۳ تموز/يوليو ۱۹۸۸ ذكرى اسقاط طائرة الركاب الايرانية برحلة رقم 655 من طهران نحو دبي، وبعد توقف قصير في بندرعباس واصلت طريقها نحو دبي على يد الامريكيين لتكن وصمة عار في تاريخ واشنطن الى الابد.
في ذكرى اسقاط طائرة الايرباص الايرانية بصاروج الارهاب الامريكي
رحلة الشهداء برقم 655 من طهران - بندر عباس - دبي شاهد على الارهاب الامريكي الدولي
تنا
2 Jul 2020 ساعة 23:51
۳ تموز/يوليو ۱۹۸۸ ذكرى اسقاط طائرة الركاب الايرانية برحلة رقم 655 من طهران نحو دبي، وبعد توقف قصير في بندرعباس واصلت طريقها نحو دبي على يد الامريكيين لتكن وصمة عار في تاريخ واشنطن الى الابد.
حيث اطلقت البارجة 'يو اس اس فينسنس' التابعة للقوة البحرية الاميركية عليها صاروخين اصابا الطائرة على ارتفاع ۱۲ الف قدم فوق مياه الخليج الفارسي ما ادى الى استشهاد جميع الركاب البالغ عددهم ۲۹۰ شخصا من ضمنهم ۶۶ طفلا وكذلك ۴۶ اجنبيا.كلهم ابرياء و مدنيين وسيعلم الذين ظلمو اي منقلب ينقلبون .....
الادارة الامريكية تسعى جاهدة للتملص من هذه الجريمة والاكتفاء بأن ما حدث کان خطأ إنسانياً. ولكن الادلة والشواهد تدل على أن هذه الطريقة الارهابية التي استخدمت في إسقاط الطائرة هي واحدة من السياسات الخارجية الامريكية المتبعة منذ فترة زمنية بعيدة.
في تاريخ 3 تموز/يوليو من عام 1988 كانت الطائرة الايرانية ايرباص A300 المدنية التابعة للخطوط الجوية الايرانية التي تحمل رقم الرحلة "IR655" تتجه من مطار بندرعباس ومن المفروض أن تصل إلى مطار دبي الدولي وعلى متنها 156 رجلا و 53 امراة و 66 طفلا. وقبيل دخول الطائرة الى المجال الجوي الاماراتي، امر قبطان المدمرة الامريكية "ويل روجرز" باطلاق صاروخين من طراز استاندارد 2 نحو الطائرة، وفي هذه الاثناء اختفت الطائرة من صفحات الرادارات الارضية وسقطت في مضيق هرمز قبالة سواحل الخليج الفارسي وانتهت حياة 290 راكبا مدنيا بالاضافة للطاقم.
الادارة الامريكية أعلنت في اليوم الثاني للحادثة أن إسقاط الطائرة الايرانية جاء نتيجة الخطأ في تشخيص الطائرة، حيث ادعت أن الطائرة كانت طائرة أف 14 حربية. ولكن الحكومة الايرانية آنذاك رفضت هذا الادعاء، والسؤال هل يمكن للرادارات أن لا تميز بين طائرة أيرباص مدنية وطائرة أف 14 حربية؟
أم أن هناك مكيدة وراء الحادثة ؟ فالادلة والشواهد اللاحقة الذكر أثبتت أن هذه الطريقة ليست الوحيدة وإنما ضمن سلسلة من العمليات الارهابية الامريكية المتبعة في السياسة الخارجية الامريكية.
اعتبرت الجمهورية الاسلامية الإيرانية عملية إسقاط الطائرة عملاً متعمدًا وغير قانوني وقالت أن لو حتى كان هناك خطأ في تحديد الهوية، وهذا ما لم تقبله إيران مطلقا، فيعتبر هذا الفعل إهمالاً وتهورا، الذي يرقى إلى مستوى الجرائم الدولية، وأنه ليس مجرد حادث.
وأعربت إيران عن تشككها في ادعاءات امريكا بشأن الخطأ في تشخيص الطائرة، مشيرة إلى أن رادار إيجيس المتقدم حدد الرحلة بشكل صحيح، كما حددت سفينتان حربيتان أمريكيتان أخريان في المنطقة وهما سايدس ومونتغمري الطائرة بأنها مدنية وهي داخل ممر جوي دولي معترف به. كما أن طاقم وينسس قد تدربوا على التعامل مع الهجمات المتزامنة من قبل مئات طائرات العدو.
وقد ترى إيران أن وينسس أتاحت الفرصة لإظهار مهاراتها. وأشارت إلى ان حتى إذا كانت الطائرة من طراز F-14، لم يحق للولايات المتحدة إسقاطها لأنها كانت تحلق داخل المجال الجوي الإيراني وانها لم تتبع مسار الطلعات الهجومية. كما ان قبل الحادثة، دخلت وينسس المياه الإقليمية الإيرانية، وكانت داخل المياه الإيرانية عندما أطلقت صواريخها، فإن الحكومة الأمريكية ستبقى مسؤولة عن تصرفات طاقم وينسس، بموجب القانون الدولي.
وأوضحت إيران أنه" في الماضي كانت الولايات المتحدة تدين بقوة عملية إسقاط الطائرات من قبل القوات المسلحة للدول الأخرى، سواء كانت الطائرات مدنية أو عسكرية،" واستشهدت بعمليات إسقاط طائرة العال رحلة 402، والخطوط الجوية العربية الليبية الرحلة 114 والخطوط الجوية الكورية رحلة 007، وحوادث أخرى. كما أشارت إيران إلى ان عندما هاجم العراق يو إس إس ستارك بالخطأ، حملت الولايات المتحدة الحكومة العراقية المسؤولية الكاملة، على أساس أن الطيار العراقي علم أو كان يجب أن يعلم بأنه يستهدف سفينة حربية أمريكية.
في منتصف يوليو 1988، طلب وزير الخارجية الإيراني انذاك الدكتور علي أكبر ولايتي من مجلس الأمن الدولي أن يدين الولايات المتحدة، معتبرا بان الهجوم "غير ممكن أن يكون بالخطأ" وانه كان عملا إجراميا ووحشيا وكان مذبحة. دافع جورج بوش الأب، الذي كان آنذاك نائب رئيس الولايات المتحدة في إدارة ريغان، عن بلاده في الأمم المتحدة بحجة أن الهجوم الأمريكي كان حادثًا في زمن الحرب وأن طاقم وينسس تصرفوا بشكل مناسب مع الوضع. (حسب زعمه).
ثم أصدر مجلس الأمن قرار رقم 616 أعرب فيه عن حزنه العميق بشأن الهجوم الأمريكي وعن أسفه العميق عن الخسائر البشرية ورحب بقرار اتخذته منظمة الطيران المدني الدولي، بناء على طلب إيران.
وفي فبراير 1996، وافقت الولايات المتحدة على دفع مبلغ 131.8 مليون دولار لإيران من أجل وقف الدعوى التي رفعتها إيران عام 1989 ضد الولايات المتحدة في محكمة العدل الدولية. كما أعربت عن أسفها للخسائر في الأرواح البشرية، بدون أن تعتذر رسمياً أو أن تعترف بتخلفها.
وعلى الرغم من الأخطاء التي ارتكبها طاقم وينسس، تم منح رجال وينسس وسام البحرية الأمريكية تقديرا لاسقاطهم الطائرة المدنية .
في عام 1990، مُنح لويليام روجرز وسام الاستحقاق الأمريكي،(حسب زعمهم) بسبب حسن تصرفه وتنفيذ خدمات متميزة في فترة تولى مسئوليته في وينسس بين أبريل 1987 ومايو 1989 وفي مراسم احتفال منح الوسام إليه تقديراً لإسقاط رحلة رقم 655.المدنية ، وعادة يمنح هذا الوسام في أمريكا إلى أفراد القوات النظامية عن جدارتهم للسلوكيات الاستثنائية في أداء الخدمات المتميزة والانجازات المبهرة.
ولكن بعد مرور اربعة سنوات من الحادث قال رئيس هيئة اركان الجيش الامريكي وفي برنامج اذاعي انه في لحظة اطلاق الصاروخ باتجاه الطائرة المدنية الايرانية كانت البارجة في المياه الاقليمية الايرانية.
ان تلك الجريمة كانت مؤلمة للغاية لكن الاكثر ألما هو دفاع المسؤولين الاميركيين عما جرى ومنح وسام الشجاعة لقائد الفرقاطة، والاكتفاء بالاعتراف فقط بحدوث خطأ ما.
وبنظرة الى قرار مجلس الامن في ۱۶ تموز/يوليو من العام ذاته واصدر القرار المرقم ۶۱۶ . نرى بانه لم يستوف حقوق الشعب الايراني كما ينبغي، حيث اكتفى بالاعراب عن الاسف 'العميق' بطبيعة الحال!، ومجرد 'المواساة' لذوي الحادث والترحيب بتشكيل فريق للبحث والتقصي لدراسة جميع جوانب القضية.
كما ان مجلس الايكاو لم يتخذ اي اجراء لترضية الراي العام واكتفى بالاعراب عن المواساة وحتى انه امتنع عن ادانة هذه الجريمة الاميركية.
جائت كارثة اسقاط الطائرة المدنية الايرانية في الوقت الذي تنص المعاهدات والقرارات الدولية على جرائم الحرب ومنها "معاهدة شيكاغو" والتي تنص المادة الاولى منها انه لايحق للدول التعرض واستخدام السلاح ضد الطائرات المدنية , هذا النص الذي لم يطبق بحق الطائرة الايرانية بل تم نقضه في الكثير من الحالات المماثلة . ان هذه الكارثة تعتبر جريمة بشعة للارهاب الامريكي الدولي على مدى التاريخ.
اعداد وتدوين
علي اكبر بامشاد
رقم: 467909