الحل بنظر المراقبين يكمن في تشجيع خيار المقاومة لاجبار اليهود على الهجرة للخارج ومنعهم من القدوم الى فلسطين والحيلولة من دون تهجير فلسطينيي الداخل الى دول الجوار العربي.
مراقبون: المقاومة الحل الوحيد للوقوف بوجه يهودية إسرائيل
1 Nov 2010 ساعة 16:39
الحل بنظر المراقبين يكمن في تشجيع خيار المقاومة لاجبار اليهود على الهجرة للخارج ومنعهم من القدوم الى فلسطين والحيلولة من دون تهجير فلسطينيي الداخل الى دول الجوار العربي.
وكالة انباء التقريب (تنا) :
يرى مراقبون ان الحل الوحيد لمواجهة المساعي الإسرائيلية الهادفة الى اجبار العالم والفلسطينيين على الاعتراف بيهودية الدولة، هو بالعمل بالاتجاه المعاكس من خلال الصراع والمقاومة وسحب الاعتراف اساسا بدولة إسرائيل.
استاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية الدكتور غازي ربابعة لفت إلى ان رئيس الوزراء السابق ايهود اولمرت كان أول من طرح فكرة يهودية الدولة، ثم عاود رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو طرحها على نطاق واسع مع السلطة الفلسطينية التي يرى ربابعة أنها "تمر بآخر مراحل عمرها الافتراضي".
وبين ربابعة ان محاولة إسرائيل انتزاع اعتراف الفلسطينيين بيهودية الدولة يعني إلغاء حق العودة للفلسطينيين أو حتى حق التعويض للاجئين بموجب قرارات الأمم المتحدة، إضافة إلى تهجير فلسطينيي الداخل على اعتبار ان إسرائيل يهودية خالصة ونقية.
الدافع وراء هذا الطرح اليهودي في هذا الوقت، بحسب ربابعة، هو الهاجس الديمغرافي الذي يؤرق ويقلق الإسرائيليين، لا سيما ان عدد الفلسطينيين داخل الارض المحتلة يصل الى ٥ ملايين شخص، في حين ان عدد الإسرائيليين ٦ ملايين، الا ان نسبة التكاثر بين الفلسطينيين هي ضعف نسبتها ما بين الإسرائيليين.
ووفق ربابعة فإن ذلك يعني ان "الفلسطينيين يتضاعفون كل ٢٠ عاما في حين ان الإسرائيليين كل ٤٠ عاما، وبذلك سيصبح الفلسطينيون الاغلبية بعد عشرين عاما، مع الاخذ في الاعتبار ان إسرائيل تعتمد على الهجرة من الخارج، اذ ان ثلثي سكانها من المهاجرين الذين قلوا كثيرا بعد حربي لبنان وغزة.
واستشهد ربابعة بمقولة لبروفيسور اسرائيلي قال "ان الصراع العربي الإسرائيلي لا يحل بالدبابات والمدافع انما في غرف النوم والجامعات".
وبذلك يشرح ربابعة ان خيار "يهودية الدولة هو الحل الوحيد أمام إسرائيل"، مؤكدا ان "الترانسفير قادم سلما او حربا"، لذلك تريد إسرائيل انتزاعه عربيا وفلسطينيا عبر مفاوضات "عبثية".
الحل بنظر ربابعة يكمن في تشجيع خيار المقاومة لاجبار اليهود على الهجرة للخارج ومنعهم من القدوم الى فلسطين والحيلولة من دون تهجير فلسطينيي الداخل الى دول الجوار العربي.
مديرة اتحاد المرأة الأردني ناديا شمروخ تتفق مع ربابعة وترى ان المفروض "العودة الى الصراع والعمل على ازالة دولة ما يسمى إسرائيل بسحب الاعتراف بها ودعوة المجتمع الدولي لسحب الاعتراف بها".
وتؤكد شمروخ انه ما كان يجب من الاساس الاعتراف بإسرائيل كدولة، لافتة إلى أن اتفاقية اوسلو جريمة ارتكبتها منظمة التحرير الفلسطينية ضد الشعب الفلسطيني.
الا ان شمروخ تعتقد ان حديث اليهود حاليا عن يهودية الدولة ليس مفاجئا بل متوقع ويتماشى مع اطماعهم في المنطقة، ويجب ان يعرّي ما يسمى إسرائيل امام المجتمع الدولي "الذي يعتبر ما يسمى إسرائيل الدولة الوحيدة الديمقراطية في المنطقة".
اللجوء الى الصراع تبرره شمروخ باستنادها الى قناعاتها ان الحكومة الإسرائيلية تحاول التملص والالتفاف على المفاوضات الجارية من خلال وضع شرط تعجيزي لن يقبل به احد، مؤكدة ان حالة الانقسام والضعف في الوطن العربي شجع اليهود على اعلان هذا المطلب.
رئيسة الاتحاد النسائي الأردني نهى المعايطة ترى ان التوجهات الإسرائيلية ستقضي عليها في النهاية كونها تصر على التفكير بعقلية "الجيتو الانعزالية"، مؤكدة ان الشعوب التي حولها تسعى للسلام الذي ستستفيد منه إسرائيل بالدرجة الأولى كونها تعاني حاليا من الهجرة المعاكسة الناتجة عن انعدام الأمن فيها.
"الجيتو" هي مكان داخل المدينة او خارجها محاط بسور عال له بوابة أو أكثر تغلق عادة في السماء، ويمثل اشهر الاشكال الانعزالية اليهودية في العالم، بحيث اصبح يطلق على سبيل التعميم على كل شكل من اشكال الحياة اليهودية الانعزالية وسط الشعوب التي عاشوا بينها.
وترى المعايطة ان الشعب الفلسطيني واع ومصر على البقاء على ارضه ولن يرضى بأي حل يخرجه من اراضيه سواء التهجير او غيره.
الناشطة املي نفاع تؤكد ان الحلم الإسرائيلي بدولة يهودية خالصة سيبقى حلما لن يتحقق، في ظل تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه ورفضه لأي خيار يتضمن تهجيره من ارضه.
وتؤكد نفاع ان محاولة إسرائيل تهويد الدولة تندرج في خطة لتهجير فلسطينيي الداخل، ما يفسر الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة عليهم لاجبارهم على ترك اراضيهم.
رانيا الصرايرة : صحيفة الغد
رقم: 30015