وافاد مراسل وکالة انباء التقریب فی سوریا ان الموقع یقع إلى الشمال الغربي من مدينة إدلب على بعد حوالي ۳۵ كم على الطريق الواصل بين بلدة سرمدا ومدينة حلب وعلى مسافة تقدر بنحو ۳ كم عن الحدود التركية على الطريق الدولي وسط سهول واسعة خصبة تسورها أشجار الزيتون وحقول القمح.
قرب الموقع من الحدود السورية التركية وجمال المناظر الطبيعية المحيطة به إضافة لأهميته الأثرية جعلت منه مقصدا سياحيا مهما وخاصة في فصل الربيع حيث يشكل هدفا أساسيا للزوار من أبناء المحافظة والمحافظات الأخرى فضلا عن السياح الوافدين من العرب والأجانب خاصة في الأعياد والمناسبات واللقاءات الأسرية بين السوريين والأتراك.
ويوضح نيقولا كباد رئيس دائرة الآثار في المحافظة أن موقع باب الهوى الأثري يمتد على مساحة تقدر بنحو۸۵۰۰ متر مربع ويشطره الطريق المعبد قسمين يصل بينهما قوس نصف دائري هو قوس باب الهوى الشهير حيث يبلغ ارتفاعه الأعظمي ۸۰ر۶ أمتار والداخلي ۱۵ر۵ أمتار فيما يبلغ اتساعه ۲۰ر۴ أمتار.
وأضاف كباد أن القوس الذي يعتبر من أبرز معالم الموقع يتألف من ۱۴ مدماكا فيما يتجاوز عرض القوائم الرئيسية له ۳ أمتار لتصل المسافة التي يشغلها القوس إلى ۱۲ مترا مشيرا إلى أنه توجد على شمال القوس أساسات لتشكيلات بنائية ضخمة يعتقد أنها كانت مرابط للخيول ولم يبق منها سوى الأساسات التي تدل على المرابط.
ويشير كباد إلى أن الجزء الشمالي للموقع يضم دلائل أثرية عن أهميته الاقتصادية حيث تتواجد عدة قوائم للأبواب القديمة منها اثنان فقط تعلوهما السواكف الأول بجانب القوس والآخر في أقصى الجهة الشرقية للموقع حيث يبلغ ارتفاع قائمتي كل منهما ۵ر۲ متر وعرضها ۲۵ر۲ متر وهما مازالا بحالة إنشائية جيدة.
ويبين رئيس دائرة الآثار بالمحافظة أنه يوجد بجوار الساكف الشرقي بئر ماء يرافقه حوض كبير للمياه ويوجد في منتصف المسافة بين الساكفين وبجوار احد مرابط الخيل المفترضة بئر آخر محفور بالصخر الأصم بعمق ۴ أمتار ونصف يقدر قطرها بنحو ۲۵ر۴ أمتار وتقع في الجهة الغربية من جداره وعلى ارتفاع ۵ر۱ متر فتحة يعتقد أنها نهاية نفق بدايته على بعد ۴ أمتار عند مستوى سطح الأرض يهبط بشكل درج إلى الفتحة موضحا أنه تمت تغطية ما ظهر من النفق ببلاطات حجرية لتبقى منه فوهة لا تتسع سوى لإنسان.
بدوره يرى الدكتور أنس حج زيدان رئيس شعبة التنقيب والدراسات الأثرية وشعبة الترميم بدائرة آثار إدلب أن الجزء الجنوبي للموقع كان مكانا مقدسا للعبادة على شكل كنيسة حسب ما تظهره التشكيلات البنائية التي تتألف من قاعات إحداها عبارة عن تشكيل بنائي بطول ۵ر۲ متر وعرض ۲۰ مترا تقع خلفها قاعة أخرى في حين أن الجهة الشمالية الشرقية للموقع التي تقع على امتداد الطريق المعبد بطول ۲۰ مترا وعرض ۷ أمتار لم يبق منها حتى الآن سوى الأساسات التي تدل على ذلك إضافة إلى بعض المداميك في الزاوية الشمالية الغربية ونظيرتها الشرقية.
ويشير حج زيدان إلى أنه يتوسط الواجهة الشمالية باب يعلوه ساكف بارتفاع ۵ر۲ متر وعرض ۵ر۲ متر فيما يعلو الواجهة الشرقية قوس نصف دائري بقطر ۵ر۳ أمتار تتناوب عليه قوائم طولانية بارتفاع مترين يعتقد أنها أبواب مضيفا أن الواجهة الجنوبية الغربية للقاعات تبدو على شكل منصة تحتوي أعمدة حجرية عددها أربعة لاتزال مع قواعدها موجودة حتى الآن.
وأضاف حج زيدان أن الأعمدة تحتوي أيضا على زخارف هندسية في قسمها العلوي وتأخذ تيجانها شكل قرون الماعز لافتا إلى أنه تم نقل هذه التيجان إلى متحف إدلب بعد موافقة المديرية العامة للآثار والمتاحف بهدف الحفاظ عليها .
ويعتبر رئيس شعبة التنقيب والدراسات الأثرية أن قرب باب الهوى الأثري للعديد من المواقع الأثرية المهمة أعطته أهمية أثرية وتاريخية إضافية لكونه يجاور آثار قصر أم البنات وبرج عيزرار وخربة ماعز وآثار داحس وخربة الخطيب إضافة إلى الطريق الروماني القديم رغم أنه يتفوق عليها جميعا من حيث الأهمية الأثرية الاقتصادية والتجارية.