الوحدة مبدأ اساسي في الدين الإسلامي المقدس. أبدأوا من الذات المقدسة للباري تعالى. وهي اساس الوحدة ومظهرها وإلى مظاهر وآثار هذه الوحدة التي توجه كل ما في عالم الوجود نحو ذلك القطب العظيم المتسامي .
السيدة عفاف الحكيم
القيادة الربانية المستندة إلى القرآن هي المنقذ الوحيد للمسلمين
تنا ـ بيروت
28 Jan 2014 ساعة 14:59
الوحدة مبدأ اساسي في الدين الإسلامي المقدس. أبدأوا من الذات المقدسة للباري تعالى. وهي اساس الوحدة ومظهرها وإلى مظاهر وآثار هذه الوحدة التي توجه كل ما في عالم الوجود نحو ذلك القطب العظيم المتسامي .
كلمة السيدة عفاف الحكيم في المؤتمر السابع والعشرين للوحدة الاسلامية
القرآن الكريم هو كتاب حياة الإنسان ومرآة نفسه وفطرته، ومفتاح سعادته وسعادة البشرية التي أخرجها بكنوز علومه من الظلمات إلى النور وشيّد لها تلك الحضارة التي لم يعرف الإنسان مثيلاً لها إلى يومنا هذا ..
بهذه الكلمات استهلت مسؤولة الهيئات النسائية في حزب الله الحاجة عفاف الحكيم كلمتها التي ألقتها خلال المؤتمر الدولي السابع والعشرين للوحدة الاسلامية ، حيث اعتبرت أن القرآن الكريم هو معجزة النبي المصطفى(ص) والدليل الخالد على نبوته والدستور الثابت من السماء للأمة الإسلامية في مختلف شؤون حياتها وأن آياته الكريمة كانت المربية والمهذبة للأرواح والعقول والمعلم والهادي إلى نظام الحياة اللائق بالإنسان ..
واردفت "أن هذه الآيات التي نزلت من لدن عزيز حميد ما هي إلا الغذاء الرباني للإنسانية كافة ولآمة رسول الله محمد(ص) خاصة. الأمة التي شاء تعالى أن تكون خير أمة.. إذ اختصت بالرسالة الخاتمة التي جاءت تبياناً لكل شيء.. بحيث شمل اهتمام القرآن شؤون المسلمين كافة وبات هو المتصدي لتنظيمهم وإدارتهم، بات القيّم والمهيّن والمنظّم لكل جوانب وتفاصيل حياتهم وقضاياهم الكبيرة والصغيرة..
وانطلاقاً من هذا أوضحت الحكيم أن الإنسان المسلم يتمتع في الإسلام بحصانة فريدة في ماله ودمه وعرضه. هذه الحصانة والحرمة التي يمنحها الإسلام للإنسان المسلم حصانة نادرة لأننا لا نجد للإنسان حرمة وحصانة في أية حضارة من الحضارات كالتي نعهدها في الإسلام باعتبار إن حرمة المؤمن في الإسلام أعظم من حرمة الكعبة كما ورد عن رسول الله(ص).
علاقة المسلم بالمسلم كما رسمها الإسلام في القرآن :
الى ذلك انتقلت الحاجة عفاف لتوضيح علاقة المسلم بالمسلم كما رسمها الاسلام ، فاستشهدت بقوله تعالى {إنما المؤمنون أخوة} معتبرة أن هذه الآية الكريمة على إيجازها تقرر دعامة أساسية من دعائم الدين. هي الأخوة الإيمانية التي تعتبر من أوثق الروابط على الاطلاق لمن عرفها وعاشها.. ولذلك نجد أن الصالحين من عباد الله قد سحقوا جميع الروابط أو تجاوزوها في سبيل الرابط الإيماني ....وبناء عليه فإن مجد المسلمين عمّ الدنيا ووصلت حضارتهم لتكون أفضل الحضارات ومعنوياتهم أعلى المعنويات ورجالهم أكمل الرجال وبلادهم أكبر مساحة من جميع البلدان. وكانت لهم الغلبة والسيطرة على العالم .
من هنا لا يجد الباحث عناء كبيراً إذا أراد أن يبيّن أثر القرآن في نهوض الأمة. إذ يكفيه أن ينظر إلى أحوال الناس قبل نزول الوحي إلى قلب رسول الله(ص) ثم لينظر مرة أخرى في أحوالهم بعد ذاك ..على حد قول السيدة الحكيم.
أما عن حال التي وصلت له الامة في عصرنا الحاضر والمتمثل في هذا التراجع والتمزق والعنف والشحن الطائفي الكريه الذي منينا به، اعتبرت الحكيم أن هناك عدة أسباب لهذا التراجع موضحة أن السبب الاول يتمثل بالتراجع في القرآن مستلهمة بعض ما جاء في كتاب - القرآن في كلام الإمام الخميني ـ حيث بين الكتاب أنه "لكي يعزل الإسلام عن الحياة فإن اكبر وسيلة وأكثرها أثراً هي اخراج القرآن عن المجال الذهني والقلبي والعملي للأمة الإسلامية وهذا بالتأكيد ما عمل له المتسلطون الأجانب والعملاء الداخلون سالكين هذا السبيل عبر الاستعانة بشتى انماط الوسائل." معتبراً "إنهم لا يستطيعون أن يتحملوا وجود القرآن الذي يصدر بكل وضوح أمر{وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل}.. ويصدح بقول{ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً}..
ويتابع(رض) القوا اليوم نظرة على ميدان حياة المسلمين فأين تجدون القرآن؟ هل تجدونه في أجهزة الحكومات؟ أو في النظم الاقتصادية؟ أو في تنظيم العلاقات والمناسبات بين الناس بعضهم مع البعض الآخر في المدارس والجامعات؟ في السياسة الخارجية والعلاقات بين الدول؟ في تقسيم الثروات الوطنية بين فئآت الشعب؟ في اخلاقية المسؤولين في المجتمعات الإسلامية وكل فئآت الشعوب التي تتأثر بهم- قليلاً أو كثيراً؟ في السلوك الفردي للحكام المسلمين؟ في العلاقات بين الرجل والمرأة؟ في الأرصدة المصرفية؟ في أنماط المعاشرة؟ في أي مكان من الحركة العامة والاجتماعية للناس؟"
وتخلص السيدة الحكيم الى أنه هكذا تمت عملية التراجع عن الوحي المنزل.. عن القرآن الكريم الذي هو بصائر وهدى ورحمة ونور وبشرى وسعي لإخراج الناس كل الناس من الظلمات إلى النور.. هكذا كان التراجع إلى أن وصلنا إلى ما نحن فيه من كوارث وأزمات وأجواء تكفيرية يندى لها الجبين و{إن هذا لهو البلاء المبين} الصافات ١٠٦
أما السبب الثاني تشير السيدة الحكيم انما يكمن في التراجع عن الاعتصام بحبل الله جميعاً ..حيث يؤكد القرآن الكريم على المسلمين كافة ويأمرهم ويوصيهم بالوحدة والتضامن ويهددهم أن تقاعصوا عن هذا الأمر بأنهم سيفشلون وتذهب ريحهم.. مشدداً على الأخوة وعلى الابتعاد عن البغضاء والاحقاد..
و بهذا الخصوص أختارت مسؤولة الهيئات النسائية نصاً هاماً للإمام الخامنئي دام ظله إذ يقول سماحته: [الوحدة مبدأ اساسي في الدين الإسلامي المقدس. أبدأوا من الذات المقدسة للباري تعالى. وهي اساس الوحدة ومظهرها وإلى مظاهر وآثار هذه الوحدة التي توجه كل ما في عالم الوجود نحو ذلك القطب العظيم المتسامي{كل إلينا راجعون}الانبياء ٩٣ كل شيء يتحرك نحو الذات الإلهية المقدسة{وإلى الله المصير}النور ٤٢
ويتابع حفظه الله [الخطاب في الإسلام هو {يا أيها الذين آمنوا} وليس يا أيها الذين تشيعوا أو يا ايها الذين تسننوا. الخطاب موجه للمؤمنين. المؤمنون بماذا؟ المؤمنون بالقرآن والمؤمنون بالإسلام والمؤمنون بالرسول. ولكل معتقداته المختلفة عن معتقدات الآخر. حين يقول عز وجل{واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا}آل عمران١٠٣ فإنما يخاطب بها المؤمنون. ولا يخاطب جماعة معينة من المؤمنين حين يقول{وأن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما}الحجرات٩ إنما خاطب كافة المؤمنين وليس فئة خاصة من المؤمنين.]
وتعتبر السيدة الحكيم أن السبب الثالث يترجم في التراجع عن القيادة الربانية إلى الحاكم المستبد ،موضحة أن الأنظمة الحاكمة في العالم الإسلامي في غالبها أنظمة استبدادية.. يعتقد حكامها إنهم يملكون الأرض بما فيها وبمن عليها وإن أي قرار فيها هو حق مطلق لهم لا لغيرهم. باعتباراتهم ليسوا عرضة لأي محاسبة أو مسائلة.. فأموال الدولة هي أموالهم لا فرق بين المال العام والمال الخاص لأن الشعب وأمواله ملك لهم ..
القرآن المنقذ الوحيد للمسلمين :
انطلاقاً مما تقدم اكدت السيدة الحكيم انه لا بد من التركيز على الحديث الشريف الذي استودع فيه رسول الله(ص) تلك الوصية الجديرة بالتفات جميع المسلمين. ان [إذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن] وان اجواء مجتمعات المسلمين فيما مضى لم تلوث إلى هذا الحد الذي تلوثت به اليوم من سحب سوداء متراكمة وقطع من الليل المظلم .
وفي هذا الصدد لفتت السيدة الحكيم الى أن من أجواء التكفيريين الكريهة التي شوهت وجه الحياة بالكوارث والمصائب والذبح والتقتيل وقطع الرؤوس ونزع القلوب من الصدور إلى مكائد المكر الشيطاني المتمثل بقوى الاستكبار الأمريكي الصهيوني والتي تعمل بشراسة من أجل زرع الاحقاد وتأجيج الفتن الطائفية التي تؤدي إلى تقطيع أوصال الأمة وازهاق الأرواح واشعال نار الحقد والعداوة العمياء .... وحدها القيادة الربانية المستندة إلى القرآن قدمت الأنموذج والدرس وكانت المنقذ ..
وعليه أشارت الحكيم الى أن ثورة حفيد رسول الله الإمام الخميني العظيم(رض) أحبطت كما شهدنا وشهد العالم أحلام المستكبرين وبددت آمالهم وأرست قواعد النظام الإسلامي عبر نماذج من أصحاب الليل وحملة القرآن. وعرّفت الجميع بأن العودة إلى القرآن هي عودة إلى الحياة الحقيقية التي تليق بالإنسان ..
وأضافت أن الجمهورية الإسلامية حالياً بقيادة الإمام الخامنئي دام ظله والتي جاءت تجسيداً للقرآن وكانت من أكبر مصاديق العمل به هي اليوم تقف بالمرصاد للمخططات الامريكية والصهيونية وتعمل بقوة من أجل تبديد مشاعر اليأس لدى المسلمين ورسم معالم الانتصار وترسيخ الأمل في نفوسهم..
رقم: 151038