تغييب الامام الصدر الذي يمثل المارد العملاق للوحدة بين المسلمين، اجتماع طهران التي جمعت الدول تحت عنوان عملت على تنفيذه "عدم الانحياز".
منبر الجمعة في لبنان
مارد الوحدة الاسلامية..
خاص تنا - مكتب بيروت
31 Aug 2012 ساعة 18:45
تغييب الامام الصدر الذي يمثل المارد العملاق للوحدة بين المسلمين، اجتماع طهران التي جمعت الدول تحت عنوان عملت على تنفيذه "عدم الانحياز".
جمعت الجمهورية الاسلامية الايرانية شمل أكثر من مئة دولة تحت قبة "عدم الانحياز"، مبادرة قامت بها الجمهورية الاسلامية من أجل قضايا المنطقة، ولكنّ مفعولها لم يكن سوى على صعيد القضايا، انما برّز القوة التي تتمتع بها الجمهورية للعدو والصديق، وان طهران ذات مكانة دولية يهابها كل معتدي.
من جهة ثانية، فلسطين المحتلة القضية الاساسية والقضية الام، يستمر الصهاينة بسياستهم الاستيطانية والتهويدية، وعلى الرغم من أن البحرين لم تتصدر واجهةً إلا أن سوريا ومآسيها والتواطؤ الغربي وبعض العرب لا يزال المحور في الازمة.
في غضون كل ذلك، تصادف اليوم الذكرى الرابعة والثلاثين لتغيّب السيد موسى الصدر والشيخ محمد يعقوب والاعلامي عباس بدر الدين، في حين أن لبنان لا يزال يعاني من ازماته الاقتصادية والشعب يطالب الدولة بحقوقه.
خطباء منبر الجمعة في لبنان، تناولوا القضايا التي تعصف بالساحة الداخلية والخارجية، مطالبين الامة الاسلامية بالوحدة ومواجهة الفتن المحاكة، داعين للعمل من أجل كشف ملابسات قضية الامام الصدر ورفيقيه.
الشيخ قبلان: غُيّب السيد موسى عن الساحة لان المؤامرة والفتنة وأصحابها يرفضون وحدة المسلمين ويعملون لتفريق صفوفهم وإبعادهم عن بعضهم البعض
أكد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان ان السيد موسى الصدر كان رجل الحوار والانفتاح والاعتراف بالآخر، مشيراً الى انه عمل من "اجل وحدة المسلمين وتعاونهم وتكاتفهم فبذل كل جهوده لتكون الأمة الإسلامية موحدة". مضيفاً "لقد غيب عن ساحة جهاده لان المؤامرة والفتنة وأصحابها يرفضون وحدة المسلمين ويعملون لتفريق صفوفهم وإبعادهم عن بعضهم البعض، لذلك فإننا نتذكر الإمام موسى الصدر ، يشكل ثروة وطنية ،فهو المارد العملاق الذي يحتم علينا إن نتبعه ونعمل عمله لنكون متحابين متعاونين".
من جهة ثانية، رأى الشيخ قبلان أن اجتماع دول عدم الانحياز في طهران فتح صفحة جديدة للتلاقي والتشاور والحوار "فالجمهورية الإسلامية الايرانية قامت بدور فعال وجهد كبير في عقدها للمؤتمر"، مطالباً المجتمعين في طهران تشكيل هيئات ولجان وفرق عمل للتعاون لكشف تغيب الإمام موسى الصدر والعمل لنصرة قضية فلسطين وتكثيف الجهود لتوحيد صفوف المسلمين والعمل لخدمة الإنسان باعتباره خليفة الله على الأرض "ونطالبهم بالعمل لاجل كشف الضر عن شعب فلسطين وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وأرضهم فيكون المجتمعون مع الله ليكون الله معهم فان ينصروا الله ينصرهم".
كما طالب نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشعب اللبناني بالعمل لما ينفعهم ويحررهم من العقد والأوهام فيكونوا يدا واحدة متعاونين على الخير والبر والصلاح، لافتاً الى انه على الدولة إن تتجاوز العقد فيعمل المسؤولون للحفاظ على لقمة عيش المواطن وتعليمه واستقراره وأمنه فيكون المسؤولون مع الشعب ليكون الشعب معهم، وعلى الجميع إن يكونوا منصفين مصلحين عاملين لما يرضي الله والله بعوننا ما دمنا بعون أهلنا وإخواننا.
من جهة ثانية، دعا الشيخ قبلان الشعب السوري للعودة الى الحوار والتشاور لحل الأزمة في بلاده "والتزام العمل الصالح الذي يفيد سوريا وشعبها"، مؤكداً ان القتل والتفجيرات لا تفيد أحدا في سوريا وان "القتل والدمار والتفجيرات والقتل تضر بالشعب السوري".
العلامة النابلسي:قضية الصدر عالقة في أدراج الغيب وملفات المخابرات الدولية والعربية
بدوره، أوضح سماحة العلامة الشيخ عفيف النابلسي انه منذ ما يزيد عن ثلاثين عاماً وقضية الإمام موسى الصدر قضية عالقة في أدراج الغيب, وفي ملفات المخابرات الدولية والعربية التي لا تريد أن تكشف عن مصير إمام مظلوم، مشيراً الى انه "كان للبنانيين خير ناصر ومعين على حل مشاكلهم وأزماتهم, وخير داعٍ إلى التعايش والوحدة الوطنية, وخير مدافع عن لبنان وسيادته واستقلاله وأمنه".
واضاف الشيخ النابلسي الى ان الدولة التي ينتمي إليها السيد المغيّب, وفي سبيلها, "وسبيل نهضتها وقيامها وازدهارها اختطف, لم تكن له عوناً وسنداً, ولم تفِ بالتزاماتها وواجباتها مع مواطن ضحى بكل ما يملك ليرتفع طموحها من دولة ضعيفة أمام إسرائيل والأعداء, إلى دولة قوية قادرة وحاضرة في الساحات الاقليمية والدولية".
الى ذلك، تساءل الشيخ النابلسي "ماذا فعلت الدولة للإمام الصدر لإطلاق سراحه أو كشف مصيره؟ قائلاً: "بل أكثر من ذلك. هل سمعتم أن الدولة اقامت مهرجاناً سنوياً له؟ لم تفعل, أرادت أن تبقى المهرجانات مهرجانات ضمن الطائفة الشيعية لتقول إن قضيته هي قضية شيعية".
من جهة أخرى، نوّه العلامة النابلسي بالجمهورية الاسلامية الايرانية بالجهود التي بذلتها في انعقاد مؤتمر دول عدم الانحياز في طهران، مبيناً ان المؤتمر كشف أن لا أحد من دول الاستكبار قادر على محاصرة إيران سياسياً واقتصادياً، بل أظهر المؤتمر حالة تعاطف مع مواقف الجمهورية الاسلامية الايرانية ونهجها في مواجهة سياسة الاستئثار والاستبداد والفردانية التي تمثلها أميركا وبعض دول الغرب.
وأكد الشيخ النابلسي ان ايران قد كسرت إرادة القوى المستكبرة واثبتت أنها في قلب العالم وفي قلب قضايا المنطقة, مضيفاً "وأنها شريكة أساسية في صنع مصير الشعوب, نحو عالم تسوده العدالة, ونحو علاقات دولية تقوم على التعاون والتشارك من أجل خير البشرية كلها".
السيد فضل الله: العدو يشعر بالامان بسبب تحول الصراع في العالم العربي والإسلامي من مواجهته إلى صراعات داخلية
من جانبه، أكد العلامة السيد علي فضل الله ان الفتن التي" يُراد لها أن تُشعل ساحاتنا وتعبث بكل ما فيها"، وان عدم الخوف من الله هو سبب مآسينا في كل هذا العالم، داعياً الى منع الفتنة واعادة لغة العقل والإيمان.
ولفت سماحته الى ان ستمرار الغارات الصهيونية على غزة بين فترة وأخرى، "موقعة العديد من الإصابات وعمليات الاعتقال وقضم الأراضي في الضفة الغربية، ويستمر المشروع الصهيوني لتهويد القدس وتهديد أركان المسجد"، مشيراً الى ان القرار "الصهيوني لضمّ كتل استيطانية كبرى جنوبي الضفة الغربية إلى القدس في إطار تغيير الواقع الديموغرافي، بحيث تكون الأغلبية في القدس لليهود"، اضافةً الى ما "يقوم به المستوطنون تحت مرأى ومسمع من الاحتلال، من الإساءة إلى الفلسطينيين والعبث بأراضيهم الزراعية وممتلكاتهم".
الى ذلك، اشار السيد فضل الله الى ان العدو الصهيوني اصبح يشعر بالامان بسبب "تحول الصراع في العالم العربي والإسلامي من مواجهته إلى صراعات داخلية، صراعات تأخذ طابعاً طائفياً أو مذهبياً أو سياسياً، تستنزف كل قدرات هذه الدول وشعوبها، وتهدد أمنها الداخلي"، موضحاً ان على الشعوب ان تعي وتعيد "تصويب البوصلة ليبقى الصراع في وجه هذا العدو، ولتجمد لأجله كل الخلافات وتوأد كل الفتن".
من جهة أخرى، أمل السيد فضل الله من حركة دول عدم الانحياز، أن تؤكد هذا العنوان الذي تلتقي عليه، لافتاً الى ان هذه الحركة قادرة على أن تشكل قوة حقيقية فاعلة لما تملكه من قدرات وإمكانات وثروات ومواقع. داعياً "دول عدم الانحياز إلى لعب دورها في حلّ القضايا الأساسية والحارّة، والتي هي على جدول أعمالها، سواء منها القضية الفلسطينية، أو معاناة سوريا التي باتت تداعيات الأحداث فيها تتجاوز الواقع الداخلي".
واوضح السيد فضل الله أن القرار من قِبَل المحاور الدولية، "قد صدر ليدخل هذا البلد في دائرة الاستنزاف، حتى لا يبقى أي موقع من مواقع القوة فيه، بحيث لا يخرج من أزمته إلا وهو مثخن بالجراح، جراح جيشه وجراح شعبه، والدمار الذي يغطي مساحات أراضيه"، لافتاً الى ان الهدف هو ان تفقد سوريا "أي دور في المنطقة، ولا تعود قادرة على مواجهة الكيان الصهيوني ومخططاته في المنطقة، ولا تقف مع قوى المقاومة فيها".
المفتي قبلان: قمة عدم الانحياز تبين التحولات الكبرى في هيكل النظام العالمي
أما، المفتي الجعفري الممتاز سماحة الشيخ أحمد قبلان فقد أكد ان التحولات الكبرى في مفاصل وهيكل النظام الدولي "يؤكد أننا بدأنا نرى أولى أيام الله إن شاء الله تعالى"، مشدداً على ان اجتماع قمة حركة دول عدم الانحياز في طهران "يؤكد أن زمن استبداد الأطلسي ومشاريع العزل السياسي قد انتهى".
وأضاف المفتي قبلان أن بداية نظام أوسطي بدأت تؤسس لهرم عالمي يقف في وجه المحور الدولي الإقليمي التابع لواشنطن وحلفائها، موضحاً "مما يؤكد فشل واشنطن وحلفائها في كسر إرادة محور المقاومة في سوريا ولبنان وإيران".
الى ذلك، توجه المفتي قبلان الى قادة الدول في العالم الاسلامي، قائلاً:" لا بد أن نذكر قادة دولنا في العالم الإسلامي بأن مزيداً من عزل اليد الأمريكية وتمتين أواصر الأخوّة الإسلامية كفيلان بنهضة رائدة"، مضيفاً "إننا نذكر العرب والمسلمين ونحن في٣١ آب بأن الإمام الصدر هو صاحب مقولة "قوة العرب بعزل واشنطن وتل أبيب، وقوة المسلمين بعبوديتهم لله سبحانه وتعالى وبتأسيس هيكل تعاوني يحوّلهم إلى أمة واحدة قوية تقف في وجه كل المؤامرات التي تريد أن تنال من دينهم وعبوديتهم لله سبحانه وتعالى".
وعن لبنان، أكد سماحته أن البلد يمر بأزمة حقيقية، فالمعاناة تكبر وحالات القهر والإحباط واليأس تتزايد يوماً بعد يوم جراء هذا الوضع المأساوي الذي نعيشه والذي يبدو أنه تفلت من كل الضوابط والروادع، على نحو لا أحد يعرف غداً ماذا سيكون، لافتاً الى ان المفاجآت كثيرة والتحديات كبيرة والمسؤولون في لبنان على مستوى القيادات باتوا مستسلمين للواقع ومسلّمين أمرهم وأمر البلد ومصير الناس للمجهول ولتداعيات ما يحدث في المنطقة.
الى ذلك، دعا المفتي الجعفري الممتاز الى وضع حد لكل هذه "الغوغائيات السياسية التي قسمت المقسم، فريق يصفق لهذه الدولة وفريق يصفق لتلك وليكن تصفيقنا فقط للمشروع الذي يحمي بلدنا ويبعدنا عن كل هذه الصراعات الإقليمية والدولية", لافتاً الى ان لبنان لا يبنى إلا بالأصوات المعتدلة والعقول الراجحة التي تخرجنا من الزواريب والأحياء الضيقة وتدخلنا في الرحاب الوطني الذي يتسع للجميع.
في سياق متصل، طالب المفتي قبلان بالعودة الى مدرسة الامام الصدر التي ترى في "لبنان التعايش على اعتباره قيمة حضارية وثروة وطنية يجب الحفاظ عليها"، مناشداً "اللبنانيين جميعاً بكل طوائفهم ومذاهبهم وتوجهاتهم وانتماءاتهم لنقول لهم:"كلنا في خطر فلا ينأينّ أحد عن تحمل مسؤولياته الوطنية، فمصير البلد ليس مزحة، والتلاعب به عاقبته وخيمة".
رقم: 107570