QR codeQR code

في ذكرى مولد سيدة نساء العالمين من الأولين الآخرين

السيدة فاطمة (س) ام السبطين ،كلمة التقوى ، العروة الوثقى وريحانة سدرة المنتهى

تنا

2 Feb 2021 ساعة 23:58

وإذا كانت أسيا مثلاً للمؤمنين، فان الزهراء عليها السلام هي المثل الاعلى، حيث مثلها الله تعالى بنوره بوصفها بالمشكاة، قال تعالى:{اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ...وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ}(النور : 35).


شعت فلا الشمس تحكيها لا القمر زهراء من نورها الاكوان تزدهر
 
بنت الخلود لها الاجيال خاشعة ام الزمان اليها تنتمي العصر
 
روح الحياة فلولا لطف عنصرها لم تاتلف بيننا الاروح والصور
 
سمت عن الافق لا روح ولا ملك وفاقت الارض لاجن ولابشر

السيدة فاطمة الزهراء (س) غني عن التعريف أن نذكر حياة كلّ من النبي الأكرم(ص)  والسيدة خديجة عليها السلام وكيفية زواجهما، إمّا النبي الأكرم (ص)  فهو خير البشر أجمع ولا يقاس به أحد وهو أفضل المخلوقات وسر وجودها وأمّا السيدة خديجة الكبرى فهي أول إمرأة آمنت برسول الله (ص)  وصدقته وآزرته بمالها فلذا كان رسول الله(ص)  يودّها ويحترمها ويشاورها في أموره، وكانت له وزير صدق...
 
وفي حقها قال النبي(ص) : «وخير نساء أمّتي خديجة بنت خويلد» .
 
ففاطمة الزهراء عليها السلام ولدت من هذين الشخصيتين العظيمتين وهما النبي الأعظم محمد بن عبد الله (ص)  والسيدة خديجة الكبرى بنت خويلد.
 
وقد روى أكثر العلماء ومنهم الشيخ الطوسي في المصباح والعلامة المجلسي في حياة القلوب أن ولادة تلك السيدة الجليلة تصادف العشرين من شهر جمادى الثانية ويوم الجمعة في السنة الخامسة بعد المبعث .
 
في هذا الجو من البهجة والسعادة والاحترام المتبادل وُلِدَت الزهراء عليها السلام ؛ فأبوها أشرف الخلق، وسيد الرسل، وخاتم الأنبياء، وحبيب الله، وهو الذي كان يتمتّع بالخُلُق السّامي حتى أثنى عليه القرآن الكريم فقال سبحانه وتعالى:

(وَإِنّكَ لَعَلَىَ خُلُقٍ عَظِيمٍ)  وأمّها كانت سيدة قومها ذات الشرف السامي والنسب الرفيع، والجمال المهذّب، والمال الوفير، والعقل الموزون، والشخصية المتميّزة، فهي سيدة قومها...
الزهراء كانت وليدة من هكذا أمٍّ وأبٍ فهي من دوحة النبوة، ومن ذلك الشرف والعز والعظمة.

و كانت السيدة الزهراء عليها السلام  إنسانة كاملة لما تحلت به من كمالات وبأعلى الدرجات على المستوى الظاهري والباطني.
ويمكن لنا ان نثبت هذه الحقيقية من خلال القرآن الكريم، فهو مقياسنا في أساس التفاضل بين الناس بشكل عام، ومنه التفاضل النساء - وهو مطلوبنا - وذلك من خلال تتبع ذكر خصائص النساء الممدوحات فيه.
 
إن كل إنسان هو موجود من صُنع وخَلق الله تعالى، ولكن بعض الخلق ميزهم لميزة وخصوصية فيهم دون غيرهم.

فمنهم من خُلق بالحُسن العام الذي شمل كل البشرية في قوله تعالى: {وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا}(نوح:17)،

ومنهم من خصهم وزادهم بالخلقة فوصفهم بالإنبات الحسن في قوله تعالى:{...وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا}(آل عمران:37).

والزهراء (عليها السلام) من أهل الخلقة والانبات الخاص، فهي الحوراء الأنسية - وكما يعبرون " فقد قدمت أصل تكوينها

الملكوتي على الجانب الملكي" فكان أصل تكوينها ومجيئها لعالم الدنيا كمولودة للنبي الاكرم (صل الله عليه واله) بطقوس ومقدمات خاصة.

كما قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله: "فاطِمَة خُلِقَتْ حورِيَّةٌ فِيْ صورة إنسيّة".

من فضائل السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ومناقبها:
 
والزهراء (عليها السلام) من مصاديق قول الإمام الهادي (عليه السلام) في الزيارة الجامعة الكبيرة في وصفهم: "فعلكم الخير، وعادتكم الاحسان، وسجيتكم الكرم ...".
فالزهراء (عليها السلام) لم تكن مضيافة فقط، بل وتؤثر الآخرين على أقرب الناس إليها وهم أولادها كما في سورة الدهر التي نزلت فيها وفي أهل بيتها.
- الحياء من امرأة موسى، قال تعالى: {فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ} (القصص: 25).
وهذه الخصيصة في وصف حال الزهراء (عليها السلام) بأعلى مستوياتها، فعن الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) استأذن أعمى على فاطمة (عليها السلام) فحجبته. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لها: لمَ حجبتهِ وهو لا يراك؟ فقالت (عليها السلام): إن لم يكن يراني فأني أراه، وهو يشم الريح، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) أشهد أنك بضعة مني".
فالزهراء (عليها السلام) توصل لنا رسالة: أن العفة ليست مسألة مظهر خارجي تستر المرأة فيها جمالها، بل هي مسالة قلبية روحية، علينا أن نهتم بها كما نهتم بظاهرنا.
 
- الإحسان من خديجة، قال تعالى: {وَوَجَدَكَ عَائِلًا} (الضحى:8) وكما في الحديث: "ما قام ولا استقام الدين إلا بسيف علي ومال خديجة".
فإذا كان استقامة الدين كان بأموال السيدة خديجة (عليها السلام)، فالصديقة الزهراء (عليها السلام) بذلت كل وجودها ورحلت شهيدة دفاعاً عن الإمامة التي بها كمال الدين وحفظه.
 
-الصبر على الاختبارات الإلهية لأم موسى، قال تعالى:{وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَىٰ فَارِغًا ۖ إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَىٰ قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} (القصص:10)
ويكفينا ما ورد في زيارتها صلوات الله عليها: " يا ممتحنة امتحنك الذي خلقك قبل ان يخلقك فوجدك لما امتحنك صابرة".
 
- الصدق لمريم قال تعالى:{... وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ...}( المائدة:75)،

وروى الشيخ الكليني بإسناده عن علي بن جعفر، عن أخيه ابي الحسن (عليه السلام) قال: "إن فاطمة (عليها السلام) صديقة شهيدة".

وفي قول للنبي صل الله عليه واله قال: "فهي الصادقة الصدوقة".
 
- العقل من بلقيس، قال تعالى: (إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً)(النمل: 34).

وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال " العلم مصباح العقل" .
وعن الإمام الصادق (عليه السلام) : "نحن الراسخون في العلم و نحن نعلم تأويله".

والزهراء (عليها السلام) مشمولة بهذا الامر، وكما هو بادي في خطبتها لما قالت: " أيها الناس اعلموا أني فاطمة و أبي محمد (صلى الله عليه وآله) أقول عوداً وبدواً ولا أقول ما أقول غلطاً ولا أفعل ما أفعل شططاً".
 
 على مستوى المقامات الإلهية

- مقام الاصطفاء، حيث ورد في خصائص النساء الالهيات والصفوة لمريم أم عيسى، روت عائشة أنّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله) قال: " يا فاطمةُ أبْشِري؛ فإنّ الله اصطفاكِ على نساء العالمين، وعلى نساء الإسلام وهو خيرُ دِين".
 
- مقام الحجية، فالله تعالى عبر عن السيدة مريم (عليها السلام) بأنها آية، حيث ورد عن الأئمة في قول الله عزَّ وجلَّ: {وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آَيَةً}, يعني حجة".
فكونها حجة أي إنها دليل للناس وشاهد عليهم.
وبالمقابل روي عن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام): "نحن حجج اللَّه على خلقه وجدّتنا فاطمة حجة اللَّه علينا"..

فالزهراء (عليها السلام) حجة على حجج الله فهي بالنتيجة الآية الكبرى وليست فقط آية، بل وهي مفترضة الطاعة على جميع الخلق -كما ورد-.
 
و يقول المحقق العلامة الشيخ محمد باقر صاحب ( الخصائص الفاطمية ) في كتابه :سبحانك اللهم يا فاطر السماوات العلى وفالق الحب والنوى ، انت الذي فطرت اسما من اسمك واشتقته من نورك ، فوهبت اسمك بنورك حتى يكون هو المظهر لظهورك ، فجعلت ذلك الاسم اصل لجملة اسمائك وذلك النور ارومة لسيدة امائك ، وناديت بالملا الاعلى : أنا الفاطر وهي فاطمة ، وبنورها ظهرت الاشياء من الفاتحة إلى الخاتمة ، فاسمها اسمك ونورها نورك وظهورك ظهورها ، ولا اله غيرك ، وكل كمالٍ ظلك وكل وجود ظل وجودك ، فلما فطرتها فطمتها عن الكدورات البشرية واختصصتها بالخصائص الفاطمية ، مفطومة عن الرعونات العنصرية ، ونزهتها عن جميع النقائص ، مجموعة من الخصائل المرضية بحيث عجزت العقول عن ادراكها ، والناس فطموا عن كنه معرفتها ، فدعا الاملاك في الافلاك بالنورية السماوية وبفاطمة المنصورة ...
ام السبطين واكبر حجج الله على الخافقين ، ريحانة سدرة المنتهى وكلمة التقوى والعروة الوثقى وستر الله المرخى والسعيدة العظمى والمريم الكبرى والصلاة الوسطى والانسية الحوراء التي بمعرفتها دارت القرون الاولى .

وكيف احصي ثناها وان فضائلها لا تحصى وفواضلها لا تقضى ، البتول العذراء الحرة البيضاء ام ابيها وسيدة شيعتها وبنيها ، ملكة الأنبياء الصديقة فاطمة الزهراء عليها سلام الله .
 
عن موسى بن القاسم عن علي بن جعفر قال : سألت ابا الحسن ـ الإمام الكاظم عليه السلام ـ عن قول الله عزوجل ( كمشكاة فيها مصباح ) ، قال : المشكاة فاطمة والمصباح الحسن والحسين . ( كانها كوكب دري ) قال : كانت فاطمة كوكباً دريا من نساء العالمين .

السلام على النور الزاهر
وام الامام الطاهر
وزوجة من كان للنبي ناصر
السلام على فاطمة الزهراء
السلام على والدة الائمة الاوصياء
السلام على جدة النجباء



اعداد وتدوين
علي اكبر بامشاد


 


رقم: 491732

رابط العنوان :
https://www.taghribnews.com/ar/report/491732/السيدة-فاطمة-س-ام-السبطين-كلمة-التقوى-العروة-الوثقى-وريحانة-سدرة-المنتهى

وكالة أنباء التقريب (TNA)
  https://www.taghribnews.com