جملة من العوامل التي تعصف في المنطقة مثل ارتفاع الأسعار ومعدلات البطالة في أوساط الشباب، والانتشار السريع للمعلومات، والاستبداد الذي لا يخضع للمساءلة، تجعل الأردن على حافة الانهيار.
الأردن اضطراب لا ثورة
وكالة أنباء التقريب (تنا)
7 Feb 2011 ساعة 16:01
جملة من العوامل التي تعصف في المنطقة مثل ارتفاع الأسعار ومعدلات البطالة في أوساط الشباب، والانتشار السريع للمعلومات، والاستبداد الذي لا يخضع للمساءلة، تجعل الأردن على حافة الانهيار.
يواجه الأردن مدا متصاعدا من الاضطرابات ولكنها قد لا ترقى إلى حد الثورة، حسب ما جاء في تقرير صحيفة أميركية.
ولدى استقصائها آراء شيوخ قبيلة الزيودي المؤيدة للعائلة المالكة في الأردن، قالت صحيفة نيويورك تايمز إن الشيوخ استهلوا حديثهم بالتأييد للملك عبد الله الثاني قائلين "نحن نقدم الولاء الكامل للهاشميين، ولن نسمح بزعزعة الاستقرار".
ولكن ما أن هلت أطباق الأرز واللحم حتى تغير كل شيء، فقال أحدهم "إننا نعيش كذبة كبيرة"، مضيفا أن "هذا الملك عاجز"، وقال إن الأجهزة الأمنية "طلبت منا عدم اللقاء بكم (أي الصحيفة) ولكن لدينا ألسن وسنتكلم".
وتقول نيويورك تايمز إن جملة من العوامل التي تعصف في المنطقة مثل ارتفاع الأسعار ومعدلات البطالة في أوساط الشباب، والانتشار السريع للمعلومات، والاستبداد الذي لا يخضع للمساءلة، تجعل الأردن على حافة الانهيار.
فالجميع الآن يرقب ما إذا كان الملك سينفذ ما تعهد به هذا الأسبوع من وعود عندما أقال الحكومة، وما إذا كانت الخطوات ستكون كافية لتهدئة المد المتصاعد من الإحباط.
وترى الصحيفة أن أكثر ما يلفت النظر الآن في الأردن هو أن النظام الملكي يبدو محل تساؤل، وذلك نظرا لما يحدث في المنطقة ولتزايد الاستياء من الملك عبد الله وعقيلته الملكة رانيا.
ورغم أن المحلل السياسي والناشط الحقوقي لبيب قمحاوي استبعد وقوع خطر وشيك على غرار ما حدث في تونس ويحدث في مصر، فإنه يقول إن المؤشرات قائمة.
أما السبب الذي يجعل القليل من المراقبين يستبعد الانتشار المفاجئ للثورة فيكمن في أن مخاوف وشكاوى مختلفة للناخبين ليست متباينة وحسب بل متناقضة.
فالدوائر الانتخابية الرئيسية تتمثل في أبناء الضفة الشرقية أو العشائر والفلسطينيين الذين يشكلون الأغلبية.
وبينما يهيمن الأردنيون من أبناء الضفة الشرقية على أجهزة الدولة وخاصة قوات الأمن، فإن الفلسطينيين يسيطرون على القطاع الخاص، لذلك فإن الإصلاح الاقتصادي يصب في مصلحة الفلسطينيين، في حين أن أبناء الضفة الشرقية يعتمدون على الرواتب الحكومية.
وكان الملك عبد الله قد تعهد الشهر المنصرم –لتهدئة نقمة القبائل- بضخ عشرات الملايين من الدولارات التي لا يملكها لتحسين أوضاعهم.
كما أن الملك ينأى بنفسه عن الشكاوى عبر السماح بإسقاط وزراء الحكومات التي يستبدلها عندما تواجه اللوم.
ويعزى معظم السخط على الملك وعقيلته رانيا -تقول نيويورك تايمز- لأسباب تتعلق باتهامات بالإسراف والتسامح في الفساد.
ولفتت الصحيفة إلى أن الملكة رانيا تواجه انتقادات لاتهامها بالتحكم في تعيينات المحكمة وبتسهيل قطاع الأعمال لعائلتها، وبعدم اكتراثها بقضاياها.
فقد أقامت حفلة عيد ميلادها الأربعين في وادي رم ودعت نحو ستمائة شخص بعضهم من الخارج، حيث أضيئت التلال الغرانيتية في منطقة فقيرة حيث يعيش البعض بلا كهرباء.
بعض المحللين يعتقدون أن شيئا هاما قد طرأ في الأسابيع الأخيرة، ويقولون إن الشوارع قد تمتلئ بالمحتجين قريبا.
من جانبه قال كاتب الزاوية بصحفية العرب اليوم نبيل غيشان إن قوة الشارع هي قوة اجتماعية جديدة، ولكن المشكلة تكمن في أن المعارضة منقسمة على نفسها وليس لديها رؤية لما سيحدث عقب رحيل الهاشميين.
رقم: 39259