قال عدد من الخبراء القرآنیین العراقیین إن تبرير تطبيع العلاقات بين بعض الدول العربية وإسرائيل باقتباس آية من القرآن الكريم من قبل المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي خدعة، مؤكدين أن تظاهر الصهاینة بالسلام لیس سوی زوبعة إعلامیة.

وأشار إلی ذلك، عدد من الخبراء القرآنیین العراقیین في حدیث لوكالة "إکنا" للأنباء القرآنية الدولية في رد علی ترهات المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي "أفيخاي أدرعي" في الیوم العالمي للغة العربیة حیث أشار إلی آیات من القرآن الکریم تحثّ علی التطبیع مع الکیان الصهیونی.

ووجه "أفيخاي أدرعي"، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، رسالة إلى الدول العربية، يدعوهم فيها إلى الدخول في السلام مع إسرائيل.

واقتبس المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي جملة من آية قرآنية تقول "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً"، وكتبها في تدوينة يدعو فيها إلى إقرار السلام مع إسرائيل، مرفقاً أعلام كل من الإمارات والبحرين وإسرائيل.

وقد قال إن التطبیع یعنی وضع کل شئ في محله مؤکداً أن التطبیع بین الدول یعنی إزالة العداء ومباشرة العلاقات الإقتصادیة والسیاسیة والثقافیة والعسکریة.

وأشار المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للاعلام العربي إلی الآیة الکریمة "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً" قائلاً: إن السلام بحسب قوله ینسجم مع طبیعة البشر وإن التطبیع هو مرادف للسلام.

وفي ردّ علی ما قاله المتحدث للجیش الإسرائیلی أشار الخبیر  العراقي في الإعلام القرآني "محمد نبیل التمیمي" إلی الآیة "وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ" قائلاً: علی المتحدث أن یعي بأن الشعوب المسلمة لامانع لدیها في السلام مع أتباع الدیانات ولکنها لن تقبل بالسلام مع کیان غاصب یحارب السلام العالمي ویقتل الأطفال الفلسطینیین یومیاً.

وتسائل هل یعرف الکیان الصهیوني الذي یمارس الحرب والإبادة ویدعم الحرب في الیمن وسوریا معنی السلام الحقیقي؟
وقال: على الأنظمة العربية الخائنة أن تعلم أن هذه التسوية وما يسمى بالسلام يعني التنازل عن مبادئ ومواقف لا يجب تغييرها، موضحاً أنه يجب أن نلتزم بمبادئنا ونتصرف وفقًا لها.

وشدد على أن التطبيع مع النظام الإسرائيلي مرفوض تماماٌ من قبل أحرار العالم، قال: "السلام والصداقة مع نظام يقتل المظلومين ويضع اعتداءات على الدول واغتيالات لشخصيات على أجندته ، لا معنى لهما. لا معنى له".

وفی هذا الإطار قال القارئ والمؤذن في العتبتین الحسینیة والعباسیة والناشط الإعلامي العراقي "حسنین الحلو" إن الکیان الصهیونی والولایات المتحدة الأمریکیة هما ألد عدوین للمسلمین من منظور القرآن الکریم.

وأردف قائلاًً: إن تطبیع الدول العربیة مع الکیان الصهیونی هو أکبر خیانة ترتکبها الدول المطبعة بحق المسلمین ورسول الله (ص) والقرآن الکریم.

وأشار الى الآية الـ82 من سورة "المائدة" المباركة "لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَداوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا وَ لَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قالُوا إِنَّا نَصارى‏ ذلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَ رُهْباناً وَ أَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ" قائلاً: في كثير من الحروب ضد المسلمين لعب اليهود دورًا مباشرًا أو غير مباشر ولم يدخروا جهداً في التآمر، واعتنق عدد قليل منهم الإسلام، ولكن كانت هناك حالات قليلة واجه فيها المسلمون مسيحيين في حروبهم  حيث انضم الكثير منهم إلى صفوف المسلمين.

وبدوره، قال مدير دار القرآن الكريم في أمانة مسجد الكوفة المعظم والمزارات الملحقة به والخبير العراقي في العلوم القرآنية "عادل الیاسری" إن التطبیع مع الکیان الصهیونی هو التحالف مع المشرکین.
وأوضح أن الآیة الکریمة "يا أیها الذین آمنو ادخلوا السلم کافة" واضحة تماماً حیث تعني طاعة الله وتنهی عن إتباع الشیطان وتصفه بالعدو المبین.
وقال مدير دار القرآن الكريم في أمانة مسجد الكوفة المعظم والمزارات الملحقة به إن القرآن الکریم أکد مراراً أن الیهود لایلتزمون بعهد وإنهم منذ ظهور الدین الإسلامي کانوا یهددون أمن المسلمین.


وختم عادل الياسري قائلاً: "الأنظمة الاستبدادية التي تصنع السلام مع الصهيونية تسعى فقط إلى الحفاظ على موقعها ومقاعدها في السلطة".


/110