ويعكس حرص العديد من الدول على الحضور والمشاركة في فعاليات المعرض عمق علاقات الصداقة التي تربط هذه الدول بسورية والتعاون المثمر والمتنامي بما يخدم المصالح المشتركة وبناء جسور من التواصل المرتكزة على قاعدة اقتصادية تتفاعل في مخرجاتها على المستويات التجارية والاجتماعية والثقافية تختصر المسافات بين الشعوب وتؤسس لعلاقات انسانية متناغمة بعيدة الأثر.
وتأتي فنزويلا في مقدمة المشاركين في المعرض والتي حلت في الدورة الماضية ضيف شرف بوفد ضم ۱۳۹ رجل اعمال وكانت المرة الأولى التي تتخذ فيه إدارة المؤسسة العامة للأسواق والمعارض الدولية المنظمة للمعرض قراراً بأن تكون إحدى الدول ضيفة شرف على المعرض حيث وقع الاختيار على فنزويلا البلد الصديق لسورية.
وقال عماد صعب سفير فنزويلا في دمشق لوكالة سانا إن مشاركة فنزويلا في معرض دمشق الدولي هي ذات مغزى مهم جدا بالنسبة لنا وتأكيد على تضامننا والتزام الحكومة البوليفارية الفنزويلية بقيادة الرئيس اوغو تشافيز والشعب الفنزويلي مع الشعب والحكومة السورية بقيادة الرئيس بشار الأسد.
وأضاف صعب أنه في هذه المرحلة التي تحاك فيها المؤامرات ضد سورية وشعبها من المهم ان نرى في معرض دمشق الدولي مشاركة بلدان صديقة كالأرجنتين وفنزويلا للتأكيد على سير الحياة الطبيعية في سورية مشيراً إلى أن المعرض مليء بالمواطنين السوريين الذين يرغبون بالمشاركة وممارسة حياتهم العادية رافضين أي نوع من المؤامرة التي تسعى إلى تشويه صورة سورية وضرب أمنها واستقرارها الذي تنعم به.
وأعرب صعب عن امله بأن تشارك فنزويلا في الدورة القادمة للمعرض وكل ما تنظمه سورية في المستقبل من فعاليات للتعاون والعمل سويا. وتواظب إيران احدى الدول البارزة في حجم المشاركة على حضور دورات المعرض وبمشاركة متميزة وجناح واسع مرسخة حضورها بشكل ملحوظ على مستوى العلاقة مع زوار المعرض فضلا عن فتح قنوات تواصل وعقد صفقات مع تجار ومستثمرين ورجال أعمال.
وقال كاظم الموسوي مدير الجناح الإيراني إن مشاركة إيران في الدورة الحالية ككل الدورات السابقة والجناح الايراني من أكبر الأجنحة في المشاركات الدولية فهو حلقة في سلسلة التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين من مشاريع استثمارية مشتركة في قطاعات الكهرباء والإسمنت وصناعة السيارات ومشاريع اخرى قيد الدراسة في الصناعات الثقيلة إضافة إلى مشاريع انتاجية تنموية.
وأشار إلى أن ما يميز مشاركة هذه الدورة اضافة الى المشاركة في معرض السيارات المقام ضمن المعرض هو وجود مجموعة من الشركات الصناعية بهدف تعزيز التواصل مع التجار ورجال الاعمال السوريين وعقد صفقات واعمال مشتركة تنعكس بالفائدة على الطرفين مشيراً الى أن الجناح الإيراني يأتي في مقدمة الأجنحة العربية والدولية الأكثر جذباً للزوار وهو يعبر عن ترابط وعلاقات الصداقة القوية بين الشعبين في البلدين.
وقالت رولا شامية التي تعمل في قسم البيع في الجناح الإيراني إن المعروضات الإيرانية تشهد إقبالاً واهتماماً واسعين من زوار المعرض الذين ينتظرونها بحماس كل عام ولا سيما المواد الغذائية التي تنوعت هذا العام بين الحلويات الشعبية والعسل والتمور والبهارات وأبرزها الزعفران اضافة لمنتجات صناعية كالساعات المزخرفة بالآيات القرآنية الكريمة مشيرة الى أن المنتجات الإيرانية تلبي رغبات الزوار من حيث تنوعها واسعارها.
ولا تغيب اندونيسيا عن دورات المعرض بما يعكس العلاقات الاقتصادية المتنامية بين سورية واندونيسيا كما قال جمال داوود من القسم الاقتصادي بالسفارة الاندونيسية مضيفاً أن مشاركة اندونيسيا في الدورة الثامنة والخمسين تنبع من الحرص على تعزيز العلاقات الثنائية وتوسيع آفاق التعاون ورفع مستوى التبادل التجاري والاقتصادي وتشجيع المستثمرين في كلا الجانبين على إقامة مشاريع تنموية اضافة الى الترويج للسياحة الاندونيسية في سورية.
وأشار داوود إلى أن مشاركة اندونيسيا في المعرض تركزت على عدد من المنتجات التي تصنعها اندونيسيا من مواد غذائية ومصنوعات خشبية وادوات كهربائية والورق وهو منتج اندونيسي مهم يصدر الى السوق السورية اضافة الى المشروبات الساخنة من مكونات الشاي والبن اللذين تشتهر بهما اندونيسيا الى جانب مجموعات من المواد التجميلية عدا عن الألبسة من الزي الاندونيسي المصنوع من القماش الباتيك الخاص بأندونيسيا.
كما تشارك ماليزيا في المعرض للعام الرابع على التوالي وقال سمير صدقي مدير العلاقات العامة في السفارة الماليزية إن ماليزيا تولي اهتماماً كبيراً للمشاركة في دورات المعرض بصورة مستمرة منذ عام ۲۰۰۸ انطلاقاً من رؤية ماليزيا الى سورية كبلد يمتلك مزايا عديدة لاقامة مشاريع استثمارية ناجحة في قطاعات مختلفة واستغلال الفرص المتوفرة للاستثمار في تنمية العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين وفتح قنوات من التواصل بين رجال الاعمال والشركات الماليزية والسورية.
وأشار صدقي إلى تطور العلاقات الاقتصادية والتجارية بين سورية وماليزيا بشكل مضطرد حيث برز في هذا الاطار تبادل الزيارات الرسمية من الجانبين والتي أسفرت عن تشكيل المجلس التجاري السوري الماليزي لتنفيذ مشروعات مشتركة لزيادة التجارة وفرص الاستثمار سواء في ماليزيا او سورية وتعزيز دور القطاع الخاص إلى جانب الحكومة في تنمية هذه العلاقات وتوسيع آفاق التعاون وخاصة ان هناك لجنة سورية ماليزية مشتركة ويرتبط البلدان باتفاقيات ومذكرات تفاهم في مجالات التشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات والخدمات الجوية وتطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة والتكنولوجيا والمعلومات والمصارف والطاقة والنقل والتي ترجمت في بعض منها الى مشاريع على ارض الواقع وهي مرشحة للمزيد في المستقبل.