عيد الفطر في المانيا و السويد و ...
حظيت احتفالات المسلمين في عموم القارة الأوروبية بعيد الفطر هذا العام، بتغطية إعلامية أوروبية واسعة، وباهتمام شعبي ورسمي ملفت، جعل من المناسبة خطوة نحو المزيد من الانفتاح على المجتمعات المسلمة في القارة الأوروبية، في ظل تصاعد ملحوظ لما بات يعرف بـ”الإسلام فوبيا” أو الخوف من الإسلام، وظهور حركات يمينية متطرفة، عملت خلال الأعوام الماضية على زيادة خطاب الكراهية والتحريض ضد المسلمين في الكثير من البلدان الأوروبية.
في ألمانيا وخلال شهر رمضان هذا العام، أرسلت الحكومة الألمانية وعلى رأسها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل رسائل للداخل الألماني، أعادت فيها التأكيد على ما ذكرته في مناسبات عدة، من أن المسلمين في ألمانيا هم جزء من المجتمع، وأن الإسلام هو جزء من ألمانيا، وذلك خلال كلمتها التي ألقتها في حفل الإفطار الجماعي الذي نظمته ميركل في مبنى المستشارية، بحضور عدد من ممثلي الجمعيات والمؤسسات الإسلامية في ألمانيا.
ومع حلول عيد الفطر أو ما بات يعرف في ألمانيا بـ”تسوكر فيست” أو “عيد الحلوى” وفقاً للمسمى التركي “شكر بايرم”، أظهرت الصحافة الألمانية هذا العام اهتماماً واسعاً بالمناسبة التي يحتفل بها قرابة 5 ملايين مسلم في البلاد، حيث تناولت كبريات الصحف الألمانية ووكالة الأنباء الألمانية “د. ب. آ” الإعلان عن بدء عيد الفطر للمسلمين في ألمانيا وفي كل أنحاء العالم، وتناولت أيضاً المظاهر الاحتفالية للملسمين في ألمانيا خلال عيد الفطر، واستعرضت رمزية العيد لدى المسلمين وصور الترابط الاجتماعي التي يظهرها المسلمون في العيد.
وفي سابقة هي الأولى من نوعها، نقل التلفزيون الرسمي في ولاية بفاريا الألمانية وقائع صلاة العيد من مسجد مدينة بينزبيرغ على الهواء مباشرة، وذلك لتعريف الألمان من غير المسلمين بعيد الفطر والمعاني الروحانية والاجتماعية والثقافية التي تتمتع بها تلك المناسبة المقدسة لدى المسلمين، حيث لاقت تلك الخطوة ترحيب المسلمين في ألمانيا وابتهاجهم لكونها تعد مؤشراً مهماً على تزايد قبول الإسلام في المجتمع الألماني واحترام شعائره.
كبريات الصحف الألمانية نقلت بدورها مظاهر الاحتفال بعيد الفطر في مختلف المدن الألمانية، فشهد حي “نوي كولن” ذو الأغلبية التركية والعربية، احتفالات كبيرة كما تجري العادة في عيدي الأضحى والفطر من كل عام، بمشاركة الآلاف من المسلمين من العرب والأتراك، بالإضافة إلى جيرانهم الألمان في الحي من غير المسلمين، حيث تقوم إحدى المؤسسات التركية وبالتعاون مع المؤسسات العربية في العاصمة برلين بتزيين إحدى الشوارع الرئيسية في الحي البرليني الكبير، ووضع الألعاب ووضع الطاولات على جنبات الطريق، حيث يشهد الاحتفال توزيع الحلوى على الأطفال وبيع الأطعمة التركية والعربية.
الدكتورة إيمان الجار مختصة الطب النفسي من مدينة ليفركوزن الألمانية، صرحت عن التغيرات التي طرأت على سلوك المجتمع الألماني تجاه المسلمين، إذ اعتبرت الجار أن السنوات الماضية، شهدت انفتاحاً يمكن وصفته بالتدريجي على المجتمع المسلم في ألمانيا، “فأصبح الكثير من المراجعين لعيادتي على سبيل المثال يقدمون التهاني في العيد، وهو ما لم نعهده في السنوات الماضية، كما أصبح الجيران والباعة في بعض المتاجر يقدمون التهاني بمناسبة حلول العيد، وهي في المحصلة مظاهر إيجابية تبشر بتجاوز المجتمع لخطاب الكراهية والتحريض الذي شهدناه خلال السنوات الماضية”.
في السويد وفي مسجد مدينة مالمو الكبير أقصى جنوبي البلاد، أدى نحو 10 آلاف مسلم شعائر صلاة العيد في الساحات الخارجية للمسجد، ولم يبد مشهد تقديم الشرطة السويدية التهاني بالعيد على المصلين، مشهداً غريباً في البلد الأوروبي الأكثر انفتاحاً على مواطنيه المسلمين، حيث أشرفت الشرطة السويدية على عملية تنظيم الدخول والخروج من وإلى الساحات والشوراع المحيطة بالمسجد، وقدمت الحماية التي تتطلبها مثل تلك التجمعات الكبيرة.
وقد حظيت صلاة العيد في مدينة مالمو بتغطية إعلامية سويدية واسعة، نظراً للأعداد الهائلة المشاركة في إحياء هذه الشعيرة، وفي الجانب التجاري، حرصت شركات الاتصالات وبعض المتاجر السويدية كما في كل عام، على تخصيص العروض التجارية بمناسبة حلول شهر رمضان وعيد الفطر، إذ تقوم تلك الشركات بنشر إعلاناتها باللغتين العربية والسويدية لتقديم التهاني للمسلمين في السويد وعروضها المخصصة لهذه الفترة، فيما تقوم شركات النقل العام في المدن السويدية بكتابة عبارات التهنئة للمسلمين باللغة العربية خلال أيام العيد.