإسرائيلي,, أنصِت وإعتَبر ,,“الجديد في لبنان أنّك تستطيع أن تقصف وتفعل ما تشاء لكنك لست وحدك في الميدان,,لا أقول نستطيع أن ندمّر إسرائيل,,ولكني أستطيع أن أقول أننا نستطيع أن نحوّل حياة ملايين الصهاينة في فلسطين المحتلّة إلى جحيم,,نستطيع أن نغير وجه إسرائيل,,والحرب مع لبنان مكلفة جداً جداً جداً حتّى ينقطع النّفس,,"
الأمين العام لحزب الله – يوم القدس العالمي ٢٠١٢
لا شك أن هذه الكلمات الواثقة التي أطلقها الأمين العام لحزب الله في لبنان السيد حسن نصر الله قد هزّت المستوطنات الإسرائيلية بمن فيها إن كان على مستوى القيادات السياسية أم العسكرية أم الرأي العام أم المستوطنون العاديّون.
تهديدٌ لم يسبق لأي قائد أو زعيم عربي أن وجّهه للكيان الصهيوني المحتل بهذه الثقة واليقين على مرّ التاريخ,,
وفي حين تضج الساحة الإسرائيلية الداخلية بخلافات عميقة بين بعض الساسة والعسكر حول إمكانية توجيه ضربة عسكرية للمنشآت الإيرانية،وفي ظل الثرثرة –التي تعدّت حدودها- التي يُطلقها "أحمقين" كما وصفهما السيد نصر الله، وهما رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو ووزير الحرب إيهودا باراك،وجه خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله صفعة حديدية للقيادات السياسية الإسرائيلية،فيما لم تتعافى الأخيرة بعد من الصفعة الاميركية التي أحرجتها بحقيقة أن إسرائيل أعجز عن ضرب إيران بمعزل عن المظلة الاميركية.
السيد نصر الله إنطلق في تفنيد الوضع الحالي لكلّ من حزب الله وإسرائيل،وكان ذلك من خلال تهديده بضرب بنك أهداف دقيق في فلسطين المحتلة ببضعة صواريخ "متواضعة" الأمر الذي من شأنه أن يُخلّف عشرات آلاف القتلى من المستوطنين.
كما جدد الامين العام التأكيد على أن حزب الله لن ينتظر إذناً من أحد وأنه في حال شن العدو هجوماً غاشماً على لبنان فإن المقاومة الإسلامية لن تتردّد في إمطار بنك الأهداف هذا بوابلٍ من الصواريخ في سبيل حماية لبنان وأهله،موضحاً أن لا قياس بين حرب تموز عام ٢٠٠٦ والحرب القادمة.
الامين العام،في معرض كلامه في يوم القدس العالمي,,أشار إلى وزير الدفاع السابق عامير بيريتس والذي توعّد السيد نصر الله بشر هزيمة قبل حرب تموز معلناً أن نصر الله لن ينسى إسمه أبداً،نسي السيد نصر الله الإسم ولم ولن ينسى بيريتس طعم العلقم الذي تجرّعه إلى جانب رئيس الوزراء آنذاك إيهود أولمرت وسائر الإسرائيليين إذ إنقلبت المعادلة رأساً على عقب وباتت صواريخ حزب الله تصدح في أجواء فلسطين المحتلة لتُنذر بكارثة كبرى قد تقع على رؤوس المستوطنين حين تدقّ ساعة الصفر وتُعلَنُ الحرب على المقاومة.
وبعد، فإن الأمين العام لحزب الله_ والذي يتمتع بمصداقية أكبر من القيادات السياسية الإسرائيلية لدى الرأي العام والمستوطنين_ نصح أمس الإسرائيليين بعدم التهور محذراً إياهم من إتباع "أحمقَي" الحكومة الحالية نتنياهو وباراك،كما سلك الأحمقان في عدوان تموز أولمرت وبيريتس طريق الحرب المتهورة التي زلزلت إسرائيل.
خطاب الأمين العام زاد الطين بلّة،بالنسبة للجمهور الإسرائيلي،الذي أظهر في الآونة الأخيرة إمتعاضاً كبيراً من مواقف رئيس وزراء حكومته ووزير دفاعها،فعلى مستوى القيادات العسكرية والمستوطنين،قرارٌ محسوم لا مساومة فيه،كما أكد العسكر لباراك في إجتماعه بهم لمحاولة إقناعهم بفكرة الهجوم على إيران.
بالأمس،من قاعة صغيرة في الضاحية الجنوبية،رسم سماحة السيد نصر الله سيناريو جديد للسنوات المقبلة على الصعيد السياسي والعسكري الدولي والإقليمي والمحلّي،ليُسقط بذلك كل التهويلات الإسرائيلية الفارغة بضرب إيران.
على المقلب الآخر، كان جمهور المقاومة ينتظر على أحرّ من الجمر خطاب السيد، للوقوف على نظرته وتحليلاته للواقع القائم اليوم على الساحة المحلية والإقليمية والعالمية.
وإذ أن مصائب قومٍ عند قومٍ فوائد،فمصيبة إسرائيل أن عدوّها يقوده شخصٌ مثل السيد حسن نصر الله،في حين أن فوائد وجود قيادي حكيم من الدرجة الأولى ليس للشعية وحدهم ولا للبنان كذلك،بل للأمة الإسلامية والعربية جمعاء،فوائدٌ لا تُعدّ ولا تُحصى.
أثلجت موافق السيد نصر الله قلوب الناس،ورفعت من معنوياتهم حتى ناطحت السّحاب،هلّل الحاضرون في القاعة وتعالت التكبيرات والصلوات،بتأكيد السيد لوقوف المقاومة جنباً إلى جنب إلى جانب القدس والأقصى الذي أعلنه الإمام الخميني الراحل يوماً عالمياً للقدس.
اليوم بات لإسرائيل عدوّ قوي،غطّى بشجاعته على التاريخ الأسود للعرب مع القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي.
واليوم،لا شكّ أن الأمين العام لحزب الله قد أزال الغشاوة عن أعين الصهاينة فبدا الوضع أوضح وأفجع مما كان الإعلام الإسرائيلي يسوق له في الداخل ويوصوره بأحسن الصور,,
أيها المستوطنون،إن أي حركة غبية من قبل حكومتكم المحتلة بإتجاه إيران أو حزب الله أو سوريا،سيكلّفكم الكثير الكثير,,
نحن لسنا عشّاق قتل ودمار,,ولسنا دمويين,,ولكنّ قلبنا معقودٌ على الجهاد والمقاومة,,وإن فكر الإسرائيلي بتوجيه دبابة واحدة بإتجاه لبنان,,أو صاروخ واحد,,فإن لحمنا مرٌّ وطعمه كالعلقم,,
ستشتمّون رائحة الموت المرعب في كل حيٍّ من أحياء مستوطناتكم,,ستشهدون الذعر في نفوسكم ونفوسك أطفالكم,,ولتعلموا أن قطرة دم واحدة من طفلٍ لبناني بريء أو مجاهد مرابطٍ على الجبهة,,ستكلّفكم حياة أبنائكم ونسائكم وشيوخكم وقياداتكم,,بل ستكلّفكم وجود كيانكم الغاصب,,
إعداد: ياسمين مصطفى