QR codeQR code

منبر الجمعة في لبنان

نصرة الرسول دون الأقصى إسلامٌ ناقص..

"خاص تنا" - مكتب بيروت

21 Sep 2012 ساعة 18:11

أرست الإساءة للرّسول والإسلام تحدٍ كبير واجه الأمة الإسلامية التي ردّت بأخلاق النبي ودينه،لتقطع الطريق على المحرضين في تحقيق أحلامهم في التفرقة والفتنة الدينية.على المقلب الآخر كشّر الحاقدون عن أنيابهم محلياً وإقليمياً وعالمياً في تهميش الإساءة الجلل وبان الغثُّ من السّمين


"إنّما بُعثتُ لأُتمّم مكارم الأخلاق"..
                                           رسول الله(ص)
بأخلاق الرسول صدحت الأصوات والحناجر بنداء التلبية لبقية الله على الأرض رسول البشرية محمد إبن عبد الله،لتستنكر الإساءة للإسلام والمقدسات وتصرُخ القلوب بصوتٍ هادرٍ "لن تنال أصوات النشاز من سيّد الكونين"..
مسيراتٌ عالميةٌ حاشدة خرجت لنصرة الرسول الأكرم،فيما أصرّ الحاقدون من الغرب والعرب على نشر رسومٍ كارياكتوريةٍ  ورفض سحب فيلم "براءة المسلمين" من التداول إلى تبرير الإساءة الجلل بـ"حرية التعبير"..
وبحجم الإساءة،كان الرد الإسلامي والعالمي صاعقاً تُرجم بوحدةٍ إسلاميةٍ مسيحيةٍ أكدت أن الشمس الساطعة لمحمد لا تُخفيها أفلامٌ ولا إساءات..
أما خطباء منبر الجمعة في لبنان  فأجمعوا على أن ما حدث كان لعبة أميركية صهيونية فشلت بإمتياز في تحقيق التفرقة مطالبين العالم الإسلامي بالّرُقيِّ في المواجهة بسلاح الحاقدين نفسه عبر تكريس الفضائيات والمقالات والأنشطة لإبراز ماهية الإسلام وهوية مسلمي محمد (ص) مؤكدين في الوقت نفسه أن نصرة الرسول دون نصرة الأقصى وفلسطين هو إسلامٌ ناقص..

نائب رئيس المجلس الشيعي الإسلامي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان
وجّه نائب رئيس المجلس الشيعي الإسلامي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان كلمة من على منبر الجمعة إلى المسيئين للرسول محمد (ص) قائلاً " نقول لأصحاب أصوات النشاز والظلم والباطل والمتطاولين على النبي أن النبي محمد بقية الله وخيرة الله و النبي كان ضمانة ولا يزال ضمانة لأهل الأرض وهو المدد بين الأرض والسماء وهو الناطق بالحق والقائل بالصدق يعمل لنشر الفضيلة ولإرساء موازين العدل والإنصاف والخير والمحبة".

كذلك أكد الشيخ قبلان أن كل ما يصدر عن الجهلة بحق رسول الله لا يُلحق الضرر بشخصه الكريم إنما هو مصانٌ ومعصوم وكبير وعالم ومعلّم"، داعياً الدول الحاضنة والداعمة لهم "لمحاسبة هؤلاء ومعاقبتهم ونقول لهم إن النبي محمد خزان العلم محصن بالأخلاق مصون بالكرامة يعمل لمحاربة الضالين والمضللين والمغضوب عليهم".

من جهة ثانية، ختم الشيخ قبلان خطبة الجمعة قائلاً "أيها الناس كونوا مع الله ليكون الله معكم إعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون نريدكم أحرارا في دنياكم كباراً في أقوالكم وفي منهجكم وسيرتكم. كونوا دائما عوناً لأنفسكم كونوا مع الله ليكون الله معكم أن ينصركم الله فلا غالب لكم فإعملوا وسيرى الله عملكم ورسوله". 

رئيس جمعية قولنا والعمل في لبنان الشيخ أحمد القطَّان
من جهته، تمنى رئيس جمعية قولنا والعمل الشيخ أحمد القطان بعض الساسة في لبنان التفكير بالإنعكاسات السلبية لكلامهم على الرأي العام المسلم قبل إتخاذ موقف من الفيلم المسيء للإسلام ونبيه.

وقد ردّ الشيخ القطان على مؤتمر رئيس حزب الكتائب اللبناني بالقول " كان حرياً على الجميّل أن ينتقد الإدارة الأمريكية ومن قام بتمثيل الفيلم ويطالب بخطوات فعلية لإيقاف مثل هذه الأعمال المشينة والمسيئة للإسلام وأهله بدل أن ينقد ردات الفعل العفوية نصرة لنبي الإسلام محمد (ص)".

في سياق آخر، لم يستغرب الشيخ القطان حملة حملات ما تبقى من ١٤ آذار الأخيرة الممنهجة ضد إيران وحزب الله، متساءلاً " مَن المستفيد غير الإدارة الأمريكية وإسرائيل من وراء تضليل الرأي العام العربي واللبناني تحديداً من خلال التهجم على سلاح المقاومة ودولة صديقة مثل إيران؟ وهل التحريض المذهبي والطائفي والعرقي يكون سبيلاً وحيداً عند ما تبقى من ١٤ آذار لإستعادة السلطة؟

رئيس الهيئة التشريعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك
على الوتيرة نفسها، رأى رئيس الهيئة التشريعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك أن سهام الحاقدين والساقطين لن تنال من الشمس الساطعة لرسول الله محمد (ص) ولن تطفئها سهام العمى والإنكار لمن تكاملت بتكامله قيم الإنسانية، مؤكداً أنهم لن يقدروا على تغيير الحقائق بالتزوير والبهتان في فيلم أرادوه ليشوهوا صورة الإسلام.

إلى ذلك،شدد الشيخ يزبك على أن شعارات المحرضين على الرسول (ص) باتت مفضوحة تسوقها الحقد الصهيوني على العالم وأديانه ومقدساته في حين تبرر أميركا والغرب هذا الحقد بذريعة حرية الرأي والتعبير التي تماشت معها أنظمة وحكامٌ لن يغفر الله لهم ولا لأسيادهم ولن يطفؤا نور الله الذي تجلى برسول الإنسانية.

في المقابل، أوضح الشيخ يزبك أن المسيرات الإحتجاجية على الإساءة للرسول والمطالبة بتشريعات وقوانين تمنع الإساءة إلى الأديان والمقدسات هو لأننا "نطمح نطمح لعالم تسود فيه الرحمة والتعايش بسلام وإيحاد حوارٍ لحضارات تلتقي على الإنسانية لا صراع حضارات تنهشها ذئاب كاسرة فلا يبقى إلا الوحش الأقوى".

على الصعيد اللبناني، شدّد الشيخ يزبك على أن الوحدة الوطنية هي التي تبني دولة قوية تحقق للمواطن أمنه ، لافتاً إلى أن القانون الإنتخابي هو المعيار لصدق النوايا،مطالباً الحكومة بملاحقة العابثين بحرية الناس وأمنهم ووضع حدٍ للفلتان ومطالباً أهلنا ومجتمعنا بالسهر على أمن نفسه بعين مفتوحة فالكل راع والكل مسؤول.

رئيس حركة الإصلاح والوحدة الشيخ ماهر عبد الرزاق
من جانبه، قال رئيس حركة الإصلاح والوحدة الشيخ ماهر عبد الرزاق "أنظروا إلى عملاء أميركا وإسرائيل في لبنان بدل أن يصدروا البيانات التي تستنكر الإساءة إلى الرسول الرسول (ص) أصدروا بياناً تهجموا فيه على من يستنكر هذا الفيلم الذي يمثل قمة الإعتداء على المسلمين".

كما توجه الشيخ ماهر عبد الرزاق إلى أهل السنة في لبنان من المناصرين لقوى الرابع عشر من آذار قائلاً أن "الذي تلا البيان بالأمس رفض ذكر الرسول وإكتفى بكلمة إساءة فيا أصغر الناس ويا أذل البشر إلى متى هذا الخنوع لأذناب الصهيونية ؟؟ نبي الرحمة يتعرض للإهانة وأنتم حتى الآن وبعض الأطراف والحركات الإسلامية لم تتحرك وتعبر عن إستنكارهاّ لقد بعتم دينكم بعرض من الدنيا"!

من جهة ثانية، حذر الشيخ ماهر عبد الرزاق بعض المسؤولين من شرب حليب السباع صنع أميركا وإطلاق التصريحات التي تتضمن مواقف بهلوانية مشيراً أن من الافضل لراعي الحوار أن يتمتع بالعقلانية والوعي لا أن ينصاع لأوامر المسؤولين الأميركيين التي تتضمن كل الخبث والفتنة والفوضى للبنانيين.

المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان
بدوره،توجه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان إلى الغرب مدعي الحضارة والديوقراطية بالقول " كيف يلاحق ويجرّم ويدين كل من يتعرض لمحرقة "الهولوكوست" أو يظهر عداوة للسامية، في حين أنه لا يبالي، بل يشجع من يتعرض للإسلام ويدافع عن كل من يهاجم الإسلام ويسيء إلى الإسلام وإلى رسول الإسلام؟

وفي حين تعجب الشيخ قبلان من إزدواجية المعايير التي تعتبر الإساءة إلى مشاعر مليار ونصف مليار مسلم حالة من الإبداع الفكري،دعا المسلمين الحكومات الإسلامية إلى إتخاذ مواقف حازمة وجريئة لمثل هذه التّطاولات على مقدساتنا، مطالباً بعقد مؤتمر دولي " تُبحث فيه الحلول الرادعة والقوانين التي تحرّم وتجرّم مثل هذه المحاولات المشبوهة والمحرضة والمسيئة لكل الأديان والرسالات السماوية"،مثمناً المواقف التي صدرت عن المرجعيات الروحية المسيحية في لبنان وأكدت شجبها لمثل هذه الأفلام المسيئة بحق رسول الإسلام محمد(ص).

أما فيما يتعلق بالأوضاع الداخلية أكد المفتي قبلان "على ضرورة وقف الإنقسام بين اللبنانيين وعدم التخندق خلف الطائفية والعمل على تحييد البلد وتحصينه في مقابل المتغيرات الإقليمية والدولية مشدداً على ضرورة معالجة المشاكل والأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي نعاني منها جميعاً. 

الشيخ ماهر حمود
رأى الشيخ ماهر حمود بدوره أن الفيلم "براءة المسلمين" الذي أساء للنبي محمد (ص) ثم الرسوم المسيئة التي نشرتها الصحيفة الفرنسية وصولاً إلى رفض بعض الشركات المعنية سحب الفيلم من التداول على شبكة الإنترنت، إلى رفض قاضٍ في ولاية كاليفورنيا حذف بعض المقاطع من الفيلم بطلب من إحدى الممثلات التي تقول إنها خدعت، كلها إشاراتٌ تفضحُ النوايا السيئة للغرب عموماً ولأميركا خصوصاً تجاه الإسلام.

من جهة ثانية،أدان الشيخ حمود الأسلوب الفرنسي والغربي في التعامل مع الإحتجاجات العالمية للإساءة للإسلام قائلاً "الفرنسيون دعوا إلى إغلاق المدارس الفرنسية في تونس وغيرها، وإلى إستنفار أمني عالمي لحماية سفاراتها في العالم، خاصة بعد صلاة الجمعة؟! هل هذه الكلفة الباهظة أسهل عليهم من أن يضغطوا بطريقة ما لمنع الرسوم المسيئة في مجلة (شارلي - ايبدو)؟ أيهما أفضل للمصلحة الفرنسية؟!

إلى ذلك، أشار الشيخ حمود إلى أن هذه الأزمة كشفت أُموراً لا بد من التطرق إليها أولها الحقد الكبير في الغرب وفي أميركا خاصة على الإسلام كثقافة إنتماء ومنهج حياة بغض النظر عن الموقف السياسي، وثانياً إيجابية تعلّق المسلمين في العالم بدينهم والذي ظهر من خلال ردات الفعل من كافة المسلمين، ملتزمين وغير ملتزمين، مما يؤكد على (خامة) هامة لدى المسلمين، يمكن إذا ما تم توجيهها بشكل سليم أن تنتج خيراً كثيراً.

كذلك ظهرت العلاقة الإسلامية المسيحية أفضل مما كان يتوقع الكثيرون، في حين أن إمكانية توحيد جهود المسلمين عالمياً ممكن في مثل هذه الأزمات.

السيد علي فضل الله
جدد السيد علي فضل الله التاكيد على أن ما حصل من إساءة وإصرار على الإساءة في فرنسا وغيرها للرسول الأكرم (ص) لم يكن عابراً إنما هو جزء من حرب ثقافية يُراد فيها تشويه صورة الإسلام كدين ومنهج حياة.

في المقابل،رأى السيد فضل الله أنه مع التقدير لكل المظاهرات والإستنكارات التي صدحت في العالم فإن هذا ليس كافياً حيث بات الأمر يحتاج إلى خطة إستراتيجية للمواجهة على جميع المستويات.

فعلى المستوى السياسيّ، قال السيد فضل الله أنه "لا بدّ من تحرك جادّ من الدول الإسلامية للضغط على الدول التي تصدر عنها الإساءات لإصدار قوانين تمنع تكرار ما حدث وإشعار هذه الدول بأثر ذلك السلبي على مصالحها وعلاقاتها".

أما على المستوى الثقافي،فشدد سماحته على ضرورة "إستنفار جهود المسلمين في بلادهم وفي بلاد الإغتراب، علماء المسلمين، وكتّابهم ومثقّفيهم وفنّانيهم ومبدعيهم، للتحرّك من أجل تبيان حقيقة الإسلام وحقيقة رسول الله(ص) بكلّ الوسائل"، لافتاً إلى أنه قد تحتاج هذه المهمّة إلى نفس طويل، لكنها تقطع الطّريق على كلّ من يريد تشويه الإسلام والإساءة إلى صورة رسوله، وإلا سننشغل في كلّ يوم برسوم جديدة وأفلام جديدة وكتب جديدة وتصريحات ومقالات".

من جهة ثانية،وفي دعوة للتقريب بين المذاهب الإسلامية قال السيد فضل الله " كم من الفضائيّات مسخّرة اليوم لتعميق الخلافات بين المسلمين؟! فلتكن هذه الفضائيات وغيرها منبراً كبيراً للتعريف بالإسلام وإنسانيّته، ورسول الله ورحمته" مؤكداً أنه علينا أن لا ننتظر كثيراً أن يصدر الغرب قرارات في هذا المجال، لأنّ مؤسساته لن تتراجع عن مواقفها العدائيّة ضدّ الإسلام، بل علينا أن نراهن على قوّتنا، على قوّة فكرنا وأساليبنا، وأن نمتلك الوسائل والأساليب التي تساعدنا على تظهير الصورة المشرقة لرسول الله(ص)، ولدى رسول الله(ص) الكثير مما يغني الإنسان والحياة إن أحسنّا تقديمها".

كذلك دعا السيد فضل الله المسلمين إلى تعميق وحدتهم منبهاً من أن الإنتصار للرسول (ص) دون نصرة أقصانا هو إنتصارٌ ناقص حين نرى العدو يمارس سياسته في تهديد المسجد الأقصى ولا نرى حراكاً حيّاً وبارزاً لحمايته.

على الصعيد الإسلامي الداخلي، رأى سماحته أن العمل الأساسي يكمن في أن "يتطلّع المسلمون إلى واقعهم الداخلي، وأن يقدّموا نماذج راقية في السلوك والعمل، وفي التعامل مع الآخر في حال السلم وفي حال الحرب، ولا سيّما الذين يتواجدون في الغرب، لأننا قد نسيء بشكل مباشر إلى رسول الله، عندما لا نقدّم صورةً حسنةً وجميلةً عنّا كمسلمين، سواء في توجهاتنا ومواقفنا، أو في ممارستنا الاجتماعية والثقافية والسياسية،ولذا نكرّر ما قاله الإمام الصادق(ع): "الحسن من غيركم حسن ومنكم أحسن، والقبيح من غيركم قبيح ومنكم أقبح".

وصولاً إلى سوريا، نوه السيد فضل الله بالجهود التي تقُوم بها كل من تركيا وإيران والسعودية ومصر، لإيجاد حلّ للمسألة السورية، قائلاً " نحن نرى في تواصل هذه الجهود عاملاً مهماً في تهيئة الظروف لحوار سياسي يجمع كل أقطاب الأزمة السورية". 


إعداد: ياسمين مصطفى


رقم: 109776

رابط العنوان :
https://www.taghribnews.com/ar/report/109776/نصرة-الرسول-دون-الأقصى-إسلام-ناقص

وكالة أنباء التقريب (TNA)
  https://www.taghribnews.com