الثامن من شوّال ارهاب عبر تاريخ من الخوارج الى الو هابية و اذنابهم من دواعش ...
الخوارج و الوهابية و القاعدة وداعش كلهم من شجرة خبيثة
قل للذي افتى بهدم القباب انک سوف تصلى يوم القيامة نارا
اوتعلم اي القباب قد هدمتها هي للملائکة لا تزال مزارا
بمناسبة الذكرى الأليمة على الجريمة الآثمة النكراء التي اقترفتها الأيدي الخبيثة لآل سعود وأتباعهم من الوهابية على هدم قبور آل البيت وبعض الأئمة المعصومين –عليهم السلام- وبعض الصحابة الكرام. هذه الجريمة بكل ما تحمل من بشاعة واعتداء صارخ على عقائد المسلمين ومقدساتهم، واستذكارًا لهذا المصاب الجلل ، ففي مثل هذا اليوم الثامن من شوال من عام 1344 هجري عبَّر الوهابيون عن حقدهم الدَّفين، فكانوا المثال الحقيقي للجهل والظلم والفساد؛ فقاموا بتهديم قبور بقيع الغرقد.
يعتقد الوهابيون ان زيارة وتعظيم قبور الأنبياء وائمة أهل البيت عبادة لأصحاب هذه القبور وشرك بالله يستحق معظمها القتل واهدار الدم وسلب المال والذراري!، وقد خالف الوهابيون بموقفهم هذا جمهور المسلمين الذين كانوا يرون من حق المسلم ان يجتهد ولكن ليس الى حد التكفير واهدار الدم وسبي الذرية.
ولم يتحفظ الوهابيون في تبيان آرائهم، بل شرعوا بتطبيقها على الجمهور الأعظم من المسلمين بقوة الحديد والنار.. فكانت المجازر التي لم تسلم منها بقعة في العالم الاسلامي طالتها أيديهم، من العراق والشام وحتى البحر العربي جنوبا والأحمر والخليج الفارسي غربا وشرقا.
ولقد انصب الحقد الوهابي في كل مكان سيطروا عليه، على هدم قبور الصحابة وخيرة التابعين وأهل بيت النبي (ع) الذي طهرهم الله من الرجس تطهيرا.. وكانت المدينتان المقدستان (مكة والمدينة) ولكثرة ما بهما من آثار دينية، من اكثر المدن تعرضا لهذه المحنة العصيبة، التي أدمت قلوب المسلمين وقطعتهم عن تراثهم وماضيهم التليد.
فكانت الجريمة التي لا تنسى، فعند قيام الدولة السعودية الأولى قام آل سعود بأول هدم للبقيع وذلك عام 1220 هـ وعندما سقطت الدولة على يد العثمانيين أعاد هؤلاء بناءها على أحسن هيئة من تبرعات المسلمين.
ثم عاود الوهابيون هجومهم على المدينة المنورة مرة أخرى في عام 1344 هـ وذلك بعد قيام دولتهم الثالثة وقاموا بتهديم المشاهد المقدسة للائمة الأطهار (ع) وأهل البيت بعد تعريضها للإهانة والتحقير بفتوى من وعاظهم.
وتشير الوثائق التاريخية الى ان الوهابيين لم يكتفوا بتلك الجرائم بل حاولوا مرارا هدم قبة الرسول (ص) الا انهم غيروا رأيهم بسبب حدوث ردود فعل إسلامية قوية من مختلف البلدان الاسلامية.
على كل حال، اصبح البقيع قاعا حفصا، وأصبح ذلك المزار المهيب مزبلة لا تكاد تعرف بوجود قبر فضلا عن ان تعرف صاحبه.
الجريمة كما وصفها الغربيون.
خير من وصف البقيع في نكبته الأولى الرحالة السويسري لويس بورخارت والذي اعتنق الاسلام وسمى نفسه ابراهيم.
يقول هذا الرحالة (تبدو مقبرة البقيع خربة جدا لا تليق بقدسية الشخصيات المدفونة فيها. وقد تكون أقذر واتعس من أية مقبرة موجودة في المدن الشرقية الأخرى التي تضاهي المدينة المنورة في حجمها، فهي تخلوا من اي قبر مشيد تشييدا مناسبا، وتنتشر القبور فيها وهي أكوام غير منتظمة من التراب. يحد كل منها عدد من الأحجار الموضوعة فوقها.. ويعزي تخريب المقبرة الى الوهابيين.
ثم يصف هذا الرحالة قبورة أئمة أهل البيت وقبر العباس وعمات النبي (ص) بالقول (فالموقع بأجمعه عبارة عن أكوام من التراب المبعثر، وحفر عريضة ومزابل!
أما جبل أحد فيقول عنه هذا الرحالة بأنه وجد المسجد الذي شيد حول قبر حمزة (رض) وغيره من شهداء أحد مثل مصعب بن عمير وجعفر بن شماس وعبد الله بن جحش قد هدمه الوهابيون.. وعلى مسافة وجد قبور اثني عشر صحابيا من شهداء أحد (وقد خرب الوهابيون قبورهم وعبثوا بها).
والملفت للنظر ان محنة البقيع الثانية كانت أعظم وأدهى من محنتها الأولى.
فحينما نفذ الوهابيون جريمتهم الأولى تعرضوا بعد مدة لهزيمة على أيدي العثمانيين فعمد المنتصرون الى بناء القبب والمساجد بشكل فني رائع حيث عادت هذه القبور المقدسة محط رحال المؤمنين بعد ان ولى خط الوهابيين لحين من الوقت.
ونكتفي هنا بالقول ان أحد الرحالة الأنجليز وصف المدينة بعد تعميرها بأنها تشبه اسطانبول او أية مدينة أخرى من المدن الجميلة في العالم، وكان هذا في عام 1877 - 1878م اي قبل تعرض المدينة المباركة لمحنتها الثانية على أيدي الوهابيين العتاة.
مقبرة البقيع الغرقد تشير المصادر التاريخية ان اول من دفن في تلك البقعة الطاهرة. - وكانت بستانا يحوي اشجارا من العوسج - هو الصحابي الجليل عثمان بن مظعون حيث شارك الرسول (ص) بنفسه في ذلك، ثم دفن الى جانبه ابراهيم بن الرسول (ص) ولذلك رغب المسلمون فيها وقطعوا الأشجار ليستخدموا المكان للدفن، وقد كان رسول الله (ص) يستغفر لأهل البقيع ويقول: (اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد).
وفي ما يأتي بعض أشهر المدفونين في بقيع الغرقد:
الإمام الحسن المجتبى -عليه السلام-
الإمام زين العابدين-عليه السلام-
الإمام محمد الباقر -عليه السلام-
الإمام جعفر الصادق -عليه السلام-
إبراهيم بن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم-
العباس بن عبد المطّلب عمُّ رسول الله - صلى الله عليه وآله-
محمد بن الحنفية بن علي بن أبي طالب -عليه السلام-
الحسن بن الحسن -عليه السلام-
عقيل بن أبي طالب أخو أمير المؤمنين -عليه السلام-
عبد الله بن جعفر بن أبي طالب -عليه السلام-
إسماعيل بن الإمام الصادق -عليه السلام-
المُحسن السقط ابن الإمام أمير المؤمنين - عليه السلام- على احتمال فإنّ قبره مجهول.
محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن أبي طالب -عليه السلام-
الحسين بن علي بن الحسين -عليه السلام-
عبد الله / من أحفاد الإمام الحسن المجتبى - عليه السلام-
محمد ذو النفس الزكية / على قول
بعض أولاد الإمام السجاد -عليه السلام-
بعض أولاد الإمام الباقر -عليه السلام-
بعض أولاد الإمام الصادق -عليه السلام-
بعض أولاد الإمام الكاظم -عليه السلام-
فاطمة بنت أسد والدة الإمام أمير المؤمنين -عليه السلام-
فاطمة أم البنين زوجة الإمام أمير المؤمنين -عليه السلام-
صفيّة بنت عبد المطلب عمّة رسول الله - صلى الله عليه وآله-
عاتكة بنت عبد المطلب عمّة رسول الله - صلى الله عليه وآله-
جُمانة بنت عبد المطلب عمّة رسول الله - صلى الله عليه وآله- / على قول
أم سلَمة زوجة رسول الله - صلى الله عليه وآله-
مارية القبطية زوجة رسول الله - صلى الله عليه وآله-
أم حبيبة زوجة رسول الله - صلى الله عليه وآله-
زينب زوجة رسول الله - صلى الله عليه وآله-
صفيَّة زوجة رسول الله - صلى الله عليه وآله-
ميمونة زوجة رسول الله - صلى الله عليه وآله-
ريحانة زوجة رسول الله - صلى الله عليه وآله-
سَودة زوجة رسول الله - صلى الله عليه وآله-
جويرية زوجة رسول الله - صلى الله عليه وآله-
حفصة زوجة رسول الله - صلى الله عليه وآله-
حليمة السعدية مرضعة رسول الله - صلى الله عليه وآله-
عثمان بن مظعون.
المقداد بن الأسود الكندي.
جابر بن عبد الله الأنصاري.
عبد الله بن مسعود.
بعض شهداء أحد.
شهداء واقعة الحرة
جمع من الصحابة والتابعين.
جمع من المسلمين والمؤمنين.
وكان من مزارات البقيع: بيت الأحزان، حسب بعض الروايات التاريخية.
ثم يفاجئنا وصف آخر يهز قلوبنا ويدميها، وهذه المرة على لسان رحال آخر وإسمه (ايلدون رتر)، وجاء هذا الوصف بعد الجريمة الثانية التي نفذها الوهابيون بعد استيلائهم على المدينة وقتلهم الآلاف من الأبرياء، يقول (لقد هدمت واختفت عن الأنظار القباب البيضاء التي كانت تدل على قبور آل البيت النبوي.. وأصاب القبور الأخرى نفس المصير فسحقت وهشمت.
انطلق الوهابيون في صفر 1343هـ لإحتلال الحجاز بقيادة سلطان بن بجاد وخالد بن لؤي وارتكبوا مجازر مروعة، ففي الطائف وحدها قتلوا من وجدوه في الشوارع والطرقات واقتحموا البيوت ونهبوها، ولم يرحموا طفلا او إمرأة.. وقد وصف احد الأشراف (عون بن هاشم) المجزرة بقوله (رأيت الدم يرجي فيها كالنهر بين النخيل، وبقيت سنتين عندما أرى الماء الجاري أظنه والله أحمر!
ان اعادة الاحترام والهيبة الى مشاهد أهل البيت (ع) والصحابة الكرام في البقيع مسؤولية تقع على كاهل عموم المسلمين، وقد ورد في كلام رسول الله (ص) لأمير المؤمنين (ع): (ان الله جعل قبرك وقبور ولدك بقاعا من بقاع الجنة، وعرصته من عرصاتها، وان الله جعل قلوب نجباء من خلقه وصفوة من عباده نحن اليكم، وتحتمل المذلة والاذى فيعمرون قبوركم ويكثرون زيارتها تقربا منهم الى الله ومودة منهم لرسوله، أولئك يا علي المخصصون بشفاعتي، الواردون حوضي وهم زواري غدا في الجنة..).
لم يكتف أعداء أهل البيت عليهم السلام بمحاولتهم إطفاء نور الله بقتل أنوار الله وخلفاء رسوله صلى الله عليه وآله أو بعقوبة من يتحدث عنه بحديث او بقتل من يتحدث بفضيلة من فضائل أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام او بتحريفهم لسنة رسول الله صلى الله عليه وآله أو بهدم قبر الإمام الحسين (عليه السلام) عدة مرات، فبعد ان رأوا هذا النور يزداد توهجا بالرغم مما بذلوا من جهد للقضاء عليه اتخذوا طريقة أخرى للقضاء على هذا النور بتهديمهم لقبور بُناة الإسلام وأئمة الهداية الموجودة في البقيع، وانتهاك حرمتها وقدسيتها وها هم اليوم يتسللون الى العراق لينفذوا ما فشلوا به سابقا من تهديم قبور الائمة لكنهم لم يفلحوا بذلك ، ومن اسباب الهدم هي:
1- القضاء على الاسلام، لم يكن هذا العمل إلا لأجل القضاء على الإسلام، فلذلك عمدوا على تدمير كل أثر يدل على حضارة الإسلام، وهدموا ذلك الاثر تمهيدا للقضاء على المؤثر، لأنك ان قضيت على مدلول الشيء تكون مهدت للقضاء على الشيء نفسه، وها هم يهدمون آثار الإسلام وقبور عظماء المسلمين لأنها دالة على وجود الإسلام، ولو تساءلنا من المستفيد من القضاء على الاسلام؟ لوجدنا حقيقة واضحة وهم اليهود، فلهم دور كبير توجيهي بهدم آثار الإسلام، فلذلك وكما قيل، أنهم توجهوا الى الاثر الباقي من باب خيبر فهشموها قطعةً قطعة. 2- تظليل الناس عن الحقيقة، أن خفاء تاريخ البقيع، هو محاولة لتظليل الناشئة والشباب في هذه العصور المتأخرة، واخفاء ناشئ المصادر أولا، عن هذا الارث الحضاري الاسلامي، اذ ان التعتيم الإعلامي السعودي والغربي عليه، لعب دورا في التقليل من أهميته، ومحاولة ازالة اثاره بالمرة.
3- العداء لأهل البيت (عليهم السلام) والقضاء على ذكرهم ، وهذا واضح جلي لأنه متوارث عندهم، مع العلم ان الذي أفتى بهدم القبور اعتمد بفتواه على ابن تيمية وابن تيمية.
و في الختام ، لم تكن مظلومية الأئمة عليهم السلام المدفونين في البقيع في حياتهم فقط، وإنما مستمرة إلى وقتنا الحاضر، من خلال هدم قبورهم وحرمان المسلمين من زيارتهم وهو ظلم واضح جلي، فيجب علينا في الوقت الحاضر أن نطالب ببناء قبور البقيع، بجميع الوسائل السلمية، في بناء الاضرحة المقدسة، كذلك نقف بكل قوة بوجه الحملة الوهابية الجديدة التي يقودها تنظيم داعش الإرهابي ومحاولتهم هدم ما تبقى من الاماكن المقدسة، فقد دمروا في الموصل وسوريا العديد من اضرحة الانبياء ومقامات الائمة (عليهم السلام)، والمساجد التاريخية والاثرية القيمة، والكنائس الاثرية وكل اثر ديني تاريخي يدل على عظمة الاسلام والانبياء والرسل، وهي سياسة اليهود واذنابهم الوهابية، كذلك محاولاتهم الوصول الى الاماكن المقدسة في كربلاء والنجف.
التناقض مع واقع الأمّة وتاريخها: لقد کانت المراقد موجودة في مکّة المکرمة والمدينة المنوّرة حتى في أيّام حکم الرسول صلى الله عليه وآله ولم نسمع أنه أمر بهدمها أو نهى عن زيارتها، بل عدّت جزءاً من الشعائر المهمّة، ففي مکة قبر لهاجر زوجة النبي ابراهيم سلام الله عليهما وکذلک قبر ابنه اسماعيل سلام الله عليه، وفوقه بناء وهو المسمى اليوم بحجر اسماعيل، وهکذا قبور کثير من الأنبياء سلام الله عليهم.
اعداد و تدوين
علي اكبر بامشاد