آفة الفتنة تفتح أبواب الفوضى في المجتمع، الشعب البحريني مستمر حتى تحقيق مطالبه. الجيش السوري يذود عن وطنه.
>>
منبر الجمعة في كل من سوريا والبحرين
"ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون"
تنا - بيروت
29 Sep 2012 ساعة 20:28
آفة الفتنة تفتح أبواب الفوضى في المجتمع، الشعب البحريني مستمر حتى تحقيق مطالبه. الجيش السوري يذود عن وطنه.
المؤامرات الغربية على الأمة الاسلامية والعربية تعصف بالمنطقة، مؤامرات تتأرجح بوادرها بين اليوم والآخر مكبّلة الشعوب العربية والاسلامية الفتن التي تعمل عليها لتدمير المنطقة.
ولكن، الاسلام والمسلمون أوعى من ذلك، إذ إنهم يعملون لمواجهة هذه الفتن ودحضها والقضاء عليها. من تنديدهم بالاساءات المتكررة للمقدسات، انتقالاً الى الوضع السياسي والميداني في الدول من البحرين الى سوريا.
خطباء الجمعة تناولوا أوضاع بلادهم منددين بالاساءات الغربية للمقدسات من جهة، واللعب على الوتر الفتنوي السياسي من جهة أخرى.
رئيس اتحاد علماء بلاد الشام العلامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي
أكد رئيس اتحاد علماء بلاد الشام العلامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي أن الله سبحانه وتعالى وعد المؤمنين بالنصر على كل معتد وأن هذه البشائر بدأت تظهر في بلادنا وستتعزز علائمها بشكل جلي في الأيام القادمة، موجهاً التحية إلى الجيش العربي السوري الذي يذود بكل إيمان ومحبة عن الوطن والمواطن ضد مشاريع "استهداف بلادنا دوليا وإقليميا وداخليا".
وأضاف العلامة البوطي خلال خطبة الجمعة، "إن البيان الوارد من الله سبحانه وتعالى من خلال قرآنه القديم الجديد، الجديد الذي لا تتقادم جدته والقديم الذي لا ينصف قدمه بيان يخاطب الله سبحانه عباده به في كل عصر وزمان ومكان لما يمر بهم من أحداث ويعالج ما قد يعانونه من مشكلات وهي ظاهرة من ظواهر إعجاز كتاب الله سبحانه وتعالى"، لافتاً إلى أن البيان الإلهي الجديد القديم والمتجه إلى كل الناس يتضمن ثلاث حقائق وهي.. البشارة والشرط والتحذير. موضحاً أن البشارة تتجلى في قول الله سبحانه وتعالى "ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون" والشرط ورد في قوله سبحانه "إن كنتم مؤمنين" وهو شرط تكرر مرتين أو أكثر في هذا البيان أما بالنسبة للتحذير فيتمثل في قوله سبحانه وتعالى "والله لا يحب الظالمين".
كما دعا البوطي كل الناس إلى تدبر هذه النقاط الثلاث التي يتضمنها بيان الله المنزل فالبشارة حقيقة لا ريب فيها والأيام القادمات ستؤكد ما ينبغي أن نعلمه وألا نرتاب فيه منذ الآن منبها إلى أن الحقيقة التي لا ينبغي أن تغيب عن العقول هي أن البشارة منوطة بشرطها الذي لا بد منه حيث لا ينبغي أن تنسينا فرحة البشارة لهذا الشرط كما لا ينبغي أن ينسينا الشرط وصعوبته نعمة البشارة، محذراً من أن الإيمان ليس كلمة تدور على اللسان فقط بحيث إذا نطق بها الإنسان بالقول آمنت بالله يكون قد أحرز الشرط في كيانه. مؤكدا أن الإيمان أدق بل أصعب من ذلك فهو شجرة باسقة ضرب الله عز وجل المثل بها أما جذورها فمكانها القلب وهي متمثلة في ذل العبودية لله وصدق الرجاء والتضرع إليه سبحانه واليقين بأن لا نافع ولا ضار في الكون إلا الله سبحانه وتعالى.
من جهة أخرى، أشار رئيس اتحاد علماء بلاد الشام إلى أن آفة الفتنة تفتح أبواب الفوضى في المجتمع الذي تتسرب إليه وإذا وجدت الفوضى فإن أصحاب الثأر يرون أن وقتهم حان ليشفوا غلهم فيما قد مضى، مبيناً أن الفاسقين الفجرة والطامعين بحقوق الآخرين يرون أن الفرصة تهيأت لهم في مثل هذه الظروف للانقضاض على حقوق الآخرين في حين يلتفت الرعناء وقت الفتن لينقضوا بغية تحقيق أحلامهم التي كانوا في ظمأ شديد إليها بعد أن وجدوا أن الرقباء لم يعودوا ينظرون إليهم.
الى ذلك، قال البوطي "إن الأيام القادمة سوف تشهد أن هذا الجيش قد ظهرت هويته الإيمانية بشكل أجرأ.. وهي الإيمان بالله والاصطلاح معه والانضباط بالجهاد الذي أمره به الله عز وجل ولسوف تتألق عما قريب أكثر مما هي ظاهرة اليوم كما أعلن قبل عام تقريبا السيد الرئيس بشار الأسد أن كل فرد في هذا الجيش ينبغي أن يؤدي واجباته تجاه الله سبحانه أيا كانت وما ينبغي أن يجد مقاومة في طريقه للقيام بهذا الواجب"، مضيفاَ "إن كنتم تسمعون بين الحين والآخر أو ترون في بعض المواقع ما يذكر بأخطاء حصلت فيما مضى في الجيش فاعلموا أن هذا إنما هو سعي للاصطياد في الماء العكر بل تعكير الماء الصافي للاصطياد فيه وسعي من أناس ينفخون في رماد الفتنة الطائفية أملا أن يعود نارا ملتهبة ولكن الرماد لن يعود إلى نار". مجددا التأكيد على أن الفتنة في بلادنا ليست نائمة بل ميتة ولعن ودمر الله من حاول إحياءها وليس إيقاظها.
الشيخ عيسى قاسم
بدوره، أكد أية الله الشيخ عيسى قاسم أن "كلُّ الدَّين في نفسه في نظر السياسة الغربيَّة القائمة لا شيء، لا وزن له ولا قيمة، يستوي في ذلك اليهوديَّة والمسيحيَّة والإسلام"، مشيراً الى انه "على أنَّ هذه السياسة تعادي الإسلام وتتربَّصُ به وتشنُّ حربها عليه على مختلف الأصعدة لِمَا تحذر منه من قيادته للعالم لما يمتكله من قدرةٍ على الإقناع بما له من عقيدةٍ سماويَّةٍ مُتميِّزة وشريعةٍ رائدة ونظامٍ شاملٍ خصبٍ يجمع بين الأصالة والمرونه وله القدرة الفائقة على قيادة الحياة وتفجير طاقات الإنسان بما يحقِّقُ للإنسانيَّة كلَّ آمالها الممكنة والتي تنسجم مع شرفها".
وأضاف سماحته خلال خطبة الجمعة التي ألقاها من على منبر جامع الإمام الصادق (عليه السلام) بالدراز،
في موضوع الإساءة للرسوال الله –صلَّى الله عليه وآله- لا تلقى كلُّ النِّداءات الدينيَّة والخلقيَّة أيَّ تقديرٍ عند هذه السياسة، إذْ لا تقدير عندها أساساً لدينٍ ولا قيمٍ ولا أخلاق، لافتاً الى أن "الإثبات العلميُّ لواقع شخصيَّة الرسول –صلَّى الله عليه وآله- الوضَّاءة وإقامة الأدلَّة الكافية على عظمته فهو خطابٌ للباحثين عن الحقيقة من أبناء الغرب، أمَّا الذين يحملون روحاً معاديةً للإسلام من منطلقٍ سياسيٍّ ومصالح ماديَّةٍ أو تعصُّبٍ وعنادٍ دينيّ فلنْ تنفع معهم حجَّةٌ ولا برهان".
الى ذلك، أكد الشيخ قاسم أن لدى الأمَّة الإسلاميَّة من الإمكانات ما يجعلها قادرةً على ممارسة الضغط الكافي على السياسة الغربيَّة ممَّا يجعلها مضطرَّة لتبديل موقفها من "موضوع الإساءة المتكرِّرة للإسلام وقرآنه ونبيِّه –صلَّى الله عليه وآله- وأمَّته ودفاعها عن استمرارها بشعار حريَّة التعبير التي لا تقف عندهم بالإضرار بمقدَّسات الآخر وأكبر معنويَّاته ولا يوقفها إلَّا الضرر الماديّ الذي تلحقه به أو ما تسبِّبه من تقليل عربدته".
من جهة أخرى، أوضح الشيخ قاسم أن "الانقسام السياسيّ بين الشَّعب والسُّلطة في البحرين والبالغ حدّ الصِّراع ومع غضِّ النَّظر عن مفاجآت ما فوق الحساب وسألنا عن مآلات هذا الصِّراع فما هو المُتَوَقَّع؟"، قائلاً: "السُّلطة متمسِّكةٌ إلى أقصى حدٍّ بسياستها الظالمة والمستبدِّة المستأثرة والقائمة على إقصاء الشَّعب وهي السياسة التي منها شكوى الشَّعب وتوجُّعه وفيها محنته وإذلاله وهي السياسية التي أثارته وأشعلت شرارة حراكه ودفعت به إلى استرخاص الأرواح العزيزة الطَّاهرة من أبنائه وبناته وأنْ يقدِّم التضحيات الغالية السخيَّة في سبيل حريَّته وعزَّته وكرامته".
كما أكد سماحته أن الشعب لن يرجع من مشوار حراكه بما هو دون حقِّه وعزَّته وحريَّته وكرامته، "فعلى هذا الطريق حتَّى تحقيق النَّصر"، مشدداً على ضرورة أن يصبر "على الأثمان الباهظة التي يكلِّفه بها بقاؤه في السَّاحات ومسيراته ومظاهراته واعتصاماته وإنْ كانت من أوضح ما في الدنيا من مسيراتٍ ومظاهراتٍ واعتصاماتٍ سلميَّة وأقربها إلى التقيُّد بالحكم الشرعيِّ العادل وأجلاها صورةً في التحضُّر".
خطباء سوريا
من جهتهم، نددوا أئمة وخطباء المساجد في سوريا في خطبهم بصلاة الجمعة، بالتفجيرات الإرهابية التي استهدفت مبنى رئاسة الأركان العامة ومدارس أبناء الشهداء بدمشق التي ذهب ضحيتها عدد من المدنيين والعسكريين بين شهيد وجريح.
وأكد الخطباء أن ما تقوم به المجموعات الإرهابية المسلحة ينافي ما نص عليه القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وكل القيم والشرائع السماوية والقوانين الوضعية والأعراف الدولية والمبادئ الإنسانية، مشيرين إلى أن التفجيرات الإرهابية التي تستهدف المنشآت العامة والخاصة ودور العبادة والبنى التحتية هدفها النيل من سورية وإجبارها على تغيير مواقفها الوطنية والقومية وتصديها لمؤامرات المستعمرين الجدد بزعامة الولايات المتحدة وخدمة لمخططات ومشاريع الصهيونية العالمية لإضعاف قوى المقاومة في المنطقة.
كما رأى أئمة وخطباء المساجد أن ما يقوم به التكفيريون والإرهابيون هو عدوان صارخ على الدين الحنيف وانتهاك لإنسانية الانسان وجريمة ضد البشرية جمعاء داعين الله "أن يرد سهام المؤامرة إلى نحور كل من تسول له نفسه انتهاك حرمة تراب سورية ويعيث فسادا في أمنها واستقرارها".
الى ذلك، أكد الخطباء أن "النصر قادم لا محالة بفضل وعي الشعب السوري بكل أطيافه وشرائحه ونتيجة تماسك نسيجه الاجتماعي وإدراكه لحقيقة المحاولات التخريبية الاثمة التي يقف وراءها من أراد السوء لسورية بجميع مكوناتها"، لافتين إلى أن الشعب السوري أصبح مصمماً أكثر من أي وقت مضى على النصر على مخططات الولايات المتحدة وحلفائها الرامية إلى النيل من الشعب السوري وكرامته وأمنه وصموده ودعمه للمقاومة.
رقم: 110621