"التجمع كان صوت المقاومة الموّحد الأمر الذي أدى الى تحول عاطفي باتجاه المقاومة والى الالتفات الى الصراع العربي – الإسرائيلي "
"تجمع العلماء المسلمين"
صوت المقاومة والوحدة الإسلامية من لبنان الى العالم
تنا بيروت
1 Jul 2011 ساعة 23:31
"التجمع كان صوت المقاومة الموّحد الأمر الذي أدى الى تحول عاطفي باتجاه المقاومة والى الالتفات الى الصراع العربي – الإسرائيلي "
لم تكن ولادة "تجمع العلماء المسلمين" ولادة طبيعية إذ نشأ في ظل ظروف واحداث طارئة تمثلت بالإجتياح الإسرائيلي للبنان في حزيران عام ١٩٨٢. و إثر انعقاد مؤتمر "المستضعفين" في طهران بمشاركة وفد من لبنان كان انبثاقه بمباركة الإمام الخميني (قده) حيث تأسس التجمع من مجموعة من العلماء من الطائفتين السنية والشيعية .
يعتبر المسؤول الإعلامي والثقافي في التجمع الشيخ محمد عمرو أن الساحة الإسلامية آنذاك كانت مفككة ضعيفة وتبعاً لتوجيهات الإمام بضرورة مقارعة العدو الصهيوني بشتى الوسائل توجه العلماء الى لبنان وتولوا قيادة الساحة الإسلامية . وكان لهم دور بارز في قيادة مجموعة من التحركات الميدانية والشبابية لافتاً الى أن التجمع هو أول من بث روح المقاومة في روح الأمة إن في لبنان أو في فلسطين في ظل احتلال الأرض والمقدسات . متحدثاً عن ثلاث مراحل مرّ بها التجمع : بداية من قيام العلماء بتحضير الأرضية المناسبة لعمل وفكر المقاومة فشرع العلماء من على منابرهم ومساجدهم يؤكدون على موضوع المقاومة في اي ظرف وكيفما كان.ويتابع عمرو انه في هذه الفترة حصل توقيع اتفاق السابع من ايار عام ١٩٨٩ المذّل بين الحكومة اللبنانية والعدو الصهيوني الامر الذي استدعى تحركاً مضاداً من قبل التجمع بغية اسقاطه وهكذا حصل فقد قام التجمع بحركة اعتراضية وشعبية وصولاُ الى اقامة اعتصام في مسجد بئر العبد حيث قام مجموعة كبيرة من المجاهدين والعلماء والناس بالاعتصام والاستنكار وحصلت آنذاك مواجهة بين المتظاهرين والجيش اللبناني وسقط الشهيد محمد نجدي حينها، وكانت الشرارة التي اسقطت بدورها اتفاق السابع عشر من ايار .
بعدها تابع التجمع حركته في اتجاه تفعيل دور العلماء والمجاهدين والذي أثمر انسحاب العدو الصهيوني الى ما سماه الشريط الحدودي في احتلاله لبعض القرى الجنوبية والبقاعية . وكل ذلك حصل قبيل ولادة المقاومة مقاومة حزب الله حيث كما يقول عمرو هُيئت الأرضية والنفسية والعاطفية للناس لأهمية وجود المقاومة ودورها في مقارعة الاحتلال.
أما المرحلة الثانية فتجلت بعد ظهور المقاومة الى العلن كمقاومة جهادية عسكرية توجه التجمع في هذه المرحلة الى الخارج الى كل ساحات العالمين العربي والغربي داعياً الى الوحدة والى نشر فكر المقاومة أينما حلّ من كشمير وباكستان وصولاً الى الفاتيكان وروما وفرنسا وبريطانيا ، باختصار يجزم عمرو أن التجمع كان صوت المقاومة الموّحد الأمر الذي أدى الى تحول عاطفي باتجاه المقاومة والى الالتفات الى الصراع العربي – الإسرائيلي لأن العرب في تلك الفترة غالباً ما كانوا غائبين عن جشع واطماع الصهاينة. في تلك الفترة ايضاً صدر عن التجمع مجلة "الوحدة الإسلامية" الناطقة باسم المقاومة وتطرح كذلك فكر وحدوي .
وفي الفترة الممتدة ما بين عامي ١٩٩٠ و٢٠٠٠ اصدرت مجلة "البلاد" الصادرة عن التجمع والتي كانت توزع في اكثر من ستين دولة وكان لها أثر بالغ خاص في المناطق المحتلة من جنوبي لبنان .
وتتلخص المرحلة الثالثة الممتدة الى اليوم والتي بدأت بعد التحرير عام ٢٠٠٠ حيث توجه التجمع الى بيته الداخلي خاصة مع اطلالة إرهاصات الفتنة السنية الشيعية . ولفت عمرو الى ان الذي يواجه الفتنة هم العلماء والذي يثيرها كذلك هم العلماء لذا عمد التجمع الى فتح ابواب الانتساب اليه وعقد عدة مؤتمرات واهمها "المؤتمر العلمائي العالمي" الذي عقد في بيروت عام ٢٠٠٣ وجمع لأكثر من ٣٠٠ شخصية علمائية من كبار علماء العالم .
مؤكداً ان التجمع في كل تلك المراحل كان وما زال يحمل ثلاث ركائز : وحدة المسلمين ، المقاومة الاسلامية، وفلسطين.
إدارياً ، يتوزع التجمع الى اربع مجالس : مجلس الامناء يضم كبار علماء التجمع ومؤسسيه مؤلف من اربعة علماء . كذلك يضم مجلس الادارة ستة علماء والمجلس المركزي ستين عالماً أما الهيئة العامة فتضم مئة وثمانين عالماً . ويذكر ان العلماء يتوزعون مناصفة في جميع المجالس بين السنة والشيعة .
وعن المعايير المتبعة لقبول انتساب العلماء يقول عمرو ان على عالم الدين ان يكون ممارساً لعمله اي كخطيب او امام لمسجد او استاذ في الحوزة والاهم ان يكون مؤمناً بفكرة الوحدة الاسلامية .
من جهة أخرى ، يقول رئيس مجلس الامناء الشيخ احمد الزين الذي يعتبر من مؤسسي التجمع وأكبر العلماء سناً أن وظيفة العلماء هي الدعوة الاسلامية خاصة في الظروف العصيبة والامور الطارئة متحدثاً عن فترة انشاء التجمع في طهران للتصدي للعدوان الصهيوني الحاصل في لبنان وولدت فكرة البدء بالتجمع انطلاقاً من العلماء المجتمعين انفسهم بمباركة الامام الخميني(قده) . معرجاً على فترة اسقاط اتفاق السابع عشر من ايار حيث وصف وقفة العلماء آنذاك بالوقفة الجريئة والانتصار الوطني الكبير . كاشفاً عن مشروع يضم سائر العلماء من العالم الاسلامي بحيث يتم تجاوز الحدود اللبنانية في ذلك ويصبح التجمع عالمياً .
وعن موضوع الوحدة الاسلامية يعتبر الزين ان "المصلحة الحقيقية تكمن في هذه الوحدة" وعدم الانجرار الى الفتنة التي توقع الضعف . مستطردا ان المسلمين ويبلغ عددهم اليوم مليار و٤٠٠ مليون مسلم يعيشون في حالة من الضعف والهزال يتفرجون على اسرائيل كيف تنفذ مشاريعها وتهدم المساجد . وان سبب عدم تقدمهم هذا هو اخذهم بالناحية العاطفية وليس العملية ان كانت سياسية او اقتصادية او غيرها . خاتماً بالقول ان علينا ان نتبصر بالقرآن الذي اتى بالطرق التي نستطيع ان نحقق فيها النصر للأمة.
اعداد وتحرير : زينب حاوي - مكتب بيروت
رقم: 55029