يقول الله تعالى: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) – سورة الملك ، الآية ١٥
منذ أن وُجد الإنسانُ على وجه الأرض، وهو يسعى فيها لمعاشٍ أو رزقٍ أو صيدٍ أو أمنٍ ينشُدُه، وقد سخَّر الله تبارك وتعالى لنا الأرض لنمشي في مناكبها، ونبغي من رزقه، ونتأمّلَ في مخلوقاته، ونتفكّرَ في روعة تدبيره.. فنشكرهُ عزّ وجل، ونشتاقُ لعبادته.
وبما أنَّ من طبع الإنسان السّفرَ والتِّجوالَ في الدّساكر والمدن، والهضاب والسهول، تختلف طبيعة السّفر بحسب الحاجات والظّروف. فقد وجّه الإسلام الأفراد إلى عدم جواز السّفر في غير الطّاعات والمباحات، وعدم جوازه إذا أدّى إلى معصيةٍ أو ظلمٍ أو اعتداءٍ على الأفراد والجماعة.
إستحباب ذكر الله عند السّفر:
- يستحب ذكر الله وتسبيحه وتهليله عند المسير.
- التسبيح عند الهبوط، والتكبير عند الصّعود ، فعن" الرّسول (ص): " إذا هبط سبّح، وإذا صعد كبّر".
- الاستعاذة بالله، وتلاوة آية الكرسي عند المخاطر.
- الدّعاء وتسبيحة الزّهراء (ع)، وتلاوة سورة القدر في حالات المشي، فقد قال الإمام زين العابدين (ع):" لو حجّ الرّجل ماشياً وقرأ إنّا أنزلناه، ما وجد ألم المشي".
إستحباب الرّفقة في السّفر :
- من آداب السّفر أن لا يسافرالمرء وحده بل يصطحب معه آخرين يأنس ويستعين بهم، فيقول الرّسول
(ص): "الرّفيق ثمّ الطّريق".
- إختيار صحبة أهل الإيمان والتّوثيق والأمانة.
- يكره سبق الرّفيق وتركه وحيداً حتّى لا يستوحش أو يغبن.
- أن يكون صاحب السّفر ممن نفتخر بهم ويكون عارفاً لحقّنا وقدرنا، حتّى لا يسيء إلينا دون قصدٍ.
- أن يخلط المسافرون زادهم، ويكون الزّاد واحداً بين الجميع.
ما يستحبّ حمله عند السّفر :
- يستحبّ في السّفر حتّى إلى الحجّ والعمرة حمل أطيب الزّاد ، كاللّوز واللّحم والحلوى. عن الإمام الصّادق (ع): " إنّ من المروة في السّفر كثرة الزّاد وطيبه وبذله لمن كان معك".
- أن يحمل معه ما يحتاج إليه من السّلاح والآلات والأدوية.
- لا بأس بحمل أدوات التّجميل في السّفر، كالمرآة والفرشاة والعطر.
- حمل الخيوط والإبر في السّفر لأنّهم قد يحتاجون إليها في حالات طارئة.
- إصطحاب التّربة الحسينيّة المباركة وتقبيلها ووضعها بين العينين.
تحسين الخلق في السّفر :
- يستحبّ معونة المؤمن العازم على السّفر.
- كتمان أسرار الرّفاق من بعد مفارقتهم وقلّة الخلاف معهم.
- البذلة للرّفاق وإعانتهم، إذ قيل: "سمّي السّقر سفرا"، لأنّه يسفر عن الأخلاق ."
- إستشارتهم في أمرك وإكثار التّبسّم في وجوههم.
- خدمة الرّفيق في السّفر وسخاء النّفس.
- يستحبّ المزاح في غير ما يسخط الله عزّ وجلّ.
- إستقبال الحجّاج والمعتمرين إذا قدموا ومصافحتهم وتعظيمهم، فعن الإمام علي (ع): " إذا قدم أخوك من مكّة، فقبَّل بين عينيه، وفاه الّذي قبَّل به الحجرَ الأسودَ الذي قبَّله رسول الله(ص)، والعينَ الّتي نظر بها الى بيت الله، وقبِّل موضعَ سجوده، ووجهه...".
الصّدقة والصّلاة والذّكر عند السّفر:
- يستحبّ إفتتاح السّفر بالصّدقة لأنّها تردّ القضاء المحتوم، وتساعد على تهذيب الرّوح ورقّة القلب، فقد قال الإمام الكاظم (ع): " إذا وقع في نفسك شيء، فتصدّق على أيّ مسكين، ثمّ امضِ، فإنّ الله يدفع عنك".
- يستحبّ التقرّب إلى الله بالصّلاة ركعتين، ويدعو بما يشاء ويكل أمره لله تعالى.
- قراءة سورة الفاتحة والإخلاص، وآية الكرسيّ قبل خروجه , على باب داره.
- التّسمية عند الرّكوب.
- إستحباب قراءة الآية: سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ {الزخرف/١٣} وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ {الزخرف/١٤}