أكّد الأمين العام لحزب الله، السيّد حسن نصر الله، أنّ لبنان أمام مرحلة جديدة في ما يتعلّق بترسيم الحدود البحرية، داعياً الكيان الصهيوني إلى وقف استخراج الغاز من حقل «كاريش».
موقع KHAMENEI.IR الإعلامي
السيّد نصر الله: المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام نهب ثروات لبنان
تنا
12 Jun 2022 ساعة 20:00
أكّد الأمين العام لحزب الله، السيّد حسن نصر الله، أنّ لبنان أمام مرحلة جديدة في ما يتعلّق بترسيم الحدود البحرية، داعياً الكيان الصهيوني إلى وقف استخراج الغاز من حقل «كاريش».
دعا الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، في كلمة الخميس 09/06/2022، إلى أن تتحوّل قضية ترسيم الحدود البحرية إلى قضية وطنية كبرى، مشدّداً على أن المقاومة «لن تقف مكتوفة الأيدي أمام نهب ثروات لبنان، وجميع الخيارات مطروحة وموجودة على الطاولة مفتوحة».
وأشار سماحته إلى أن الثروة في المياه اللبنانية كبيرة، «وهي ملك الشعب اللبناني والأمل المتبقي لإنقاذ لبنان، والأمل الوحيد لمعالجة المشكلات المالية والاقتصادية والإنسانية، وهي الأمل للمستقبل». وأضاف: «أمام هذه المخاطر يجب أن يشعر جميع اللبنانيين بالمسؤولية الوطنية والإنسانية والدينية ويجب أن يبدأ العمل»، مؤكداً أن لبنان أمام قضية لا تقل أهمية عن قضية تحرير الشريط الحدودي المحتل.
ولفت السيد نصر الله إلى أنّ «الخطر الأول من الاعتداء على الحدود البحرية هو سلخ مساحة كبيرة جداً من لبنان بما تحويه من حقول وثروات»، في حين أن الخطر الثاني يتمثّل في أنّ «لبنان ممنوعٌ من استخراج نفطه، وهذه مشكلة على اللبنانيين التفكير في حل لها».
وأضاف: «الأمريكي والإسرائيلي هدّدا الشركات التي تقدمت بعروض للتنقيب واستخراج النفط من المنطقة اللبنانية... جميع دول حوض المتوسط بما فيها قبرص ومصر تعمل على التنقيب واستخراج النفط من مياهها إلا لبنان وسوريا».
ورأى الأمين العام لحزب الله أنّ «الخطر الثالث هو إفراغ الحقول التي تمتد إلى بلادنا»، محذراً: «الوقت ليس في مصلحة لبنان وكل يوم تأخير سيخسر لبنان مال وثروة هي من حقه»، ومعلناً في الوقت نفسه أن الهدف المباشر يجب أن يكون «منع العدو من استخراج النفط من حقل كاريش ووقف نشاطه هناك، فليس مهماً أين تقف السفينة سواء جنوب الخط 29 أو شماله لأن الخطر هو أن العدو سيستخرج من منطقة متنازع عليها».
القدرة على الردع
السيد نصر الله شدد على أن «المقاومة تملك القدرة المادية والعسكرية والمعلوماتية والبشرية لمنع العدو من استخراج النفط من حقل كاريش». وتابع: «أقول للبنانيين إن إجراءات العدو لن تستطيع حماية المنصة العائمة ولن تحمي عملية الاستخراج من حقل كاريش».
بناء على ذلك، أعلن سماحته أن «المقاومة تلتزم أمام الشعب اللبناني أنها قادرة على منع العدو من استخراج النفط والغاز من كاريش»، مستدركاً: «قادة العدو عندما يتحدثون عن الحرب يعرفون أن ما ستخسره إسرائيل هو أكثر بكثير مما سيخسره لبنان، فارتكاب إسرائيل أي حماقة ستكون تداعياتها وجودية على الكيان الغاصب والمؤقت لا إستراتيجية فقط».
كذلك، شدد السيد نصر الله على أن «توحيد الموقف الرسمي اللبناني يعطي قوة، فحين يرى العدو موقفاً موحداً من لبنان ستكون حساباته مختلفة»، ودعا الجميع إلى أن يرتقوا إلى مستوى هذه المعركة «لأنها تعني ثروة ومصير ومستقبل البلد».
توحيد الموقفين الرسمي والشعبي
في هذا السياق، أوضح سماحته أن «توحيد الموقف الرسمي بين الرؤساء الثلاثة، ومن خلفهم الدولة بمؤسساتها، يعطي قوة للمفاوض اللبناني»، خاصة أنّ «في المعركة الوطنية الكبرى» لا بدّ من «الارتقاء إلى مستواها، والخروج من الزواريب السياسية الضيّقة».
وتابع: «المطلوب هو الموقف الرسمي والموقف الشعبي الموحَّدان مع عناصر القوة الموجودة في لبنان»، لافتاً إلى أن في هذه الحالة «سننتصر في هذه المعركة بالتأكيد».
ولفت السيد نصر الله إلى أنّ «المهتمين والحريصين، ممّن يدعون إلى توقيع المرسوم الذي يقضي بتثبيت الخط الـ29، يبنون عليه توقعات غير صحيحة، بناءً على التجربة». وأضاف: «نحن أمام عدوّ لا يعترف بقرارات دولية، والمنطق الوحيد الذي يسير عليه هو منطق القوة والاستعلاء. ووفق التجربة هو لا يستجيب لأي قرار دولي، ويستجيب تحت الضغط والمقاومة فقط (هكذا) انسحب بالقوة عام 2000 (من لبنان)، وأيضاً من قطاع غزة» في 2005.
سحب سفينة التنقيب
الأمين العام لحزب الله كرّر موقف المقاومة وهو أنّها «لن تقف مكتوفة الأيدي أمام نهب ثروات لبنان وجميع الخيارات مطروحة وموجودة على الطاولة». وقال: «على الشركات المالكة لسفينة التنقيب أن تسحبها سريعاً، وعليها تحمل مسؤولية ما سيلحق بها من أضرار مادية وبشرية... من حقنا عمل ما يلزم لجمع المعلومات المطلوبة لأي خيار يمكن أن نلجأ إليه».
وذكر سماحته أنّ المقاومة «ستتابع الوضع ساعةً بساعة، ويوماً بيوم، ومن حقنا جمع المعلومات المطلوبة من أجل اتخاذ أي قرار»، معلناً تشكيل الحزب «ملفاً بشأن كل ما يرتبط بالغاز والنفط والثروة الموجودة في البحر واليابسة، وترسيم الحدود ومزارع شبعا».
في الختام، أعاد السيد نصر الله تأكيد أن حزب الله ليس طرفاً في التفاوض «ولن يكون جالساً على طاولة المفاوضات ولكنه يراقب الوضع»، معلناً أيضاً أن الحزب قرر تشكيل ملف داخله يتعلق بكل ما يرتبط بالنفط والغاز في البحر واليابسة وترسيم الحدود. وأضاف: «اخترنا لهذا الملف النائب السابق نواف الموسوي وسيكون هدفه جمع المعلومات وتنفيذ الدراسات وتقديم الاقتراحات».
/110
رقم: 553190