الجبال الفاصلة بين منطقي عسير وجازان في المملكة السعودية، تشهد حياة بائسة و مهملة عن عمد من قبل آل سعود، لتترك مواطنيين سعوديين وسط معاناة شديدة لتأمين مسير حياتهم اليومية .

برغم تبجح المملكة السعودية بدعمها لحقوق الإنسان و إرادات التغيير في الدول العربية، و برغم إنفاقيها للملايين من الدولارات على دعم الميليشيات المسلحة في كل من سوريا و ليبيا و اليمن، إضافة إلى تدلخها السلبي في الملفات الأخرى، و قيامها بخفض أسعار النفط للضغط على السياسية الروسية من بوابة الاقتصاد لكسب تنازلات بما يخص الملف السورية و الملف النووي الإيراني، إلا أن الجبال الفاصلة بين منطقي عسير وجازان في المملكة السعودية، تشهد حياة بائسة و مهملة عن عمد من قبل آل سعود، لتترك مواطنيين سعوديين وسط معاناة شديدة لتأمين مسير حياتهم اليومية، مستخدمين الأعشاب للتدواي في منطقة شبه معزولة عن الحياة ومحاصرة بوجود حيوانات مفترسة كالسباع و الذئاب، كل ذلك مع تردي الظروف المعاشية في وضع تدركه الأسرة الحاكمة في السعودية جيداً، و تهتم بجمع ملايين الدولارات من النفط و الاستثمار في الدول الأجنبية، و يتبجح أمراءها بتقديم التبرعات لضحايا الكوارث في دول العالم، و تكشف الصحافة العالمية عن فضائح يصرف فيها أفراد الأسرة الحاكمة و أثرياء السعودية ملايين الدولارات على توافه الأمور.

الصور التي نقلت عن المنطقة تفتتح باب السؤال عن الطبيعة الحياتية التي تفرضها الأسرة الحاكمة في المملكة منذ سيطرتها على الحكم بالتعاون مع أنصار الحركة الوهابية و مدعومة من دول أهمها أمريكا و بريطانيا، فالمملكة التي تمنع قيادة المرأة للسيارة و تفرض عبر شرطتها الدينية المعروفة باسم "الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر" تنسى أن ثمة ما هو أهم من التدخل في الشؤون الداخلية لدول العالم، و الذي يتمثل بالنظر إلى المملكة من الداخل، خاصة و إن هؤلاء جزء من الرعايا السعوديين الذين يرعاهم الملك السعودي الذي اختارته حكومة الإمارات شخصية للعام ٢٠١٤ في جائزة تمنح بهذا الخصوص، كما منحه الأزهر الشريف في وقت سابق "دكتوراة فخرية" استناداً إلى مواقفه المؤثرة في العالم الإسلامي، كما يتشدق الملك بأنه أب لكل السعوديين..

انشغال الملك السعودي بتنفيذ الرغبات الأمريكية للحفاظ على وجود حكم أسرته مع تشهجه من صراعات داخلية نتيجة لتهالك الملك صحياً شغله عن هذه المنطقة، ليكون سكانها.. سعوديون من الدرجة العاشرة.