على كفًّ عفريتٍ تتأرجح المنطقة،بين طموحاتٍ أردوغانية في إسترداد العهد العثماني الغابر، عبر باب عسكرة الأزمة السورية بعدما تم تدويلها،وبين ربيعٍ عربي وُلد ميتاً وتيتّم في ظل المتطفلين على مفاهيم الثورة والربيع..
وكعادتهم،يصمّ العرب آذانهم وأبصارهم كما أفئدتهم الباردة عما يحدث للأديان من تدنيس وإنتهاكات صهيونية على تراب فلسطين،ويهرعون لنصرة إرهابيي سوريا بالمال والسلاح خدمةً لأسيادهم..
أسيادهم ممن مُنيَ بأحمقٍ يدعى أولمرت،يسير على خطاه نتنياهو الذي تباكى أمام الأمم المتحدة جزعاً من إيران متناسياً أن ما يزيد على مائتي رأس نووي يملكه كيانه..
إلى لبنان،الرازح تحت صفيح الإنتخابات الساخن، فقد فتحت حرارة الإستحقاق القادم شهية الكثيرين من الخارج للتدخل في الشأن اللبناني، فيما القانون لم يبصر النور بعد..
نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان
وفي ظل الصمت العربي المُطبق على الأفواه طالب نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان الحكام العرب بعقد إجتماعٍ عاجل في دمشق فيتحاوروا ويضعوا حداً لكل معتد، وينتصروا للحق ويتصدوا للمنكر لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس،وأن يعملوا لإنقاذ سوريا مما تعانيه من الارهاب والقتل والتشريد ويتقوا الله في الإنسان.
كما دعاهم إلى إنصاف شعب البحرين مما يعانيه من ظلم وإضطهاد، ولاسيما أن الله أمرنا بالعدل ونهانا عن الظلم ولأن النبي محمد جسد العدالة فعلينا أن نكون معه في سيرته وقرانه فلا نركن إلى الظالمين وندعو إلى فعل الخير و والصلاح.
إلى ذلك،طالب الشيخ قبلان الشعب السوري بنبذ الفتنة والتعاون على إصلاح أمورهم بدل القتل وسفك الدماء .
وفي سياق قرب موعد الحج المبارك، دعا سماحته المسلمين إلى إغتنام الأيام المباركة في الدعاء والصلاة وتجنب المنكرات والفساد والشر فيكونوا من أهل الإستقامة والفلاح.
رئيس حركة الإصلاح والوحدة الشيخ ماهر عبد الرزاق
من جهة ثانية، دعا رئيس حركة الإصلاح والوحدة الشيخ ماهر عبد الرزاق إلى وضع قانون إنتخاب جديد يؤدي إلى وصول نواب يؤمنون بأن إسرائيل عدوٌ مُطلَق ويؤمنون بأن فلسطين يجب أن تعودَ لأهلها،موضحاً أننا "لا نُريد نواباً يكونون أدواتٌ لتنفيذ المشروع الأميركي الصهيوني الذي يهدف إلى تدمير الدولة السورية وضياع القضية الفلسطينية".
كما تساءل الشيخ عبد الرزاق في خطبة الجمعة التي "أما آن الأوان لتحرير عكار من هيمنة الإقطاع المالي والإعلامي التحريضي الذي يعمل على إستبعاد الطائفة السنية من قبل عائلة الحريري وأذنابهم".
وعن موضوع اللاجئين السوريين قال الشيخ عبد الرزاق "إن هذه القضية خرجت عن مسارها الإنساني وأخذت تشكل حالة توتر للمجتمع البناني"، داعياً الدولة بكل مؤسساتها العسكرية والمدنية إلى إدارة هذا الملف وعدم تركه بأيدي من يعملون ضمن المشروع الأميركي.
كذلك،ربط رئيس الهئية التشريعية في حزب الله بين ما يحدث في البحرين والقطيف بالمشروع التفتيتي الصهيوني قائلاً "لا يخفى على المتأمل ما يجري في الشرقية والبحرين من فتنة مذهبية وطائفية والتفجيرات في العراق لا مصلحة لأحد فيها سوى العدو الإسرائيلي وشيطانه الأميركي الأكبر".
رئيس الهيئة التشريعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك
رأى رئيس الهيئة التشريعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك أنه "لا يجوز تفصيل القانون الإنتخابي على معايير طائفية بعيداً عن مصلحة الوطن بقيام دولة موحدة جامعة"،مطالباً المسؤولين جميعاً بأن يكونوا "بمستوى الوطن لا المصالح المحدودة التي لا تُبقي من الوطن إلا الإسم وعندما يشعر الجميع بالمسؤولية يتحقق الأنسب والأصلح ولا يبقى مجالٌ للتعليل بالظروف والواقع والمكاسب وإدّعاء الحمايات الحقوقية".
في سياقٍ آخر،عدّد الشيخ يزبك الإعتداءات الصهيونية المتكررة على المقدسات والرموز الدينية، متساءلاً " أين العالم الإسلامي والمسيحي وهل من شك بعد كل هذا أن إسرائيل هي خطر على العالم"؟!
كما أضاف يزبك "ألم يلتفت نتنياهو وهو يتباكى على منبر الأمم المتحدة وهو يحمل صورة القنبلة شارحاً المخاطر وطالباً وضع خطوط حمراء إلى أن المستمعين يعرفون أن ما يزيد على مائتي رأس نووي يملكه الإسرائيلي"؟!، أما يشكل ذلك خطراً على المنطقة والعالم أم الوحش يستبيح ويباح له كل شيء!
أما حول الازمة السورية فقد قال الشيخ يزبك أن "سوريا هي قلب الأمة العربية وإذا أصيب القلب كيف تسلم الأمة؟
الشيخ ماهر حمود
بدوره،رأى الشيخ ماهر حمود أن هذا الزمن هو زمن الفتنة المستمر إذ يختلط الحق بالباطل بشكل مريع،لافتاً إلى أن تبني هئية النصرة تفجيرات حلب الإرهابية الضخمة تحت راية الإسلام من جهة، والإدعاء الكاذب بأنهم يخلصون الشعب السوري من النظام في سوريا هو أكبر برهان على إختلاط الأمور على الساحة السورية.
كما دعا الشيخ حمود الجميع إلى مراجعة حقيقية،مؤكداً أن الحل في سوريا لن يكون عسكرياً، محذراً الناس من الفتنة المتفاقمة والمتزايدة بالقول " هلموا إلى الإصلاح والتوافق والتحاور وحذار أن يصبح أي فريق أسيراً لشعار رفعه في مرحلة تم تجاوزه مع الزمن.
السيد علي فضل الله
من جهته، حذر السيد علي فضل الله في خطبة الجمعة من ضياع كل قضايانا إذا ما بقي الحال على ما هو عليه وبقيت قضايا الأمة ضائعة على مستوى بعض المسؤولين في السلطة.
وأفرد السيد فضل الله بداية الخطبة للهوية الأساس فلسطين المحتلة التي تشهد يومياً إنتهاكات صهيونية متطرفة على المقدسات والرموز الدينية من إهانات للسيد المسيح (ع) إلى كتابات الشتائم بالعبرية على جدران الكنائس،وإنتهاك حرمة الإقصى من قبل المستوطنين.
في هذا السياق،دعا السيد فضل الله العالم العربي والإسلامي إلى القيام بعملٍ مشترك من قِبَل القيادات الإسلامية والمسيحية لمواجهة مخططات هذا العدو الذي يسعى بكل جهده لتهويد القدس، وإزالة كل المعالم الإسلامية والمسيحية ومنع حرية الحركة فيها.
كذلك تأمل السيد فضل الله من الشعوب العربية أن تتطلع بعينين مفتوحتين،عينٌ تراقب مخططات الكيان الصهيوني التي لا تستهدف فلسطين وحسب،وعينٌ لإصلاح واقعها وتحقيق أهدافها المشروعة في الحرية والعدالة.
وفي ظل إشتعال الساحة على الحدود التركية السوري،نبه السيد فضل الله من الإنزلاق إلى مواجهات غير محمودة العواقب بين سوريا وتركيا، مجدداً الثقة بوعي القيادتين لعدم الوقوع في حرب ستكون تداعياتها كبيرة إن حصلت وإن كنا نستبعد حصولها.
وصولاً إلى البحرين، إستنكر سماحته الأحكام الجديدة التي صدرت بحق عدد من الأطباء والمعارضين السياسيين إلى جانب إستمرار الممارسات التي تؤدي إلى سقوط ضحايا، وآخرهم أحد المسجونين في السجن، مؤكداً في الوقت نفسه على ضرورة معالجة أسباب الأزمة وإجراء حوار بناء بين السلطة والمعارضة متفائلاً بفُرَصِ الحلول إذا توفرت النيات الصادقة.
إلى لبنان،إستنكر السيد فضل الله الوضع السياسي القائم بالبلد ففي حين تعطل الجدل حول القضايا المعيشية للمواطنين، فقد بات السياسيون منشغلون بترتيب أوضاعهم الإنتخابية وكأنهم أنهوا على أكمل وجه دورهم في تلبية أ وعدوا به اللبنانيين!
كما تأسف السيد فضل الله إلى بدء سماعنا لحديث طائفي مذهبي وبالفم الملآن إذ بات البعض يتجرأ ويطرح إنتخاب كل طائفة لنوابها مما يُفقد النائب ضفته التمثيلية الوطنية ليتحول إلى ممثل لطائفته يدافع فقط عن حقوقها لا عن حقوق كل المواطنين.
وفي حين نحن أحوج ما يكون لإنصهارٍ وطنيّ،لفت السيد فضل الله إلى أن هذا الطرح يؤكد الإنقسام الطائفي والمذهبي بأبشع صوره.
رئيس جمعيَّة قولنا والعمل في لبنان الشيخ أحمد القطان
على صعيد آخر، دان رئيس جمعيَّة قولنا والعمل في لبنان الشيخ أحمد القطان الإعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى والإعتداء على دير الفرنسيسكان في القدس الشريف،متساءلاً عن دور حكّام العرب والمسلمين مما يحصل في القدس الشريف ومطالباً في الوقت نفسه المسلمين أن ينتفضوا في وجه حكامهم الطغاة الذين تخلوا عن أرض الإسراء ولم تعد قضية القدس وفلسطين تُحَرِّكُ فيهم ساكناً.
أمّا بالنسبة للوضع السوري فقد أسف القطان على الضحايا التي تسقط يومياً وليس آخرها ضحايا التفجيرات الإرهابية الآثمة في حلب، وتمنّى لو كانت في وجه العدو الإسرائيلي وليس تنفيذاً لأجندات غربية حاقدة تريد تقسيم وتفتيت سوريا.
كما توجه القطان إلى تركيا بالقول "كان من الأولى على تركيا بدل أن يوافق برلمانها على ضربة لسوريا وبدل أن يدعم تخريب وتفتيت وزعزعة الإستقرار في سوريا أن يُساهم في حلّ سلمي يساهم بدوره في إعادة الإستقرار ليس لسوريا وإنما للمنطقة بأكملها".
رئيس لقاء علماء صور الشيخ علي ياسين
كذلك تطرق الشيخ علي ياسين إلى الشأن اللبُّنَانِي السّياسي والمعيشي المُزري في ظل الخلافات حول إختيار القانون الإنتخابي الأنسب فقال " إن الإنتخاب هو إنتخاب الشعب لمن يمثله فلماذا لا تطرحون إستفتاءً عاماً يشمل كل فئات الشعب لإختيار قانون يوافق عليه الشعب قبل أن يوافق عليه السياسيون حتى يكون خير تمثيل لآمال وطموحات الشعب بكل أطيافه وطوائفه".
في السياق،أسِف الشيخ ياسين إلى "وجودنا ضمن دولة القرون الوسطى من خلال نقص الخدمات العامة من كهرباء معدومة وتعليم رسمي مهمل وحالة صحية غير مقبولة ، حتى وصلنا إلى درجة الخوف من خلال السكوت على هذا الواقع المزري الذي يظهر أنه لن يتغير إلاّ من خلال إنتفاضة في وجه المسؤولين الذين نسوا آلام الناس وحاجاتهم لأن أمورهم ميسرة".
وفي خطبة الجمعة،رأى الشيخ علي ياسين أنه "بدل أن تكون المقاومة ضد السامرييين اليهود تجد يهود الأمة يعملون على تسليط المسلمين بعضهم على بعض وإشغالهم بفتن في أوطانهم نتفيذاً لمخططات قوى الإستكبار حتى تبقى هذه الغدة السرطانية الإسرائيلية آمنة مطمئنة"،لافتاً في المقابل إلى أنه لا بدّ للأمة أن تستيقظ من سباتها.
المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان
أما المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان فقد رأى أن الربيع العربي يشبه كل شيء إلا الربيع منبهاً من أنه إذا ما صحّت التحليلات والتوقعات بأن المنطقة قادمة على حروب اهلية وإقليمية طاحنة،فإن المنطقة ستشهد ضياعاً وفقداناً للهوية.
كما أكد المفتي قبلان أننا مع كل " ربيع حقيقي وكل ثورة فعلية نظيفة غايتها معروفة،ومع كل ديموقراطية تنادي بحكم الشعب"،متساءلاً في الوقت نفسه "لكن أين هي هذه الديمقراطيات التي يدّعونها؟ ومتى ستطبق في دول الربيع العربي وكيف؟ ومن هم القيّمون عليها؟ إنها كذبة كبرى في هذا الزمن الرديء وخدعة موصوفة لهذه الشعوب المغلوبة على أمرها والتي صفّقت لهذا الربيع ليس حباً به، ولكن كرهاً بما سبقه من فصول القمع والظلم وهضم الحقوق".
أما في لبنان،فقد شدد سماحته على أن "مسؤولية بقاء لبنان وطناً نهائياً لجميع أبنائه كما ورد في مقدمة الدستور لا تقبل النقاشات وهي في أساسيات بناء لبنان وإستمراره وتفرض على الجميع تواضعاً وإنفتاحاً في الخطاب الوطني والأخلاقي بعيداً عن منطق التحدي والإستقواء".
وفي حين لفت الشيخ قبلان إلى أن البلد قائمٌ على التوافقات، أكد أن لا إستمرار له سوى بهذا المنطق مطالباً القيادات السياسية بوقف المماطلة والإهمال للمستوى المعيشي المتدني.
وعليه،توجه قبلان إن إلى كل الأطراف والأفرقاء السياسيين مطالباً إياهم بموقف وطني لوقف البازارات والمساومات، لأن لمثل هذه المنهجية تفتيت للبلد وهدم لهيكلية الدولة التي باتت قاب قوسين من الإنهيارات.
الشيخ عفيف النابلسي
إلى الشيخ عفيف النابلسي الذي تخوَّفّ من إمتداد الأزمة الإنتخابية في لبنان إلى الشارع فتلامس خطوطاً حمراء،مجدداً التأكيد على أن لبنان يحتاج إلى قانون للوطن والمواطن، لا قانوناً للطائفة والزعيم والفرق كبير بينهما، مطالباً الشعب اللبناني أن "يضغط لتحقيق هذا الهدف وإلا سنراوح في الأزمة والتخلف زمناً طويلاً."
كما رأى الشيخ النابلسي أنه بات من الصعب الحديث عن علاجات فورية تعود خلالها الأوضاع إلى مستقرها السياسي والأمني في ظل الأوضاع الحاسمة سواء على الصعيد اللبناني الداخلي أم على صعيد المنطقة،لافتاً إلى أن هذه الفوضى العارمة التي تعم لبنان والمنطقة هي بفعل مدبّر ومخطط يريد لحركة التناحر والتقاتل والفتن أن تنتشر في كل مكان لتبقى المصالح الإستعمارية الغربية سائدة.
وفي حين نبه الشيخ النابلسي إلى خلفية المشروع الإستعماري وما يخطط لفلسطين ،أسف سماحته إلى إنخراط كثيرين في هذه الفوضى لمكاسب ومصالح بعيدة كل البعد عن البصيرة والرشد ومصالح الأمة ككل.
إلى ذلك،أضاف الشيخ النابلسي من على منبر الجمعة " إننا نرى أن اللبنانيين مستمرون في تخبطهم وفي إنماء عجزهم وفي تظهير خوفهم من بعضهم البعض وفي إعلاء واقع الانقسام على كلمة الوحدة".
إعداد: ياسمين مصطفى