عقب رجال الدين وشخصيات بحرينية معارضة على اقراح شيخ الازهر "احمد الطيب" خلال كلمته بمؤتمر "التعايش والسلام"، الى الحوار الشيعي السني في المملكة؛ معربين عن ترحيبهم لهذه الدعوة ومؤكدين في الوقت نفسه على ان "الازمة التي يعيشها البلد لا تنجم عن خلافات مذهبية بين مواطنيه الشيعة والسنة، وانما هي ازمة سياسية بامتياز".
واستصرحت وكالة انباء التقريب بين المذاهب الاسلامية (تـنا)، عددا من الشخصيات البحرينية الشيعية والمعارضة، الذين اعربوا عن ترحيبهم لدعوة "الشيخ احمد الطيب"، لكن اكدوا في الوقت نفسه على "وجود ازمة سياسية في البحرين وربما العديد من الدول الاسلامية، وهي ناجمة عن نهج وسلوك الانظمة الحاكمة وليست الخلافات المذهبية".
وفي هذا السياق، يؤكد رئيس المجلس العلمائي الاسلامي في البحرين "السيد مجيد المشعل"، على ان العلماء والمواطنين الشيعة في البلاد لا يعارضون الحوار بين المذاهب الاسلامية وانما العكس يرحبون بذلك، لكن البحرين والى جانبها العديد من الدول الاسلامية تعاني من ازمات سياسية بحاجة ماسة الى حوار وطني وليس حوار مذهبي.
واضاف "السيد المشعل" في تغريدة نشرها عبر تويتر عقب خطاب امام الازهر (الاسبوع الماضي)، ان "ان العلاقة بين اتابع المذاهب الاسلامية في البحرين ودول اسلامية اخرى جيدة، ولا تعكرها سوى تحركات شاذة من قبل عناصر متطرفة لا يتجاوز عددهم، تعداد اصابع اليد".
وختم رئيس المجلس الاسلامي العلمائي في البحرين، موقفه هذا بالتاكيد على، ان "المعارضة السياسية او المطالبة بالحقوق الوطنية لا يدل على انعدام المحبة للوطن او العمالة الى الخارج".
اما، عضو الهيئة المركزية بالمجلس الاسلامي العلمائي البحريني "الشيخ محمد حسن خجستة"، فقد اعرب عن ترحيبه بهذه الدعوة وعدم رفضها؛ قائلا "بل واكثر من ذلك فنحن لطالما كنا من رواد اقامة الملتقيات والمؤتمرات الحوارية والتقريبية".
واضاف "خجستة" في حوار خاص مع وكالة "تنـا" : اليوم نوجه خطابنا الى شيخ الازهر، باننا في البحرين والمنطقة لا نواجه خلافات مذهبية الى النماذج القليلة التي لا تمثل مذاهبها بل تعبر عن نفسها، لان اتباع كلا المذهبين (الشيعي والسني) بريئة من هكذا اصوات نشاز من فئة قليلة.
وتابع : اننا في المنطقة، لسنا بحاجة الى الحوار بين المذاهب، ذلك ان الدول الاقليمية لا تعاني الازمات المذهبية، بل من ازمات سياسية حقيقية.
وتابع رجل الدين البحريني، قائلا : نحن في البحرين بحاجة الى حوار وطني حقيقي، بين السلطة والشعب المظلوم الذي حرم من كافة حقوقه؛ هذا الشيء الذي نحن بحاجة اليه ونتوقعه من شيخ الازهر الشريف.
واوضح عضو الهيئة المركزية في المجلس الاسلامي العلمائي، ان مشكلة البحرين تجم عن النظام الجائر الذين حللتم عليه ضيفا، والمتوقع من سماحكتم في ظل مكانتكم السامية لدى العالم الاسلامي، ان تعملوا على ترسيخ ركائز الحوار الوطني الذي يجمع بين السلطة في البحرين مع شعبها، وايضا انظمة اقليمية اخرى مع شعوبها المضطهدة؛ وذلك على غرار مطالبة بابا الفاتيكان، ملك البحرين برعاية حقوق الانسان وحقوق شعبه فيما يخص اصدار احكام الاعدامات بحق السجناء السياسيين.
واستطرد "الشيخ خجستة" : ان الشعب البحريني محروم اليوم من اقامة ابسط شعائره الدينية؛ وقد بلغ الامر بالسلطة ان منعتنا لسنوات طويلة من اقامة صلاة الجمعة في البلاد واداء فرائضنا الدينية.
ولفت رجل الدين البحريني (في تصريحه لوكالة انباء التقريب)، بان السلطة في البحرين تجرم اداء فريضة الخمس الدينية على مواطنيها الشيعة.
وتساءل هذا الناشط البحريني، بان هل يخفى على شيخ الازهر الشريف، بان الشعب البحريني يمنع حتى من احياء مراسم تكريم اهل بيت الرسول الاكرم (ص)، وزيارة المراقد المقدسة التي تعد جريمة وفق قانون ونهج السلطة.
وختم خجستة، ان المتوقع من شيخ الازهر هو توجيه دعوة الى حكومة البحرين وسائر الانظمة الاقليمية بالجلوس الى طاولة الحوار الحقيقي مع شعوبها، وبما يؤدي الى خروج هذه الدول من الازمات السياسية، والتي تشكل مشكلة اساسية في البحرين والحجاز والعديد من دول المنطقة.
وعلى الصعيد نفسه، يؤكد عضور حركة 14 فبراير البحرينية المعارضة "ابو بتول البحراني"، على عدم وجود اي اشكال عموما بشان الدعوة التي صدرت عن شيخ الازهر بشان الحوار بين الشيعة والسنة لتكريس ظروف ايجابية، متسائلا في الوقت نفسه عن خلفية وهدف هذه الدعوة.
واضاف "ابو بتول" مصرحا لـ "تنا" هو الاخر : هل الدعوة هذه تاتي في سياق دعاية اعلامية او سياسية، او دعوة حقيقة لعقدحوار حقيقي؟ وما هي المحاور والقضايا الذي يستند هذا الخطاب اليها؟ وهل يوافق السعوديون على هذه الدعوة؟
واستضاف النظام البحريني ما يسمى بـ "ملتقى البحرين للحوار بين الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني"، خلال الفترة من 3 إلى 4 نوفمبر الجاري في المنامة، بحضور ملك البحرين، ومشاركة مشاركة شخصيات دينية من دول مختلفة وعلى راسهم شيخ الازهر "أحمد الطيب"، ورئيس الفاتيكان "البابا فرنسيس".
ووجّه شيخ الأزهر خلال كلمة ألقاها في ختام المؤتمر، نداء الى علماء الشيعة الى
"عقد حوار إسلامي-إسلامي" بهدف نبذ "الفتنة والنزاع الطائفي في وقت تشهد دول عدة في المنطقة وحول العالم توترات على خلفية مذهبية". كما توجه بنداء إلى "علماء الدين الإسلامي في العالم كله على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم ومدارسهم"، إلى "المسارعة بعقد حوار إسلامي إسلامي جاد، من أجلِ إقرار الوحدة والتقارب والتعارف تُنبَذ فيه أسباب الفرقة والفتنة والنزاع الطائفي على وجه الخصوص".
نهاية الخبر