لقد اعتبرت هذه القضية منهية تماما وانما المناقشة تدور الان على ما بعد الانفصال هل ستقع حرب بين الجنوب والجنوب ام تقع حرب بين الجنوب والشمال ام تقع كل هذه الحروب مجتمعة، المهم ان الجميع يلعب والجميع يرتب، وحدهم العرب هم الذين ينتظرون النتائج وينتظرون ما سيقع عليهم والصهاينة موجودون بقوة داخل المشهد وكثير من المصانع والشركات والان البنوك والتى تحمل اسم كوهين ومع هذا مازال العرب ينظرون وينتظرون.
وكالة أنباء التقريب (تنا)
لم يعد بوسع احد ان يتوقع غير انفصال جنوب السودان عن شماله بعد ان تم ترتيب المسرح دوليا واقليميا ومحليا على المضي قدما وبمنتهى القوة فى اتجاه الانفصال الذى سيؤدي الى كارثة للشماليين والجنوبين على حد سواء بل انه سيضع نموذجا جديدا امام العالم لفتح هذا الباب فى مناطق كثيرة تم تاجيل موقفها لحين الانتهاء من هذه القضية ومعرفة تداعياتها وردود افعالها فالقضية الان باتت واضحة وللاسف المناقشة الان ليست على ان الجنوب سينفصل ام لا لقد اعتبرت هذه القضية منهية تماما.
وزير الإعلام فى حكومة الجنوب والمتحدث الرسمي باسمها برنابا بينجامين أكد: الاتهامات الموجهة لحكومة الجنوب، بأنها لم تبذل الجهد الكافي للحفاظ على الوحدة فقال لم نترك بابا للوحدة الا سلكناه ولكن الحكومة لم تترك لنا طريقا للدخول الى الوحدة.
وفى سياق متصل نفى يان ماثيو، الناطق الرسمي باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان، تلقي الحركة أى دعم من متمردى دارفور، وأكد فى تصريحات خاصة أن حكومة البشير حولت التعددية الدينية والثقافية فى البلاد إلى نقمة، وأصر على أن يقيم دولة أحادية إسلامية يحكمها وحده، وأن السبب الملح للانفصال هو تلك السياسات غير المدروسة التى جعلت مواطني الجنوب مواطنين من الدرجة الثانية، (حسب قوله) وهو ما أفقدنا الإحساس بهذا الوطن، إلا أنه عاد وأكد أن السودان لاتزال حتى هذه اللحظة دولة واحدة، نحترم سيادتها وقوانينها.
فبعد الساعات الاولى من توجه مواطني جنوب السودان يوم «الأحد» إلى مراكز الاقتراع للتصويت فى استفتاء مصيري من المتوقع ان يسفر عن ميلاد دولة جديدة، أعلن الرئيس السوداني عمر حسن البشير أن شمال السودان وجنوبه يمكن أن يشكلا اتحاداً على نمط «الاتحاد الأوروبى» إذا اختار الجنوبيون الانفصال.
وأضاف البشيرفى تصريحات - أن الجنوبيين يمكن أيضا أن يحصلوا على حقوق حرية الحركة والإقامة والعمل والتملك فى السودان بعد الانفصال.
ويرى مراقبون أن الاستفتاء - الذى بدا يوم الاحد ولمدة أسبوع، والذى شارك فى مراقبته أكثر من ٤٠٠ مراقب دولى، و٢١٠٠ مراقب محلي لمنظمات المجتمع المدنى الدولية والإقليمية والسودانية، بالإضافة إلى ١٨ ألف مراقب من الأحزاب السياسية بالسودان - لن يشهد توترات أمنية، خاصة بعد خطاب البشير فى جوبا عاصمة جنوب السودان، الذى عكس أن الخرطوم ارتضت بالنتيجة مسبقا.
وفى حين أعلنت مفوضية الاستفتاء اكتمال كل المتطلبات أكد جهاز الأمن والمخابرات السودانى استقرار الأوضاع الأمنية فى السودان.
وبينما سادت شوارع جوبا حالة من البهجة مع قيام أنصار الاستقلال بالرقص والهتاف وتنظيم التجمعات الحاشدة، نصحت الولايات المتحدة، فى بيان، رعاياها فى السودان بتوخي الحذر وعدم التنقل بين مناطق البلاد، فيما تعهد السيناتور الأمريكى جون كيرى - لدى تواجده فى جوبا- بأن بلاده ستنظر فى أمر رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب فى حال نجاح الاستفتاء. من ناحيته أكد سيلفا كير، رئيس حكومة الجنوب فى مؤتمر صحفي، الاحد، أن الاستفتاء سيكون سالماً وآمناً، وطالب المجتمع الدولي بالاعتراف بنتائج الاستفتاء، وأضاف: «لقد تعهدت أنا وأخي البشير بالحفاظ على أرواح رعايانا فى الشمال والجنوب، أثناء الاستفتاء، ونحن قادرون على تخطي هذا التحدي».
وأكد البشير أن قرار انفصال الجنوب ليس بيده، مشيرا إلى أنه عمل كل ما فى وسعه من أجل إقناع الجنوبيين بالوحدة، مشيراً إلى أن «الحركة الشعبية لتحرير السودان» هى التى دعت للانفصال مؤخرا، وأوضح البشير أنه يعلم أن «هناك مؤامرة صهيونية عالمية ضد السودان» وأن لديه علماً بمخطط لتفتيت السودان، مشيرا إلى أن المخطط يشمل عددا من الدول العربية وليس السودان فقط، وشدد البشير على وجود إرادة سياسية قوية بعدم العودة إلى الحرب.
وجدد البشير تأكيده على أنه «لا تراجع عن تطبيق الشريعة الإسلامية» فى السودان لحماية المجتمع مما وصفه بـ«محاولات الاختراق» التي تستهدفه، فيما حذر قبيلة «الدنكا نقوك» المرتبطة بالجنوب من ضم منطقة «أبيى» الوسطى المتنازع عليها، قائلاً إن ذلك قد يؤدي إلى صراع.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت حصة القاهرة من مياه النيل ستتأثر فى حال قيام دولة جديدة، قال البشير إن «السودان لديها اتفاقية مع مصر تحدد نصيب السودان الموحد، وقطعا تلك من المسائل المفترض الاتفاق عليها مع إخواننا فى الجنوب حول نصيبهم من السودان».
ومن جهته، أكد وزير الدولة بالخارجية السودانية كمال حسن علي، أن ايام الاستفتاء ستكون «عادية وسيمر مثلما هو مقرر له». وأضاف على قائلاً: «لا أتخيل أن يكون هناك عنف، وسيمارس الناس حقهم بسلاسة فى أجواء مهيأة»، كما استبعد قيام حرب بعد الاستفتاء، واتفق فاروق أبوعيسى الناطق الرسمى لتجمع المعارضة مع الكثيرين على أن اليوم سيمر بهدوء، قائلاً : «لا أرى مصلحة فى حدوث هرج، فالجنوبيون من مصلحتهم أن ينتهى الأمر بهدوء ليحققوا رغبتهم فى الانفصال، والمؤتمر الوطني بعد كلمات البشير فى جوبا عمل على هدوء الأمور كثيرا». وعزا عيسى غلاء الأسعار الذى سبق الاستفتاء بأيام إلى «سياسات المؤتمر الوطني الخاطئة».
وبينما أكدت مفوضية الاستفتاء اكتمال كل الاستعدادات، قالت الدكتورة سعاد إبراهيم عيسى، الناطق الرسمي باسم المفوضية، إن عملية الاقتراع ستتم بكل هدوء، خاصة أن جميع المراكز تم تأمينها تماماً من قبل السلطات، كما أكد جهاز الأمن والمخابرات السوداني استقرار الأوضاع الأمنية فى السودان.
وبدا الشارع السوداني منتظرا وتصحبه حالة من الترقب المشوب بالحذر، فمن ناحيته قال عبدالله أحمد (مواطن شمالى): «إخواننا بالجنوب واضح أنهم يريدون الانفصال، وهذا حقهم فليأخذوه بهدوء»، أما جوزيف أتيم (من الجنوب) فيقول «رغم أننى انتظرت هذا اليوم كثيرا فإنني أخشى تبعاته، فأنا أريد انفصال الجنوب، ولكن هل ستستطيع دولتنا الجديدة بناء نفسها بهدوء؟ هذا سؤال كبير نخاف منه».
وبلغ عدد المسجلين للمشاركة فى الاستفتاء ثلاثة ملايين و٩٣٠ ألفا فى السودان، والشتات بينهم ٣ ملايين و٧٥٤ ألفا فى الجنوب السوداني. ولابد من مشاركة ٦٠% على الأقل من المسجلين فى الاستفتاء لتعتمد نتيجته. وقال ريك ماشار، نائب رئيس حكومة الجنوب السبت، إن كل شىء بات جاهزا لإجراء «استفتاء سلمى وتاريخى».
وعلى الرغم من تلك التطمينات الأمنية، أعلن مسؤول عسكري فى الجيش الشعبى لتحرير السودان أن ٤ أشخاص على الأقل قتلوا الاحد فى هجوم قام به مسلحون على قوات هذا الجيش ففي ولاية الوحدة الجنوبية بما يعكس طبيعة الموقف على الحالة الامنية المتوقعة بين الطرفين وبما يعكس حالة الاحتقان التى تنتظر الطرفين حيث ان هناك الكثير من القضايا العالقة مازالت لم تحسم بعد مثل قضية البترول والحدود وخاصة فى منطقة ابيي التى تسيطر عليها قبلتا الدنكا الافريقية والمسيرية العربية. المهم ان الدولة الوليدة تنتظرها الكثير من المشاكل كما تنتظر الولادة الام ايضا الكثير من المشاكل اخطرها العبث باى منطقة اخرى من مناطق القلاقل التي تحركها جهات اجنبية ومشاكل داخلية فماذا يمكن ان يحدث في اول تقسيم لخارطة المنطقة هذه ما ستكشفه الايام القادمة .
القاهرة :احمد السيوفي