طغى حدث هدم المساجد في البحرين وشجب ما حدث واستنكاره ووضعه في خانة "الجرأة" على تهديم مقدسات الإسلام على معظم خطب الجمعة ،بالإضافة الى الوضع الداخلي اللبناني والدعوة الى الإسراع في تشكيل الحكومة كما تطرق الخطباء الى الأوضاع الحاصلة في البلدان العربية وآفاقها المستقبلية.
فقد وصف العلامة الشيخ عفيف النابلسي " هدم المساجد والحسينيات وحرق القرآن وتدنيس المقدسات وانتهاك الحرمات واستباحة الأعراض في البحرين من قبل جلاوزة النظام الملكي " بالطغيان الذي يجب أن يقابل فاعله بالعذاب الأليم, وإلا بالجريمة النكراء على المذاهب الأربعة والخمسة وعلى مذاهب وشرائع الأرض والسماء على حد سواء. متسائلاً أين دينكم وأين إيمانكم, وأين هي أخلاقكم وقيمكم, وأين هو وقوفكم إلى جانب الحق أم أنَّكم لزمتم عصبياتكم. قائلاَ:" إذا كنتم لا تريدون أن تدافعوا عن ثورة البحرين لأن من قام بها محسوبون على مذهب معين فلا تدافعوا عنهم, ولكن هل تصمتون إزاء هدم المساجد وحرق كتاب الله!إنّ الاعتداء على حرمات الله ليس فيه سني وشيعي, فالسني والشيعي يجب أن يقفا إلى جنب بعضهما لينكرا هذه الأعمال المحرمة والمشينة". ودعا الى كف البعض عن تناول قضايا الأمة وحرياتها وكراماتها من جهة العصبيات والمصالح. خاتماً بالقول "إنّ الأمة تريد أن تعيش حياة العزة والكرامة وتريد أن تكون في موقع الحق ضد أعدائها الذين ينشطون بمختلف الوسائل ليزرعوا الأحقاد والفتن, وإن علماء الإسلام يجب أن يكونوا إلى جانب الحق وليس إلى جانب هذا السلطان أو ذاك الملك. فلتتوحد كلمة الأمة وعلمائها على البر والتقوى حتى يأذن الله بفجر جديد" .
من جهته، استغرب عضو مجلس الأمناء في حركة التوحيد الإسلامي الشيخ محمد الزعبي بيان ما يسمّى بالاتّحاد العالميّ لعلماء المسلمين الذي يهدف إلى الضغط على سوريا ليس من أجل تحقيق العدالة ورفع الظلم كما يدّعون ، وإنّما لأنّها الرئة التي تتنفّس منها المقاومة في فلسطين ولبنان . . وأكّد على ما ورد في بيان الاتّحاد من أنّه ينبغي على علماء الأمّة أن يقولوا الحقّ لا يخافون في الله لومة لائم مطالباً إيّاهم أن يقولوا الحقّ وأن يقولوا الحقّ في توارث آل سعود وآل خليفة للحكم في بلاد الحجاز وقطر ، وأن يقولوا الحقّ في المعتقلين السياسيين الذين تغصّ بهم سجون المملكة والخليج ، وممّا ترتكبه قوات البحرين والسعوديّة في البحرين من إحراق للمساجد والمصاحف . وتوجّه فضيلته إلى الشيخ القرضاوي قائلاً : ألم تسألْ نفسك ما هو موقف غزّة التي طالما ناصرتها من مواقفك الأخيرة بشأن سوريا ممرّ المقاومة ؟ إذا كانت فلسطين هي القضيّة المركزيّة للأمّة اليوم ، فهل ترى أنّ محاصرة المقاومة وخنقها يخدم هذه القضيّة ؟ لن نقول لك يا فضيلة الشيخ استغنِ بالله عن الأمراء والملوك ولا تستغنِ بالأمراء والملوك عن الله ، لأنّك أنت من تذكّر الناس بفناء الدنيا وبقاء الآخرة.
من جهة أخرى، أطل سماحة السيد علي فضل الله على الثورة في مصر قائلاً " إنَّ مصر الثَّورة تستحقُّ التَّقدير على هذه الحركة المدروسة في ملاحقة كلِّ عناصر الفساد، وسوق كلِّ أولئك الّذين أساؤوا إلى سمعة مصر وتاريخها وشعبها وقضايا الأمَّة، إلى مواقع المساءلة والملاحقة، داعياً إلى متابعة هذا الأمر حتّى نهايته، "فلا حلّ لكلّ ما نعاني منه من الفساد إلا عندما يشعر الحاكم بأنّه مُحاسب ولو بعد حين.. قبل الوقوف بين يدي الله في المحكمة الإلهيّة..
لتكن مصر الثّورة هي النّموذج الجديد لأمّةٍ تتوق إلى الحريّة، وتطلّ على قضاياها من الأبواب الواسعة، وتمنع كلّ محاولات الاستحواذ الغربيّة السّاعية لتمييع حركتها". وفي موضوع البحرين" حيث تتواصل عمليَّات الضَّغط المباشر على النّاس، وصولاً إلى دور العبادة"،فاعتبر ان على السّلطات هناك أن تتحرَّك في خطِّ المسؤوليَّة، وأن تنطلق في خطّ الحوار، بدلاً من الاستمرار في هذا الخطّ الذي ستكون له تداعياته الخطيرة على الواقع العربيّ والإسلاميّ، وليس داخل البحرين فحسب.
ودعا الشّعوب العربيّة، إلى رصد حجم التدخّل الغربيّ، تارةً من خلال ما يسمّى بالمساعدات، وطوراً من خلال الإعلام الموجَّه، "حتّى تقول كلمتها الحاسمة في رفض ذلك كلّه، ولتبدأ بترتيب أوضاعها ومسيرتها الإصلاحيَّة وفق برنامجها المحلّيّ، بعيداً عن كلِّ التّأثيرات والتَّحريض الغربيّ المباشر وغير المباشر، الهادف إلى زعزعة الأوضاع في المنطقة لحساب مصالحه ومصالح كيان العدوّ."
بدوره، أشار المفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان إلى "إن المرحلة خطيرة والظروف الإقليمية الدولية ضاغطة وتحدياتها صعبة وعلى الأفرقاء السياسيين، في هذا البلد أن يخرجوا من لعبة المماحكات والتجاذبات والتحديات وأن يتطلعوا إلى أوضاع الناس التي لم تعد تطاق وبالتالي باتت تنذر بانهيارات اجتماعية يصعب التكهن إلى أين ستؤدي في حال استمر الوضع السياسي المتمادي في الجدليات العقيمة التي تزيد في هوة التباعد والانقسام بين اللبنانيين في وقت نحن بمسيس الحاجة إلى العمل بكل جد وإخلاص على جمع الكلمة وتوحيد الصف والسير معاً وجنباً إلى جنب في مواجهة الأخطار المحدقة ببلد أصبح يختزن كل عناصر الفتنة ويتعرض لجملة من الضغوط التي تدفع بقوة نحو التفجير وعدم الاستقرار إذا لم نسارع جميعاً إلى قطع الطريق أمام كل المحاولات المشبوهة والشرائك المنصوبة، وذلك من خلال وقف كل هذه النزاعات التي لا نجد ما يبررها حول عملية التوزيع في الحقائب الوزارية".
وأكد أن "ما نعيشه الآن يكاد يلامس حدود المهزلة السياسية بامتياز، وبخاصة عندما نجد أنفسنا في ظل دولة أقل ما يقال فيها بأنها سائبة، وتفتقر إلى الحد الأدنى من المقومات التي تقوم عليها الدولة، وكل ذلك يجري والمسؤولون في هذا البلد يتقاذفون بالمواقف المتوترة والموتورة ولا يعنيهم ولا يهمهم أمر الناس بشيء، ما يعنيهم كيف يتمسكون بالسلطة وكيف يغتصبون ثروات البلاد وكيف يتحكمون برقاب العباد. "
كما اشار إلى أن "البلطجية السياسية لا تبني بلداً، ولا تؤسس لقيام دولة، وإن الاستمرار في لعبة فرز اللبنانيين طائفياً ومذهبياً وإفساح المجال أمام الصائدين في الماء العكر للعبث والتخريب في الساحة الداخلية يؤديان بالتأكيد إلى ما لا يتمناه كل لبناني يحرص على وطنيته وعلى عروبته وعلى مقاومته، ويبحث بكل صدق وجدية عن المخارج السليمة التي توصله إلى بر الأمان."
أضاف: "ما يجري على أهلنا وإخواننا في البحرين، يشكل أزمة ضمير تطال بنية النظام الدولي والأخلاقية العالمية، ويطعن صميم الأنظمة المستبدة، ويؤكد أن تكريس الظلم والاستبداد سيعني مزيدا من سحق أعمدة الأنظمة السياسية التي تريد أن تحكم ولو على ركام من الجثث وهتك الحرمات. إننا نسأل هل هدم مساجد الله وتدمير دور العبادة والحسينيات وتمزيق القرآن وهتك المقدسات والأعراض وممارسة أسوأ الفظاعات، هل هذا من دين الله وفي شرعه من شيء؟ وهل يقبل علماء الإسلام من السنة والشيعة بهذه العداوة الجبارة مع الله وقرآنه وأمته؟"