رغم مرور 73 عاما، على مذبحة دير ياسين التي ارتكبتها العصابات الصهيونية، إلا أن المسنة الفلسطينية، مريم عقل، ما تزال تحتفظ بتفاصيل تلك الساعات المروعة، التي فقدت فيها والديها واثنين من أشقائها.
في ذكرى مرور 73 عاما، على مذبحة دير ياسين
شاهدة على مذبحة دير ياسين تروي كيف إلقاء عصابات الصهاينة لجثامين الفلسطينيين بالآبار
تنا
10 Apr 2021 ساعة 18:01
رغم مرور 73 عاما، على مذبحة دير ياسين التي ارتكبتها العصابات الصهيونية، إلا أن المسنة الفلسطينية، مريم عقل، ما تزال تحتفظ بتفاصيل تلك الساعات المروعة، التي فقدت فيها والديها واثنين من أشقائها.
وتقول عقل، إن المخاوف من احتلال المجموعات الصهيونية للقرية وارتكاب مجزرة فيها، بدأت بعدما تمكنت المجموعات من قتل القائد الفلسطيني، عبد القادر الحسيني في معركة القسطل.
ووقعت معركة القسطل، غربي القدس المحتلة، بين المقاتلين الفلسطينيين والعرب بقيادة الشهيد عبد القادر الحسيني، من جهة، وقوات "الهاجاناه" الصهيونية في مطلع شهر نيسان/إبريل 1948، ومثّلت البداية لسقوط أجزاء من المدينة.
وتضيف المسنة الفلسطينية، التي تقيم حاليا في القدس، إن الأهالي "قرروا بناءً على ذلك ومع تزايد المخاوف، تنفيذ دوريات حراسة ليلية للقرية، وشارك بها والدها وإخوانها".
وكانت دوريات الحراسة تتم على فترتين يتناوب فيها رجال القرية، وفقاً لحديثها.
وفي فجر يوم المجزرة (9 إبريل/نيسان 1948) بدأت المجموعات الصهيونية في شن هجومها على القرية، بقوات راجلة تسللت من مناطق مختلفة خلال تلك الليلة.
وخلال ساعات، استشهد على يد تلك القوات، أكثر من مائة شخص، بينهم نساء وأطفال ومسنون.
وتضيف عقل "اشتبكت (تلك القوات) مع أخي الذي كان في الحراسة الليلية، وكثفت القوات الصهيونية من إطلاق النار على منزلنا، ودبّ الخوف بيننا، ولم نجد حينها مكاناً نختبئ به".
وأشارت المسنة التي كانت تبلغ من العمر آنذاك 12 عاماً، إلى أن المجموعات الصهيونية كانت تتعمد قتل الأهالي، ومن بينهم نساء وأطفال.
وتضيف إن القوات الصهيونية كانت تلقي جثامين الشهداء في آبار المياه.
وخلال تلك الليلة، التي لم يتوقف إطلاق النار بها أبداً، قتلت القوات الصهيونية والدي مريم وشقيقيها.
وبحسب تقارير حقوقية، فإن عصابات "اتسيل" الصهيونية، قتلت في غضون عدة ساعات، أكثر من 100 فلسطيني، في "عملية ترهيب انتهت بتهجير جميع سكان القرية الذين كان عددهم قبل المجزرة يزيد عن 600".
وتم هدم الجزء الأكبر من مباني القرية التي تقع غربي القدس المحتلة، بعد ارتكاب واحدة من أبشع المجازر فيها.
لجوء إلى القدس.
نجت مريم حينذاك، بعد استشهاد والديها وشقيقها الاثنين، بعدما تمكنت من الهرب برفقة عمتها، مع بقية أشقائها.
وتلفت إلى أنهم هربوا عن طريق الجبال إلى مدينة القدس، وفي الطريق شاهدوا العشرات من أهالي القرية يهربون كذلك.
ووفقاً لمؤسسة "ذاكرات" التي توثق النكبة الفلسطينية فإن المجموعات الصهيونية "أرعبت هذه الجريمة باقي السكان العرب، ففرّ آلاف الفلسطينيين خوفاً إثر الحدث الذي هز الرأي العالم العالمي".
ووصلت مريم في نهاية طريقها إلى أحد منازل قرية عين كارم، بالقدس.
وقالت المُسنة إنهم تنقلوا بعد ذلك "بين عدد من القرى الفلسطينية في القدس، وبكل مرة كان يستقبلهم الأهالي بالدموع، حزناً على حالهم".
وتتمسك المسنة مريم عقل بحقها في العودة إلى منزل عائلتها، في قرية دير ياسين.
وتقول إنها زارت منزلها، أكثر من مرة.
وتضيف "تصيبني غصة في كل مرة، أزور منزلي وأقف على بابه، وأمنع من دخوله".
واليوم، بعد 73 عاما من المجزرة، تحوّل اسم "دير ياسين" العربي، إلى "جفعات شاؤول".
ويقول الدكتور نظمي الجعبة، أستاذ التاريخ في جامعة بيرزيت، إن "جفعات شاؤول كانت مستوطنة أقيمت قبل عام 1948 على جزء من أراضي دير ياسين، وبعد المجزرة توسعت هذه المستوطنة بشكل كبير".
وأضاف "ما زالت هناك بعض المنازل القليلة في البلدة حتى الآن، وهي تكاد تكون مخفية بين المنازل القائمة، ومنها منزل المختار (عُمْدة القرية) والمدرسة التي تستخدمها السلطات الإسرائيلية كمستشفى للأمراض العقلية".
وتختم عقل حديثها بالقول "نتمنى عودة جميع اللاجئين الفلسطينيين إلى قراهم".
وتشير تقديرات فلسطينية إلى أن 531 قرية ومدينة فلسطينية قد طهرت عرقيا ودمرت خلال نكبة العام 1948 .
وبعد عدة أسابيع من المجزرة، وتحديدا في منتصف مايو/ أيار، أُعلن عن إقامة دولة الاحتلال الإسرائيلي، بعد تهجير نحو 800 ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم، وما زالوا حتى الآن (هم وذرياتهم) "لاجئين" في مخيمات ومدن تقع في الضفة وغزة والأردن ولبنان، وسوريا، وبقية دول العالم.
/110
رقم: 499346