" عودوا إلى مرابع الخير وابتعدوا عن بؤر الفساد والمنكر كونوا خيرا لأخياركم فالخلافات والاضطرابات التي تجري في المنطقة تؤدي بنا إلى الهلاك فليتعظ الحكام وتسن القوانين العادلة"
منبر الجمعة
استنكار للأحكام الجائرة في البحرين...ودعوة للوقوف الى جانب سوريا
تنا بيروت
24 Jun 2011 ساعة 20:00
" عودوا إلى مرابع الخير وابتعدوا عن بؤر الفساد والمنكر كونوا خيرا لأخياركم فالخلافات والاضطرابات التي تجري في المنطقة تؤدي بنا إلى الهلاك فليتعظ الحكام وتسن القوانين العادلة"
شكل موضوع تشكيل الحكومة اللبنانية ارتياحاً واسعاً لدى خطباء الجمعة الذين دعوا الى ضرورة دعمها خاصة في ظل الظروف الراهنة ومواجهتها لتحديات كبرى داخلياً وخارجياً . كما ظلت الأحداث في سوريا والطوق الدولي الذي يحاول محاصرتها موضعاً للبحث ، كذلك تم استنكار الأحكام القضائية الجائرة التي أصدرت بحق بعض المعارضين البحرانيين والدعوة الى الرجوع عن هذا القرار .
فقد رأى الشيخ عفيف النابلسي أن تشكيل الحكومة هو التحدي الأهم في استمرار مسيرة الدولة التي اصطدمت في الأشهر الماضية بمخاطر الصراعات الداخلية والتطورات الاستراتيجية التي تشهدها المنطقة.
و أضاف ان التحدي الجديد اليوم يتمحور حول تعزيز بناء الدولة المستقلة القوية المنظمة, وفي تحقيق الاصلاحات السياسية والاجتماعية وفي قطع دابر الالتزامات الخارجية المدمرة للوطن ووحدته وسلمه الأهلي والتي شكلت في الأعوام الماضية جسراً للقوى الخارجية للعبور إلى مصالحها ومشاريعها الاستعمارية.
إقليمياً قال النابلسي :"إننا ننكر على الحكومة البحرينية الاحكام القضائية الجائرة بحق عدد من رموز المعارضة البحرينية. إذ ما زال النظام الملكي البحريني مصراً على ركوب موجة السياسات الهوجاء, والاستمرار في النهج التعسفي في قمع المظاهرات السلمية, واتخاذ الإجراءات الكيدية والطائفية في إدارات الدولة بحق شرائح واسعة من المواطنين البحرينيين بحجة عدم التزامهم بالقوانين العامة".
وأضاف "إننا نعتقد أن مثل هذه السياسات الخاطئة تزيد من حدة التشنجات والانقسامات داخل صفوف الشعب البحريني ولا تقدم حماية أمنية للنظام بل تعمق مأزوميته وتحشره في نفق لا نهاية له. لذلك نقول لهذا النظام البائس أن العودة إلى العقل والتعامل بإنسانية مع أفراد الشعب البحريني والمسارعة إلى تحقيق إصلاحات جديدة كفيل بإنهاء الأزمة برمتها".
وفي الشأن السوري ، اعتبر أن الإصلاحات التي تقدم بها الرئيس الأسد مؤخراً من أكثر الخطوات قيمة وغنى وتقدماً على مستوى المنطقة العربية. والتي من شأنها إعادة العلاقات الوشائجية بين أبناء الشعب السوري إلى عهدها السابق من الألفة والوحدة والمحبة, وتحفيز الحراك السياسي في إطار واقع تشاركي يقوم على الحوار والشفافية والخدمة الوطنية بعيداً عن إملاءات الغرب الذي لن يرضى عن كل الاصلاحات التي تحققت حتى الآن إلى أن يضمن خروج سوريا من جبهة الممانعة ضد العدو الإسرائيلي وهذا ما لن يحصل على الإطلاق.
من جهته، قال نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان "نحن نرفض الظلم وخاصة ما يجري في البحرين فهذا الظلم مرتعه وخيم، فالحاكم يستمر بعدله واما بظلمه فهو نحو طريق الزوال، نرفض الاعتداء على اهل البحرين وعدم انصافهم وعدم التجاوب مع مطالبهم، فشعب البحرين شعب يخاف الله والظلم مرتعه وخيم على صاحبه". مخاطباً إياهم:" عودوا إلى مرابع الخير وابتعدوا عن بؤر الفساد والمنكر كونوا خيرا لأخياركم حاربوا الشر من نفوسكم نريدكم امة صالحة، فالخلافات والاضطرابات التي تجري في المنطقة تؤدي بنا إلى الهلاك فليتعظ الحكام وتسن القوانين العادلة" .وطالب بتجديد الفريق المؤمن الملتزم ليكون مع الامام المهدي (ع) الذي سيخرج انشاء الله ليصلح ما فسد فكونوا عونا لبعضكم وصوتا صارخا في داخلكم ابتعدوا عن المنكرات والبغي كونوا مع الله ليكون الله معكم.
من جهة أخرى، دعا سماحته اللبنانيين للاتعاظ من الماضي الأليم الذي مر به لبنان، وفتح صفحة جديدة مبنية على التسامح والود والصفح وعدم التحدي لبعضنا البعض، قائلاً :"علينا كمسلمين ومسيحيين ان نكون يدا واحدة لنبني لبنان ونحصنه ونعمل على ازدهاره واستقراره، فعلينا ان نكون خيرا للناس ولا نكون شرا ونعمل لحماية مجتمعنا وتحصينه من المنكرات والفساد والفتن، فاذا اردتم ان تكونوا كبارا في بلادكم فاحفظوا ألسنتكم عن الكلام المسيء والحقد والنميمة، فالانسان الكبير كبير بقيمه واخلاقه وإنسانيته".
بدوره، قال السيد علي فضل الله "إنَّنا في الوقت الّذي نقدِّر لشعوبنا الثّائرة والسّاعية إلى التّغيير طموحاتها وآمالها، بعد كلّ هذه الآلام التي تحمّلتها لعقودٍ مضت، نؤكِّد عليها أن تعمل لقطع دابر التدخّل الخارجيّ من جهة، وقطع دابر الفتنة في الدَّاخل من جهةٍ ثانية، لأنَّ الفتنة السياسيَّة والمذهبيَّة هي السّلاح الأمضى الّذي تعمل محاور الاستكبار للدّخول من خلاله إلى كلّ الساحات الشعبيَّة والجماهيريَّة، لقلب الطّاولة على الطّموحات العفويّة والطبيعيّة لشعوبنا، وللعبث بالمنطقة كلّها.
وفي الشأن السوري اعتبر فضل الله أنَّ الإدارات الغربيَّة لا تريد لهذا البلد العربيّ والإسلاميّ أن يلتقط أنفاسه ليحرّك عجلة الإصلاح في الواقع، بل تسعى لكي يبقى في دائرة الاستهداف وتحت وابل الضّغوط. ولذلك، فإنَّنا في الوقت الّذي نستشعر خطورة الموقف فيما هي الخطّة الغربيَّة السّاعية لإثارة الضّغوط خدمةً للعدوّ، نؤكِّد على القيادة السوريَّة أن تستعجل حركة الإصلاح الميدانيّ، حمايةً لواقعها وشعبها، ودرءاً لكلّ الخطط والمؤامرات الخارجيّة.
و في موضوع البحرين، قال سماحته :"كنَّا قد استشعرنا خيراً فيما دعت إليه السّلطات لجهة الحوار مع المعارضة، وشجّعنا كلّ هذه الخطوات الّتي اعتقدنا أنّها تطلّ بالبلد على مرحلة جديدة، وأنّها السبيل الوحيد للتعاون وحلّ المشاكل في البحرين، ولكنّنا فوجئنا بالخطوات الأخيرة القاسية الّتي استهدفت عدداً من قادة المعارضة تحت عناوين واهية، ونحن نرى في ذلك محاولة جديدة لقطع الطّريق على كلّ مساعي الحلّ، وسعياً جديداً لتعطيل الحوار الذي كنّا نأمل أن ينطلق من قواعد صلبة ومتينة تحمي الواقع البحريني وتصون البلد".
واضاف أنَّ استمرار الكيان الصّهيونيّ في مناوراته العسكريَّة الّتي طاولت في الآونة الأخيرة كلَّ قطاعات المجتمع الصّهيونيّ، يشير إلى أنَّ العدوّ يبيِّت نوايا عدوانيَّة جديدة، وقد لا تقتصر هذه المرَّة على لبنان فحسب، بل قد تطاول دولاً أخرى.
وفي الشأن اللبناني لفت فضل الله الى ان لبنان يستعدّ لفصلٍ سياسيّ جديد تدخل فيه الحكومة إلى ميدان العمل،
مؤكداً على ضرورة تحصين البلد أمام العواصف الّتي ينتظر أن تهبّ عليه من أكثر من مكان، يتطلّب الارتفاع إلى مستوى المسؤوليّة التاريخيّة الّتي تظهر لبنان قويّاً متماسكاً بوحدته أمام هذه التحدّيات.
بدوره رأى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان أن الأغلبية الساحقة من الناس تعيش القلق والفاقة، تعيش الخوف مما تخفيه الأيام المقبلة، في ظل إشارات غير مطمئنة تدل على أن الآتي قد يكون مثقلا بالمفاجآت غير السارة وغير السليمة بالنسبة إلى المنطقة وبالخصوص إلى لبنان، وما يجري في سوريا، وما يمارس من ضغوط دولية وإقليمية بهدف محاصرة سوريا وإخضاعها وإسقاط خيارها في الممانعة والمقاومة، ليس خدمة لنشر الديموقراطية والحرية، بل خدمة للكيان الصهيوني، وأملا في صناعة شرق أوسط جديد، تكون فيه إسرائيل هي الأقوى.
وأضاف: "كل ذلك يجعلنا نتوجه بالنداء إلى كل القيادات والزعامات العربية ندعوها فيه للوقوف إلى جانب سوريا، وقطع الطريق على هذه المؤامرة الكبرى التي تستهدف من خلال سوريا ولبنان كل المنطقة العربية والإسلامية، وعلى جامعة الدول العربية أن تقوم بالخطوات اللازمة في هذا السياق لوقف هذا الانهيار المريع للكيان العربي الذي تشكل سوريا فيه أحد دعائمه الكبرى وركائزه المنيعة".
وناشد الشيخ قبلان الجميع "التنبه لما قد نواجه من مخاطر وتحديات كبرى إذا لم نسارع جميعا وبالتحديد نحن في لبنان للوقوف إلى جانب هذه الحكومة، وتقديم كل الدعم والمساندة لتمكينها من العمل لأجل كل اللبنانيين بعيدا عن منطق الكيدية والاستفزازية ووضع العصي في الدواليب فهذه الحكومة للجميع، وندعوها لأن تكون للجميع، وإن كانت من فريق واحد ولون واحد بحسب توصيفات البعض".
مكتب بيروت
رقم: 54314