ولد بالمدينة، وقيل ولد بسامراء، والصحيح الأوّل، يوم الجمعة لثمان خلون من شهر ربيع الآخر 232 للهجرة.
استشهد وعمره 29 أو 28 سنة، أقام منها مع أبيه 23 سنة وأشهراً، وبعد أبيه خمس سنين وشهوراً، و عاصر ملك المعتزّ أشهراً، ثم ملك المهتدي 11 شهراً و 28 يوماً، وتوفي بعد مضيّ خمس سنين من ملك المعتمد، ودفن في داره بسامرّاء إلى جنب قبر أبيه .ما قيل فيه (الحسن العسكري) عليه السلام
من أقوال وحكم الإمام الحسن العسكري (ع)
قال الإمام العسكري (عليه السلام): من الجهل الضحك من غير عجب.
قال الإمام العسكري (عليه السلام): ليست العبادة كثرة الصيام والصلاة وإنما العبادة كثرة التفكر في أمر الله.
قال الإمام العسكري (عليه السلام): بئس العبد عبد يكون ذا وجهين وذا لسانين يطري أخاه شاهدا ويأكله غائبا إن أعطي حسده وإن ابتلي خذله.
قال الإمام العسكري (عليه السلام): الغضب مفتاح كل شر.
قال الإمام العسكري (عليه السلام): أقل الناس راحة الحقود.
قال الإمام العسكري (عليه السلام): أورع الناس من وقف عند الشبهة، أعبد الناس من أقام على الفرائض، أزهد الناس من ترك الحرام، أشد الناس اجتهادا من ترك الذنوب.
قال الإمام العسكري (عليه السلام): إنكم في آجال منقوصة وأيام معدودة والموت يأتي بغتة من يزرع خيرا يحصد غبطة ومن يزرع شرا يحصد ندامة لكل زارع ما زرع لا يسبق بطيء بحظه ولا يدرك حريص ما لم يقدر له من أعطي خيرا فالله أعطاه ومن وقي شرا فالله وقاه.
قال الإمام العسكري (عليه السلام): المؤمن بركة على المؤمن وحجة على الكافر.
قال الإمام العسكري (عليه السلام): قلب الأحمق في فمه وفم الحكيم في قلبه.
قال الإمام العسكري (عليه السلام): لا يشغلك رزق مضمون عن عمل مفروض.
قال الإمام العسكري (عليه السلام): خصلتان ليس فوقهما شيء الإيمان بالله ونفع الإخوان.
قال الإمام العسكري (عليه السلام): التواضع نعمة لا يحسد عليها.
قال الإمام العسكري (عليه السلام): ما أقبح بالمؤمن أن تكون له رغبة تذله.
قال الإمام العسكري (عليه السلام): إن للسخاء مقداراً فإن زاد عليه فهو سرف، وللحزم مقداراً فإن زاد عليه فهو جبن، وللاقتصاد مقداراً فإن زاد عليه فهو بخل، وللشجاعة مقداراً فإن زاد عليه فهو تهوّر.
قال الإمام العسكري (عليه السلام): كفاك أدباً، تجنبك ما تكره من غيرك.
قال الإمام العسكري (عليه السلام): من كان الورع سجيّته والأفضال حليته، انتصر من أعدائه بحسن الثناء عليه، وتحصّن بالذكر الجميل من وصول نقص إليه.
قال الإمام العسكري (عليه السلام) في أجر التواضع: من رضي بدون الشرف من المجلس لم يزل الله وملائكته يصلّون عليه حتى يقوم.
قال الإمام العسكري (عليه السلام): من التواضع السلام على كل من تمرّ به، والجلوس دون شرف المجلس.
و مما قيل في الامام الحسن العسكري(ع)
كانت منزلة الإمام معروفة ومشهورة لدى الخاصة والعامة كما كانت معلومة لدى خلفاء عصره .
الإمام الهادي (عليه السلام):
أشاد الإمام علي الهادي (عليه السلام) بسمو منزلة ولده أبي محمد فقال: (أبو محمد ابني، أصح آل محمد (عليهم السلام)، غريزة، وأوثقهم حجة، وهو الأكبر من ولدي، وهو الخلف، وإليه تنتهي عرى الإمامة وأحكامنا..).
أبو هاشم:
أما أبو هاشم الجعفري فهو فذ من أفذاذ الإسلام، وعلم من أعلام الفكر والعقيدة، وقد اتصل بالإمامين العسكريين اتصالاً وثيقاً وعرف واقعهما المشرق الذي يمثل هدي الإسلام، وقد هام بحبهم ونظم الكثير من شعره الرائع في مدحهم، ومما قاله في الإمام أبي محمد (عليه السلام) هذه الأبيات:
وأعطاه آيات الإمامة كلها*** كموسى وفلق البحر واليد والعصا
وما قمص الله النبيين حجة*** ومعجزة إلا الوصيين قمصاً
وأن كنت مرتاباً بذاك فقصره*** من الأمر أن تتلو الدليل وتفحصاً
ومعنى هذا الشعر أن الله تعالى قد منح الإمام أبا محمد آيات الإمامة من المعجزات، وخوارق العادات، مثل ما أعطى نبيه موسى من فلق البحر، واليد البيضاء، والعصا التي انقلبت إلى أفعى والتهمت حبال السحرة وعصيهم ثم عادت إلى حالتها الأولى، وكل ما أعطى الله من الآيات لأنبيائه فقد أعطى مثلها لأوصيائهم، ومن كان شاكاً ومرتاباً في ذلك، فعليه أن ينتظر إلى الأدلة، ويتفحصها فإنها ترشده إلى ذلك.
خير الدين الزركلي:
قال خير الدين الزركلي: (الحسن بن علي الهادي بن محمد الجواد، الهاشمي: أبو محمد الإمام الحادي عشر عند الإمامية... بويع بالإمامة بعد وفاة أبيه، وكان على سنن سلفه الصالح تقى ونسكاً وعبادة..).
العباس بن نور الدين:
قال العباس بن نور الدين المكي: (أبو محمد الإمام الحسن العسكري: نسبه أشهر نم القمر ليلة أربعة عشر، يعرف هو وأبوه بالعسكري وأما فضائله فلا يحصرها اللسن..).
راهب دير العاقول :
وكان من كبراء رجال النصرانية وأعلمهم بها ، لمّا سمع بكرامات الإمام(عليه السلام) ورأى ما رآه ، أسلم على يديه وخلع لباس النصرانية ولبس ثياباً بيضاء .
ولما سأله الطبيب بختيشوع عما أزاله عن دينه ، قال : وجدت المسيح أو نظيره فأسلمت على يده ـ يعني بذلك الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) ـ وقال : وهذا نظيره في آياته وبراهينه . ثم انصرف إلى الإمام ولزم خدمته إلى أن مات .
محمد بن طلحة الشافعي :
قال عن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) : فأعلم المنقبة العليا والمزية الكبرى التي خصه الله عزّ وجلّ بها وقلّده فريدها ومنحه تقليدها وجعلها صفة دائمة لا يُبلي الدهر جديدها ولا تنسى الألسن تلاوتها وترديدها : أن المهدي محمد نسله، المخلوق منه ، وولده المنتسب إليه ، وبضعته المنفصلة عنه.
العلامة محمد أبو الهدى أفندي :
قال واصفاً الأئمة(عليهم السلام) بأنهم قادة الناس إلى الحضرة القدسية وأ نّهم أولياؤهم بعد الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله): «قد علم المسلمون في المشرق والمغرب أن رؤساء الأولياء وأئمة الأصفياء من بعده (عليه السلام) من ذريته وأولاده الطاهرين يتسللون بطناً بعد بطن وجيلاً بعد جيل إلى زمننا هذا ، وهم الأولياء بلا ريب ، وقادتهم إلى الحضرة القدسية المحفوظة من الدنس والعيب ومن في الأولياء ، الصدر الأول بعد الطبقة المشرفة بصحبة النبي الكريم (صلى الله عليه وآله) كالحسن والحسين والسجاد والباقر والكاظم والصادق والجواد والهادي والتقي والنقي العسكري (عليهم السلام) .
العلاّمة الشبراوي الشافعي :
قال عنه : «الحادي عشر من الأئمة الحسن الخالص ويلقب أيضاً بالعسكري... ويكفيه شرفاً أنّ الإمام المهدي المنتظر من أولاده، فللّه در هذا البيت الشريف والنسب الخضم المنيف وناهيك به من فخار وحسبك فيه من علو مقدار... فيا له من بيت عالي الرتبة سامي المحلة ، فلقد طاول السماك علاً ونبلاً ، وسما على الفرقدين منزلة ومحملا واستغرق صفات الكمال ، فلا يستثنى فيه بغير ولا بإلاّ ، انتظم في المجد هؤلاء الأئمة ، انتظام اللآلي وتناسقوا في الشرف فاستوى الأول والتالي ، وكم اجتهد قوم في خفض منارهم والله يرفعه...»
إلى أقوال كثيرة غيرها في فضله صرح بها الفقهاء والمؤرخون والمحدثون من العامة والخاصة ، ولا عجب في ذلك ولا غرابة فهو فرع الرسول (صلى الله عليه وآله) وأبو الإمام المنتظر والحادي عشر من أئمة أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً وهم عدل القرآن كما ورد عن الرسول (صلى الله عليه وآله) وهم سفينة النجاة . وقد شهد له أبوه الإمام الهادي (عليه السلام) بسموّ مقامه ورفعة منزلته بقوله الخالد : « أبو محمد أنصح آل محمّد غريزة وأوثقهم حجّة وهو الأكبر من ولدي وهو الخلف وإليه تنتهي عُرى الإمامة وأحكامها ، فما كنت سائلي فسله عنه ، فعنده ما يُحتاج إليه ».
بختشوع الطبيب:
أما بختشوع فهو ألمع شخصية طبية في عصر الإمام (عليه السلام) فهو طبيب الأسرة المالكة وقد احتاج الإمام إلى طبيب يفصده فطلب من بختشوع أن يرسل إليه بعض تلامذته ليقوم بذلك، فاستدعى بختشوع تلميذه بطريق، وأمره بالذهاب لمعالجة الإمام، وأدلى إليه بحديث أعرب فيه عن سمو منزلته الإمام قائلاً:
(طلب مني ابن الرضا من يفصده فصر إليه، وهو أعلم في يومنا هذا بمن هو تحت السماء، فاحذر أن لا تعترض عليه في ما يأمرك به..).
أحمد بن عبيد الله بن خاقان:
أما أحمد بن عبيد الله بن خاقان فهو من أبرز رجال الحكم والسياسة في عصر الإمام أبي محمد (عليه السلام) وقد صرح في حديث له عن عظيم مكانة الإمام (عليه السلام) قائلاً:
(ما رأيت، ولا عرفت بسر من رأى رجلاً من العلوية مثل الحسن بن علي بن محمد بن الرضا، ولا سمعت به في هديه وسكونه، وعفافه، ونبله وكرمه عند أهل بيته والسلطان في جميع بني هاشم، وتقديمهم إياه على ذوي السن منهم والخطر، وكذلك القواد والوزراء والكتاب، وعوام الناس...).
وألم هذا الإطراء بما يتصف به الإمام أبو محمد (عليه السلام) من المثل الكريمة كالعفاف والنبل والسخاء وغيرها من الصفات الرفيعة التي لم تتوفر عند أي إنسان من المعاصرين له، الأمر الذي حدا بكافة الطبقات إلى الإعتراف له بالفضل، والتعظيم.
الشيخ المفيد:
أما الشيخ المفيد فهو علم من أعلام الإسلام، وقد تمرس في أكثر العلوم الإسلامية، وقد أشاد بمواهب الإمام أبي محمد (عليه السلام)، قال:
(كان الإمام بعد أبي الحسن علي بن محمد (عليهم السلام) ابنه محمد الحسن بن علي لاجتماع خلال الفضل فيه، وتقدمه على كافة أهل عصره فيما يوجب له الإمامة، ويقتضي له الرياسة م العلم، والزهد، وكمال العقل، والعصمة، والشجاعة، والكرم، وكثرة الأعمال المقربة إلى الله عز وجل...).
وتعرض الشيخ المفيد إلى تقلد الإمام أبي محمد (عليه السلام) الإمامة والمرجعية العامة بعد وفاة أبيه وذلك لتوفر جميع ما يعتبر في الإمامة في شخصية الكريمة.
ابن الصباغ المالكي:
وأشاد علي بن محمد المالكي الشهير بابن الصباغ بفضل الإمام أبي محمد (عليه السلام) قال:
(مناقب سيدنا أبي محمد الحسن العسكري دالة على أنه السري ابن السري، فلا يشك في إمامته أحد، ولا يمتري، واعلم أنه إذا بيعت مكرمة فسواه بايعها والمشتري... واحد زمانه من غير مدافع، ونسيج وحده من غير منازع، سيد أهل عصره، وإمام أهل دهره، أقواله سديدة، وأفعاله حميدة، وإذا كانت أفاضل أهل زمانه قصيدة فهو بيت القصيدة، وإن انتظموا عقداً كان مكان الواسطة الفريدة، فارس العلوم الذي لا يجارى، ومبين غوامضها فلا يجادل، كاشف الحقائق بنظره الصائب، مظهر الدقائق بفكره الثاقب، المحدث في سره بالأمور الخفيات، الكريم الأصل والنفس والذات...).
أبو جعفر رشيد الدين محمد بن علي شهر آشوب السروي، قال مشيداً بفضل أبي محمد (عليه السلام):
(هو الحسن الهادي بن علي ... مذلل الصعاب، نفي الجيب، بريء من العيب، أمين على الغيب، معدن الوقار بلا شيب، خافض الطرف واسع الكف، كثير الحياء، كريم الوفاء، قليل الإفتاء، لطيف الغذاء، كثير التبسم، سريع التحكم، أبو الخلف مكنى أبو محمد..)
ابن الجوزي:
قال العلامة الكبير ابن الجوزي: (إن المنقبة العليا، والمزية التي خصه –أي الإمام الحسن العسكري- الله بها، وقلده فريدها، ومنحه تقليدها وجعلها صفة دائمة لا يبلي الدهر جديدها، ولا تنسى الألسنة تلاوتها وترديدها، إن المهدي محمد (عليه السلام) نسله المخلوق منه، وولده المنتسب إليه...).
إن من أعظم الألطاف التي خص الله بها وليه الإمام الحسن (عليه السلام) أن جعل نجله الإمام محمداً المهدي (عليه السلام) الذي يقوم بدور إيجابي بإصلاح الدنيا، ورفع منار العدل، وإعلاء كلمة الله في الأرض، والقضاء على الظلم والفساد والجور.
يوسف النبهاني:
قال يوسف بن إسماعيل النبهاني: (الحسن العسكري أحد الأئمة ساداتنا آل البيت العظام، وساداتهم الكرام رضي الله عنهم أجمعين، ذكره الشبراوي في (الإتحاف بحل الأشراف) ولكنه اختصر ترجمته، ولم يذكر له كرامات، وقد رأيت له كرامة بنفسي، وهو أني في سنة (1296هـ) سافرت إلى بغداد من بلدة (كوي سنجق) إحدى قواعد بلاد الأكرام، وكنت قاضياً فيها ففارقتها قبل أن أكمل المدة المعينة لشدة ما وقع فيها من الغلاء والقحط، اللذين عَمّا بلاد العراق في تلك السنة فسافرت على الكلك، وهو ظروف يشدون بعضها إلى بعض، ويربطون فوقها الأخشاب، ويجلسون عليها، فلما وصل الكلك قبالة مدينة سامراء، وكانت مقر الخلفاء العباسيين فأحببنا أن نزور الإمام الحسن العسكري، وخرجنا لزيارته، فحينما دخلت على قبره الشريف حصلت لي روحانية لم يحصل لي مثلها قط... وهذه كرامة له، ثم قرأت ما تيسر من القرآن، ودعوت بما تيسر من الدعوات وخرجت..).
إن مراقد الأئمة الطاهرين (عليهم السلام) تفيض بالقداسة والروحاني وكل من تشرف بزيارتها يشعر بهذه الظاهرة.
لقد حفلت هذه الكلمات و الاقوال بالثناء العاطر، الذي ما بعده ثناء، على الذي التقت به جميع صفات الخير، والفضيلة.
اعداد وتدوين علي اكبر بامشاد
/110