QR codeQR code

طقوس دينية شعبية في العشر الأواخر من رمضان في المغرب

تنا

12 Jul 2015 ساعة 13:10

ليلة القدر تشكل مناسبة مهمة بالنسبة للمغاربة كافة، وتتميز هذه الليلة بأجواء ذات طابع روحي، حيث تمتلئ المساجد بالمصلين إحياء لها في روحانية وسلام حتى مطلع الفجر.


ونظرا لقدسية هذه الليلة فقد خصها المغاربة بطقوس وعادات ومظاهر احتفالية مميزة فهي تعد آخر احتفال روحي متميز قبل عيد الفطر، حيث تقبل الأسر المغربية على شراء أنواع جيدة من البخور تليق بهذه الليلة المقدسة لتطييب البيوت والمساجد، استعدادا وترحيبا باستقبال الملائكة لقول الله تعالى: «تتنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم».
 
وموائد الإفطار الرمضانية في المغرب لا تفرغ مما لذ وطاب من الأكلات والحلويات، لكن ليلة السابع والعشرين تخص الأمهات في استثنائها، حيث تحرص على تحضير وجبة (المغربية) وتوزيعها على المساجد، ويجتمع أفراد الأسر حول طاولة واحدة يتم تبادل الأطعمة والزيارات، فهي مناسبة لصلة الرحم والتصدق على المحتاجين، ومن أهم أطباق هذه الليلة «الرفيسة»و ...
 
وتعتبر عادة الاحتفال بالصوم الأول للأطفال بالمغرب يوم السادس والعشرين احتفالية ذات نكهة خاصة وذاكرة تظل موشومة في أذهان الأطفال، كما تعد من مظاهر العادات التقليدية المغربية التي تتجسد فيها معالم الحضارة المغربية، حيث تشكل محطة أساسية للأسر المغربية خلال هذا الشهر المبارك وتعمل من خلال هذا التقليد على تكريس الانتماء الديني للطفل المغربي المسلم.
 
ومن أهم عادات ليلة القدر لدى المغاربة زيارة المقابر والترحم على الأموات في صبيحة اليوم السادس والعشرين، حيث تستيقظ الأسر للسحور بعد صلاة الفجر تبدأ تلاوة القرآن إما بالمساجد أو بالمنازل وبعدها يتجه أفراد الأسرة إلى المقابر لزيارة أهلهم وذويهم للترحم عليهم محملين بالتمر والتين الجاف للتصدق وقراءة القرآن.
 

ومع اقتراب هذه الليلة المباركة التي ينتظرها الجميع بشوق كبير تنتعش تجارة موسمية خاصة ببيع الشموع فضلا عن أنواع كثيرة من الحناء والسواك التي تستعمل للزينة في تلك الليلة، وتقبل الأسر المغربية على شراء أنواع عديدة جيدة من البخور تليق بهذه الليلة المقدسة التي تعتبر من خير الليالي عند الله سبحانه وتعالى التي تعد العبادة فيها خير من ألف شهر.
 
ويحافظ المغاربة على إقامة طقوس روحانية واجتماعية متنوعة منها اصطحاب أبنائهم إلى المساجد مرتدين اللباس التقليدي بهدف تشجيعهم على الصلاة والعبادة وإقامة أعراس رمزية ترتدي خلالها الفتيات الأزياء التقليدية مثل "القفطان" و"الجلباب".

يستعدُ الصائمون والمصلون المغاربة في ليلة القدر (ليلة السابع والعشرين من رمضان)، ويجتهدون في العبادات والدعاء. وتغُص الشوارع بالاطفال، وهم يتقافزون فرحا بالهدايا التي يقتنيها لهم آباؤهم،  فيما يقضي أفرادها ليلتهم ذهابا وإيابا إلى مسجد الحي.
وعلى جنبات المساجد، وفي المحلات المُتاخمة لها، يعرض الباعة السجادات والعطور العربية والأبخرة، ومنتوجات غذائية أخرى، يقبل عليها المصلون بأعداد كبيرة، خاصة خلال العشر الأواخر من رمضان.

بعضُ مساجد "المغرب" ذاع صيتها، واكتسبت شُهرة واسعة، حيث يُقبل إليها المُصلون من مناطق بعيدة عن دُور سكناهم، نظرًا للقراءات العذبة والخاشعة لأئمة الصلوات فيها، وحين تمتلئ بالمصلين وتضيق بهم جنباتها، يقوم القائمون على المساجد، بفرش باحاتها، والشوارع المُحيطة بها بالحَصائر، ليبسط مئات المصلين عليها سجاداتهم، قبل العشاء بساعة، لسماع الموعظة اليومية والاستعدادا لأداء ركعات القيام.

ويقوم الأئمة المغاربة خلال صلوات التهجد والقيام، بتنويع التلاوات من مدارس إسلامية مختلفة، تلقى استحسان المصلين، حيث يؤدون أغلب الركعات بتلاوة مشرقية، ويختمون الركعات الأخيرة بتلاوة مغربية، تختلف عن سابقتها في القواعد ونغمات الترتيل، ما يجعل صلاة ... فرصة للمصلين للتعرف على روافد الثقافة الإسلامية المختلفة، ومدارسها المتنوعة، وفضاءاتها الرحبة.

وتتميز القراءة المغربية بمقاماتها المميزة وطريقة مدها للحروف وتسكنيها ونطقها لها، ويعتمد القراء المغاربة ما يُعرف بـ “قراءة ورش” المنتشرة في إفريقيا (الغرب الإسلامي)، المختلفة عن قراءة “حفص” التي تعتمدها أغلبُ دُول العالم الإسلامي.

وتُنسبُ القراءة المغربية في الأصل إلى قراءة “أهل المدينة” حيث تعتني بشأن أكبر، فيما تُنسب القراءة المشرقية (قراءة حفص) إلى أهل الكوفة في العراق، والتي كانت خلال القرن الهجري الأول من ألمع الحواضر العربية التي تخلقت فيها العلوم الإسلامية.
 


رقم: 198113

رابط العنوان :
https://www.taghribnews.com/ar/report/198113/طقوس-دينية-شعبية-في-العشر-الأواخر-رمضان-المغرب

وكالة أنباء التقريب (TNA)
  https://www.taghribnews.com