النساء الثريات باتوا يلجأن بأعداد متزايدة إلى البنوك الإسلامية لإدارة أموالهن، وتتجاوز تطلعاتهن الخدمات المصرفية الاساسية إلى منتجات متطورة تنمي ثرواتهن وتتوافق في نفس الوقت مع أحكام الشريعة الإسلامية،
ثروات النساء الهدف المستقبلي للبنوك الإسلامية
دي برس , 28 Oct 2010 ساعة 22:01
النساء الثريات باتوا يلجأن بأعداد متزايدة إلى البنوك الإسلامية لإدارة أموالهن، وتتجاوز تطلعاتهن الخدمات المصرفية الاساسية إلى منتجات متطورة تنمي ثرواتهن وتتوافق في نفس الوقت مع أحكام الشريعة الإسلامية،
وكالة أنباء التقريب (تنا)
وتسعى مؤسسات مالية في المنطقة المحافظة حيث يحجم كثير من النساء عن الاختلاط برجال من خارج اسرهن لاستغلال هذا التوجه مع انتشار الأفرع المخصصة للنساء فقط من البنوك وصناديق الاستثمار،
وذكر تقرير لمجموعة بوسطن كونسلتنج أن النساء بالشرق الأوسط يسيطرن على ٢٢ بالمئة من اجمالي أصول المنطقة التي جرى استثمارها في عام ٢٠٠٩ بقيمة ٥٠٠ مليار دولار.
وتقود الركب السعودية أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم وحيث لا يسمح بالاختلاط بين النساء والرجال. وقال تقرير لشركة الماسة كابيتال انه من المعتقد أن السيولة المملوكة لنساء سعوديات تبلغ ١١.٩ مليار دولار.
وللبنك الاهلي التجاري السعودي ٤٦ فرعا مخصصة للنساء فقط حاليا ارتفاعا من اثنين فقط في عام ١٩٨٠. ويعتزم البنك السعودي الهولندي زيادة عدد فروعه التي تتعامل مع النساء فقط إلى ١٥ فرعا من ١١ حاليا.
أما بالنسبة للصناديق فقد دشنت شركة الراجحي المالية قسما لإدارة ثروات السيدات في وقت سابق من العام الحالي وذلك إلى جانب صندوق الجوهرة النسائي الذي يستهدف السعوديات اللائي يبحثن عن استثمارات متنوعة.
وفي ٢٠٠٩ اطلقت شركة مايفير لإدارة الثروات ومقرها جزر كايمان صندوق "أميرة" في الشرق الأوسط والذي يقدم استشارات بشأن الاستثمارات الموافقة لأحكام الشريعة الإسلامية.
وتتطلع شركة البشاير للاستثمار في أبوظبي -وهي شركة تقليدية لادارة ثروات تستهدف المستثمرات- لاطلاق منتجات إسلامية تفي باحتياجات نساء المنطقة اللائي يفضلن الاستثمارات التي تتفق مع معتقداتهن الدينية.
وصرحت سارة محمد الرئيسة التنفيذية لشركة البشاير ان بنوكا كثيرة أسست فروعا للنساء فقط تقتصر خدماتها حتى الآن على الحسابات المصرفية للأفراد وبطاقات الائتمان والقروض وليس على مساعدة النساء في تنمية ثرواتهن.
وقالت سارة محمد "نرى فرصا كثيرة في السوق الوسيطة ... مثل النساء اللواتي لديهن أطفال صغار وسيولة لا تقل عن ١٠٠ ألف أو ٢٥٠ الف دولار يمكن استثمارها ويسعين لتنمية ثرواتهن."
لكن خبراء يقولون انه ينبغي بذل مزيد من الجهد لازالة القيود التي عادة ما تفرضها الخليجيات على انفسهن وتحول دون اضطلاعهن بدور نشط في عالم الاستثمار والاسواق المالية.
وقالت موزة العتيبة من الاسرة الحاكمة في أبوظبي والرئيسة التنفيذية لشركة العتيبة القابضة "انا واثقة من أن عددا أكبر من النساء اللائي نراهن يردن الانخراط."
وأضافت "كثير من النساء ليس لديهن فكرة واضحة عن الاستثمار. النساء لديهن الحافز للعمل ونري في جميع انحاء العالم نساء يكسبن قوتهن. ولكن ثمة حاجز ينبغي اجتيازه." وورثت كثيرات في المنطقة مثل العتيبة ثروة عن آبائهن أوأقارب آخرين وتمتلك النساء شركات نشطة في الخليج.
وبحسب دراسة أجراها أحد فروع البنك الدولي عام ٢٠٠٧ فقد حقق ثلث الشركات المملوكة لنساء في الامارات العربية المتحدة أكثر من ١٠٠ ألف دولار سنويا مقارنة بنسبة ١٢ في المئة من الشركات المملوكة لامريكيات.
وقالت العتيبة التي تركز انشطة شركاتها على مشروعات التنمية بالامارات إن نساء المنطقة يبحثن عن منتجات واستثمارات في المنطقة لانهن على دراية بهذه الاسواق ويجدونها امنة ومن السهل دخولها.
ويقول خبراء إنه ينبغي مشاركة عدد أكبر من النساء في مستويات رفيعة في القطاع المصرفي الإسلامي للمساعدة في تطوير منتجات تجتذب عميلات. ومازالت صناعة التمويل تقع تحت هيمنة الرجل في شتى أنحاء العالم الا ان المساحة المتاحة للمرأة في الشرق الاوسط أقل.
وقالت نداء رضا مديرة الاسواق المالية في بنك يونيكورن للاستثمار "تعتقد الادارة والرجال المنتمون للمدرسة القديمة ان النساء ينخرطن لفترة قصيرة ثم يغادرن."
وتابعت "هذا الشعور مبالغ فيه هنا في المنطقة لا تضطلع النساء بمناصب عليا في التمويل الإسلامي هنا."
وتقول نداء إنه إلى جانب شركات ادارة الثروات فإن صناديق رأس المال المغامر التي تستثمر في شركات مملوكة لنساء فقط وصناديق معاشات التقاعد الإسلامية وصناديق تعليم الاطفال سيكون لها جاذبية خاصة للنساء في الخليج.
وذكر هاري بهامبرا الشريك في شركة برايسيديوم ان الصناديق الائتمانية الإسلامية ستكون جاذبة لنساء المنطقة بصفة خاصة وتمكنهن من رعاية اطفالهن. وقال "اعتقد ان الامر سيستغرق بعض الوقت ولكن نرى اعدادا أكبر من النساء يشاركن في التمويل التقليدي ومن الطبيعي ان يتحولن للتمويل الإسلامي."
ومن المؤكد ان يغري وجود خيارات استثمار اكثر عميلات مثل سارة الزرعوني التي تأمل في أن تؤسس شركة خاصة وتستثمر في المنتجات المالية من أجل بناتها وأعمارهن ستة وخمسة أعوام وعشرة أشهر.
وقالت "افكر في فتح حسابات لهن فقط في الوقت الحالي ولكن ربما في المستقبل يمكنني مساعدتهن في افتتاح شركة ايضا. ربما يصبحن مديرات ماليات في المستقبل. من يدري؟"
رقم: 29639