"تاريخ زعماء الطائفة السنية بريء من هذه اللغة التحريضية فالسنّة يجمعون ولا يفرقون"
إطلالة الحريري المتلفزة
فقدانه للسلطة أفقده توازنه ..وشوه الحقيقة باسم الحقيقة
تنا بيروت
13 Jul 2011 ساعة 18:32
"تاريخ زعماء الطائفة السنية بريء من هذه اللغة التحريضية فالسنّة يجمعون ولا يفرقون"
لاقت إطلالة رئيس الوزراء السابق سعد الحريري التلفزيونية أمس، والتي تعتبر المرة الاولى التي يخاطب بها اللبنانيين منذ الثالث عشر من آذار الماضي ، مجموعة ردود فعل مختلفة تراوحت بين اتهامه بالتحريض بين السنة والشيعة وبين سيره بركب الغرب بشكل أعمى، بالإضافة الى النقد اللاذع الذي توجه إليه لجهة فقدانه السلطة ومحاولته لافقاد لبنان الوطن .
فقد لفت وزير المال محمد الصفدي الى ان الحريري "لم يكن مضطراً إلى توسّل الغرائز المذهبية ليحرّض عليه وعلى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، فهو بذلك يخرج أولاً عن تراث أبيه ويشوّه الحقيقة باسم البحث عن الحقيقة"، مشيرا الى ان "الشيخ سعد لم يعرض للبنانيين برنامج المعارضة في وجه الحكومة لأنه يريد إسقاطها في الشارع وليس في البرلمان".
ورأى الصفدي ان "حكومة الحريري سقطت باستقالة دستورية قام بها عدد من الوزراء لم يكن الوزير الصفدي من بينهم، وسقطت لأن سعد الحريري ومعه قيادات ١٤ آذار قبلت في الدوحة بالثلث المعطل الذي اعترض عليه يومها الوزير الصفدي منفرداً فلماذا عاد الحريري وقبل في الحكومة التي ترأسها هو بعد الدوحة".
وأسف الصفدي "لأن يكون صدر عن الحريري هذا الكلام النابي بحق ميقاتي والصفدي"، معلنا "اننا نتغاضى عن الإساءة الشخصية، لكننا لا ولن نفرّط بكرامة طرابلس التي نمثلها بإرادة أبنائها، فطرابلس ليست ملكاً لأحد ولا الطائفة السنية يمكن اختصارها بشخص مهما علا شأنه، فكما أن لا أحد أكبر من بلده، كذلك لا أحد أكبر من طائفته".
ورأى الصفدي ان "الكلام التحريضي الذي استخدمه الحريري ضده وضد ميقاتي وبغض النظر عن مخاطره الأمنية عليهما، هو تحريض للناس على بعضهم البعض في طرابلس وغيرها"، متسائلا "ألا يكفي التحريض المذهبي بين السنة والشيعة وبين السنة والعلويين لكي يضاف إليه التحريض بين السنة أنفسهم؟".
واعلن ان "تاريخ زعماء الطائفة السنية بريء من هذه اللغة التحريضية فالسنّة يجمعون ولا يفرقون ولبنان بحاجة اليوم إلى تثبيت وحدته الوطنية بالأقوال والأفعال وإلى رؤية جديدة تدفع به إلى الأمام، لا إلى خطاب غرائزي يشدّ به إلى الوراء".
كما قال الوزير السابق وئام وهاب أنه "بدا واضحاً أن فقدان الرئيس الحريري السلطة أفقده توازنه، فهذا الأمر يجب أن يتعايش معه، وفقدان السلطة يجب ألا يجر البلاد الى مواجهات سياسية غير محسومة أو أكبر منا، إن على صعيد لبنان او المنطقة، لذا أتمنى على الرئيس الحريري ألا يساهم فقدانه للسلطة بفقدانه الأداء وإدخال لبنان في مشاريع أكبر منه، فالتوقيت غير مناسب".
وتابع وهاب "أستبعد أن يكون المجتمع الدولي جاهزا لتلقي أوامر "١٤ آذار" وتدفيع لبنان الثمن على الصعيدين المالي والاقتصادي، خصوصاً ان الأمر يصبح مكشوفاً بشكل كبير، فهذا له آلياته المعينة".
بدوره ،رأى رئيس جمعية "قولنا والعمل" الشيخ أحمد القطان أن "رئيس الحكومة السابق سعد الحريري ممثل فاشل، بل مخيب لآمال الكثير من اللبنانيين، لأنه ظن مخطئاً أنه يستطيع خداع معظمهم"، معتبراً أنه "لم ولن يخدع إلا نفسه، وبعض الذين يسيرون في ركبه أو يسير في ركبهم من القوى الانقلابية، أي ما تبقى من "١٤ آذار".
رأى الشيخ القطان أن في كلام الحريري "دلالة واضحة على أعذار أراد أن يقدمها للبنانيين، علّها تكون عوضاً عن فشله في رئاسة الحكومة السابقة، كما يدل على أنه لا يسعى إلا وراء المنصب والكرسي من خلال إثارة النعرات المذهبية الضيقة، ولو كان على حساب دم والده".
كما استغرب الشيخ القطان "التبعية المطلقة التي أظهرها سعد الحريري للغرب عموماً، وللولايات المتحدة الأميركية وفرنسا خصوصاً، حيث أكد في كلامه وقوفه في وجه المقاومة خدمة للإستكبار العالمي، وإرضاء للمجتمع الدولي، ولو كان ذلك على حساب استقرار لبنان وأهله، مستبعداً فرضية كون العدو الإسرائيلي هو من اغتال الرئيس رفيق الحريري".
رقم: 56412