وأضاف سماحته ليس هنالك من ظلم أهل السنة ولكن ظلموا أنفسهم بتركهم للجهاد في سبيل الله، لافتاً الى صدمات وخيبات أمل التي تراكمت وتوالت فنشأ جيل على أنقاض الهزائم العربية، جيل لا يؤمن بالجهاد ولا بالمقاومة، يريد التصالح مع إسرائيل بكل ثمن ويرى النموذج الأميركي في الحياة وفي السياسة مثاليا ينبغي أن يقلد.
واوضح سماحته انه في خضم هذه المعاناة برزت الثورة الإسلامية في إيران ورفعت لواء تحرير فلسطين من هنالك من بعيد، ...وعاشت إيران والأجيال التي نشأت في كنف ثورتها هذا الحلم، وحققت المقاومة الإسلامية في لبنان انتصارات عجزت عنها الجيوش العربية مجتمعة ثم تواصلت مع غزة، وكان هنالك انتصارات متتالية يصعب تصديقها لولا انها ترى بالعين المجردة.
ورغم كل ذلك يقول الشيخ حمود استطاع من استطاع أن يحرك الخلافات المذهبية وان يبرزها وان يقدمها على ما عداها من الأمور حتى نشأ جيل جديد يقوٌم إيران حسب المذهب وحسب القومية وليس حسب الانجازات الجهادية والسياسية التي لا تخفى على منصف، وجاءت الفتنة المذهبية لتحاصر انجازات "الشيعة" ولتحول انجازاتهم والتي تعود على الأمة كلها بالنفع العميم إلى مؤامرة.. الشيعة يتآمرون على السنة ويريدون السيطرة على مقاليد الأمور ويريدون أن ينشروا التشيع في العالم الإسلامي ... الخ
وفي هذا الاطار رأى سماحته أن المشكلة ليست عند الشيعة، المشكلة عند السنة الذين اكتفوا بالتجارب التي ذكرنا وذهبوا باتجاه الاستسلام وللواقع والتعامل معه على أساس العجز عن التعبير... معتبراً أن قانون الاستبدال الإلهي هو الذي أتى "بالشيعة" ليحلوا مكان السنة في الصراع في مواجهة الصهيونية وإسرائيل والاستكبار العالمي.
من هنا أكد الشيخ حمود أن الذين يحملون راية الإسلام على الصعيد الجهادي والسياسي ويستطيعون أن يتحدثوا عن الإسلام على الصعيد العالمي، هم الشيعة، هؤلاء الشيعة الذين هم في المقاومة وفي إيران، ولا ضرورة لان يعيش احد في العقد التي تمنع الفهم الصحيح وتعمي العيون عن الحقائق، وتزداد قناعتنا هذه كثيرا عندما نرى أن الذين يرفعون لواء الدفاع عن السنة هم في واقع الأمر اقرب إلى الخوارج (فقهيا وعقيدة وسلوكا) منهم إلى السنة فلا يحق لهم الحديث في هذا الأمر .لافتاً الى إن المهازل التي تثار تحت هذا الشعار لم تعد تحتمل ولا بد من وضع حولها، نحن نرفع الصوت في هذا الاتجاه ، ولكن الأمر رباني لا نملك حياله إلا أن نقول : اللهم انا قد بلغنا اللهم فاشهد.