وکاله انباء التقریب (تنا) – دمشق ۱۸/۲/۲۰۱۱
ونقل مراسل وکالة أنباء التقریب فی سوریا عن المواقع الالکترونیه السوریه ان "التحضير للزيارة قد بدأ منذ فترة" ومن المتوقع أن يتم التوقيع خلال الزيارة على عدد من الاتفاقيات والبروتوكولات في المجالات الاقتصادية والاستثمارية، وخصوصا في قطاعات التجارة والزراعة والنفط والغاز.
منذ استعادتها استقلالها عام (۱۹۹۱) أولت جمهورية أذربيجان أهمية كبيرة لتطوير علاقاتها مع العالم العربي الذي تجمعها معه روابط تاريخية ودينية وثقافية، وتعتبر القيادة الأذربيجانية تطوير هذه العلاقات من أولويات سياستها الخارجية.
الخطوة الأولى على درب بناء العلاقات الأذربيجانية - العربية كان بافتتاح سفارات لجمهورية أذربيجانية في عدد من الدول العربية بما في ذلك السفارة في الجمهورية العربية السورية.
وهناك تعاون بين باكو والعواصم العربية في إطار المنظمات الدولية مثل هيئة الأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي. وهنا تقدر أذربيجان تقديراً بالغاً المواقف العربية من الصراع في منطقة ناغورني قره باخ، وفي اتخاذ قرارات حول هذه النزاع، بما في ذلك القرارات الأربعة الصادرة عن مجلس الأمن الدولي والتي تطالب أرمينيا بالانسحاب الفوري من جميع الأراضي الأذربيجانية المحتلة.
من جانبها تؤيد أذربيجان تأييداً كاملاً المواقف العربية من الصراع العربي - الإسرائيلي وضرورة إعادة جميع الأراضي العربية المحتلة بما فيها الجولان السوري والأراضي اللبنانية وحق عودة اللاجئين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف. ويكتسب هذا التعاون أهمية خاصة في سبيل تعزيز التضامن الإسلامي ومواجهة قضايا الأمة الإسلامية.
تاريخ العلاقات الأذربيجانية - السورية:
كانت سوريا في مقدمة دول العالم التي اعترفت باستقلال جمهورية أذربيجان سنة (۱۹۹۱). وأقامت الدولتان العلاقات الدبلوماسية بينهما في (۲۵ آذار۱۹۹۲). وتولي أذربيجان أهمية كبيرة لتطوير علاقاتها الثنائية مع سوريا في المجالات المختلفة وخاصة في المجالين السياسي والاقتصادي. فبعد اعتراف سوريا باستقلال أذربيجان اتخذ الرئيس الأذربيجاني الراحل حيدر علييف في (۱۱ نيسان۱۹۹۷) قراراً حول تأسيس سفارة أذربيجان في دمشق، إدراكاً منه لأهمية بناء علاقات مع هذه الدولة العربية التي تلعب دوراً رئيسياً في القضايا الإقليمية. ومع أن العلاقات التي بدأت تتطور بعد اعتراف سوريا باستقلال أذربيجان وقرار أذربيجان افتتاح سفارة بدمشق جاءت تلبية لمصالح البلدين، إلا أن العامل الشخصي كان له دوره في بناء هذه العلاقات، وكما هو معروف جمعت بين الرئيسين الراحلين حيدر علييف وحافظ الأسد علاقات مهنية وشخصية مميزة جداً. واكتسبت علاقات الصداقة الشخصية بين الزعيمين الوطنيين الراحلين أهمية بالغة في مسيرة التقارب بين البلدين. وكان آخر لقاء جمع بين الرئيسين الراحلين حيدر علييف وحافظ الأسد في (۹ كانون الأول ۱۹۹۷) في إطار القمة الثامنة لمنظمة المؤتمر الإسلامي المنعقدة في طهران، ومن خلال الاطلاع على بروتوكول اللقاء يتضح أن صداقة حميمة جمعت بين الزعيمين الوطنيين.
تلك العلاقة الشخصية الطيبة استمرت بانتقالها إلى الرئيسين بشار الأسد وإلهام علييف اللذين قال السفير الأذربيجاني في سرده للانطباعات التي تكونت عنده من رؤيته لهما معاً خلال زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى باكو: (لو نظرت إلى الرئيسين السوري والأذري بعد ساعة أو ساعتين من الزيارة لشعرت وكأنك تنظر إلى صديقين يعرف كلاهما الآخر من الطفولة).
وتندرج الزيارة المهمة التي قام بها السيد الرئيس بشار الأسد إلى جمهورية أذربيجان في فترة من (۸ - ۹ تموز ۲۰۰۹) في إطار الجهود والتحركات السياسية والدبلوماسية المكثفة التي يقوم بها رئيسا البلدين الشقيقين من أجل توسيع آفاق التعاون بين سوريا وأذربيجان. من هنا تأخذ زيارة الرئيس الأسد إلى أذربيجان قيمتها الاستثنائية في سبيل تعزيز العلاقات وتوسيع مجالات التعاون بين دمشق وباكو. وأوضح الرئيس الأذربيجاني أن بلاده تعطي أهمية خاصة للعلاقات مع سوريا مشيراً إلى افتتاح السفارة الأذربيجانية في دمشق العام الماضي وإلى توقيع اتفاقات خلال هذه الزيارة ستلعب دوراً مهماً في تطوير العلاقات السورية الأذربيجانية وتفتح أمامها آفاقاً جيدة. وقال الرئيس علييف: (تبادلنا وجهات النظر بشكل واسع بخصوص العلاقات الثنائية والأوضاع في المنطقة) مبيناً أن سوريا وأذربيجان تتعاونان في المحافل الدولية بشكل مستمر وكذلك في منظمة المؤتمر الإسلامي حيث توجد مساع مشتركة لتعزيز التضامن الإسلامي وتوثيق العلاقات بين الدول الإسلامية لافتاً إلى أن هذا التعاون ينعكس إيجابياً على المنطقة. وأشار الرئيس علييف إلى خطوات مشتركة مع سوريا لتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والاستثمارية وتطويرها وفق أفاق جديدة ورحبة. وعبر عن سروره بالعلاقات الشخصية بينه وبين الرئيس الأسد والتي ستساهم في تعزيز العلاقات السورية الأذربيجانية مشيراً إلى الصداقة التي جمعت الرئيسين الراحلين حافظ الأسد وحيدر علييف.
بدوره قال الرئيس الأسد خلال تلك الزيارة: (إن زيارتي إلى أذربيجان تأتي من أجل وضع قاعدة صلبة ومتينة لعلاقات بعيدة المدى وواسعة تشمل كل المجالات). وأشار إلى أن العلاقة التي تربط بين سوريا وأذربيجان تاريخية فكلا البلدين كان يقع على خط مرور طريق الحرير، وهذا يعود للموقع الاستراتيجي لكلا البلدين، وهو ما جعل أذربيجان وسوريا محل أطماع عبر الماضي وكون تجربة هامة بالنسبة للشعبين في سوريا وأذربيجان. وذكَر الرئيس الأسد: (إن الدليل الحي على هذه العلاقة التاريخية هو وجود الشاعر الأذربيجاني الكبير «النسيمي» الذي أتى إلى سوريا منذ حوالي ستة قرون مضت وجلب معه شعره وفلسفته وعلمه وتوفي في سوريا) وإنه هناك الآن اتفاقية بين الحكومتين من أجل ترميم وإعادة تأهيل ضريحه في مدينة حلب.