وتوصي المنظمة، وهي مظلة شاملة لأكثر من 500 هيئة إسلامية في المملكة المتحدة، أماكن العمل التي ترغب في تعزيز بيئة شاملة بأن تأخذ في الاعتبار الاختلافات الثقافية.
ويقترح تقريرها، "تعريف الإسلاموفوبيا"، الذي نُشر يوم الثلاثاء، أن تقدم الشركات مجموعة من الأنشطة الاجتماعية وأنشطة بناء فرق العمل بشكل يُمكّن الموظفين المسلمين من المشاركة وتزداد فرص بناء علاقة بين العاملين من خلفيات مختلفة.
يجب على أرباب العمل والموظفين "أن يكونوا على دراية بالاختلافات الثقافية حول المصافحة والاتصال البصري المباشر - وضع اليد على القلب (بدلا من المصافحة بين الجنسين) في التحية يُمارس في العديد من المجتمعات الإسلامية ويُنظر إليه على أنه تعبير عن الاحترام، كما هو الحال بالنسبة للمسلمين الرجال عندما يغضون النظر عند التعامل مع النساء، وهي علامة أخرى على أقصى درجات الاحترام ووسيلة للمحافظة على التصرف المحتشم".
ويحث التقرير أرباب العمل على النظر في الكيفية التي يمكن أن تتضمن بها قواعد الملبس والزي الرسمي الحجاب، وما إذا كانت المرونة في ساعات العمل تسمح للعاملين المسلمين بالمشاركة في صلاة الجمعة.
ويقترح التقرير على الشركات النظر في ما إذا كان يتم تقديم الطعام الحلال والأطباق النباتية في المقاصف، وكيفية تلبية طلبات الإجازة للعيدين والحج. يمكن أن تساعد التعديلات البسيطة في يوم العمل، مثل تغيير أوقات الاجتماعات أو العمل خلال فترات الراحة، العاملين المسلمين خلال شهر رمضان، شهر الصيام المقدس.
ومن بين التوصيات الأخرى الواردة في التقرير المؤلف من 150 صفحة دروس مخصصة في المدارس حول الإسلاموفوبيا وتوظيف مدرسين من الأقليات، بما في ذلك المسلمين.
وفي إشارة إلى استطلاع عام 2015، فقد أظهر أن 31% من الشباب يوافقون إلى حد ما على عبارة "المسلمون يبسطون سيطرتهم على إنجلترا"، وجاء فيه: "يبدو أن الخطاب المعادي للإسلام أصبح طبيعيا في قلوب وعقول الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى المدرسة".
وحث التقرير الجامعات على تشجيع الطلبات المقدمة من المسلمين وتعزيز ثقافة الشمولية من خلال توفير غرف للصلاة على سبيل المثال.
ويجب تشجيع العمال المسلمين على الانضمام إلى النقابات العمالية والإبلاغ عن حالات الإسلاموفوبيا.
وقال متحدث باسم المجلس الإسلامي البريطاني: "يجب استخدام التوصيات الواردة في تقريرنا كمبادئ توجيهية من قبل أولئك الذين يرغبون في اتخاذ خطوات عملية وهادفة للتصدي للإسلاموفوبيا ولخلق أجواء مريحة لمن ينتمون إلى جميع الأديان ومن لا يدينون بدين. بدلا من كونها قواعد يجب اتباعها بشكل دوغمائي، تشجع اقتراحاتنا التفكير البناء في تنوع تجارب المسلمين".
ويؤيد التقرير تعريف الإسلاموفوبيا الذي صاغته المجموعة البرلمانية المكونة من جميع الأحزاب بشأن المسلمين البريطانيين في عام 2018، قائلا إنه يحظى بتأييد واسع داخل المجتمعات المسلمة وقد تبنته معظم الأحزاب السياسية الرئيسية، باستثناء حزب المحافظين.
يقول هذا التعريف: "الإسلاموفوبيا متجذرة في العنصرية وهي نوع من العنصرية التي تستهدف التعبيرات عن الهوية الإسلامية أو ما يُتصور أنه الهوية الإسلامية".
ويتضمن التقرير قسما عما لا يشكل إسلاموفوبيا، والذي يتضمن انتقاد الإسلام ما لم يتم استخدام لغة العنصرية أو الإسلاموفوبيا، وانتقاد ممارسات معينة مثل اللباس أو ذبح الحيوانات، وفضح الجرائم التي يتورط فيها مسلمون دون اتهام جميع المسلمين.
وتتجلى التوترات بين المجلس الإسلامي البريطاني والحكومة في استنتاجات التقرير التي تقول: "بالنظر إلى النهج المتبع بشأن العنصرية من قبل الحكومة الحالية.. فمن غير المرجح أن نرى الكثير من الإجراءات المتخذة لمعالجة الإسلاموفوبيا... دون ضغوط شعبية".
وكان المجلس الإسلامي البريطاني قد أبلغ عن حزب المحافظين لدى لجنة المساواة وحقوق الإنسان في عام 2019، وبعد عام قدم ملفا آخر لحالات الإسلاموفوبيا داخل الحزب.