غزة وقرية الخان الأحمر وجهٌ واحدٌ لانتفاضة شعب يأبى الركوع أمام العدو الإسرائيلي، فلا الطفل في الخان الأحمر يبيع، ولا الشيخ في غزة قرب السياج قبل الخنوع والمساومة، إنها انتفاضة شعب قرر عدم التفريط بذرة تراب من فلسطين.

مشاركة"توحدنا بوحدة الزنود من الضفة لغزة لسدود .. اشتعلنا مثل البارود من أول شرارة .. عم نكتب اسمك بالدم يا بلادي والشمل التم .. يا خواني وأولاد العم زيدوها حرارة.. انتفضنا والإيد بالإيد شب وبنت ودرب جديد .. راية بإيد وثاني إيد حجارتنا الهدارة .. ردينا العدو الغدارَ وقابلنا المدفع بالأحجار".. كلماتٌ تراثية تعبر عن واقع المشهد الفلسطيني المنتفض في وجه الاحتلال في "الخان الأحمر" شرقي القدس، ومسيرات العودة قرب السياج الفاصل شرقي غزة.

وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي محاصرة تجمع "الخان الأحمر"، البدوي شرقي مدينة القدس المحتلة، لليوم الثاني على التوالي، تجهيزاً لهدمه وترحيل سكانه، وحوَّل جيش الاحتلال الإسرائيلي المكان إلى "منطقة عسكرية مغلقة"، ومنع وصول المتضامين ووسائل الاعلام إليها.

الشاب خليل أبو كامل على الرغم من اصابته في قدمه إلا أنه يصر على التواجد في تجمع الخان الأحمر شرق مدينة القدس.

يقول الشاب أبو كامل اثناء تواجده  الخميس في خيمة مقامة على مدخل التجمع، إنه "جاء من القدس للبقاء في التجمع والدفاع عنه ازاء ما يتعرض له من خطر الهدم والترحيل، وأنه سيبقى مع الأهالي حتى يزول الخطر".

ويوضح الشاب كامل أنَّ قوات الاحتلال اعتدت بشكل وحشي الخميس على الأهالي والمتضامنين، وانه أصيب في قدمه أثناء إعتداء أحد الجنود عليه خلال تصديه لهم.

من جانبه، قال حسين أبو داهوك أحد سكان التجمع "إن قوات الاحتلال تمنع التجول داخل التجمع، فليرى العالم ما تقوم به قوات الاحتلال تجاه ناس عزل مدنيين في مساكنهم".

واضاف أبو داهوك "إن الرسالة التي تم توجيهها للقناصل الاوروبيين هي ان هدف ممارسات الاحتلال هي اقتلاعنا من ارضنا وتشريدنا مرة ثانية، وهم لديهم قوة للقع ونحن لدينا الارادة للبقاء".

واكد أنَّ اعتداء قوات الاحتلال يوم أمس على المتضامنين ادى الى اصابة 35 شخصاً.

واظهرت صوراً ومقاطع مصورة اعتداء قوات الاحتلال على سكان القرية، إذ أظهرت المقاطع سحل قوات الاحتلال للنساء، إضافة إلى نزع الحجاب عن رؤوسهنَّ، واعتداء الجنود على الأطفال والشباب والشيوخ بشكلٍ همجي.

ودانت القوى الوطنية والفلسطينية ودولاً عربية وإسلامية وأوروبية ومحافل دولية الجريمة الإسرائيلية بحق أهالي قربة الخان الأحمر، معتبرين أنها جريمة منظمة ترقى لجريمة حرب.

ومن المتوقع أن يشهد اليوم  الجمعة احتجاجات كبيرة في الخان الأحمر بالتزامن مع مسيرات العودة في قطاع غزة، التي يجمعها ذات الهدف وذات العدو الذي يحاول اقتلاع الفلسطينيين من ارضهم.

في السياق، أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل، الخميس، أن ما يقوم به الاحتلال بحق مدينة القدس والخان الأحمر "جريمة مُمنهجة" وتطهير عرقي يتطلب وقفة جادة من الفلسطينيين.

وطالب المدلل في تصريح خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، من الشعب الفلسطيني بأن يُصعّد انتفاضة القدس ويُشعل مسيرة العودة، دفاعاً وتأكيداً على أن الخان الاحمر مدينة فلسطينية لا تنازل عنها.

وقال المدلل:" يجب أن يكون هناك موقف عربي واسلامي لدعم صمود أهل القدس ومنع هذه الجرائم التي يسعى من خلالها الاحتلال الى تغيير ملامح مدينة القدس".

بدوره، قال الناطق باسم حركة "حماس"، حازم قاسم، إن "الهجمة التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي ضد أهالي الخان الأحمر شرقي مدينة القدس المحتلة، هي امتداد لسياسة التطهير العنصري الذي مارسها منذ ما قبل إقامة كيانه".

وأوضح قاسم في بيان صحفي حصلت سبوتنيك على نسخة منه، أن "هذه السياسة المستمرة تكشف عنصرية المحتل وإرهابه، وتستند للدعم الأمريكي".

وطالب الناطق باسم حركة حماس بتكثيف الجهد الوطني العام والموحد لمواجهة هذه السياسة ومنعها من تحقيق أهدافها بطرد الفلسطيني من أرضه.

واختتم قاسم، بأن "سياسة التطهير الاحتلالية ستتحطم على صخرة مقاومة شعبنا، وتمسكه بكل ذرة من تراب فلسطين".

في السياق، دعت الهيئة العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار مساء الجمعة، إلى المشاركة في الجمعة القادمة ضمن فعاليات مسيرة العودة الكبرى.

وأطلقت الهيئة، اسم "موحدون من أجل إفشال الصفقة وإسقاط القرار" لفعالية اليوم الجمعة .


/110