منطقة عازلة،لا منطقة عازلة،دوامة عصفت بالفرنسي والبريطاني والتركي في مجلس الأمن أمس ليخرج الثلاثي بخيبة أمل كبرى من عدم تحقيق حلمهم بدمار سوريا،تخبّط واضحٌ يعيشه الغرب ما بين حكومة إنتقالية،منطقة آمنة،وخوف من أسلحة كيميائية
تناقض غربي - غربي
حلم فرنسا يتبدد "لا منطقة عازلة في سوريا"
تنا - بيروت
31 Aug 2012 ساعة 16:17
منطقة عازلة،لا منطقة عازلة،دوامة عصفت بالفرنسي والبريطاني والتركي في مجلس الأمن أمس ليخرج الثلاثي بخيبة أمل كبرى من عدم تحقيق حلمهم بدمار سوريا،تخبّط واضحٌ يعيشه الغرب ما بين حكومة إنتقالية،منطقة آمنة،وخوف من أسلحة كيميائية
خيبةٌ وإحباطٌ كبيرين تلقتهما فرنسا بعد فشل تسويقها لفكرة إقامة منطقة عازلة في سوريا في جسلة مجلس الأمن أمس الخميس.
وعلى ضوء إقرار الدول الأوروبية بصعوبة إنشاء مناطق عازلة في سوريا،شٌطبت الفكرة من على لائحة الخيارات الغربية المحتمل إعتمادها في إيجاد مخرج للأزمة السورية.
التباين الأميركي الفرنسي حول هذا الموضوع وجه ضربة قاسية للفرنسيين خصوصاً في ظل عدم وجود نية لدى الولايات المتحدة بالتورط أكثر في سوريا في ضوء حسابات دولية وإقليمية خاصة مع إقتراب موعد الإنتخابات الرئاسية الأميركية،وخير دليلٍ على ذلك تصريحات القيادات الأميركية بهذا الخصوص والتي كان آخرها إقرار السفير الأميركي في العاصمة التركية فرانسيس ريتشاردوني بوجود عقبات قانونية وعملية أمام خيار فرض حظر جوي أو منطقة عازلة على الحدود التركية السورية.
فابيوس: الانقسام في مجلس الامن حول سورية يجب ألا يحول دون تقديم المساعدات الانسانية
في هذا الإطار،نعى وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس وحدة مجلس الأمن الدولي بالقول أن المجلس لم يتمكن من الحفاظ على وحدة القرار بشأن القضية السورية،مواسياً نفسه بالتشديد على ضرورة تخطي التباين فيما يتعلق بتقديم المساعدات "الإنسانية" للسوريين على حد تعبيره.
كذلك سار هيغ على خطى نظيره الروسي ليعلن أن بلاده قد خصصت واحد وثلاثين مليون دولاء للمساعدات الإنسانية للسوريين في حين قررت تخصيص ثلاثة مليون دولار إضافية.
من جهة ثانية،دعا هيغ لوضع خطة إنتقالية في سوريا منبهاً بأن على مجلس الأمن إلتزام العدل تجاه الشعب السوري على حد تعبيره.
فابيوس وهيغ في مؤتمر صحفي:لدينا خطط طوارىء لنطاق واسعٍ من السيناريوهات
وكان وزير الخارجية البريطاني هيغ ونظيره الفرنسي فابيوس قد عقدا مؤتمراً صحافياً قبيل إنعقاد جلسة مجلس الأمن حذراً فيه على من أن كل الخيارات مفتوحة في مقاربة الأزمة السورية بما في ذلك التدخل العسكري وإقامة حكومة إنتقالية حيث قال هيغ " لا نستبعد شيئا، ولدينا خطط طوارئ لنطاق واسع من السيناريوهات".
التركي يتأفف من تدفق اللاجئين السوريين ويدعم فكرة الحظر الجوي على سوريا
أمّا التركي فقد تناغمت معزوفته مع النغمات البريطانية والفرنسية حيث دعا وبقوة إلى إقامة المنطقة العازلة،في ظل تأفف وتململ من التدفق الهائل للسوريين النازحين إلى الحدود التركية،إذ إزدادت في الآونة الأخيرة "أحزمة البؤس" إن جاز التعبير في اليين في الأراضي التركية من تردٍ الأوضاع الإنسانية والإجتماعية إضافة إلى الإشتباكات بين اللاجئين ورجال الأمن الأتراك.
الملجس الوطني السوري يعاني الشرذمة وصرخاته المخنوقة تستنجد بمجلس الأمن دون جدوى
وكان ما يسمى بالمجلس الوطني السوري قد طالب مجلس الأمن قبل إلتئامه في نيويورك ب"إقامة منطقة آمنة وفرض حظر جوي وإتخاذ عقوبات سياسية وإقتصادية بحق الحكومة السورية تحت البند السابع".
بموازاة ذلك،طالب المجلس الأمم المتحدة في بيان له بـ"إقامة ممرات آمنة لتوصيل المساعدات الطبية والإغاثية ضمن حملة دولية لإنقاذ نحو ٢,٥ مليون نازح ولاجئ داخل سوريا وخارجها"،داعياً إلى إدانة الحكومة السورية زاعماً أنها تتحمل مسؤولية المجازر التي تُرتكب في المحافظات السورية.
كما لم يكتف بيان المجلس بهذه الطلبات،بل تعداها ليطالب بفرض حظر جوي على تصدري الأسلحة السورية للجيش السوري ومطالبة قواته بالإنسحاب فوراً من كافة المدن والمناطق السكنية.
من جهة ثانية،شدد بيان المجلس على أن "التذرع بإتخاذ روسيا والصين حق النقض "الفيتو" لا يشكل مسوغاً لعدم قيام دول أخرى بتدابير قوية وفاعلة لحماية الإنسان السوري من القتل اليومي خارج إطار مجلس الأمن".
يأتي ذلك في ظل تشرذم المعارضات السورية بين الداخل والخارج وتباين رؤاها وأفكارها،إضافة إلى إزدياد حدة الإنقسام الذي دفع بسمة قضماني إلى إعلان إستقالتها من المجلس الوطني.
تشوركين : ندعو الدول التي فرضت عقوبات أحادية على سوريا الى رفعها فورًا
على الضفة الثانية، دعا مندوب روسيا في الامم المتحدة فيتالي تشوركين الدول التي فرضت عقوبات أحادية على سوريا إلى رفعها فوراً، مؤكداً أنها تضر بالشعب السوري.
وأوضح تشوركين في كلمة له خلال جلسة مجلس الامن أن "الوضع الانساني يتأثر نتيجة القيود المفروضة علىيها ونحن نعارض هذه الممارسات وهي لا علاقة لها بالجهود التي تساعد على حل الازمة إنما تعقد الأوضاع وقد توصلت إلى هذا لجنة دولية مستقلة للتحقيق بهذا الأمر".
كما طالب تشوركين الجهات التي فرضت عقوبات على سوريا إلى التراجع عن هذا الأمر، مشدداً على ضرورة الالتزام بمبادئ الحيادية والنزاهة،لافتاً إلى أن الوقت قد حان للتوصل الى إتفاق وقف إطلاق النار و"يجب أن يكون لدينا الشجاعة لوضع حد للنزاع".
في السياق نفسه،نبه المندوب الروسي لدى مجلس الأمن من أن "مستوى العنف في سوريا أصبح أسوأ بسبب مواقف عدد من أعضاء المجلس قائلاً "لا يمكن أن نخضع لما يريده الإرهابيون الذين يمارسون إنتهاكات بحق الأقليات في سوريا"، آملاً "زيادة الضغط على جميع الاطراف وإيصال المساعدات الانسانية" و الالتزام بخطةأنان ووثيقة جنيف والعمل مع الحكومة السورية والمعارضة".
ياسمين مصطفى
رقم: 107559