QR codeQR code

منبر الجمعة

تحذير من تفاقم الوضع جراء الأزمة الحكومية..ومن خطر مواجهة سوريا للتقسيم

تنا بيروت

10 Jun 2011 ساعة 21:36


احتل المشهد اللبناني الواجهة الأساس التي شكلت محور خطباء الجمعة من دعوة للإسراع في تشكيل الحكومة في ظل ما يعنيه اللبنانيون من أزمات اقتصادية واجتماعية وفي خضم الحديث عن قرب ولادتها في القريب العاجل . هذا بالإضافة الى تفاقم الوضع الأمني في سوريا وخطر مواجهة التقسيم والتفكيك كما يراد لها من قبل المشاريع الأميركية الصهيونية . 
فقد سأل الشيخ عفيف النابلسي: هل يُخطىء الشعب وهو يطالب مسؤوليه بتسريع تأليف الحكومة؟ أو عندما يطالب أن تستقيم أمور الدولة والمؤسسات بعدما شهد خيبات وإخفاقات كثيرة في هذا المجال؟ وأضاف: وماذا إذا تأخرت مسيرة تأليف الحكومة, فهل يجوز أن تتوقف سائر المؤسسات الأخرى أم عليها أن تضاعف من جهودها لئلا تغيب الدولة بالمطلق. وحتى لا يشعر المواطن أنه عاد إلى جاهليات غابرة! 
وفي الشأن السوري اعتبر  أن ارتفاع وتصاعد الهجمة الغربية والدولية ضد سوريا وتسعيرها إعلامياً محاولة لاختراق الطبقة الخراسانية الصلبة في هذه الأمة التي كانت وما تزال سداً منيعاً في وجه المؤامرات والمشاريع الأميركية والإسرائيلية.
وإنّ اجتماعات الدول الغربية وغيرها بغرض إضعاف سوريا وتفكيكها إلى دويلات كما يحصل في السودان وليبيا وكما هو مخطط لمعظم دول المنطقة سينتهي بالفشل. وإنّ إحالة ملف سوريا إلى مجلس الأمن لحملها على التسليم بالشروط الأميركية-الإسرائيلية لن تكون عواقبه آمنة على مصالح الدول التي تشترك وتدعم أي قرار يدين سوريا. 
خاتماًَ بالقول:"  إذا كان الظن من كل هذه المؤامرات أن تضعف وتتصدع سوريا. أو إعطاء الاسلحة للإرهابيين ليعيثوا فساداً وقتلاً لخنق النظام ومحاصرته فإنهم واهمون.  مخاطباً الإدارة الأميركية بالقول : عليكم أن تنتظروا وعلى العالم أن ينتظر كيف سترد سوريا وكيف سيرد الشعب السوري وكيف سترد الأجيال المقاومة في هذه الأمة على الغطرسة المتمادية لهذه الدول المتكبرة التي تستخدم مجلس الأمن لا لصيانة الأمن والسلم الدوليين بل لزرع الفوضى وافتعال النزاعات وإشعال الحروب في مجتمعاتنا ليصفو له سرقة ثرواتنا بالكامل. 


كما اعتبر نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان أن لبنان يعيش اليوم حالة تردد . وطالب الدولة أن تسرع في تنظيم شان الناس بتشكيل حكومة الإنقاذ لتضع الأمور في مواقعها وفي نصابها الصحيح فنعمل سويا لإنقاذ البلاد ووضعها على الطريق المستقيم.


من جهته، قال العلامة السيد علي فضل الله أن  لبنان أصيب بدوار جديد بين أحلام التّفاؤل بولادة الحكومة، وحمى التّشاؤم التي تصرّ على ربط مصير البلد بكلّ ما يجري من حوله، ليبقى على لائحة الانتظار، ويبقى رهين التّطوّرات في المنطقة، وليتجرّع المزيد من الآلام الاقتصاديّة، ويعاني جرّاء اللاإستقرار السّياسي، ويبقى في دائرة الاستهداف الأمنيّ. 
داعياً  المسؤولين إلى الاستفاقة من غفلتهم، لفتح الطّرق أمام كلّ المحاولات التي من شأنها تحصين البلد داخليّاً، بدلاً من انتظار تعليمات الخارج. 
قائلاً :"  أما آن الأوان لنزع حقول الألغام أمام تشكيل الحكومة، حتى لا تضيع الدّولة ويضيع الشعب تحت ذرائع سقطت وحجج تتبدّل كلّ يوم، فتارة تتّصل المشكلة بالأحجام، وطوراً بالمواقع والمناصب، وتارة أخرى بالأسماء؟ إنّنا نحاول أن نقنع النّفس بأنّ هذه الدوّامة السّياسيّة التي تؤدّي إلى الهاوية قد انتهت، لنطمئن اللبنانيين بأنّ الحكومة التي انتظروها آتية، علّها تخفّف ولو قدراً يسيراً من آلامهم التي تفاقمت بفعل الأنانيات، حتى تحوّلت إلى آلام مستعصية على المعالجة.
متوجهاً الى اللبنانيين بالقول:"مارسوا حريّتكم وقراركم ولو لمرّة، وستعرفون عندها مدى قدرتكم على تعديل السّياسات وتبديل الحكّام، وإنّنا بغير ذلك لن نكون شعباً جديراً بوطن أفضل ".

وفي الموضوع الفلسطيني، اعتبر فضل الله أن الشّباب الفلسطيني والسّوري عند أطراف الجولان  أعادوا   توجيه البوصلة مجدداً نحو فلسطين،وأكدوا إرادة أهلها بالعودة إليها، رفضاً لكلّ هذا الواقع الذي فرضه الكيان الصّهيوني بالقوة، والذي يسعى المجتمع الدولي إلى تثبيته تحت عنوان التّفاوض الذي يريدونه، تفاوض الذّئب مع الحمل. داعياً  إلى إبقاء هذه الرّوح الثوريّة وإنعاشها بكل الوسائل، لئلا تضيع في متاهات الصّراعات الداخليّة.. وندعو الأمّة إلى وقفة مسؤولة أمام ما يجري في فلسطين المحتلة. 
قائلاً أن  السّبيل الوحيد لتطويق هذا المخطّط وإسقاطه، يتمثّل في أن تعمل الشّعوب العربيّة والإسلاميّة، بكلّ فئاتها وطلائعها الواعية، على وأد الفتنة، وكفّ يد الأجنبي عن العبث بأوضاعها الداخليّة، ودفع عجلة الإصلاح إلى الأمام قُدماً.



أما المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان فقد  دعا "إلى وقف كل السجالات وكل التنظيرات وكل الاجتهادات التي لا تؤدي إلى شيء، بل من شأنها زيادة حال الانقسام، وحال الاحتقان والتشرذم، في وقت أحوج ما نكون فيه إلى رصّ الصفوف وإعادة إحياء عمل المؤسسات وفي مقدمها مؤسسة مجلس الوزراء التي لم يعد جائزاً ولا مقبولاً من أي فريق كان في هذا البلد أن يرمي كرة تعثر التأليف في أي مرمى، خارجياً كان أم داخلياً، لأن في ذلك تهرّباً من المسؤولية الوطنية، وإقراراً فاضحاً بعدم قدرة اللبنانيين.
 إقليمياً ،اعتير قبلان انه في ظل الظروف الإقليمية والدولية الضاغطة التي تستوجب من الجميع جهوداً جبارة وتضحيات كبرى تمكننا من مواجهة ما يحضّر لهذه المنطقة من خرائط جيوسياسية جديدة تكون في خدمة المشروع الأميركي الصهيوني، وبالخصوص الشقيقة سوريا التي لا تزال تشكل العقبة الأساسية إذا لم نقل الوحيدة بوجه الأطماع الصهيونية، وذلك من خلال دعمها للقضية الفلسطينة، ووقوفها بقوة إلى جانب حركات المقاومة. مضيفاً  ان ما تتعرض له سوريا اليوم من ضغوط ومحاولات تطويق وتطويع لها يكشف بوضوح حجم الاستهدافات التآمرية وخطورتها على المنطقة ويؤكد أن المشروع الأميركي الصهيوني مستمر وقائم على قدم وساق".
بدوره دعا امام مسجد صيدا الشيخ ماهر حمود فريق الرابع عشر من آذار الى وقف إشهار شعار "العبور إلى الدولة" والتوقف  عن هذا الأمر  حتى نصل بالحد الأدنى إلى تحديد المسؤولية في موضوع الموازنة ، فلا ينبغي الحديث عن الدولة قبل كشف أسرار الميزانية والديون المتراكمة . قائلاً :" يا ليت هؤلاء يلقون نظرة سريعة على تاريخهم البعيد ثم القريب وعلى مواقعهم مرورا بالتأكيد بكلامهم للسفراء والمبعوثين الأميركيين ، والذي انكشف في وثائق الويكيليكس ولا شك أن الذي يستخف بالمقاومة ودورها البعيد والقريب في ترسيخ دعائم الدولة وبنائها ، لا يحق له الحديث عن الدولة وبنائها ". 



رقم: 52739

رابط العنوان :
https://www.taghribnews.com/ar/report/52739/تحذير-تفاقم-الوضع-جراء-الأزمة-الحكومية-ومن-خطر-مواجهة-سوريا-للتقسيم

وكالة أنباء التقريب (TNA)
  https://www.taghribnews.com