الإمام عليّ الهادي (عليه السلام) فرع زاكٍ من شجرة النبوّة، وغصن مشرق من دوحة الإمامة أعزّ الله به وبآبائه الإسلام، ورفع بهم كلمة التوحيد. أمّا أبو الإمام الهادي (عليه السلام)، فهو الإمام محمّد الجواد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب (عليهم السلام)، وهو أرفع نسب في الإسلام، ولم تعرف الإنسانية -في جميع أدوارها- نسباً أجلّ ولا أسمى من هذا النسب الذي أضاء سماء الدنيا بواقع الإسلام وجوهر الإيمان، فمن هذه الأُسرة الكريمة تفرّع الإمام الهادي (عليه السلام)، وكان أبوه الإمام الجواد (عليه السلام) أعجوبة الدنيا بمواهبه وعبقرياته.
فقد تقلّد -بعد وفاة أبيه- الزعامة الدينية، والمرجعية العامّة للأُمّة، وكان عمره سبع سنين وأشهراً. سمّاه أبوه الإمام الجواد (عليه السلام) عليّاً تبرُّكاً وتيمُّناً باسم جدّيه العظيمين: جدّه الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) وجدّه الإمام علي بن الحسين زين العابدين وسيِّد الساجدين (عليه السلام) وقد شابههما بحكم قوانين الوراثة، فقد شابه جدّه الإمام أمير المؤمنين في بلاغته وفصاحته، وشابه جدّه الإمام زين العابدين في تقواه وعبادته ونسكه. وكنّى الإمام الجواد (عليه السلام) ولده الإمام الهادي بأبي الحسن، وعرف بهذه الكنية جدّاه الإمام موسى بن جعفر والإمام الرضا (عليه السلام) وفرّق الرواة بينهم في هذه الكنية بعد أن أضافوا إليها الجهة المميزة، فقالوا: إنّ أبا الحسن الأوّل هو الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام)، وأبو الحسن الثاني هو الإمام الرضا (عليه السلام)، وأبو الحسن الثالث هو الإمام علي الهادي (عليه السلام).
عاش الإمام الهادي(ع) قياساً إلى العمر الطبيعي عمراً قصيراً، فقد كان عمره يوم استشهاده إحدى وأربعين سنةً، وكان مولده(ع) في النصف من ذي الحجة سنة 212هـ في "صريا" من المدينة، وهي قريةٌ أسَّسها الإمام الكاظم(ع) على ثلاثة أميال من المدينة المنوره، وتُوفّي في سامرّاء(1). وقد عاش حياته هذه في نشاط دائم متحرّك في الثقافة الإسلاميّة، فقد كان يعلّم الناس، ويعلّم العلماء منهم، حتى ذُكِر أنَّ الذين رووا عنه علومه بلغوا ما يقارب المائة وخمسةٍ وثمانين راوياً، والراوي عادةً يمثّل موقعاً ثقافياً متقدماً في ذلك الوقت، وقد روى المؤرخون أنَّ من ثقاته: "أحمد بن حمزة بن اليسع، وصالح بن محمد الهمداني، ومحمد بن جزال الجمّال، ويعقوب بن يزيد الكاتب، وأبو الحسين بن هلال، وإبراهيم بن إسحاق، وخيران الخادم، والنضر بن محمد الهمداني. ومن وكلائه: جعفر بن سهل الصّقل. ومن أصحابه: داود بن زيد، وأبو سليمان زنكان، والحسين بن محمد المدائني، وأحمد بن إسماعيل بن يقطين، وبشر بن بشّار النيشابوري الشاذانيّ، وسليم بن جعفر المروزيّ، والفتح بن يزيد الجرجانيّ، ومحمد بن سعيد بن كلثوم، ومعاوية بن حكيم الكوفيّ، وعليّ بن معد بن معبد البغداديّ، وأبو الحسن ابن رجا العبرتائي".
وتحرّك(ع) في حياة النّاس بحيث يراقب ويتصدّى لكلِّ الانحرافات التي تعرّض لها الواقع الإسلاميّ، لأنَّ مسؤوليّة الأنبياء والأولياء والعلماء في كلِّ زمان ومكان، هي أن يدرسوا كلَّ الخطوط التي تتحرّك في الثقافة الإسلاميّة أو في الواقع الإسلامي، ليصلحوا الخطأ، وليقوّموا الانحراف بالأساليب التي وضعها الله تعالى في كتابه، بالحكمة والموعظة الحسنة، والجدال بالتي هي أحسن.
وقد واجه الإمام الهادي(ع) كثيراً من المشاكل الفكريّة التي كانت قد فرضت نفسها على الذهنيّة الإسلامية لتنحرف بها عن الصواب، فقد حدثت في زمنه مشكلة الذين يقولون بالجبر، وأنَّ الله تعالى أجبر عباده على أعمالهم، فليس للعباد اختيارٌ في ما يطيعون أو يعصون، فالطاعة من الله والمعصية منه.
وكان هناك اتجاه التفويض الذي يقول إنَّ الله تعالى فوّض الأمر إلى خلقه، فهو خلقهم وانعزل عنهم، أو فوّض الأمر إلى بعض خلقه، بمعنى أنَّ الله تعالى خلق الناس وجعل الأمر للأنبياء مثلاً، فلا يتدخّل في شؤون النّاس، ولكن تبقى قدرة الله وهيمنته وتدبيره للناس، بما لا يبعدهم عن رعايته وتدبيره وسلطته.
كان أصحاب هذين الاتجاهين بحسب الظاهر خارج المدينة، فأرسل الإمام الهادي(ع) رسالةً شارحاً لهم حقائق الأمور، ومبيِّناً لهم بالدليل من العقل والنقل بطلان الجبر والتفويض، ودعاهم إلى الاستقامة في خطِّ الله سبحانه وتعالى، كما واجه الغلاة الذين حاولوا أن يحرّكوا خرافاتهم في الذهنيّة العامة، وخصوصاً أنَّ كثيراً من الذهنيّات التي تعيش في المجتمع هي ذهنيّات طيّبة تقبل كلَّ شيء، وهذا يحدث في كلِّ زمانٍ ومكان.
فيقول في هذه الرسالة: "من عليِّ بن محمد، سلامٌ عليكم وعلى من اتبع الهدى ورحمة الله وبركاته، فإنَّه ورد عليَّ كتابكم، وفهمتُ ما ذكرتم من اختلافكم في دينكم، وخوضكم في القدر، ومقالة مَنْ يقول منكم بالجبر ومَنْ يقول بالتفويض، وتفرُّقكم في ذلك وتقاطعكم وما ظهر من العداوة بينكم، ثم سألتموني عنه وبيانه لكم، وفهمت ذلك كلَّه..
فأمَّا الجبر الذي يلزم من دان به الخطأ، فهو قولُ من زعم أنَّ الله جلَّ وعزَّ أجبر العباد على المعاصي وعاقبهم عليها، ومن قال بهذا القول، فقد ظلم الله في حكمه وكذّبه وردَّ عليه قوله: {ولا يظلمُ ربُّك أحداً}[الكهف:49] وقوله: {ذلك بما قدّمَتْ يداكَ وأنَّ الله ليس بظلاّمٍ للعبيد}[الحج:10] وقوله: {إنَّ الله لا يظلمُ النّاسَ شيئاً ولكنَّ الناسَ أنفُسَهُم يظلمون}[يونس: 44] مع آي كثيرة في ذكر هذا. فمن زعم أنَّه مجبرٌ على المعاصي، فقد أحال بذنبه على الله وقد ظلمه في عقوبته، ومن ظلم اللهَ فقد كذّب كتابَه، ومن كذّب كتابه فقد لزم الكفر بإجماع الأمّة.. وأمَّا التفويض الذي أبطله الصادق(ع) وأخطأ مَنْ دان به وتقلّده فهو قول القائل: إنَّ الله جلَّ ذكره فوّض إلى العباد اختياراً أمره ونهيه وأهملهم، وفي هذا كلامٌ دقيق لمن يذهب إلى تحريره ودقته، وإلى هذا ذهبت الأئمة المهتدية من عترة الرسول(ص)، فإنَّهم قالوا: لو فوّض إليهم على جهة الإهمال، لكان لازماً له رضى ما اختاروه واستوجبوا منه الثواب، ولم يكن عليهم في ما جنوه العقاب إذا كان الإهمال واقعاً.. فمن زعم أنَّ الله تعالى فوّض أمره ونهيه إلى عباده، فقد أثبت عليه العجز وأوجب عليه قبول كلِّ ما عملوا من خيرٍ أو شرٍّ، وأبطل أمر الله ونهيه ووعده ووعيده، لعلّة ما زعم أنَّ الله فوّضها إليه، لأنَّ المفوَّض إليه يعمل بمشيئته، فإن شاء الكفر أو الإيمان كان غير مردود عليه ولا محظور، فمن دان بالتفويض على هذا المعنى، فقد أبطل جميع ما ذكرنا من وعده ووعيده وأمره ونهيه، وهو من أهل هذه الآية: {أفتؤمنونَ ببعض الكتاب وتكفُرونَ ببعضٍ فما جزاءُ مَن يفعلُ ذلك منكم إلاَّ خِزيٌ في الحياة الدنيا ويومَ القيامة يُرَدُّونَ إلى أشدِّ العذاب وما اللهُ بغافلٍ عمّا تعملون}[البقرة:85]، تعالى عما يدين به أهل التفويض علوّاً كبيراً.
لكن نقول: إنَّ الله جلَّ وعزَّ خلق الخلق بقدرته وملّكهم استطاعة تعبّدهم بها، فأمرهم ونهاهم بما أراد، فقبل منهم اتباع أمره ورضي بذلك لهم، ونهاهم عن معصيته، وذمَّ من عصاه، وعاقبه عليها، ولله الخِيَرَةُ في الأمر والنهي، يختار ما يريد ويأمر به وينهى عمّا يكره ويعاقب عليه بالاستطاعة التي ملّكها عبادَه لاتّباع أمره واجتناب معاصيه، لأنَّه ظاهر العدل والنصفة والحكمة البالغة، بالغ الحجّة بالإعذار والإنذار، وإليه الصفوة يصطفي من عباده مَن يشاء لتبليغ رسالته واحتجاجه على عباده، اصطفى محمداً(ص) وبعثه برسالاته إلى خلقه".
و من خصائص الامام الهادی (ع):
العلم. فقد روي عنه في تنزيه الباري تعالى وتوحيده، وفي أجوبة المسائل وأنواع العلوم، الشيء الكثير، فممّا جاء عنه في تنزيه الباري تعالى، ما رواه الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول، أنه قال: "إنّ الله لا يوصف إلا بما وصف به نفسه، وأنَّى يوصف الذي تعجز الحواسّ أن تدركه، والأوهام أن تناله، والخطرات أن تحدّه، والأبصار عن الإحاطة به؟! نأى في قربه، وقرب في نأيه، كيّف الكيف بغير أن يقال كيف، وأيّن الأين بلا أن يقال أين، هو منقطع الكيفيّة والأينيّة، الواحد الأحد، جلّ جلاله، وتقدّست أسماؤه" .
الحلم. ويكفي في ذلك حلمه عن بريحة بعد ما وشى به إلى المتوكّل وافترى عليه وتهدّده كما يأتي .
الكرم والسّخاء. قال ابن شهرآشوب في المناقب: دخل أبو عمرو عثمان بن سعيد وأحمد بن إسحاق الأشعري وعلي بن جعفر الهمداني على أبي الحسن العسكري، فشكا إليه أحمد بن إسحاق ديناً عليه، فقال: يا عمرو، وكان وكيله، ادفع إليه ثلاثين ألف دينار، وإلى عليّ بن جعفر ثلاثين ألف دينار، وخذ أنت ثلاثين ألف دينار. قال: فهذه معجزة لا يقدر عليها إلا الملوك، وما سمعنا بمثل هذا العطاء.
وفي المناقب: قال إسحاق الجلاب: اشتريت لأبي الحسن (ع) غنماً كثيرة يوم التروية، فقسمها في أقاربه .
الهيبة والعظمة في قلوب النّاس. في إعلام الورى، بسنده عن محمد بن الحسن الأشتر العلوي قال: كنت مع أبي على باب المتوكّل وأنا صبي في جمع من الناس، ما بين طالبي إلى عباسي وجعفري، ونحن وقوف، إذ جاء أبو الحسن، فترجّل الناس كلّهم، حتى دخل، فقال بعضهم لبعض: لمن نترجّل؛ لهذا الغلام، وما هو بأشرفنا ولا بأكبرنا سنّاً؟! والله لا ترجّلنا له. فقال أبو هاشم الجعفري: والله، لتترجّلنّ له صغرة إذا رأيتموه. فما هو إلا أن أقبل وبصروا به، حتى ترجّل له النّاس كلّهم .
فقال لهم أبو هاشم: أليس زعمتم أنَّكم لا تترجَّلون له؟! فقالوا له: والله ما ملكنا أنفسنا حتى ترجّلنا .
أما الإيمان، فهو ليس مجرد فكرة تنطلق من العقل لينفتح لها القلب، ولكنها فكرة تتعمّق في الذات، بأن يكون الإيمان عقلاً من عقلك، وقلباً من قلبك، وإحساساً من إحساسك، وكلمة تنطق بها بلسانك، ولستَ مؤمناً إذا اكتفيت بذلك، ولكن أن يكون هناك دليل على هذا الإيمان، ودليل الإيمان أن تكون عيناك مؤمنتين، فلا تنظران إلاّ لما أحلّ الله، ولا تتحركان إلا من خلال المعرفة التي تطوف في آفاق الله، وأن تكون أذناك مؤمنتين لا تسمعان إلا ما أحلّ الله، ولا تتخذان طاقة السمع إلا من أجل معرفةٍ يمكن لها أن تغني عقلك، عندما يتحول السمع إلى قناة تطل على عقلك، وأن يكون لسانك مؤمناً فلا ينطق إلاّ بالحق، وأن تكون يداك مؤمنتين فلا تتحركان إلا بما أحلّ الله، وأن تكون رجلاك مؤمنتين فلا تنطلقان إلاّ في الدروب التي يرضاها الله، وأن يكون كلُّ جسدك مؤمناً في ما تأكل بأن يكون حلالاً، وفيما تشرب بأن يكون حلالاً، وفي ما تستلذّ من شهواتك بأن تكون من حلال، وفي ما تلعب وتلهو بأن يكون لهوك حلالاً ولعبك حلالاً.
وتستمر المسألة لتمتدّ في مواقفك، بأن تكون مواقفك عندما تؤيّد وعندما ترفض صورة لإيمانك، فلا تقف أيّ موقف تأييد إلاّ إذا كان الإيمان ينسجم مع هذا الموقف، ولا تقف موقف رفض إلاّ إذا كان الإيمان يتطلّب منك ذلك.
أن تكون مؤمن العقل والقلب والإحساس والشعور والحركة، لأنَّ ذلك هو الدليل على إيمانك، وهذا ما تحدّث به الإمام الصادق(ع) في ما رُوي عنه أنهم قالوا له: إنَّ هناك "من يقول إننا نرجو الجنة ونخاف من النار"، قال: "كذبوا، ليسوا براجين، إنّ من رجا شيئاً طلبه ومن خاف من شيء هرب منه"، فالذين يتجهون إلى ما يدخلهم النار كيف يقولون إننا نخاف النار، والذين يبتعدون عمّا يؤدّي بهم إلى الجنة كيف يقولون إننا نرجو الجنة، إنَّ هذه الكلمة تؤكّد على أن يكون الإيمان كلَّ كيانك، وأن لا يكون مجرّد خطراتٍ في الفكر ونبضات في القلب وبعض ما تلمّ به من هنا وهناك.
ثم ننطلق إلى فكرة أخرى يؤكّد فيها الإمام الهادی (ع) قيمة العقل، كما يشرح لنا فيها هذا التنوّع في معاجز الأنبياء، لماذا جاء موسى بمعجزة العصا وباليد البيضاء، ولماذا جاء عيسى بمعجزة إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص، ولماذا جاء محمد(ص) بمعجزة القرآن في عالم البلاغة.
يروي (الكليني) في (الكافي) عن الحسين بن محمد عن أحمد بن محمد السيّاري عن أبي يعقوب البغدادي، قال: "قال ابن السكيت ـ وكان من علماء اللغة العربية ـ لأبي الحسن علي الهادي(ع): لماذا بعث الله موسى بن عمران(ع) بالعصا ويده البيضاء وآلة السحر، وبعث عيسى بآلة الطب، وبعث محمداً(ص) على جميع الأنبياء(ع) بالكلام والخطب؟
فقال أبو الحسن: إنَّ الله لمّا بعث موسى(ع) كان الغالب على أهل عصره السحر، فأتاهم من عند الله بما لم يكن في وسعهم مثله، وما أبطل به سحرهم وأثبت به الحجّة عليهم، إنَّ الله بعث عيسى(ع) في وقت ظهرت فيه الزمانات ـ أي الأمراض المزمنة ـ واحتاج الناس إلى الطب، فأتاهم من عند الله بما لم يكن عندهم مثله، وبما أحيى لهم الموتى وأبرأ الأكمه والأبرص بإذن الله وأثبت به الحجة عليهم، إنَّ الله بعث محمداً(ص) في وقت كان الغالب على أهل عصره الخطب والكلام، وأظنه قال الشعر، فأتاهم من عند الله من مواعظه وحكمه ما أبطل قولهم وأثبت به الحجة عليهم".
قال: فقال ابن السكِّيت: "تالله ما رأيت مثلك قطّ، فما الحجّة على الخلق اليوم؟ قال: فقال(ع): العقل يعرف به الصادق على الله فيصدّقه، والكاذب على الله فيكذّبه، قال: فقال ابن السكيت: هذا والله هو الجواب").
ونلاحظ هنا، أنَّ الإمام الهادی (ع) يريد أن يؤكّد ما أكّده الإسلام في القرآن وفي بعض الأحاديث القدسيّة، من أنّ العقل هو حجة الله على الإنسان، وأنَّ الله يأمر العقل بما يأمر به وينهى العقل بما ينهى عنه، وأنه يثيب الإنسان ويعاقبه على قدر عقله.
فعندما تحدّث (ابن السكيت) عما هو الحجّة اليوم، فإنَّ الإمام الهادي(ع) لم يشر إلى الحجّة بصراحة، ولكنه قال له: إنَّ هناك الصادقين الذين يصدقون على الله في ما ينطلقون به من الرسالة وفي ما يجلسون به من الموقع، وفي ما يتحركون به مما يأمرون الناس أو ينهونهم عنه، وعليك أن تستنطق عقلك، ثم دعه يدرس مواقف كلِّ الذين يتحرّكون في الساحة، فالعقل عندما يملك العناصر الأساسية التي يمكن له أن يتحرك فيها بإشراقة الفكر وصفائه ونقائه، يمكن عندئذ أن يكتشف الحجة، وهو الصادق الذي يعرف من خلال صدقه أنه يصدق عن الله، ويعرف الكاذب الذي يمكن أن يكتشف كذبه عندما يكذب على الله، ليصدّق الصادق فيتبعه ويسير معه.
و السلام عليك يوم ولدت و يوم استشهدت و يوم تبعث حيا
اعداد وتدوين
علي اكبر بامشاد