الثورة الاسلامية تنهج طريق الدفاع عن القرآن والسنة وإحياء الأمة و وحدة المسلمين و ...
الامام الخامنئي : الثورة الاسلامية تنهج طريق الدفاع عن القرآن والسنة وإحياء الأمة الإسلامية ،و تعلن بصوت مرتفع قاطع أنها تؤمن بنهضة الشعوب (لا بالإرهاب)،وبوحدة المسلمين (لا بالغلبة والتناحر المذهبي)،وبالأخوة الإسلامية (لا بالتعالي القومي والعنصري)،وبالجهاد الإسلامي (لا بالعنف تجاه الآخر، وهي ملتزمة بذلك إن شاء الله).
مما خطب سماحة الامام الخامنئي (دام ظله) في ذكرى انتصار الثورة (بصلاة الجمعة – طهران– 03/02/2012م)
ذكرى عشرة الفجر:
"إنها أيام عشرة الفجر المباركة. يجب علينا في هذه الأيام...شكر الله: بكلّ خشوع وتواضع، أن وفّق شعب إيران للقيام بهذه الحركة العظيمة، وهذا العمل الكبير وهذه النهضة التاريخية على يديه وبقيادة الإمام الجليل، حيث تشكل النظام الإسلامي، وانطلقت مسيرة الشعب الإيراني إلى الله، ونحو الأهداف والقيم الإلهية. ما من نعمة أكبر من هذه، وشكر الله على هذه النعمة الكبرى أمرٌ واجب على الدوام، وهو أوجب في أيام عشرة الفجر.
خصوصيّات الثورة الإسلاميّة:
لقد قضت على نظام مناهض للإسلام وجاءت بنظام إسلامي إلى الحكم.
محقت نظاماً دكتاتورياً مستبدّاً، وأقامت نظام حكم شعبي بدلاً عنه.
محت التبعية التي كانت بلادنا تعاني منها طوال سنين متمادية - حيث وصلت إلى أفجع وأفظع أحوالها في العهد البهلوي- ومنحت الشعب استقلالاً شاملاً.
قضت على القمع والتعسّف الرهيبين اللذين كانا مسلّطين على شعبنا، ومنحته الحرية ومكّنت أبناء الشعب من طرح آرائهم وكلامهم بحرية، وأضحت الأجواء أجواء حرية.
وأزالت حالة الذلة والمهانة التاريخية التي عانى منها الشعب الإيراني، ومنحته العزّة الوطنية. لقد أُذلّ شعبنا لعشرات الأعوام. أُذلّ هذا الشعب الكبير- مع ما له من السوابق التاريخية وهذه الموروثات الثقافية والعلمية والتاريخية العظيمة - مقابل الحكام المتغطرسين الفاسدين، ومن وراءهم المستعمرين والمهيمنين الدوليين. لقد أزالت ثورتنا هذا الوضع وبدّلته إلى عزّة وطنية.
والشعب الإيراني اليوم يشعر بعزته وشخصيته.
قضت الثورة على الضعف النفسي وعقدة الدونية لدى شعبنا، وأحلت محلها الثقة بالنفس الوطنية.
كان شعبنا معزولاً ومُعرِضاً عن الشؤون السياسية ولا يهتم لأحداث البلاد. وقد انتزعت الثورة هذه الحالة من شعبنا وجعلتنا شعباً واعياًوسياسياً.
إنّ إيران تنهج طريق الدفاع عن القرآن والسنة وإحياء الأمة الإسلامية،وإنّ حكومة إيران تعلن بصوت مرتفع قاطع أنها تؤمن بنهضة الشعوب (لا بالإرهاب)،
وبوحدة المسلمين (لا بالغلبة والتناحر المذهبي)،
وبالأخوة الإسلامية (لا بالتعالي القومي والعنصري)،
وبالجهاد الإسلامي (لا بالعنف تجاه الآخر، وهي ملتزمة بذلك إن شاء الله).
أسأل الله سبحانه أن يمنَّ على كل الشعوب المسلمة بالسعادة والسؤدد، وأن يوفقنا لفهم مسؤولياتنا الثقيلة والنهوض بها، وأن نعلم بيقين أنّ الله غالب على أمره.
من خطبة الامام الخامنئي (بصلاة الجمعة – طهران– 03/02/2012م)
مسيرة تاريخ الثورة الاسلامية طويلة نكتفي بجانب منها و هي مخاض الولادة للثورة الإسلامية ذكرى عشرة الفجر المباركة :
صادف يوم الأول من شباط (12 بهمن الايراني)، ذكرى العودة التاريخية الظافرة للإمام الخميني(قدس) مؤسس الجمهورية الإسلامية إلى أرض الوطن بعد 15 عاما من المنفى في فرنسا، وبدء الإحتفالات بمناسبة حلول «عشرة الفجر» ذكرى انتصار الثورة الإسلامية في إيران عام 1979. . عشرة أيام غيرت وجه إيران وتغير العالم معها..
هي مخاض الولادة للثورة الإسلامية.. عشرة أيام غيرت وجه إيران وتغير العالم معها..
بلغ المخاض ذروة آلامه وأشواقه.. لم يهوّن منه؛ والأمة الإيرانية تقدم قرابين العشق أفواجا بعد أفواج من الشهداء.. ودم شبابها سيّال في كل الساحات؛ إلاّ أن الامام الخميني(قدس) كان هنا.. لفّ عمامته على رأسه وتدثر بعبائته وحطّ بطائرته فوق مطار طهران..
وعلى طريقة الفدائيين.. اقتحم على الموت ولم يرتدع لتهديدات الجبناء بالتعرض لطائرته.. إختار أن يرى الفجر الذي نسج خيوطه؛ وعلى مدى عقود من الجهاد والصبر؛ يشرق ملء عينيه. أيقن بنصر الله فاختار أن يكون قريبا منه.. وأن يزيح بحركة من يده الشريفة آخر الموانع والحصون التي تمنع شعبا من ولادته الجديدة.
هو لم ينفصل عن شعبه برغم المنافي، ولم يشعر الشعب –من جهته- يوما أنه بعيد عن إمامه.. كان الحب والولاء يربك معادلة المكان ويتغلب عليها .. عرف كيف يصل إلى قلوب الناس، بل وبالأحرى لم تخطئه قلوب الناس فهفت إليه كما تهفو الفراشات إلى جذوة من نور، والأعظم من ذلك أنه حافظ على حضوره في القلوب..
عندما وطأت قدماه مطار طهران اهتز المكان بالتكبير «الله أكبر»، تهاوت أحلام المرجفين..واهتزت عواصم البغي على خرائط الأرض.. بدأ في طلعته البهية والنورانية كطيف آتٍ من زمن النبوة يومض بريقا في مشكاتها.. «وأشرقت الأرض بنور ربها».. الله أكبر
تفرش العشق أرض المسير.. (الآلاف تغلبوا على برودة الطقس بحرارة الشوق فباتوا على طريق المطار)، واندفعت الجموع يسابق خوفها الأشواق، وانهمرت الدموع على الخدود، مشهدٌ قل نظيره في لقاء قائدٍ وحبيب.. كانت المشاعر فوق أن توصف، وكأن الناس على جوف رجل واحد بلقبٍ واحدٍ.. خفقةُ حبّ تليها ارتعاشةُ خوف..
انحنى الإمام الخميني أمام عظمة مشاعر شعبه، وأفضى للناس في المطار بأنّ مشاعر الشعب الإيراني تثقل عاتقه وعاجز على أن يجازيه.. وبكلمات قصار رسم ملامح المرحلة.. طردُ الشاه كان الخطوة الاُولى في الانتصار، وحدة الكلمة يجب المحافظة عليها، والمضي في المواجهة حتى الاجتثاث الكامل لجذور الفساد..
ثم مشى إلى حيث «جنة زهراء» أين يرقد الشهداء ليواسي الأمهات والأولياء وليعلن وعلى مقربة ممن التحقوا بقافلة عاشوراء، أنه سيشكل الحكومة وبدعم من الشعب.. كانت رمزية المكان تنطق بتلك الحقيقة التي تخلدت في الزمن منذ أن رفع الإمام الحسين عليه السلام صرخته إلى عنان السماء.. هيهات من الذلة.. حقيقة انتصار الدم على السيف.
عشرة أيام كانت تقرّب من ذلك الفجر الذي طال انتظاره.. فجر تشوّق إليه الأحرار والمستضعفون في كل مكان..كان يكفي أن يبزغ خيط شمس هنا أو هناك.. أن يتهاوى للاستبداد عمود من على وجه الأرض.. حتى تُسفر الجفون المقرّحة عن فرحتها.. فكيف والحال أن خيمة عتيدة للاستبداد تتمايل لتسقط «ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله»..
عشرة أيام؛ احتملت أشواقا ودماءا وإصرارا وعزما حتى (.. وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) عشرة أيام موصولة مع كفاح وجهاد ونفي وسجون وشهداء وأحلام.. من قال أن الحرية رخيصة؟ أو أن التحرر مجرد أمنية او رهان؟
عشرة أيام قامت على التقوى لم يتوقف هديرها..ولن يوقفه أحد، من يعود بالفجر إلى قفص الظلمات؟ وها هم مذ أن سطع فجر إيران وهم يحشدون لها ويجمعون، ويطلقون ادخنتهم ليحجبوا ولو قليلا من صفاء الفجر.. وها هو الفجر يفصح لهم في كل عام عن بعض أسراره..وها هي إيران لا تزداد إلا إيمانا وإصرارا..ولكنهم لا يفقهون..
عشرةُ فجرٍ هي، أعلنت في متيمها قيام دولة المستضعفين في الأرض.. فإذا الأرض غير الأرض.. وإذا بطيف الحسين الشهيد يشخص في طهران..
هي طهران التي لا تساوم من «استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوا كبيرا»، ولا تجامل من تسافلوا إلى العمالة والحقارة، فخلعت لقب الشاه على كل الطواغيت الصغار في المنطقة تيمنا بالمصير الأسود الذي لقيه الشاه وهو هائم على وجهه في الأرض.. يستجدي المأوى..
في ما يلي تذكير بالمحطات الرئيسية التي سرّعت انهيار نظام ملكي عمره 2500 عام.
عودة الامام روح الله الخميني المظفّرة إلى طهران في الأول من شباط 1979 وسقوط آخر حكومات الشاه، عشرة أيام مفصلية.
تحتفل إيران ، كما في كل سنة، بـ"عشرة الفجر"، التسمية الرسمية لفترة الأيام العشرة التي أفضت إلى انتصار الثورة الإسلامية.
في الأول من شباط، عاد الامام الخميني إلى طهران بعد 15 عاما قضاها في المنفى بين العراق وفرنسا. وكان الشاه محمد رضا بهلوي قد غادر البلاد في 16 كانون الثاني بعد احتجاجات ضد نظامه استمرت أشهرا.
وكان في استقبال الامام الخميني مئات آلاف المناصرين الذين احتشدوا في المطار وعلى الطريق المؤدية إلى مقبرة "جنة الزهراء" (بهشت زهرا بالفارسية) في جنوب طهران، حيث ألقى أول محاضرة له بعد عودته.
وفي كلمته قال الامام الخميني إن حكومة شهبور بختيار، القومي المعارض الذي عيّنه الشاه عشية مغادرته إلى المنفى لقطع الطريق على الثورة الاسلامية .
في 2 شباط، تم تعليق العقود الكبيرة للمصانع، والطاقة النووية، والتسلّح المبرمة مع الخارج.
في 3 شباط، أعلن الامام الخميني في أول مؤتمر صحافي له إنشاء "المجلس الوطني الإسلامي".
وفي 4 شباط،أضرب ضباط في سلاح الجو عن الطعام تعبيرا عن تأييدهم للامام الخميني، وتخلّف 20 بالمئة من الجنود عن الالتحاق بثكناتهم.
في 6 شباط، اختارالامام الخميني، رئيسا للحكومة الانتقالية المنبثقة عن الثورة.
وبات في طهران حكومتان: ملكية برئاسة بختيار وثورية برئاسة بازركان.
ودعما للحكومة الانتقالية دعا العلماء الدين إلى تظاهرات حاشدة شارك فيها الملايين تلتها إضرابات في القطاع النفطي.
وفي 7 شباط، أقام ثوار في أصفهان سلطات موازية لإدارة الشؤون البلدية.
في 8 شباط، وللمرة الأولى، شارك أكثر من ألف جندي بالزي العسكري في مسيرة تأييد لبازركان.
في 9 شباط، حصلت حركة تمرّد أرسلت حكومة بختيار قوة من الحرس الإمبراطوري لمواجهتها، لكن الثوار تصدوا لها بعد أن انضم إليهم مدنيّون في الدفاع عن العناصر في سلاح الجو الإيراني.
في 10 شباط، سيطر عناصر سلاح الجو على الشطر الشرقي للعاصمة طهران بمؤازرة مدنيين حملوا السلاح.
وقطعت المنطقة بالعوائق والسواتر الترابية، وتمّكن هؤلاء العناصر من اقتحام السجون والإفراج عن المعتقلين السياسيين.
وطلب الامام الخميني من مناصريه خرق منع التجوّل المعلن.
في 11 شباط، سيطر مناصرو الامام الخميني على ثكنة تابعة لسلاح المشاة في شمال شرق طهران بعد أن هاجمها آلاف المدنيين.
ومساء سيطر مسلّحون بلباس مدني على وسط العاصمة. ثم تمّت محاصرة ثكنة للحرس الإمبراطوري. وشهد الشطر الجنوبي من طهران معارك عنيفة بين عسكريين ومدنيين.
وسيطر مضربون مؤيدون للامام الخميني على محطّتي التلفزيون والإذاعة التي أعلنت حل البرلمان.
وناشد الامام الخميني القادة العسكريين "عدم الوقوف بوجه اصطفاف الجنود والضباط".
وكتب المراسل الخاص لفرانس برس باتريك ميني: "طهران عمليا بيد مناصري الامام الخميني".
وتابع: "وبحلول الليل خيّمت معالم الثورة المنجزة على وسط طهران: أوشك موعد مسيرات النصر".
وروى مونيه أن "الحشود أطلقت هتافات التأييد للعسكريين الثوار. وانضم جنود من سلاح المشاة إلى الطلاب الثائرين في حرم الجامعات. و يتبادلون القبل.".
وليلا أكد بيان أن الثورة قد انتصرت" وأن هيئة الأركان وقوات الحرس الإمبراطوري ومختلف وحدات الجيش قد "انضمت إلى الحركة الشعبية".
وسقط أكثر من مئتي شهيد في المعركة التي استمرت يومين وكذلك أكثر من ألف جريح.
هنا طهران بعد فجر الحادي عشر من شباط ،
هنا العنفوان والإباء..
هنا النصرة لكل قضايا الأمة..
هنا اليد الممدودة لدعم كل كفاح من أجل التحرر من الطغيان والهيمنة..
هنا خيمة المحروم والمستضعف والشريد من أجل الكرامة..
هنا طهران صوت الحرية والكرامة أصالة عن إيران وباسم كل شعب مقموع وطامح للانعتاق من هيمنة قوى الشر والفساد والاستكبار.
هنا طهران اليوم وغدا.. وفي كل عام ومع كل فجر، لم تغيّر ولم تبدل..
هنا طهران.. هنا خطب الإمام..
هنا وقف كالطود الأشم يسفه أحلام الأمريكان..
هنا صرخ يا أيها المسلمون اتحدوا.. من هنا نظر إلى القدس فاستبشر الأقصى ودقت أجراس كنيسة القيامة..
هنا طهران كأبهى ما يغيظ المتآمرين والمستعربين والمستكبرين..
(فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).
اعداد و تدوين
علي اكبر بامشاد