اوحت وقائع يوم امس (الاثنين) أن مبارك شرع في شن هجوم سياسي وإعلامي مضاد على الثورة الشعبية، سواء عندما ترأس اجتماعين حكوميين امس، وهو ما كان نادراً في يوم واحد نظراً لوضعه الصحي، أو في انعقاد حكومته للإيحاء بأن الأزمة انتهت وعادت الأمور إلى طبيعتها،
مبارك يستعد للهروب أم للعلاج؟
«در شبيغل» : مبارك يستعد لرحلة علاج طويلة إلى ألمانيا.
8 Feb 2011 ساعة 12:22
اوحت وقائع يوم امس (الاثنين) أن مبارك شرع في شن هجوم سياسي وإعلامي مضاد على الثورة الشعبية، سواء عندما ترأس اجتماعين حكوميين امس، وهو ما كان نادراً في يوم واحد نظراً لوضعه الصحي، أو في انعقاد حكومته للإيحاء بأن الأزمة انتهت وعادت الأمور إلى طبيعتها،
وكالة أنباء التقريب (تنا)
بدا امس( الاثنين) أن الرئيس المصري حسني مبارك يتجه نحو ارتكاب خطأ أخير قد يكون قاتلاً، عندما عاد إلى الصورة مجدداً ليؤكد انه لا يزال الحاكم، ولا يزال المصدر الوحيد للقرار، حتى بوجود نائبه عمر سليمان الذي نحي جانباً ولم يعرض التلفزيون المصري مشاهد عن حواراته مع معارضي النظام، والتي استمرت امس(الاثنين) وشملت مجموعات شبابية لم يعلن عن أسمائها ولا عن انتماءاتها، لكنها لم تكن تمثل قيادات ثورة مصر، ولا جاءت من ميدان التحرير الذي تعرّض لمحاولة حصار جديدة من جانب الجيش لفتح طرقاته ومكاتب مبنى مجمع التحرير الشهير في وسطه، لكن المعتصمين صدّوها في ساعات الصباح الأولى، قبل أن ينضم إليهم في ساعات بعد الظهر والمساء آلاف المتظاهرين تعبيراً عن الإصرار على المطلب الشعبي العام بالتنحي الفوري لمبارك، الذي ذكرت مجلة «در شبيغل» الالمانية انه يستعد لرحلة علاج طويلة إلى ألمانيا.
واوحت وقائع يوم امس أن مبارك شرع في شن هجوم سياسي وإعلامي مضاد على الثورة الشعبية، سواء عندما ترأس اجتماعين حكوميين امس، وهو ما كان نادراً في يوم واحد نظراً لوضعه الصحي، أو في انعقاد حكومته للإيحاء بأن الأزمة انتهت وعادت الأمور إلى طبيعتها، برغم الاحتجاجات التي وضعت في قفص الاتهام بأنها تعطل الدورة الاقتصادية والمعيشية للناس فيما النظام يعمل جاهداً على تحريكها، علماً بان المتظاهرين اكتسبوا امس زخماً جديداً من عدد من النقابات العمالية والقطاعات الاقتصادية التي نظمت مسيرات دعم في أنحاء متفرقة من القاهرة وعدد من المدن الكبرى، وتعهدت بالانضمام إلى المعتصمين في ميدان التحرير، في المسيرة المليونية المقررة الثلاثاء ويوم الجمعة الذي بات يعتبر حداً فاصلاً للمواجهة مع النظام.
وأفاد معارضون من مختلف الأطياف أن قرار الهجوم المضاد صادر عن رغبة بالتحدي، أو عن شعور بالاطمئنان إلى أن الأزمة بلغت ذروتها، وفي الحالتين ثمة جهل فاضح من قبل النظام في حقيقة ما يعتمل في نفوس الجمهور ليس فقط من غضب بل أيضاً من استعداد لخوض معركة كبرى تحرق الأخضر واليابس في البلد كله، إذا كان هذا هو الثمن المتبقي لفرض خروج مبارك من السلطة، وإحداث تغيير جذري في النظام وفي جميع مؤسساته.
وحتى مساء يوم أمس، كان آلاف المتظاهرين يتدفقون في ميدان التحرير، استعداداً لتظاهرة مليونية جديدة اليوم، ستسبق تظاهرة مليونية أخرى يوم الجمعة المقبل اختاروا لها اسماً جديداً هو «يوم الحسم»، فيما فضل آخرون أن يطلقوا عليها اسم «يوم الزحف» للتلويح باحتمال الخروج بتظاهرات غاضبة انطلاقاً من ميدان التحرير نحو مبنى التلفزيون الرسمي وحتى قصر الرئاسة في مصر الجديدة.
ومنع المعتصمون، أمس، الجيش المصري من فتح أهم مجمع حكومي في ميدان التحرير، رافضين بذلك عودة الحياة الطبيعية إلى هذا الشريان الحيوي في قلب القاهرة الذي يحتلون جواره منذ أسبوعين. وخرج المتظاهرون من الميدان وأقاموا حاجزين بشريين على طرفي المدخل الخلفي للمجمع الحكومي مانعين الموظفين من الدخول إليه.
من جهة ثانية، ما زال المعتصمون يفترشون الأرض حول الدبابات المنتشرة بين ميدان التحرير وميدان عبد المنعم رياض قرب المتحف لمنع الجيش من القيام بخطوتين يخشيانهما: إما التقدم باتجاه الميدان وبالتالي فتح قسم منه على الأقل أمام حركة المرور، أو التقدم باتجاه ميدان عبد المنعم رياض لإزالة العوائــق التــي أقيمت لصد هجمات مؤيدي مبــارك، علماً بأنّ هذا المحور كان قــد شــهد أشرس المواجهــات بين الطرفيــن ووقعــت فيه غالبيــة ضحــايا المعتصمين.
في هذا الوقت، ذكر موقع مجلة «در شبــيغل» أن مبارك قد يغادر مصــر لإجراء «فحوص طبــية طويلة» في ألمانيا، متحدثــاً عن مناقشــة هذا الخيار عملــياً. وأوضحت «در شبيــغل» أن «الأفكــار حول زيارة طبية يقــوم بها مبارك لألمانيا باتت ملموسة أكثر مما كــنا نعتقد حتى الآن» موضحة «مشــاورات تمهيدية تجري مع المستــشفيات الملائمة ولا سيما عيادة ماكس - غرونديغ في بول في منطقة بادي - فورتنبرغ» في جنوبي غربي ألمانيا، وذلك نقلاً عن مصادر في هذه العيادة.
وخضع مبارك في آذار العام ٢٠١٠ لعملـــية استئصال المرارة وإزالــة ورم حميــد من الإثني عــشر في عيــادة هايدلبرغ فــي جنــوبي غربي ألمانيا، وأوكل صلاحياته آنذاك إلى رئيس الوزراء احمد نظيف.
السفير
رقم: 39342