الحج كعبادة تساهم بتوحيد كلمة الأمة ، وبيان قدراتها وإمكاناتها ، كما أن يوم عرفة يحمل طابع الإعظام ليوم الوحدة الأكبر حيث يقف المسلمون جميعاً على صعيد واحد يدعون رباً واحداً ويتجهون لقبلة واحدة
ندوة (الحج...مؤتمر المسلمين الاكبر) في دمشق
14 Nov 2010 ساعة 10:28
الحج كعبادة تساهم بتوحيد كلمة الأمة ، وبيان قدراتها وإمكاناتها ، كما أن يوم عرفة يحمل طابع الإعظام ليوم الوحدة الأكبر حيث يقف المسلمون جميعاً على صعيد واحد يدعون رباً واحداً ويتجهون لقبلة واحدة
وكالة أنباء التقريب (تنا)
أقام مركز الدراسات الثقافية الإيرانية العربية في المستشارية الثقافية الإسلامية الإيرانية بدمشق وبالتعاون مع مجمع الفتح الإسلامي ندوة تحت عنوان (الحج ... مؤتمر المسلمين الأكبر) وذلك مساء السبت ١٣\١٠\٢٠١٠ شارك فيها سماحة آية الله السيد مجتبى الحسيني ممثل ولي أمر المسلمين الإمام السيد علي الخامنئي في سوريا والأستاذ الدكتور عبد القادر الكتاني نائب رئيس قسم الدراسات الإسلامية العليا في مجمع الفتح الإسلامي . حضر الندوة السيد علي موسوي زاده الملحق الثقافي في المستشارية وعدد كبير من العلماء والأساتذة والمدعوين وحشد غفير من المهتمين أمتلأت بهم صالة الإمام الخميني (ره) حيث عقدت الندوة .
بعد تلاوة عطرة لآي من الذكر الحكيم قدم للندوة الأستاذ علي مشكوري رئيس المركز حيث رحب بالمحاضرين وشكرهما على مشاركتهما ، كما رحب بالحضور وتحدث بإختصار عن مضمون الندوة ونشاطات المركز ثم ألقى المحلق الثقافي السيد موسوي زاده كلمة ترحيبية أيضاً مستعرضاً بعض معاني الحج ، بعدها ألقى الأستاذ الدكتور عبد القادر الكتاني محاضرته وهي بعنوان (كيف نحول الحج لمؤتمر للوحدة الإسلامية ) مذكراً أن هذه الأمة أمة التوحيد ربها واحد ،وكتابها واحد ، ورسولها واحد ، وقبلتها واحدة ، وحجها وكعبتها واحدة ،والمذاهب الإسلامية على اختلافها تشترك لأكثر من ٩٠ بالمائة من الثوابت الجامعة بيننا والتي من أهمها الحج إلى بيت الله الحرام ، تلك الشعيرة الإيمانية التي جاءت بحكم بالغة وفوائد جليلة ومنافع جمة للأمة ، حتى أصبح عطاء الحج كبيراً في سبيل نشر الإسلام على المستوى العالمي .. ورفعت شأن الأمة .. وتوحيد صفوفها .. إذ إن الحج يمتلك الكثير من الأفكار التربوية والإجتماعية الأخلاقية لبيان عالمية الرسالة، والحج كعبادة تساهم بتوحيد كلمة الأمة ، وبيان قدراتها وإمكاناتها ، كما أن يوم عرفة يحمل طابع الإعظام ليوم الوحدة الأكبر حيث يقف المسلمون جميعاً على صعيد واحد يدعون رباً واحداً ويتجهون لقبلة واحدة ، وقال : إن الوحدة الإسلامية تحتاج إلى صحوة تنويرية حقيقية لمفكري وأئمة علماء الأمة ، ولابد من تثقيف الناس بحقائق الإسلام وثوابته الأصيلة ومقاصده النبيلة ليعلم الجميع أن الإختلاف في الفروع لا يفسد للود قضية ، كما دعا إلى نقل فكرة التقارب المذهبي من الرفاهية الفكرية والثقافية لدى النخب من العلماء والمفكرين المعتدلين إلى الشارع الإسلامي لتترعرع وتنمو بين عامة المسلمين ، وأقترح أختيار لجان فقهية معتدلة مشتركة من جميع المذاهب المعتمدة ووضع مناهج للعمل المشترك بينها ، مركزاً على دور الخبراء الإعلاميين المؤمنين بفكرة التقارب لنقل هذه الأفكار إلى أعمال مصورة وأفلام سينمائية وكرتونية بما يساعد على إزالة الحساسيات المتوارثة وزيادة التفاهم والإنسجام ،واستعرض بعض العوامل المساعدة على إزالة أسباب التوتر والبغضاء وعودة الوحدة الشعبية منها ؛ الإتفاق على عدم تكفير أي من المؤمنين بالله تعالى وبملائكته وكتبه ورسله وبأركان الإسلام الأساسية ، تجاوز خلافات الماضي الفكرية والسياسية ، الإتفاق على عدم المساس بأئمة آل البيت والصحابة الكرام وبأئمة المذاهب الإسلامية ،تشكيل لجان علمية من كبار العلماء المعتدلين والمتنورين من المذاهب كافة لدراسة ملفات الخلاف ، والإتقاف على مرجعية معتمدة ثابتة للتوفيق بين المذاهب ما أمكننا إلى ذلك سبيلاً.
ثم ألقى سماحة آية الله السيد الحسيني محاضرته بعنوان (أهداف الحج في الكتاب والسنة)استعرض فيها العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة وعن أئمة أهل البيت (ع) في خصوص الحج وأهدافه ومنافعه مبيناً أن الحج كما جاء في خطاب القرآن الكريم هو موجه لجميع الناس دون فرق بين أعجمي وعربي ولاأسود أو أبيض وأن الهدف الأكبر للحج هو وحدة المسلمين والبراءة من المشركين والكفار ومواجهة مخططاتهم وأهدافهم الرامية للسيطرة على مقدرات المسلمين ونهب ثرواتهم ،وأضاف قائلاً أن الحج الإبراهيمي المحمدي هو مؤتمر لعامة المسلمين وليس للزعماء والرؤساء والعلماء والنخب وهو فرصة لإلتقاء المسلمين من كافة أرجاء العالم الإسلامي في مكان واحد وزمان واحد ليتدارسوا أمورهم ويبحثوا مشاكلهم ويتبادلوا الرأي فيما ينفعهم وهذا من مصاديق (ليشهدوا منافع لهم) وتحقيقاً لهدف وحدة المسلمين فقد أفتى الإمام الخميني(ره) وكافة مراجع الشيعة الكبار بضرورة الإفاضة مع الناس (وأفيضوا من حيث أفاض الناس) بضرورة الإفاضة مع الآخرين حتى لو لم يثبت الشهر القمري بالدليل الشرعي بل يكفي في ذلك ما يقرره الحاكم الذي يتولى أمور الكعبة والشعائر حتى لو لم يكن حاكماً عادلاً ولا ملتزماً بأحكام الإسلام ،وبين أن شعيرة الحج تبلغ من الأهمية بحيث لا يجوز تعطيلها بأي شكل من الأشكال ولا تحت أي ظرف من الظروف حتى أن الإسلام يحث الحاكم على الصرف من بيت مال المسلمين لإرسال من لم يستطيعوا تعظيماً لهذه الشعيرة، واستعرض الكثير من مواقف الأئمة عليهم السلام في الحج وحثهم المسلمين على أداء هذه الشعيرة العظيمة ، بعد ذلك طرحت العديد من المداخلات والأسئلة والتي أغنت الندوة وزادت في الفائدة.
ناصر الحكيمي \دمشق
رقم: 31199