يوم التروية الثامن من ذى الحجة، هو أحد أيام العشر الفاضلة التى أقسم بها الله سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم إذ قال: {وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ} . والعمل فيها أفضل من العمل فى غيرها، و قال رسول الله صلى الله عليه و اله وسلم: «ما العمل فى أيام أفضل منها فى هذه» (يعنى عشر ذى الحجة).
روّت جموعُ المؤمنين قلوبها ========== بالنفر نحو منى لترضيَ ربها
وعلت هتافات الجميع إلى السما ========== كل يلبي ربه متولها
نزلوا الخيام لباسهم متوحد ========== هجروا ملذات الحياة وحوبها
شعث الرؤوس ثيابهم مغبرة ========== لكن قلوبهُمُ تضيء من البَها
طابت منى بالوافدين وقد غدت ========= نُزُلاً لوفد الله كل شعابها
وتزينت عرفات لليوم الذي ============ تحيا به جنباتها وهضابها
تفد الجموع بقضها وقضيضها ======== ترجو الإلهَ الحقَّ غَفْرَ ذنوبها
وتعود نحو منى تحط رحالها ========= بالمشعر الميمون تقضي أمرها
والرمي للجمرات رمز إجابة ========== لله في نبذ المعاصي كلها
والنحر يُذْكِر بالخليل وبابنه ========== في طاعة الرحمن فلنسعد بها
وتفيض للبيت العتيق حشودُهم ======== ختماً بما بدأت به في حجها
وتعود ترقد في منى مسرورة ========== لتواصل الذكر الكثير لربها
ويغادر الوفد العظيم مودعاً ========= تلك الرحاب وقلبه كَلِفٌ بها
والقادري مسافر متنقل =========== في هذه البلدات مكروب بها
رباه مالي قد تركت مرابعاً ========= تهفو القلوب من الدنا لرحابها
رباه هل أحظى لديك بحجة =========== تمحو بها ذنبي وتدنيني بها
وفى هذا اليوم يبدأ الحجاج بالاستعداد لهذا النسك العظيم، ويتأهبون فيه للوقوف غدًا بين يدى الله الكريم فى يوم عرفة.. يوم المغفرة والمباهاة والعتق من النيران.