وبدعوى المحافظة على رعايا الدول الأوروبية في الدولة العثمانية وخاصة في فلسطين وخاصة اثناء مواسم الحج الى القدس. وافقت الحكومة التركية على طلب الدول الاوروبية بتعيين قناصل لها في اكثر من مدينة فلسطينية كالقدس ويافا وحيفا وعكا وصفد وطبريا ولم يكن هؤلاء القناصل سوى مندوبين لتسهيل هجرة اليهود وإستيطانهم في فلسطين.
لقد بدأت الهجمة اليهودية بالهجرة الاولى ١٨٨١ الى فلسطين بعد اغتيال قيصر روسيا "اسكندر الثاني" واشتراك فتاة يهودية في اغتيالة وقيام مذبحة ضد اليهود في روسيا تكررت اكثر من مرة ما سبب هجرة الملايين من اليهود من روسيا الى الخارج، وهنا تألفت عدة جمعيات صهيونية مدعومة من المستعمرين البريطانيين والفرنسيين والاميركيين وغيرهم لتحويل هجرة اليهود الى فلسطين بدلا من اميركا والدول الاوروبية ومن هذه الجمعيات عرفت باسم "حوفيفي صهيون" اي احباء صهيون وبدعم من الثري اليهودي الفرنسي البارون روتشيلد الذي دفع مبلغ ٤٠ مليون فرنك فرنسي اضافة لمبلغ مليوني فرنك جمعتها جمعيات احباء صهيون كدفعة اولى لصرف على هجرة اليهود الى فلسطين واقامة المستوطنات الصهيونية فيها.
وتمكنت هذه الجمعيات الصهيونية من تحويل عدد لا يتجاوز ٢٥ الف يهودي الى فلسطين بهجرتهم الاولى وأقامت لهم مستوطنات باموال البارون روتشيلد واشراف جمعية حوفيفي صهيون التي كان هدفها استيطان فلسطين بدعوى احياء اللسان العبري والتراث اليهودي ومن ابرز اقطاب الحركة الحاخام زفي هيرش كالشير ١٧٩٥ - ١٨٧٤ الذي دعا الى استيطان فلسطين بمساعدة دولية وذلك عن طريق انشاء منظمة او شركة تقوم بشراء الارض الزراعية.
وعقدت جمعيات احباء صهيون اول مؤتمر يهودي عالمي عام ١٨٨٤ في قبل ١٣ عام مؤتمر هرتزل في بال بسويسرا عام ١٨٩٧ في "ماتوفتز"في المانيا وانتخب د. ليو بنسكر رئيسا للمؤتمر ودعت الى الاستيطان في فلسطين. وفي العام ١٨٩٦ نشر هرتزل الزعيم الصهيوني المعروف كتابة بعنوان "دولة اليهود" وصف فية خطتة والادوات والوسائل التي يريد استخدامها لاستيطان فلسطين.
وقد حقق هرتزل تشكيل ادوات الاستعمار الصهيوني المطلوبة فتألفت جمعية اليهود باسم "لجنة العمل" وقد اوجدها المؤتمر الصهيوني الاول الذي عقد في بال بسويسرا بزعامة هرتزل ١٨٩٧ وتالفت الشركة اليهودية تحت اسم البنك الاستعماري اليهودي والذي وعد بتأمين هجرة واستيطان اليهود ومتابعة حالهم بعد وصولهم واستيطانهم ارض فلسطين وقد سجل المؤتمر ان هدف الصهيونية هو انشاء وطن قومي لليهود في فلسطين يضمنه القانون العام وكان اول بنود برنامج بال لتحقيق هذا الهدف تشجيع استيطان العمال الزراعيين والصناعيين اليهود في فلسطين وفقا لخطوط مناسبة.
وبناء على ذلك طالب هرتزل بالحصول على ترخيص قانوني لدخول البلاد الجديدة وراح ينتقل بين قيصر المانيا والبابا وملك ايطاليا والسلطان العثماني وتشيميرلن وزير المستعمرات البريطاني ولكنة فشل في الحصول على براءة دولية تمنحه حق الاستيطان في فلسطين.
وللتاريخ فإن السلطان العثماني عبدالحميد رفض عام ١٩٠٢ منح اليهود حق الهجرة او الاستيطان في فلسطين مقابل قيام المنظمة الصهيونية بسداد الدين العام للسلطنة العثمانية، كما فشل المشروع الصهيوني في كسب ثقة البابا للمشروع الصهيوني وكان رد البابا عليه "لا نستطيع أن نقبل بهذة الحركة الصهيونية ولا نقدر ان نمنع اليهود من الذهاب الى القدس ولكن لن نرضى به رسميا ابدا". وقد كانت اول ثمار النشاط السياسي الصهيوني اقامة عدد من المستوطنات الصهيونية في القرن التاسع عشر في فلسطين.
واليوم يسابق الاحتلال الاسرائيلي الزمن في بناء وحدات استيطانية جديدة في مختلف انحاء الضفة الغربية وخصوصا في القدس المحتلة بسرعة غير مسبوقة ، منذ انقضاء كذبة مهلة تجميد المستوطنات في ٢٦ الشهر الماضي.